"الاستقلال المالي" هو حلم يمنّي أفراد كثيرون أنفسهم بالوصول إليه، إلّا أن قلّة من الناس تعمل على تحويل ذلك الحلم إلى حقيقة، من خلال إدراك الأساسيات التي تقود إلى ذلك الطريق وتتبع نصائح الأثرياء والمتخصّصين في مجالات المال، علمًا أن بعض الخطوات البسيطة يُساهم في مساعدة المرء في الوصول إلى الاستقلال المالي.
نصائح تعبّد طريق الاستقلال المالي
يقول المستشار المالي ومدرّب التطوير الشخصي الدكتور سالم باشميل لـ"سيدتي. نت" إن "الخطوة الأولى والأهمّ، في إطار تحقيق الاستقلال المالي، تتمثّل في إدراك المرء لتفاصيل الميزانيّة الخاصّة به أي الإيرادات والمصروفات"، مشيرًا إلى تمرين بسيط متعلّق هو تدوين على ورقة كل أرقام الإيرادات (الراتب الشهري والمكافأة المنتظمة وإيجار عقار منتظم...)، وذلك في النصف الأوّل، أمّا في النصف الثاني من الورقة فتكتب المصاريف (إيجار السكن ومصاريف المدارس ومبالغ التغذية...). يلفت المستشار إلى أن "غالبية الناس تدرك الإيرادات، لكن تغفل عن دقائق المصاريف، ما يُحدث "الثقوب" الماليّة التي تجعل المال يتسرّب، فلا يمكن بعد ذلك ادخاره". ويعلّق المستشار أهمّية على تعدّد مصادر الدخل، في إطار التخطيط المالي، كما على الادخار، فيقول إنّه "ينبغي تغيير المفهوم تجاه الادخار، فهو ليس عقوبة بتاتًا، إنما هو تقليل المتعة الحالية الصغيرة حتى تصبح متعة مستقبلية كبيرة أعظم".
ويوضّح المستشار أن "كلّ النفقات الذي يذهب الى أمور غير ضرورية يتطلّب الإلغاء، لأن تلك المبالغ سيحتاج المرء إليها في وقت لاحق لأمور ضرورية"، مضيفًا أنّه "لا بدّ أن يدرك المرء مصاريفه بشكل جيّد، من دون إهمال المصاريف الصغيرة او الاستهانة بها، لأن القارب الكبير قد يغرق جرّاء ثقب صغير!". ويدعو المستشار إلى إشراك أفراد الأسرة، بما في ذلك الأبناء الصغار في الهدف المالي، حتّى لايظنّوا أن والدهم (والدتهم) دخلت في موجة البخل، فمعرفتهم بالهدف ستجعلهم يتضامنون معه ويساعدونه على تحقيق ما يبغاه.
نقد للطوارئ
حسب المستشار، لا بدّ من تكوين نقد للطوارئ، الذي يساوي ستّة أضعاف الدخل الشهري. مثلًا: إذا كان دخل المرء الشهري هو ثلاثة آلاف فلا بد أن يمتلك 18 ألف ريال للحالات الطارئة، كحالة طبّية عاجلة أو صيانة كهربائيّة مُستعجلة أو أي أمر طارئ إيجابي قد يساهم به لأحد أفراد العائلة.