الصدمة النفسية هي استجابة لحدث يجده الشخص مرهقاً للغاية، مثل التواجد في منطقة حرب أو كارثة طبيعية أو التعرُّض لحادث، ويمكن أن تسبب الصدمة مجموعة واسعة من الأعراض الجسدية والعاطفية. وليس من الضروري أن يُصاب كل من يمر بحدث مرهق بصدمة نفسية. ووفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية «APA»، فإنَّ الصدمة هي استجابة عاطفية لحدث مروع مثل حادث أو اغتصاب أو كارثة طبيعية، بوصفها ردَّ فعل على أي حدث يجده مهدداً أو ضاراً جسدياً أو عاطفياً. يمكن للشخص المصاب بصدمة نفسية أن يشعر بمجموعة من المشاعر على حدٍّ سواء بعد الحدث مباشرة وعلى المدى الطويل؛ فقد يشعر بالإرهاق أو العجز أو الصدمة أو يجد صعوبة في معالجة تجاربه، ويمكن أن تسبب الصدمة أيضاً أعراضاً جسدية.
الصدمات النفسية.. أنواعها
إذا استمرت الأعراض ولم تنخفض حدَّتها؛ فقد يشير ذلك إلى أن الصدمة تطورت إلى اضطراب في الصحة العقلية يُسمى اضطراب ما بعد الصدمة «PTSD». وهناك عدة أنواع من الصدمات النفسية، منها:
- الصدمة الحادَّة: تنتج عن حدث واحد مرهق أو خطير.
- الصدمة المزمنة: تنتج عن التعرُّض المتكرر والمطول لأحداث مرهقة للغاية، تشمل الأمثلة حالات إساءة معاملة الأطفال أو التنمر أو العنف المنزلي.
- الصدمة المعقدة: تنتج عن التعرُّض لأحداث صادمة متعددة.
- الصدمة الثانوية أو الصدمة غير المباشرة: وهي شكل آخر من أشكال الصدمة؛ حيث يُصاب الشخص بأعراض الصدمة من الاتصال الوثيق مع شخص تعرَّض لحدث مؤلم.
أعراض الصدمات النفسية
تتراوح أعراض الصدمة من خفيفة إلى شديدة، ولكنها عادة تتمركز حول الشعور بالإنكار والغضب والخوف والخزي والحزن، إضافة إلى مشاعر القلق والكآبة واليأس والتهيج. وقد يكون لدى البعض انفعالات عاطفية، ويجدون صعوبة في التأقلم مع ما يشعرون به، أو الانسحاب من الآخرين. وتُعتبر ذكريات الماضي، حيث يسترجع الشخص الحدث الصادم في ذهنه؛ أمراً شائعاً، وكذلك الإصابة بالكوابيس. أما الاستجابات الجسدية للصدمة النفسية؛ فقد تكون أعراضاً جسدية، مثل:
- الصداع.
- أعراض الجهاز الهضمي.
- الإعياء.
-تسارع ضربات القلب.
- التعرُّق.
وفي بعض الأحيان، يعاني الشخص أيضاً من فرط النشاط، أو كما لو أنه في حالة يقظة دائمة؛ ما يجعل من الصعب عليه النوم. وقد يستمر الأفراد أيضاً في تطوير مشكلات الصحة العقلية الأخرى، مثل الاكتئاب والقلق وغيرها.
اضطراب ما بعد الصدمة
يتطور اضطراب ما بعد الصدمة عندما تستمر أعراض الصدمة أو تزداد سوءاً في الأسابيع والأشهر التي تلي الحدث المجهد. واضطراب ما بعد الصدمة أمر مؤلم ويتدخل في حياة الشخص اليومية وعلاقاته، وتشمل أعراضه القلق الشديد وذكريات الماضي وذكريات مستمرة للحدث. وعارض آخر من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة هو سلوكيات التجنُّب؛ إذ يحاول الشخص تجنُّب الآخرين، ويُفضل الانعزال أغلب الأحيان.
تابعي المزيد: اكتشفي الفرق بين العلاج السلوكي والعلاج المعرفي
علاج الصدمات النفسية
يمكن أن يساعد العديد من العلاجات الأشخاص الذين يعانون من الصدمة في التعامل مع أعراضهم وتحسين نوعية حياتهم، وهناك العديد من طرق العلاج الفعَّالة للصدمات النفسية، أبرزها ما يلي:
1- العلاج النفسي
العلاج النفسي هو علاج الخط الأول للصدمة؛ فمن الناحية المثالية سيعمل الفرد مع معالج يركِّز على الصدمة. وتشمل أنواع العلاج التي يمكن أن يستفيد منها الشخص المصاب بالصدمة ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي
يساعد العلاج السلوكي المعرفي «CBT» الأشخاص على تغيير أنماط تفكيرهم من أجل التأثير في سلوكياتهم وعواطفهم، وهو النهج الأكثر فاعاية لاضطراب ما بعد الصدمة.
- حركة العين الحساسة وإعادة المعالجة
إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها «EMDR»، هو علاج شائع آخر للصدمات، وخلاله يسترجع الأفراد لفترة وجيزة تجارب صادمة معينة بينما يوجه المعالج حركات عيونهم. وهذا العلاج يهدف إلى مساعدة المرضى على معالجة الذكريات المؤلمة ودمجها.
2- العلاجات الجسدية
يستخدم بعض المعالجين تقنيات جسدية لمساعدة العقل والجسم على معالجة الصدمات، وتشمل هذه العلاجات ما يلي:
- التجربة الجسدية: يتضمن هذا النهج معالجاً يساعد الشخص على استعادة الذكريات المؤلمة في مكان آمن.
- العلاج النفسي الحسي الحركي: يجمع هذا النوع من العلاج بين العلاج النفسي والتقنيات القائمة على الجسم لتحويل الذكريات المؤلمة إلى مصادر قوة.
- تحفيز نقاط الوخز: يتضمن الضغط على نقاط معينة في الجسم؛ ما يؤدي إلى حالة من الاسترخاء.
- علاجات اللمس: تشمل علاجات اللمس الريكي والعلاج باللمس.
3- الأدوية
لا يمكن للأدوية وحدها أن تعالج الصدمات أو اضطراب ما بعد الصدمة، ولكنها يمكن أن تساعد الشخص في إدارة أعراض مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم.
* المصدر: «medicalnewstoday.com»
ملاحظة من «سيدتي. نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب مختص.
تابعي المزيد: أسباب وعلاج تكرار الكلام في علم النفس