المطربةُ لطيفة حالةٌ فنيةٌ غنائيةٌ قد لا تتكرر كثيراً، أعجب بصوتها الموسيقار محمد عبد الوهاب، ولم يلحن لها، واكتفى بالنصح والتوجيه من باب الصداقة العائلية بينهما، وقال لها في أول مقابلة: «بخري صوتك»، خوفاً من الحسد، ثم التقت الشاعر الغنائي عبد الوهاب محمد في بداية مشوارها الفني، فتبنّى موهبتها مع الموسيقار عمار الشريعي، حيث قدمت عشرات الأعمال الغنائية، ثم أنتجت لنفسها ما يزيد على 35 ألبوماً غنائياً، مثل: «عندك شك في إيه»، و«حبك هادي»، و«أكتر من روحي بحبك»، و«أقوى واحدة»، ثم مؤخراً، ألبوم «لطيفة 2022»، الذي حقق نجاحاً كبيراً وأثار ضجة، وعادت لطيفة لتحتل الترند على السوشيال ميديا محققة أرقاماً قياسية تجاوزت 50 مليوناً خلال أيام قليلة، واحتلت صدارة اليوتيوب عالمياً بثلاثة من كليبات الألبوم الذي ضم 5 أغانٍ فقط. ما حققته لطيفة كان مدخلاً لبداية الحوار معها في مقابلة حصرية لـ «سيدتي».
القاهرة | مصطفى عبد العال Mustafa Abdulaal
تصوير | محمد سيف Mohamed Seif
تنسيق الأزياء | جوني متى Jony Matta
مكياج | دينا الكاشف Dina Al-Kashef
شعر | ديفيد من صالون محمد الصغير David from Mohamed Al Sagheer Salon
موقع التصوير | فندق ريكسوس العلمين Hotel Rixos Alamein
تصفحوا النسخة الرقمية العدد2162 من مجلة سيدتي
ألبومك «لطيفة 2022»، الذي صدر مؤخراً حقق نجاحاً كبيراً، فلماذا هذا التوقيت، وكيف جاءت الفكرة؟
لم أطرح أي أغنية منذ عامين، لكن العام الماضي طرحت أغنية «سنجل»، وبعدها استمر التردد بطرح أغاني «منفردة»، أو ألبوم جديد.
قابلت سالم الهندي، رئيس شركة روتانا للصوتيات، في مكتب بدبي، وتحدثنا سوياً، وصرحت له بجاهزيتي بست أغانٍ، فوافق، وهو من إنتاج شركة لايتسول، على أن تتولى روتانا التوزيع لمدة 5 سنوات. والألبوم كوكتيل يتضمن أغاني متنوعة عراقية وتونسية ومصرية، وهو ما اعتدت عليه منذ بدايتي في الغناء بألا يقتصر الألبوم على لون واحد؛ لأن جمهوري كبير، ولا بد من إرضاء كل الأذواق. وقد قمنا بطرح خمس أغانٍ، وتم تصويرها في كليبات، وسيتم طرح الأغنية السادسة خلال أكتوبر المقبل.
فرحة بالغة
بماذا تفسرين أن ثلاث أغان من الألبوم حققت مشاهدات عالية جداًعلى قنوات يوتيوب خلال أيام، وهو ما يُعدّ نجاحاً لافتاً، خاصة بعد غياب؟
الحمد لله، فهي فرحة بالغة؛ لأني تعبت على هذا الألبوم خلال العامين الماضيين؛ حيث سجلت في مصر وبيروت ودبي، وصورت الأغاني الخمس، والتحدي الكبير يكمن في طرحها كلها مصورة. ميني ألبوم «لطيفة 2022» يضم 6 أغانٍ، منها 3 أغانٍ باللهجة المصرية، وأغنيتان باللهجة العراقية، وأغنية باللهجة التونسية، وقام بتصويرها فيديو كليب المخرج اللبناني المقيم في كندا شريف ترميميا. الحمد لله، الألبوم عمل ترنداً قبل طرحه، وهذا أسعدني كثيراً لأن الجمهور ينتظر من لطيفة أعمالاً جديدة، بعد توقف عامين، وقد وصلت المشاهدات إلى أكثر من 45 مليون مشاهدة في أسبوع.
