بعد إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة في السعودية.. سيدات الصناعة نجاح مؤثر ولافت في التنمية

تواصل «رؤية 2030»، ضمن مسيرة أكبر تحوُّلٍ وطني تشهده السعودية، دعم القطاع الصناعي، وتطوير المنتجات المحلية، وخلق مشروعاتٍ جديدة، تسهم في الناتج الوطني، إضافةً إلى جذب مزيدٍ من الاستثمارات العالمية لجعل السعودية قوةً صناعيةً كبرى على الخارطة الدولية. وقد زاد هذا الاهتمام والدعم بعد إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة، التي أعلنها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفي هذا الجانب سيسهم صندوق التنمية الصناعي السعودي، مثل غيره من القطاعات، في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية بتوفير 800 فرصةٍ استثماريةٍ بقيمة تريليون ريال. وتبرز في إدارة الصندوق عددٌ من القياديات السعوديات، اللاتي يتولَّين مناصب عالية، ويثبتن من خلال نجاحاتهن قدرة المرأة السعودية على أداء أي مهمة، ودورها المؤثر في مجال التنمية بشكل عامٍ، والصناعة خاصةً.
«سيدتي» استضافت قيادياتٍ في صندوق التنمية الصناعية السعودي، في حوارات ثرية تطرقنا فيها إلى دور المرأة السعودية في القطاع الصناعي وكيفية تطوير القطاع.

تنسيق | عتاب نور Etab Nour
حوار | سارا الضراب Sara Aldharrab
تصوير الغلاف | لينا مو Lina Mo
تصوير الشخصيات | روان التركي Rawan Alturki
إخراج فني | الجوهرة البكر Aljohara Albaker
مكياج | الحسناء عبدالرحمن Alhasna Abdulrahman

تصفحوا النسخة الرقمية العدد2182 من مجلة سيدتي

نائبة الرئيس التنفيذي للتخطيط الاستراتيجي وتطوير الأعمال لصندوق التنمية الصناعية السعودي
المهندسة نور شبيب:نعمل لأن تكون السعودية قوة صناعية رائدة

تشغل منصب نائبة الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الصناعية السعودي للتخطيط الاستراتيجي وتطوير الأعمال منذ إبريل 2018. امرأةٌ طموحةٌ، تسعى إلى تطوير ذاتها لإتقان عملها، ومواجهة التحديات، وتحقيق الإنجازات، والإسهام في تقدم وطنها اقتصادياً واجتماعياً. شغلت مناصب عدة في القطاع الحكومي، منها شركة أرامكو، ووزارة الاقتصاد والتخطيط، وتعدُّ أول مهندسة بترولٍ سعودية في حفر الآبار، وعملت في قطاع التعدين والتنقيب عن الألماس وتسويقه في الأسواق العالمية، كما أنها شريكةٌ ورئيسةٌ لمنظمة قدوة التي تهدف إلى زيادة الوعي، وتستضيف حواراتٍ حول الفروق بين الجنسين في مكان العمل، ومحللةٌ استراتيجيةٌ، ومنسقةُ المجلس الاستشاري للقادة الشباب. المهندسة نور حسن شبيب، كشفت عن جوانب مهمة من مسيرتها العملية، وفصَّلت دورها في صندوق التنمية الصناعية السعودي، خلال هذا الحوار الخاص معها.


