لا شك أن أسلوب الحوار وطريقة صياغته وتناوله وطرحه تعبرعن ثقافتك وشخصيتك وبيئتك التي نشأت فيها، وكثيراً ما يظلمنا من حولنا لمجرد حديثنا معهم؛ ولكي لاتقعي في هذا الخطأ يجب عليك إتقان فن الحديث مع الناس . سيدتي التقت بخبيرة الايتيكيت د. سالي محمود النجار لتخبرك بنصائح لإتقان التحدث مع الناس.
تقول د. سالي: إن اسلوب الحديث مع الناس وطريقة الرّد عليهم تعكس بصورة كبيرة خلفيتك الثقافية، ولإجادة الحديث مع الناس أهمية وفائدة كبيرة، أهمها زيادة قدرة التواصل السليم والتعايش الجيد داخل المجتمع، ولتوسيع دائرة معارفك سواء في العمل أو الدراسة أوالنادي أو التعرف على أشخاص جدد، وإليك سيدتي بعض النصائح التي ستفيدك لتطوير حديثك مع الناس.
حوار راقٍ
الابتسامة والتحدث بهدوء
الابتسامة المشرقة طريق مختصر للتجاذب بين القلوب، فلابد عند حوارك مع الشخص الذي أمامك أن تكوني مُبتسمة، فالابتسامة أقصر طريق إلى القلوب و أقرب باب إلى النفوس ولها سحر غريب في أنها تجعل من يحادثك لا يصاب بالملل معك، وايضاً حاولي توصيل أفكارك بكل هدوء وتروٍ والتحدث بطريقة لائقة و بصوت منخفض فالعصبية مهما احتد الحديث بينكما لن تفيدك .
إتقان الاستماع أولاً
يجب احترامك للمتحدث من خلال إنصاتك واستماعك إليه بتركيز، فعندما يشعر المتحدث أنك تحترمين رأيه تمامًا وتستمعين إليه بتركيز أن يكون شكلك وتصرفاتك توحى بأنك مهتمة بالاستماع والمتابعة، وأن تسمحي له بعرض وجهة نظره وأفكاره سيدرك أنك تحترمينه وعندك المقدرة علي فهم الحوار معه .
عدم مقاطعة محدثك
لا تُقاطِعْي أحدًا في أثناءِ كلامه، فهذا سيضايقه، ويصيبه بالارتباك وعدم الاسترسال في الحديث، وذلك مخالفٌ لأدبِ الحديث، ولكن انتظِرْي الوقت المناسبَ، واسأَليه بلُطفٍ ، فالمقاطعة لها أثر نفسي سيئ عند المتحدث وتشعره بعدم ارتياحك وهروبك من حديثه فلا تقاطعيه إلا عند الضرورة أو في الوقت المناسب.
تابعي المزيد: أسئلة حوارية بين المخطوبين
ابحثي على النقاط المشتركة
حدِّثي الناسَ على قدر عقولهم
ليس كل الناس نوعيه واحدة، أي إن قمت بالحديث مع أي أحد لابد من انتقاء الكلمات التي تفهمها عقولهم، كلمات واضحة وسهلة ولا تخاطبيهم بالصعب الذي لا يدركون معناه، ولابغريب الكلام الذي لا يفهمونه ولابد أن تعلمي أن بعض المواضيع قد لا تناسب الآخر وقد لا يفهمه او يعجبه، فلا تُحدِّثِي الناسَ في أمورٍ فوق مستواهم، أو دون مستواهم، فإنهم لن يستمعوا إليك.
البحث عن النقاط المشتركة
ابدأي حوارَك بالنقاط المشركة بينك وبين المستمع لك، فهذه ستكون وسيلة لتبادل الثقة ثم الإقناع بوجهة نظرك وقَبولِ كلامك، وقد تكون هذه النقاط أيّ شيء يخطر ببالك، كالانزعاج المشترك من الجوّ أو بنوع معيّن من الفنون أوالموسيقى كل هذه الأمور سيجعل المستمع إليك يشعر بأنه مرتبط بك، ويمكنك بعدها الاستفادة من هذه المشاعر في بناء الثقة المتبادلة.
وضع هدف واضح للحديث
لأن أي حديث بدون هدف أساسي ليس له أي قيمة وضعيف ولا ينال اهتمام المستمعين، ولابد من وضع هدف وخطة للوصول إلى نتيجة فالحوار البناء والهادف يكون فيه نقاش حول فكرة أو موضوع والحصول على وجهات نظر تفيدك للوصول إلى تحقيق الهدف موضوع الحوار
تابعي المزيد: كيف أتعلم فن الحوار؟
الحفاظ على استمرارية الحديث
إذا تفهت واستمعت بحرص من بداية الحديث مع المتحدث، ستكونين قادرًة على تذكر بعض المعلومات التي تعرفينها عن المتحدث وتوجيه المحادثة والإبقاء على استمراريتها والتغلب على لحظات الصمت التي يمكن أن تتسلل إلى الحديث مع المتحدث، ففي معظم الأحيان يكون كل منهما يفكر ما الذي سيقوله الآن.
استخدام لغة الجسد
لغة الجسد مهمه جداً أثناء الحديث مع الناس، مثلاً أومئي برأسك بين الحين والآخر مع الميل للأمام، ذلك يوحي المتحدث بأنك تتفهمين ما يقوله وتهتمين به، وعند الحديث يجب التحكم بتعابير وجهك فعندما تشعرين بالملل سيظهر وجهك عبوساً، وحافظي على التواصل بالتلاقي والابتسام مع عيني المتحدث، ولابد من التحكم بحركات هادئة لليدين أثناء الحوار لا بحركات انفعالية توحي بالتوتر .
الانسحاب وقت اللزوم
هناك أسباب كثيرة لإنهاء الحديث، فعندما يسير النقاش لطريق الجدال أو فتور المتحدث معك أثناء الحديث معك، من خلال نبرة صوته بها استسلام تمامًا تاركًا لك ساحة الحديث، إذاً لابد من أخذ الخطوة الأولى من أجل إنهاء الحديث وتوفير الحرج على نفسك إذا لم تجدي منه التجاوب المتوقع وهذا الانسحاب ليس عيباً ولكن يعتبر وعياً وذكاء منك .
تابعي المزيد: فن الحوار بين الزوجين