تابعي المزيد:النجمة دانييلا رحمة: لا أستطيع تجسيد شخصية لا أصدقها
سوف أعود إلى القصائد الشعرية والغناء بالخليجي في ألبوم كامل يجري الإعداد له مع بداية 2023
ما يقدم بوصفه مسرحاً غنائياً حالياً هو في موسم الرياض ويسعدني وجود مسرح غنائي بهذه الروعة
هل كان هذا النجاح مفاجئاً؟
بصراحة، كان مفاجأة من العيار الثقيل، ولم أكن أتوقع أن هذا الألبوم سيُحدث هذه الضجة إطلاقاً، وأن الجمهور ينتظر نوعية هذا الطرب من لطيفة، فقد تقبّل المصريون غنائي باللهجة المصرية، والتونسيون باللهجة التونسية، والخليجيون باللهجة الخليجية، كما فوجئت باستحسان الجمهور بغنائي باللهجة العراقية.
لقد أحبّ الجمهور الموسيقى التي قدمتها؛ فهي موسيقى جديدة وتوزيعات جديدة مع أصوات جديدة وموضوعات مختلفة، وهو ما استحسنه الجمهور، ففي تونس استمع الجمهور التونسي للأغنية التونسية «طار طار» للمرة الأولى، التي أصبحت ترنداً في السعودية بعد يوم واحد من طرحها، كما أصبحت الأغنية العراقية ترنداً، وكذلك المصرية، وكذلك ظهرت الترندات لأغانيّ في كندا وبلجيكا... إلخ.
لماذا التفاوت في ترندات أغانيك وتنوع مستمعيها من دولة إلى أخرى؟ وأن كل أغنية من الألبوم لقيت نجاحها الخاص من جمهور في منطقة معينة، لماذا؟
عندما يقابلني جمهور الساحل الشمالي بمصر يتغنّون بإحدى الأغاني الجديدة، ويقولون إنها أعطتهم طاقة إيجابية، فأنا أرى أن الناس أصبحوا مع ثورة الإنترنت أسرة واحدة يمكن أن يستمعوا ويستحسنوا طرباً من كل جهة في العالم، وأنا سعيدة بهذا النجاح.
طاقة جديدة
خلال رحلة لطيفة بين أول ألبوم وألبوم 2022، قدمت 35 ألبوماً غنائياً بمختلف الألوان واللهجات، فما المتغيرات التي حدثت معك خلال هذه السنوات؟
صمتت قليلاً، ثم قالت: شعرت في الألبوم الأخير «لطيفة 2022» ببدايتي مع «أرجوك اوعى تغير»، و«أكثر من روحي بحبك» مع عمار الشريعي، أول ألبوم أقدمه، لكن في الماضي كان هناك الإذاعة والتلفاز والسجادة الحمراء، وغيرها، لكن حالياً أنت تشاهد النجاح لايف على الهواء، وتتابع المستمعين والمشاهدين يدخلون على اليوتيوب مباشرة يشاهدونك ويسمعونك؛ ما ولّد في داخلي طاقة جديدة وطموحاً مستمراً، خاصة أن لدي أشياء جديدة ومتنوعة أريد تقديمها للجمهور، سواء في السينما أو الطرب، وأتطلع إلى أن تلقى استحسان الجمهور، فأنا لا أكرر نفسي، أنتج ما أراه جديداً عندي، وأكون راضية عنه، وكان من الممكن أن أقدم كثيراً من الأغاني مثل «بحب في غرامك»، التي لاقت نجاحاً كبيراً، لكن التجديد مطلوب دائماً.
