سارة محمد سالم الغامدي التحقت بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، لدراسة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على البيانات الطبية والحيوية، ومعيدة في جامعة الملك عبدالعزيز قسم علوم الحاسب من كلية الحاسبات وتقنية المعلومات في رابغ.
رغم أمومتها إلا أنها لم تتخلَّ عن إضافة بصمتها لعلم الأنطولوجيا، حيث ابتكرت ما يساهم بتمثيل السمات الظاهرية للمخلوقات الحية باستدلال رياضي، سيّدتي نت خصت موضوعاً لنتعرف إلى سارة.
ضمن عملها في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على المعلومات الحيوية، عملت على كيفية تمثيل البيانات الطبية بصورة نظريات رياضية، كوسيلة لجعل البيانات مقروءة للبشر والحاسب واستخدام الاستدلال الرياضي على هذه البيانات، هذا العلم يسمى بعلم "الأنطولوجيا". بالتحديد عملت على بيانات السمات الظاهرية، وهي تلك التي تظهر على الإنسان نتيجة تغير جيني أو بيئي، مثل لون البشرة، وأعراض الأمراض كتغير ضغط الدم وارتفاع الهرمونات ونحوها.
في عملي قمت بتمثيل أنطولوجيا السمات الظاهرية (Pheno-e) لعدد من المخلوقات الحية، وتجميعها في نظرية رياضية واحدة، لتمكين المقارنة بينها، فكما يعلم القارئ، لأسباب أخلاقية لا يسمح بالتجارب على البشر، وبالتالي نحن لا نعرف الأعراض التي تصاحب توقف عمل كل جين من الجينات البشرية. بينما مثل هذه التجارب قد دونت نتائجها معروفة لعدد كبير من المخلوقات الحية، كالفئران، والأسماك، والذباب والفطر.
فالهدف الأساسي من تطوير سارة لـ Pheno-e، هو البحث عن الجينات المسببة للأمراض في النظر للتشابه بين الأعراض التي تسببها جينات مشابهة لها في مخلوقات حية أخرى، وتلك التي تظهر على الإنسان نتيجة المرض، ومن خلال بحثها وجدت أن تشابه الأعراض بين الإنسان والنماذج الحية تخضع للكثير من الانحيازات، بعضها بسبب الطرق المستخدمة في جمع البيانات، وبعضها بسبب الخوارزميات المستخدمة، عن تعديل تلك الانحيازات وجدت أنهم يستطيعون التنبؤ بالجينات المسببة للأمراض من السمات الظاهرية للثدييات فقط.
وجود الكثير من التطبيقات التي تستخدم البيانات من العديد من النماذج الحية هو ما جعل سارة تفكر في توظيفها باستدلال رياضي، يتميز الاستدلال الرياضي بقدرته على تفسير النتائج وتقديم الإثبات من البداية حتى النهاية، لكنها تفاجأت من كثرة الانحيازات التي وجدتها، وكيف أن استخدامها يقدم نتائج مبهرة حتى عند استخدام مخلوق من خلية واحدة، وهذا ما جعلها تبحث وتدقق أكثر للتوصل للنتائج المذكورة في بحثها.
السعودية تتصدر أكبر نسبة من الأمراض الوراثية النادرة على مستوى العالم تبعاً لإحصائيات أجريت خلال هذا العام، من أهم الطرق للتعرف إلى الأمراض النادرة بدون وجود عدد كبير من المرضى لدراسة إحصائية التشابه الجيني، هو تمييزها بأعراضها، لذا يمثل بحثي أهمية كبيرة لكشف الجينات المسببة لمثل هذه الأمراض النادرة، في رؤية 2030 ضمن مشروع الجينوم السعودي بدأت الجهود بالفعل بتحليل الجينات وجمع قواعد بيانات كبيرة، وبحث سارة يمكن أن يساهم في تطوير أنظمة غير متحيزة للحد من الأمراض الوراثية واكتشاف مسبباتها.
ضمن البحوث التي أنجزتها اختير بحث سارة في دراسة مدى مساهمة التأثيرات الظاهرية للنماذج الحية في مجلة disease models and mechanism ليمثل اختيار محرر المجلة للعدد المنشور فيه، وبحثها في تحسين توصيف السمات الظاهرية العددية فاز كأفضل ملصق علمي في مؤتمر International conference on biomedical ontologies 2022.
للوطن الحبيب، تطمح في متابعة تحسين وتطوير أنطولوجيا السمات الظاهرية، وتطوير خوارزميات للتنبؤ بالجينات المسببة للأمراض بصورة تحد من انحيازات البيانات، بالإضافة لرغبتها في المساهمة في تعليم تطبيقات الذكاء الاصطناعي للمجالات الحيوية والطبية لطلبة الجامعات وتوجيههم في أبحاث هذا المجال.
رغم أمومتها إلا أنها لم تتخلَّ عن إضافة بصمتها لعلم الأنطولوجيا، حيث ابتكرت ما يساهم بتمثيل السمات الظاهرية للمخلوقات الحية باستدلال رياضي، سيّدتي نت خصت موضوعاً لنتعرف إلى سارة.