ما التحديات التي واجهتكِ كونكِ أول مهندسةٍ سعودية تعمل في حفر الآبار والتنقيب عن النفط؟
اخترت العمل في هندسة البترول لشغفي الكبير بالمجال، على الرغم من أنه كان حكراً على الرجال فقط، نظراً للمشاق التي ينطوي عليها.
من التحديات التي واجهتني السفرُ باستمرار لممارسة عملي، الذي فضَّلته وأحببته، إذ كنت أسافر ما بين الإمارات والهند للتنقيب عن النفط في عرض البحر، كما ذهبت إلى أستراليا في رحلةٍ واجهتني فيها كثيرٌ من التحديات، واستطعت التغلب عليها بالصبر والمثابرة. العمل في مجال الهندسة ليس سهلاً، لذا نجد إقبالاً ضعيفاً عليه من قِبل الفتيات مقارنةً بالمجالات الأخرى، لكن في المقابل تستطيع الفتاة التميُّز فيه بسهولة.
بوصفكِ مهندسةً ميدانيةً في شركة Schlumberger Oilfield Services ومستشارةً في DeBeers Family of companies، ماذا أضافت لكِ هذه المحطات من خبرات؟
كل واحدةٍ من هذه المحطات أكسبتني مهاراتٍ مختلفة. شركة شلمبرجير مثلاً، كانت ولا تزال تضع أهميةً عاليةً للجودة والإتقان في العمل، والتنظيم والتخطيط لأي مشروعٍ أو مهمة، وهذا ما منحني الثقة في نفسي، فقد كنتُ، بوصفي مهندسةً مبتدئةً، مسؤولةً عن فريقٍ متكامل، وأصولٍ تبلغ قيمتها الملايين، كما اكتسبت تقديرَ أهمية التنوُّع في تنمية وتطوير الأفكار المبتكرة وحل المشكلات، وحظيت بالعمل مع مهندسين ومهندسات من جميع أنحاء العالم من أصولٍ عربية إفريقية، وآسيوية، والأمريكيتين الشمالية والجنوبية، وتعاملت مع جميع الحضارات ومختلف الآراء، وقد وجدت أن ذلك يعطي منظوراً مختلفاً لحل مشكلةٍ واحدة. عملي في هذه الشركة جعلني أقدِّر التنوُّع في الخبرات، وأؤمن بالمنافع والاختلافات في منظور الرجل والمرأة.
أما شركة دبيرز، فعملت معها في مشروعٍ استشاري، كان جزءاً من برنامج الماجستير في جامعة أكسفورد. هذا العمل منحني فرصة التعرُّف على قطاعٍ جديد وهو قطاع التعدين، خاصةً التنقيب عن الألماس، وكيفية تسويقه في الأسواق العالمية. كانت أول تجربةٍ واقعيةٍ لوضع استراتيجيةٍ جديدةٍ للتسويق لشركةٍ عالمية رائدة في قطاعها، بعد ذلك تمَّ قبولي في أيزنهاور بناءً على شهادتي من أكسفورد، ووظيفتي في أرامكو.
قبولي في أكسفورد كان سبباً من أسبابه وظيفتي في شلمبرجير بوصفي أول مهندسةٍ سعودية تعمل في حفر الآبار. وقد أسهمت كل تلك الخبرات في التحاقي بالصندوق.

 

لدينا مبادرات عدة لتحفيز قطاعات الاقتصاد الوطني كافة والصناعي خاصة
التشريعات والأنظمة سارعت خطوات تمكين المرأة السعودية في المجتمع