ارتبطت مع الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب بصداقة منذ وصولك مصر، وكنت أحد اكتشافاته؟
بالفعل، هو جاء إلى الأكاديمية لسماعي؛ حيث استدعاني إليه معهد الموسيقى العربية، وأول من شجعني على الغناء، واعتمد صوتي في الإذاعة، وذهبت عنده إلى البيت في الزمالك، وسمع صوتي أيضاً هناك، وكانت بيننا صداقة كبيرة، ووقتها كنت أعمل مع الراحل عمار الشريعي، وابتدأت أول ألبوماتي معه، ونصحني عبد الوهاب حينذاك بعد نجاحي قائلاً: حالياً استطعت عمل بصمة قوية، وعليك الاستمرار في هذا الاتجاه، فلم يرد أن يعود بي إلى الأسلوب الكلاسيكي، وقال لي: بخري صوتك خوفاً من الحسد.
أسلوب حياة مختلف
ما ملحوظاتك الشخصية على الموسيقار عبد الوهاب من خلال زياراتك العائلية في بيته؟
دائماً أقول إن هؤلاء العباقرة، أمثال الراحل عبد الوهاب، لهم أسلوب حياة مختلف، عندما دعاني إلى منزله مرات عدة رأيت فيه شخصاً يتصف بالاتزان، فلكل شيء موعده، الأكل، والمشي... وعادة كان يسمي الموهبة بأسماء جديدة، فعندما اجتمعت معه وقال له عمار لطيفة كانت تسأل أن يكون اسمها مثل لطيفة عبد الوهاب أو غير ذلك من الأسماء، فنصحني بالتمسك باسمي وعدم التخلي عنه إطلاقاً. وبرر ذلك بأن ملايين المستمعين عندما يعرفونني سيتذكرون اسمي في اليوم الواحد أكثر من عشرين مرة مثل: «هذا شيء لطيف، الجو لطيف، الأغنية لطيفة... وغيرها»، فسعدت بهذه الملاحظة القوية التي أتذكرها دائماً.
تميزت بالغناء بلهجات متعددة، وكانت اللهجة الخليجية إحداها، وكان لك تجربة غنائية ناجحة بالشعر النبطي للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لماذا لم تكرري مثل هذه التجربة الفريدة؟
بالعكس، أنا كررت الغناء بالشعر النبطي، فغنيت أكثر من عشر قصائد للراحل الشيخ زايد، وهذا كان أكبر باب فُتح لي في حياتي، فأنا أعدّ هذا الفتح بسبب دعوات أمي؛ لأني بتلك الأغاني استطعت أن ألتحق بمعهد الموسيقى العربية للدراسة في مصر، بعد ذلك غنيت للأمير بدر بن عبد المحسن، وللشيخ محمد بن راشد، وهو لم يكن شعراً نبطياً، لكن قصائد شعرية، وغنيت «خليجي» كثيراً، وسوف أعود إلى القصائد الشعرية والغناء بالخليجي في ألبوم كامل يجري الإعداد له مع بداية 2023.
صديقاتي منذ الطفولة والمراهقة، كانوا يلقبونني بسيادة اللواء؛ لأنني كنت منظمة وملتزمة وحازمة
الحب يعني وسيظل يعني العطاء والتسامح والصدق وعدم الخيانة، فإذا لم يكن كذلك فهو ليس حباً
تجارب لم تتكرر
هناك ثلاثة أسئلة وراءها علامات تعجب، تجربة سينمائية ناجحة لم تتكرر، تجربة مسرح غنائي ناجحة لم تتكرر، تجربة دراما ناجحة لم تتكرر، لماذا؟!
تضحك قائلة: «والله الأسئلة جميلة»، في السينما كانت البداية مع يوسف شاهين، وقد زرته قبل وفاته بشهر في بيته للاحتفال بعيد ميلاده، وكان مريضاً جداً، وأمسك بيدي في أحد أركان منزله، وقال: «عديني بشيء،» فسألته: «ماذا؟» فقال لي: «عديني بتقديم أعمال سينمائية كثيرة، ولا تتركين السينما»، لكني وجدت هذا الأمر بالغ الصعوبة فيكفيني إنتاج أغنياتي؛ لأن السينما مرهقة، فإنتاج أعمال قيمة ليس أمراً سهلاً على الإطلاق، إضافة إلى أنني لست متمكنة من المجال السينمائي مثل تمكني من المجال الغنائي، وهذه حقيقة، فأنا أستطيع عمل مائة ألبوم غنائي في العام، لكن لا أستطيع تقديم فيلم كل عشر سنوات، فضلاً عن أن السينما الغنائية والاستعراضية مختلفة، وتحتاج إلى سيناريو جيد وأغانٍ شائقة وأفكار مبهرة في التصوير، وعلى الرغم من ذلك شاركت في فيلم «سكوت حنصور»، ولم أقدّم بعده أي فيلم غنائي في السينما حتى الآن.
