تحدث جلطة القلب «النوبة القلبية» التي تُسمى أيضاً احتشاء عضلة القلب، عندما لا يحصل جزء من عضلة القلب على كمية كافية من الدم، وكلما مر الوقت من دون علاج لاستعادة تدفق الدم؛ زاد الضرر الذي يصيب عضلة القلب. هذا، ويُعَدُّ مرض الشريان التاجي السبب الرئيسي للنوبات القلبية، كما تُوجد أسباب أخرى أقل شيوعاً، إضافة إلى أعراض وعلامات تُنذر بالإصابة بجلطة القلب.
في السطور التالية، ستتعرفين إلى أسباب وأعراض جلطة القلب ونصائح لصحة أفضل بعد الإصابة بالنوبة القلبية.
أسباب جلطة القلب
تحتاج عضلة القلب إلى إمداد مستمر بالدم الغني بالأكسجين، وتوفر الشرايين التاجية للقلب هذا الإمداد الدموي المهم، وإذا كنتِ مصابة بمرض الشريان التاجي؛ فإن هذه الشرايين تصبح ضيقة، ولا يمكن للدم أن يتدفق كما ينبغي، وعندما يتم حظر إمداد الدم لديكِ؛ تُصابين بنوبة قلبية.
وتتراكم الدهون والكالسيوم والبروتينات والخلايا الالتهابية في الشرايين لتكوين لويحات، وتكون رواسب اللويحات صلبة من الخارج وطرية من الداخل، عندما تكون اللويحة صلبة، تتشقق القشرة الخارجية، وهو ما يُسمى تمزق، لتأتي الصفائح الدموية «أشياء على شكل قرص في دمك تساعد على تجلط الدم» إلى المنطقة، وتكون جلطات دموية حول اللويحة.
وإذا كانت الجلطة الدموية تسدُّ الشريان؛ فإن عضلة القلب تصبح جائعة للأكسجين، وسرعان ما تموت خلايا العضلات، ما يتسبب في تلف دائم.
وفي حالات نادرة، يمكن أن يتسبب تشنج الشريان التاجي في حدوث نوبة قلبية، وخلال هذا التشنج التاجي، تتشنج وتتقطع الشرايين؛ ما يؤدي إلى قطع إمداد الدم إلى عضلة القلب «نقص التروية»، ويمكن أن يحدث في أثناء الراحة، وحتى إذا لم تكوني مصابة بمرض خطير في الشريان التاجي.
يرسل كل شريان تاجي الدم إلى جزء مختلف من عضلة القلب، ويعتمد مقدار تلف العضلات على حجم المنطقة التي يزودها الشريان المسدود ومقدار الوقت بين الهجوم والعلاج.
وعادة ما تبدأ عضلة القلب في التعافي بعد النوبة القلبية بفترة وجيزة؛ إذ يستغرق هذا نحو 8 أسابيع، وهي مدة تشابه تماماً جرح الجلد؛ إذ تتشكل ندبة في المنطقة المتضررة، ولكن النسيج الندبي الجديد لا يتحرك كما ينبغي؛ لذلك لا يستطيع قلبك ضخ الكثير بعد نوبة قلبية، ويعتمد تأثر هذه القدرة على الضخ على حجم الندبة وموقعها.
تابعي المزيد: كيف تختلف أعراض النزيف الداخلي بحسب مكان الإصابة؟
أعراض النوبة القلبية
أعراض النوبة القلبية تظهر على النحو الآتي:
- الألم أو الانزعاج في الصدر؛ حيث تنطوي معظم النوبات القلبية على شعور بعدم الراحة في منتصف الصدر أو في الجانب الأيسر منه، يستمر لأكثر من بضع دقائق أو يختفي ويعود مرة أخرى، ويمكن أن يكون الانزعاج مثل الضغط غير المريح أو الانضغاط أو الامتلاء أو الألم.
- الشعور بالضعف أو الدوخة أو الإغماء، وقد تُصابين أيضاً بعرق بارد.
- ألم أو إزعاج في الفك أو الرقبة أو الظهر.
- ألم أو إزعاج في إحدى الذراعين أو الكتفين أو كلتيهما.
- ضيق في التنفس؛ فغالباً ما يأتي هذا مصحوباً بعدم الراحة في الصدر، ولكن يمكن أن يحدث ضيق في التنفس أيضاً قبل الشعور بعدم الراحة في الصدر.
- ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى لجلطة القلب التعب غير المعتاد أو غير المبرر والغثيان أو القيء، وتُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الأعراض الأخرى مقارنة بالرجال.
عوامل تزيد من فرص الإصابة بجلطة القلب
يمكن أن يؤدي العديد من الحالات الصحية ونمط حياتكِ وعمركِ وتاريخ عائلتكِ إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية، وتُسمى هذه الحالات «عوامل الخطر».
لا يمكن السيطرة على بعض عوامل الخطر التي تُسبب الإصابة بجلطة القلب، مثل عمركِ أو تاريخ عائلتكِ، ولكن يمكنكِ اتخاذ خطوات لتقليل المخاطر عن طريق تغيير العوامل التي يمكن التحكم فيها، مثل التوقف عن التدخين، التقليل من مستويات التوتر، ممارسة الرياضة، اعتماد نظام غذائي صحي.
نصائح فعالة بعد التعافي من جلطة القلب
إذا أُصبتِ بنوبة قلبية؛ فقد يتضرر قلبكِ، وقد يؤثر ذلك في إيقاع القلب وقدرته على ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم، وقد تكونين أيضاً عرضة لخطر الإصابة بنوبة قلبية أخرى أو حالات مثل السكتة الدماغية واضطرابات الكُلَى وأمراض الشرايين الطرفية.
يمكنك تقليل فرص إصابتك بمشكلات صحية مستقبلية بعد نوبة قلبية باتباع الخطوات التالية:
1- النشاط البدني: تحدثي مع فريق الرعاية الصحية الخاص بكِ حول الأشياء التي تقومين بها كل يوم في حياتكِ وعملكِ؛ فقد يطلب منك طبيبك تقييد العمل أو السفر أو إقامة علاقة مع الزوج لبعض الوقت بعد الإصابة بنوبة قلبية.
2- تغييرات نمط الحياة؛ فاتباع نظام غذائي صحي، وزيادة النشاط البدني، والإقلاع عن التدخين، وإدارة الإجهاد بالإضافة إلى تناول الأدوية الموصوفة؛ يمكن أن يساعد في تحسين صحة قلبكِ بعد التعرض لجلطة القلب.
ملاحظة من «سيدتي نت» : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
المصادر:
- «cdc.gov».
- «webmd.com».
تابعي المزيد: «ألزهايمر».. أدوية جديدة «للذاكرة المثقوبة»