الاستراتيجية الوطنية للصناعة
مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة، برأيك ما الفرص التي تفتحها هذه الاستراتيجية أمام الصناعيين والصناعيات على وجه الخصوص، في ظل الإنجازات المتلاحقة للمرأة السعودية؟
خلال الخمس سنوات الماضية، واكب القطاع الصناعي العديد من التغيرات الإيجابية التي أحدثتها رؤية المملكة 2030، وتفاعــل معهــا بعدة منجزات شــملت نقل وتوطــين الصناعات النوعيــة، وتطويــر المــدن الصناعيــة.
جاءت هذه الاستراتيجية لتحقق تزايد في التنوع الاقتصادي وتنوع في مصادر الدخل غير النفطي، وخلق وظائف نوعية لأبناء وبنات الوطن، وتحفيزهم على تطوير مواهبهم ليسهموا في بناء قطاع صناعيٌ رائدٍ ومستدام.
ومع وجود استراتيجية طموحة للصناعة، بِلا شك سيكون هناك المزيد من الفرص الوظيفية الإدارية والتشغيلية والتخصصية ومنها القيادية للرجل والمرأة في هذا القطاع ليكونوا مساهمين فاعلين في تحقيق أهداف الاستراتيجية، لنشهد على إثر ذلك بمشيئة الله نهضة مشهودةً تغدو بها المملكة منارةً صناعيةً رائدةً على مستوى العالم.
وتتيح الاستراتيجية فرصاً أمام الصناعيين والصناعيات من خلال إطلاق عددٍ من المبادرات والبرامج والمنتجات وتوسيع نطاق الدعم للمشاريع الصناعية، عبر استهداف القيمة الاقتصادية من خلال رفع نسبة إسهام المُصنعين المحليين في المشتريات الحكومية، والنفقات الرأسمالية والتشغيلية للشركات الحكومية، وتنمية رأس المال البشري، وتدريب الأيدي العاملة، وجذب الاستثمارات في القطاع الصناعي.
القطاعان العام والخاص
استناداً إلى خبراتكِ العملية ومناصبكِ، ما الفرق بين القطاعين الحكومي والخاص؟
بالنسبة لي، القطاع العام جعلني جزءاً من تحقيق رؤية الوطن بطريقةٍ مباشرة، والأهداف تعطيني إحساساً بأن عملي اليومي له أثرٌ واضحٌ على اقتصاد بلدي. حتى في تجربتي مع وزارة الاقتصاد والتخطيط المشروعاتُ التي عملت بها كانت عبارةً عن دراسة سياساتٍ وطنية ذات تأثيرٍ كبيرٍ جداً على المواطن، وخلال عملي في أرامكو قبل ذلك، كان لي أثرٌ واضح، لكن اختلاف المهام والمنصب يلعب دوراً في تعظيم الأثر وقوة مباشرته. القطاع العام في الماضي كان يحمل سمعةً بأن العمل فيه بسيطٌ وسهل، وساعات دوامه خفيفة، أما اليوم فأداء الجهات الحكومية مُقيَّم ومُتَابَع من قِبل مركز أداء.