وأضافت: «أنا محظوظة جداً كوني قدمت مسرحاً غنائياً لمنصور رحباني، وطوال حياتي منذ الطفولة وأنا احلم وأتغنى بموسيقى الرحباني، وأتذكر أن منصور رحباني اتصل بي وكان بجواري يوسف شاهين حينما كنت أنهي أغاني فيلم «سكوت حنصور»، وسألني عن الاتصال، وقلت له: «منصور رحباني يدعوني للغناء في المسرح الغنائي»، فقال لي: «انهي عملك فوراً، واتجهي إلى بيروت للمشاركة في هذا العمل»، وهذا ما حدث، وتعلمت اللهجة اللبنانية، وغنيت في المسرحية الغنائية، لكن حالياً أين المنتج الذي يستطيع إنتاج مسرح غنائي؟ غير موجود على الإطلاق.
أعتقد أن ما يقدم بوصفه مسرحاً غنائياً حالياً هو في موسم الرياض، فقد حضرت مسرحيتين هناك لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، ومسرحية عبد الحليم، وقد انبهرت بمدى جودة هذه الأعمال الناجحة، وكان المخرج لهذه المسرحيات خيري بشارة، كنت سعيدة جداً بوجود مسرح غنائي بهذه الروعة والإضاءة والفريق الفني، والاستعراضات، والديكور، والملابس. حقاً إنه شيء مبهر. وفي النهاية، يجب أن أعترف أنه لا يوجد مسرح غنائي في المنطقة، ولا سينما غنائية، فهذه المجالات لا بد أن يكون هناك قرار لإنتاجها، وإنفاق كبير وباهر عليها.
أما الشق الأخير من التساؤل عن الدراما، فقد عرض عليّ المؤلف أحمد عبد الفتاح والمخرج أسامة السعيد، الذي أحترمه وأقدره كثيراً، مسلسل «كلمة سر»، وسأعترف لك بسر في هذا الأمر، وهو أن العاملين في هذا العمل لم يتلقوا أجرهم حتى الآن، لا أنا ولا المخرج؛ لأنه بعد عرضه على قناة «الحياة» حدثت الكثير من المشاكل، والسعيد هو من أفضل المخرجين الذين تعاملت معهم، فقد خسر قضيته ضد جهة الإنتاج، لكنه أنهى عمله ونجح العمل، فأنا أقدره كثيراً على ذلك، وتجربتي في الدراما جميلة جدا لأن فيها الغناء الذي أحبه، وهو متعتي.
تشير التجارب الثلاث إلى أنني حينما أريد تقديم أعمال، لا بد أن تكون صحيحة، وعن اقتناع وشغف، فلا أحب أن أقدم عملاً لمجرد تقديمه فقط، فليس لدي مشكلة أن أقدم أعمالاً سينمائية ودرامية، لكن لا بد أن تكون المطربة موجودة في العمل، الفنانة شادية عندما قدمت عمل «اسألني من أنا»، قدمت العمل بأغانٍ حتى الآن يتغنى بها الناس، على الرغم من أنها قدمت شخصية محزنة لكنها مطربة، فالأساس أن تكون الكتابة محبوكة، وتظهر المطربة في العمل بشكل جيد، وأن تكون الأغاني موجودة ضمن حبكة العمل وليس مقحمة.
