تتنوع طرق تربية الطفل ما بين القديمة التقليدية، والحديثة الإيجابية، وتختلف كذلك الأساليب ما بين التسلط أو ألتفاهم، وبالرغم من ذلك ما زال الحب هو مفتاح العلاقة التي تربط الأم بطفلها؛ وطفل اليوم ذكي وحساس يشعر بالحب من عدمه، ويعرف إن كان وراء تلك النظرة والكلمة القاسية قلب أم يحبه ويتمنى له الخير، أم أنها قسوة بلا مشاعر دافئة! لهذا هناك 5 لغات للحب يتفهمها الأطفال..ويشعرون بها، وعلى الأم الواعية تعلم اللغة المناسبة لشخصية طفلها للتعامل معه. اللقاء واختصاصية الصحة النفسية الدكتورة بهيرة العلايلي للشرح والتوضيح.
لغات الحب الخمس
- الأم الواعية المدركة لكل صفات طفلها..السلبية قبل الإيجابية، تعلم وعلى يقين بنوعية اللغة وأسلوب التربية الذي تتعامل به مع طفلها.
- وتربوياً هناك خمس لغات للتعبير عن الحب يشعر بها الأطفال، وهي: التلامس الجسدي، وكلمات التوكيد، والوقت النوعي، والهدايا، وأعمال الخدمة.
- مثال: تعد الكلمات لغة قوية في توصيل الحب، والطفل بطبيعته يحتاج لسماع الكثير من كلمات التشجيع والمديح، إذا كانت هي لغته الخاصة.
- والمديح يكون لما يفعله الطفل من إنجازات ومواقف مميزة،والطفل بذكائه وإحساسه البكر يمكنه التمييز بين كلمات المديح الصادقة والمديح المتكرر.
- من المبادئ المهمة في العلاقات بشكل عام والتربية بشكل خاص،مراعاة مبدأ الفروق الفردية، فلكل طفل احتياجه الخاص لاستقبال الحب.
- صحيح أن التشجيع والحب والتلامس والاهتمام والرعاية كلها احتياجات أساسية لدى الأطفال، لكن تتفاوت احتياجات كل طفل للغة عن الأخرى وفقاً لتركيبته الخاصة.
- تعرّفي إلى المزيد: مرحلة الطفولة المتوسطة وعلاماتها المميزة
1-لغة.. التقرب من الطفل
- هي أسهل وأقوى لغة من اللغات الخمس، وعندما يتم التحدث بها بصورة طبيعية يصبح الطفل أكثر راحة وتصل له مشاعر الأم.
- ولا يقتصر الأمر على احتضان الطفل، بل يشمل أنواعاً أخرى من التواصل الجسدي، مثل: اللعب معه، والتربيتة العطوفة بين الحين والآخر، وأداء الألعاب معه في مرحلة الطفولة، وتمرير يدك في شعر طفلك.
- وكلما حافظت على تغذية مشاعر طفلك العاطفية، كان تقديره لذاته أكثر قوة، و إذا كان التقرب الجسدي سلبياً وقت غضبك تجاه طفلك ، فسوف يؤثر عليه ويجرحه لأنك نسيت لغته التي يفهمها.
- تعرّفي إلى المزيد: ضرورة وجود صديق في حياة طفلك.. الأسباب والطرق
2-لغة.. كلمات المديح والتشجيع
- تعد الكلمات لغة قوية في توصيل الحب، فكلمات التشجيع والمديح يحتاج طفلك سماعها كثيراً إذا كانت هي لغته الخاصة.
- والمديح يكون لما يفعله الطفل من إنجازات ونجاحات ومواقف مميزة، لذا يمكن لطفلك التمييز بين كلمات المديح الصادقة، والمديح المتكرر الذي يتم لجعله يشعر بالرضا.
- لهذا للنقد أثر سلبي على الطفل صاحب لغة الكلمات أكثر من غيره، ولتشجيع الطفل على التعاون، تعلّمي أن تطرحي الأسئلة عليه بدلاً من إصدار الأوامر التي عادة ما تجعله ينفر ويبتعد.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف أكون حنونة مع أطفالي؟
3-لغة.. الوقت النوعي لكل طفل
- ويتمثل في الاهتمام الكامل والواضح، الذي يمنحه الوالدان للطفل، وكأنهما يقولان له "أنت مهم ونحب أن نكون معك"؛ وهو أيضاً وسيلة لمعرفة طفلك بشكل أفضل.
- ولا يكبر طفلك على المحادثات النوعية أبداً، لذا من المهم تخصيص وقت لكل طفل من أطفالك، مع الانخراط في أنشطتهم المشتركة بينهم.
- لذا احرصي على تخصيص وقت تقضينه مع نفسك قبل أن تبدئي التفاعل مع طفلك، فكلما كنت منتعشة أصبحت أكثر قدرة على العطاء لعائلتك.
- ويعد وقت النوم أكثر الأوقات فعالية لبداية حديثك معه، فاجعلي وقت القصة طقساً معتاداً مع طفلك.
- ويجب أن يتضمن الوقت النوعي تواصلاً بصرياً حنوناً، فالنظر في عينيه يعد طريقة قوية لتوصيل حبك له أفضل من كلمات كثيرة أخرى.
- كما تعد أوقات تناول الوجبات، والرحلات، والمشي مع طفلك، وتنظيف المنزل، والانتقال بالسيارة؛ أوقات فعالة للحديث معه.
4-لغة..تقديم الحب والهدايا
- وبالرغم من أنها رمز من رموز الحب، فإن من الضروري استخدامها بحذر شديد، ولا بد أن تكون خزانة طفلك العاطفية ممتلئة ليصبح للهدايا أثر عليه.
- فالهدية لغة صادقة عن الحب إذا كانت غير مشروطة، فحين تقدمين هدية لطفلك مقابل عمل يعد ذلك رشوة، والإفراط في تقديم الهدايا يجعل طفلك مادياً ويفقد الهدية قيمتها المعنوية عنده.
- وأحياناً يتجاهل الطفل الهدية ولا يهتم بها، والسبب هو أن خزانته العاطفية فارغة وبحاجة إلى الشعور بالحب باستخدام لغات الحب الأخرى.
- الأطفال الذين تعد الهدايا لغتهم الأساسية، يستجيبون بطريقة مختلفة عندما يحصلون عليها، فهم يهتمون بتفاصيل الهدية ..مثل التغليف، وطريقة تقديمه ومكانه، والبطاقة المرفقة.
5-لغة ..تقديم الخدمات
- حين تكون أعمال الخدمة هي اللغة الأساسية التي تعبرين بها عن حب طفلك، فإن أعمال الخدمة التي تقومين بها ستنقل له مشاعرك بشكل أكبر.
- وفي مرحلة معينة عندما يكون هناك استعداد لدى طفلك، ينبغي أن تعلميه كيف يخدم نفسه والآخرين من حوله إذا طلبوا مساعدته.
- فالهدف من تقديم أعمال الخدمة لطفلك، هو تقديم الأفضل لمصلحته وليس فقط من أجل إسعاده وراحته.
- يظن بعض الآباء أن تقديم الخدمة لأطفالهم سيجعلهم يعتمدون عليهم ولن يصبحوا مستقلين أبداً، في حين أن عدم تقديم الخدمة لطفلك - وهي لغته الأساسية- يشعره بخيبات أمل وبعدم حبك له.
- وإذا قدمت له خدمة بعدم رضا أو بروح خاوية من الحب، فإنه سيشعر بذلك، ورغم تلبيتك لحاجته الجسدية فإن نموه العاطفي سوف يتأثر إلى حد كبير.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.