قوة صناعية
ما الآلية التي يتم تطبيقها لتوجيه الصندوق الصناعي نحو تحقيق أهداف الرؤية؟
لـ «رؤية السعودية 2030» هدفٌ استراتيجي، وهو تحويل البلاد إلى قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية عالمية عن طريق مستهدفات طموحة، وُضِعت للقطاعات التي يمُكِّنها الصندوق الصناعي باعتباره المُمكِّن المالي الرئيس لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية «ندلب»، وهي قطاعات: الصناعة والتعدين والطاقة، والخدمات اللوجستية، ولتحقيق تلك الأهداف تقوم كل جهةٍ في منظومة الصناعة والثروة المعدنية بدورٍ تكاملي لتمكين السعودية من الوصول إلى هذه الغاية.
خدمات الصندوق
ما دور صندوق التنمية الصناعية السعودي في تمكين القطاع الخاص؟
تُقدَّر المبالغ المتوقَّع استثمارها في قطاع الصناعة بـ 360 مليار ريالٍ، معظمها استثماراتٌ من القطاع الخاص. في الصندوق، نسعى إلى رفع مستوى التفاعل مع القطاع الخاص بوصفه شريكاً رئيساً في التنمية الاقتصادية وتحقيق أهداف «رؤية 2030»، كما نحاول تحقيق قيم الصندوق على أرض الواقع، في مقدمتها التنمية والتمكين ونجاح العميل، التي تعكس حرص الصندوق الصناعي على تطوير المهارات والقدرات، وزيادة المعارف، وتمكين القطاع الخاص في شتى أنحاء البلاد، ولدينا في الصندوق مبادراتٌ عدة لتحفيز قطاعات الاقتصاد الوطني كافة، والقطاع الصناعي بشكلٍ خاص، إذ يحظى برعايةٍ واهتمامٍ من أجهزة الدولة، وهو ما يدعم زيادة الفرص الاستثمارية الصناعية في السعودية. وللصندوق الصناعي دورٌ محوري في تمكين القطاع الخاص من خلال تقديم القروض المتوسطة وطويلة الأجل مقابل رسومٍ رمزيةٍ ثابتة على مدة القرض، بخلاف فوائد البنوك التجارية التي تخضع رسومها لعوامل الفائدة العالمية. كذلك يسهم الصندوق في تطوير الصناعة في السعودية عن طريق القروض طويلة الأجل ذات التكاليف المخفَّضة والمتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية للمساعدة في إنشاء، أو تطوير، أو توسيع المصانع. أيضاً يقدم المساعدة للشركات لإعداد دراسات جدوى قبل إعطاء القرض، ويتابعها خلال فترة التسديد للتأكد من حُسن سير عملياتها. ويتميز صندوق التنمية بتطوير الكفاءات عن طريق برامج التدريب المكثفة في بداية التوظيف وخلال المسيرة الوظيفية.