متابعة الأعمال الدرامية والسينمائية
بعد خوضك تجارب تمثيلية محدودة، هل يمكن أن تجربي حظك في التمثيل من دون الغناء؟
يوجد فنانون كثر يمكن أن يقدموا دراما، لكن لا يوجد غير لطيفة التي تقدم طرباً وغناء في الدراما أو السينما، فالناس تنتظر مني أن أغني.
أنت متابعة جيدة للأعمال الدرامية والسينمائية، ما الذي يستوقفك في الأعمال مؤخراً؟
أتابع أعمال المخرجين الذين أحبهم، مثل بيتر ميمي، ورضوان حامد. لقد استوقفتني أعمال كثيرة، آخرها «الاختيار» بكل أجزائه، وكذلك توجد أعمال كثيرة في السينما عرضت في مهرجانات القاهرة وفينيسا، وكلها أعمال مبهرة، فأنا عاشقة للسينما، وأتحدث بيني وبين نفسي ليتني أعمل فيلماً أو فيلمين على الأقل في السنة الواحدة، ومن خلال هذه الأفلام أقدم الأغاني التي اختارها، وهذه هي أمنية حياتي.
واقع الحفلات الغنائية
بالنسبة إلى الحفلات الغنائية، لماذا تم تهميشها كثيراً، وخاصة الطربية؟
هي فُقدت أساساً وأصبحت غير موجودة، فخلال جلستي مع أصدقاء لي في الساحل كنا نتساءل عن الحفلات: أين حفلات التلفزيون، وليالي التلفزيون، وغيرهما من تلك المسميات التي كان الجمهور ينتظرها بين الحين والآخر بلهفة وشوق، من دمنهور إلى سوهاج إلى العريش إلى الإسكندرية وغيرها من الأماكن التي يجتمع فيها الناس.
لقد كانت الظروف التي مرت بالأمة العربية سبباً في انقطاع تلك الحفلات، إضافة إلى انتشار كورونا والابتلاءات الأخرى، فنحن في حاجة إلى إحياء الحفلات مرة أخرى، فأنا حزينة لانقطاع حفلات ليالي التلفزيون التي كانت تعرض حفلة كل شهر في كل محافظة مع عدد من المطربين، وتحولت إلى أن المطربين أصبحوا هم من يستأجرون المسارح لإقامة حفلات لهم بشكل عشوائي، وأنا ليست لديّ هذه القدرة العشوائية باستئجار مسرح وإقامة حفلة لي، وأصبحت كلها حفلات شواطئ أو نوادٍ «وهيصة» وليس فيها أي طرب، فلا توجد قيمة فنية في الحفلات ولا مطربين كبار لهم تاريخ في الغناء والطرب، وهذا ما يحزنني.
ليس كما يقال إن أذواق الناس هي التي اختلفت، كل فئة من المطربين لها جمهورها، هاني شاكر له جمهوره، وأنغام لها جمهورها، وشيرين لها جمهورها، ومحمد عبده له جمهوره، وحسين الجسمي له جمهوره، وماجد عبد الله له جمهوره، ولطيفة لها جمهورها... وغيرهم من المطربين.
كما أن حفلات موسم الرياض، وحفلات هلا فبراير، وحفلات قرطاج... وغيرها من تلك الحفلات، لها جمهورها، على الرغم من وجود بعض السلبيات في التنظيم، إضافة إلى الظروف الاقتصادية التي تمر فيها المجتمعات، لكن في النهاية الناس ينتظرون الفن الجميل المؤثر المحبب، على الرغم من تنوع الأذواق.