 

يُتوقَّع استثمار 360 مليار ريال في قطاع الصناعة معظمها استثماراتٌ من القطاع الخاص
ملف المرأة العاملة حظي باهتمامٍ كبيرٍ من القيادة الرشيدة، انطلاقاً من برامج «رؤية السعودية »2030

ماذا يقدم الصندوق من خدمات غير تمويلية؟
يقدم الصندوق خدماتٍ استشارية للمنشآت، مستنداً في ذلك إلى خبرته الكبيرة في تقييم المشروعات الصناعية من الناحية الفنية والتسويقية، ويساعد المنشآت في التحقق من صحة الافتراضات، التي تشمل الأسعار والكميات المتوقَّع بيعها وإنتاجها. وأود الإشارة هنا إلى حرص الصندوق الصناعي على التواؤم مع جميع جهات المنظومة الصناعية، لأن نجاح المنظومة من نجاح الصندوق، والعكس صحيح، وهذا من خلال ورش العمل المشتركة لوضع الاستراتيجيات وأُطر العمل المؤسسي، وطرح المبادرات الهادفة إلى تبادل الخبرات بين منسوبي المنظومة، واستثمار أدوات أكاديمية الصندوق الصناعي للإسهام في توفير مسارات علمية وتدريبية رفيعة المستوى للكوادر الوطنية العاملة في جهات المنظومة، ما يعود بالنفع على تطور القطاع الصناعي في السعودية، وتلبية تطلعات المستثمرين في القطاع الخاص.
تابعي المزيد:بمناسبة يوم المرأة الإماراتية.. مواطنات يقدن الطائرات إلى 5 قارات


المرأة السعودية
ما تقييمكِ لمشاركة المرأة السعودية في سوق العمل؟
ملف المرأة العاملة حظي باهتمامٍ كبيرٍ من القيادة الرشيدة، انطلاقاً من «رؤية السعودية 2030» وبرامجها، وبهدف زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وعلى جميع المستويات الوظيفية، واستثمار طاقاتها وقدراتها، وتوسيع خيارات العمل أمامها، وضمان تكافؤ الفرص بين الجنسين، ومن هذا المنطلق تسارعت الخطوات لتمكين المرأة السعودية، وصدرت عديد من القرارات والتشريعات والأنظمة التي تعزز مكانتها في المجتمع.
روشتة النجاح
ما هي وصفة النجاح التي قادتكِ لتولي هذه المناصب؟
هذا الأمر جاء بتوفيقٍ من الله عز وجل أولاً، ثم برضا الوالدين. أتمنى أن أصبح شخصاً قيادياً ومصدرَ فخرٍ لأهلي وزملائي في العمل، لذا أحاول دائماً التعامل مع العقبات بوصفها تحدياتٍ وأهدافاً جديدة، وأتعلَّم وأطوِّر من نفسي، ولا أكتفي بقمةٍ واحدة للنجاح، أحيط نفسي بالأصدقاء المحفزين والملهمين، الذين يفتحون الآفاق أمامي، ويقدمون لي أفكاراً ملهمة، ويقومون بتحفيزي دائماً، أو كما يسمَّى «البيئة»، ومن هنا أبعث باقة شكر وامتنان لجميع أصدقائي الملهمين، وأقول للجميع: إن جزءاً من تطوير الذات هو القبول، والثقة في النفس، أما التعجرف فيجعل الناس تنفر من حولك، وأشدد على أهمية النية، لذا أحاول دائماً مساعدة الآخرين دون توقع أي شيء في المقابل.
مواقف مهمة باقيةٌ في ذاكرتكِ وأثَّرت إيجاباً في مسيرتكِ؟
أذكر زميلاً شاباً في العمل، قال لي ذات مرة: لن تستطيعِي الاستمرار في عملكِ لأكثر من ثلاثة أشهر، لكنني أثبت له ولنفسي أولاً أن الإصرار على النجاح هو أهم ما يميِّز شخصيتي التي صقلتها عائلتي الداعمة لطموحي. وهناك نصائح، تمنَّيت لو عرفتها في بداية رحلتي المهنية، وهي: ‏لا حرج ألا يعرف الإنسان ما يحب وما يسعى لإنجازه في بداية مشواره، فما يهم ألَّا يتوقف عن محاولة العثور عليه بتعدد التجارب. عندما يكثر الشك من حولك وحتى في داخلك، تجاهل الضوضاء، وثابر بالتركيز على مهمتك. خطوة تلو الأخرى ومهما كانت الخطوات صغيرة، إن كانت للأمام، ستفاجئ بعد فترة كل مَن حولك وربما تفاجئ نفسك بنجاحك. ‏كل تجربة استثمارٌ في رحلتك حتى لو كانت تجربةً صعبةً وخاليةً من المتعة، فالإنسان دائماً في طور التعلم.
تابعي المزيد: 5 مبدعات في يوم المرأة الإماراتية: نلنا فرصاً ونحن جديرات بها

نائبة الرئيس التنفيذي لرأس المال البشري في صندوق التنمية الصناعية السعودي
الدكتورة خلود أشقر: أؤمن بالتعليم والتطوير للارتقاء بالكفاءات

تمتلك خبرةً عريضةً، تمتدُّ 22 عاماً في مجال دعم الكوادر البشرية، والتعليم العالي، وتطوير القيادات.
خاضت العمل كذلك في مجال ضمان الجودة والأنظمة والسياسات الوطنية المرتبطة بالتعليم والتدريب، وتعتزُّ بعملها نائباً للرئيس التنفيذي لرأس المال البشري في صندوق التنمية الصناعية السعودي.
تمتلك شغفاً كبيراً بإيجاد حلولٍ مبتكرةٍ ومتطورةٍ لتوسيع نطاق المعارف، ودعم المهارات والكفاءات، وبناء القدرات البشرية، كونهم العنصر الأكثر تأثيراً في دعم الإنتاج وتحقيق أهداف المنظمات والشركات.
الدكتورة خلود أشقر، حلَّت ضيفةً على «سيدتي»، فكشفت عن أبرز المحطات والمهام التي أدَّتها في مسيرتها العملية، وحدَّدت كيفية الارتقاء برأس المال البشري.

خبرات متعددة
بدايةً، حدِّثينا عن مسيرتكِ العلمية، والمناصب التي تقلَّدتها قبل انضمامكِ إلى صندوق التنمية السعودي؟
قبل انضمامي إلى أسرة الصندوق الصناعي عام 2020، شغلت منصب نائب المحافظ، من ثم المدير التنفيذي للإطار الوطني للمؤهلات الوطنية في هيئة تقويم التعليم والتدريب لمدة خمسة أعوام، ابتداءً من 2014 حتى 2019، كما تقلَّدت منصب العميد المساعد لشؤون الطلاب في جامعة عفت لمدة ثمانية أعوام، خلال الفترة من 2007 إلى 2014.
كذلك تمَّ اختياري في عددٍ من اللجان التوجيهية والإشرافية، وكانت لي أدوارٌ أكاديمية في التعليم والتطوير، وأسَّست أقساماً أكاديمية، وتخصُّصاتٍ تعليمية، إلى جانب عملي أستاذاً مشاركاً في تخصُّص التعليم وعلم النفس بثلاث جامعات سعودية خلال الفترة من 2000 إلى 2014.
كيف أسهمت خبراتكِ بالتعليم في دعم رأس المال البشري بالصندوق؟
الأمر في المقام الأول والأخير مردُّه إلى توفيق الله عز وجل، وأرى في هذه المهمة مسؤوليةً وواجباً وطنياً كبيراً بخدمة أبناء بلدي، واستثمار ما أُوتيته من علومٍ ومعارف لتطوير أسمى المجالات، ألا وهو مجال التعليم. أسعى من خلال عملي إلى بناء قدراتٍ وطنيةٍ، تستطيع الإسهام في تطوير هذا المجال، فالتعليم له أثرٌ كبيرٌ، ومزايا وفوائد، تشمل تنمية الإنسان، والارتقاء بالمجتمعات. إن جميع الخبرات التي اكتسبتها على مدار 22 عاماً غايتها دعم رسالتي في تحسين واقع التعليم، الذي أعدُّه أساسَ الحضارات، والنور الذي يضيء العقل، ويمكِّن الفرد من العطاء، ويمنحه قيمةً عاليةً على جميع المستويات والأصعدة، كما أن التعليم هو الوسيلة الأهم لغرس المهارات، وتنمية المعارف، والارتقاء بالسمات الشخصية، واكتساب الخبرات، وبالعلم يتميَّز الإنسان وينافس بقوة في سوق العمل.
من وجهة نظركِ، ما أهم ركائز الارتقاء بالقدرات البشرية الوطنية؟
أؤمن بالتعليم والتطوير بوصفهما ممكِّنَين رئيسيَن للارتقاء بالكفاءات، وتعزيز القدرات البشرية الوطنية. تتبنَّى عديدٌ من الجهات الوطنية والعالمية مجموعةً من المبادرات والخطط، وتبذل الجهود لابتكار برامج تعليمية وتدريبية، تستهدف النهوض برأس المال البشري، وإحداث تأثيرٍ ملموسٍ على المستوى الاقتصادي، ويغمرني شغفٌ بإيجاد حلولٍ مبتكرةٍ ومتطورةٍ من أجل توسيع نطاق المعارف، ودعم المهارات والكفاءات، بما يتناسب مع الاحتياجات التنموية للأفراد والمنظمات، ويتسق مع احتياجات سوق العمل. ومما لا شكَّ فيه، أن الدمج الفاعل للطاقات لإعداد الأفراد ليصبحوا مواطنين مسؤولين ومنتجين مفعمين بالنشاط داخل مجتمعاتهم، يتمحور حول توفير فرصٍ تعليميةٍ وتدريبيةٍ متميزة، تدعم الاستدامة، باستخدام التقنيات الحديثة والبرامج المتطورة وفق ما تفرضه متطلبات الواقع، لتحقيق النتائج المرجوَّة.