سيادة اللواء
نشأت لطيفة في بيت والدها من مؤسسة عسكرية، ماذا ترك ذلك في حياة لطيفة؟
سأفصح عن سر بيني وبين أصدقائي وصديقاتي منذ الطفولة والمراهقة، فهم كانوا يلقبونني بسيادة اللواء؛ لأنني كنت منظمة وملتزمة وحازمة، وكلها أشياء ورثتها من أمي، أما أبي، فورثت منه الانتماء والالتزام لبلده والوطن العربي كله، كانت صورة الراحل جمال عبد الناصر أكبر صورة في منزلنا، نشأت على إذاعة صوت العرب، تربيت في بيت لأب فقد أصابعه فداء بسبب الحرب، هذه الأشياء أدركتها عندما كبرت نتيجة حديث أمي وأخي الكبير لي، بأن أبي كان ينزل بجنوده من تونس إلى بنزرت قبل الجلاء من الاحتلال الفرنسي بعربته الخاصة، ويستأجر شاحنة كبيرة لأجل إنقاذ الجنود. وأمي ربتني على أم كلثوم وأسمهان وفيروز وصالحية وعلية، كانت تعلمني أن الفن ليس الصلصال، كانت تقول لي عندما تغني لا بد أن تقفي منتبهة لما تقولينه، فقد كنا نسمع الأغاني على الجراما فون لزكريا أحمد، والسنباطي، وعبد الوهاب، والموجي... وغيرهم من الملحنين العظماء.
هل هناك سن محدد للمطرب أو المطربة يتوقف عنده عن الغناء ويحال إلى التقاعد؟
حسب تدريبه لصوته، فالصوت يتكون من أحبال صوتية تتشابه مع عضلات اليد والجسم، لو قام المطرب بتمرين صوته بشكل مستمر فسيحتفظ الصوت بجلجلته وجماله، وإذا لم يقم المطرب بتمرينه فسيفقد رونقه وجلجلته ويحال إلى التقاعد.
تابعي المزيد:حصرياً بمناسبة «يوم الأم»..سميرة سعيد وابنها شادي..أسرار وأحلام وصداقة من نوع خاص
جمهور السوشيال ميديا يمنحني طاقةً إيجابيةً فوريةً
محمد عبد الوهاب اكتشفني ولم يلحن لي، وهذه نصيحة يوسف شاهين
المطربات هن الأكثر إخفاء لأعمارهن بسبب موضوع التقاعد؟
تضحك كثيراً ثم تقول: لا لا... والرجال أيضاً يخفون أعمارهم، فليس الأمر مقتصراً على المطربات كما تدعي، ولكن حالة إنسانية سواء رجال أو نساء، كل شخص لا يحب أن يصرح عن عمره، خاصة إذا كان كبيراً في السن.
مدرسة الأم
غنيت في عيد ميلاد والدتك أغنية الأستاذ، لماذا؟
أمي تحبها كثيراً جداً، واليوم كنت وأمي نستمع لأغنية الأستاذ، فهي تحب أغانيه. أمي أول لجنة في حياتي، فلا بد أن تستمع لأي أغنية أشرع في طرحها، تستمع للكلمات واللحن وتوزيع موسيقاه.
ماذا تعلمت من عادات أمك الشخصية؟
تعلمت منها الالتزام والتسامح والعطاء، أمي معطاءة جداً، علمتني أن الدنيا لا تساوي شيئاً إذا لم تكوني معطاءة في الحياة لرب العالمين، فالحمد لله أنها أمي، وأنا فخورة جداً بها.
ما الكتاب الذي قرأته وأعجبت به؟
هناك كتبٌ كثيرةٌ أثرت في حياتي، مثل كتاب الأديب التونسي محمود المسعدي «السد»، فقد أثر كثيراً في حياتي، وقرأت، مؤخراً، كتاب الشيخ محمد بن راشد «رؤيتي»؛ حيث استفدت منه بشكل كبير أيضاً.
هل تميلين إلى الكتب التي تسرد تجارب الآخرين؟
إذا كانت لأناس معينين يضيفون إلى تجارب حياتي، وأستفيد من تجاربهم، وأشعر بأنهم أحدثوا تغييراً في مجتمعاتهم وشعوبهم بشكل إيجابي وبناء، فهؤلاء يجب أن نقتدي بتجاربهم.
أنت مولودة في عيد الحب 14/2، ماذا يعني الحب للطيفة؟
الحب يعني وسيظل يعني العطاء والتسامح والصدق وعدم الخيانة، فإذا لم يكن كذلك فهو ليس حباً.
تابعي المزيد:الإعلامية ريا أبي راشد:مهرجان كان الأقرب إلى قلبي وفيه التقيت كبار النجوم لأول مرة