التعليم وفرص العمل
كيف يمكن أن يكون هناك ارتباطٌ بين التعلم وفرص العمل في قطاع الأعمال؟
بالفعل هناك ارتباطٌ قوي ومتين بين التعلم وفرص العمل، وبين المؤهلات والتطور المهني، وقد أثبتت عديدٌ من الدراسات أن التعلم عمليةٌ تلازم الشخص طوال حياته، ولا تتوقف عند محطةٍ علميةٍ بعينها، أو درجةٍ، أو شهادةٍ مهنية، وللتعليم من وجهة نظري أنواعٌ عدة، ومصادر متنوعة، مثل التعليم الرسمي المتعارف عليه، والتعليم الذي يتمُّ بالاطلاع والاستكشاف والالتحاق بالبرامج التدريبية والتنفيذية بمختلف مجالاتها وتخصصاتها.
استراتيجية الصناعة
ما أهمية الاسترتيجية الوطنية على الصناعة المحلية، وما مدى ارتباط الصندوق الصناعي بمستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة؟
تكمن أهمية الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي أطلقها سمو سيدي ولي العهد، في وضوح رؤيتها وتحديدها لـ 12 قطاعاً ذي أولوية متضمنا 800 فرصة استثمارية بقيمة تريليون ريال، للوصول إلى نمو الناتج المحلي الصناعي بثلاثة أضعاف ليصل إلى 895 مليار ريال، وخلق عشرات الآلاف من الوظائف النوعية في القطاع.
وقبل 5 سنوات، قام الصندوق برحلة تحول مؤسسي شملت نظاماً أساسياً جديداً، وتوسعاً في القطاعات المُموَّلَة، وزيادةً في رأس المال، وأصبح بذلك مُستعداً لتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة، ممتلكاً الأدوات والآليات اللازمة للقيام بدورٍ محوري في تلبية التطلعات المُستقبلية للنهضة الصناعية في المملكة، لاسيّما وأن الصندوق هو المُمكّن المالي الرئيس لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب) وسيُسهم الصندوق في تحقيق مُستهدفات الاستراتيجية عبر 3 محاور: التمكين المالي: من خلال برامجه ومنتجاته التمويلية، والتمكين المعرفي من خلال الخدمات الاستشارية، وتمكين رأس المال البشري من خلال أكاديمية الصندوق الصناعي، وسيعمل الصندوق الصناعي على تحقيق مستهدفات هذه الاستراتيجية عن طريق تقديم حلول تمويلية جديدة لجذب رؤوس الأموال من القطاع الخاص للاستثمار في القطاع الصناعي.
كيف يمكن بناء جسورٍ من الشراكات المستدامة بين القطاعين الحكومي والخاص لتنفيذ خطط التنمية الشاملة وتحقيق الأهداف والغايات الوطنية؟
“رؤية السعودية 2030” رسمت لنا خارطة طريقٍ مكتملة المعالم لتطوير رأس المال البشري، فمعظم برامج الرؤية تهتمُّ بالتنمية البشرية بشكلٍ مباشر، كما يبرز من معالمها تمكينُ الشباب، وزيادة مشاركتهم في مجتمعاتهم وسوق العمل، زد على ذلك أن الرؤية أكدت أهمية ربط مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل والقطاعات الواعدة، وهنا نتحدث عن التجسير بين ما تقدمه البرامج الأكاديمية، والاحتياج الحقيقي لسوق العمل السعودي، الذي يشهد اليوم نهضةً وتطوراً على جميع الأصعدة. إن من أبرز ركائز التنمية الاستثمارُ في رأس المال البشري، وتمكينه بالمهارات المطلوبة من أجل مواكبة هذا النمو، فكلما كثُر عدد أصحاب المؤهلات، تحقَّق الاكتفاء الذاتي للدولة من الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية.
البرامج التدريبية
ما البرامج التدريبية التي تقدمها أكاديمية صندوق التنمية الصناعية السعودي لدعم أصحاب المشروعات المتوسطة والصغيرة؟
من الجيد هنا التحدث عن الدور الذي تلعبه أكاديمية صندوق التنمية الصناعية السعودي، فالصندوق يُعدُّ من بين الجهات الممكِّنة لأصحاب المشروعات المتوسطة والصغيرة، ومن أهم الممكِّنات التي يوفرها البرامجُ التدريبية، إذ تدعم أصحاب المشروعات، وتساعدهم في تحقيق ما يطمحون إليه من نموٍّ واستدامةٍ وإدارةٍ وممارساتٍ صحية، وغيرها من أساسيات النجاح والتطور. ومن أهم الأنشطة التدريبية التي تقدمها أكاديمية الصندوق التدريبُ المالي بوصفه محرِّكاً أساسياً لنجاح أي مشروع، وعلى سبيل المثال، تقدم الأكاديمية برامج عدة للعملاء، منها المحاسبة لمتخذي القرار، والتحليل المالي، والإدارة المالية.
ما أهمية البرامج الإدارية في إدارة المشروعات الناشئة؟
نجاح المشروعات يعتمد على الإدارة الناجحة، وقد صمَّمت الأكاديمية برامج تأهيلية، تُعنى بمجالات الإدارة، منها برنامج قيادة الأعمال، بالتعاون مع جامعة ستانفورد، وبرنامج دراسة الجدوى، وبرنامج كيف تبدأ مشروعك الصناعي، إضافة إلى ندوات تقدمها الجهات التشريعية للقطاع الخاص من أجل التعريف بالسياسات والمعايير والممكِّنات التي تقدَّم لدعم أصحاب الأعمال، وأثني هنا على الدور المهم الذي تلعبه الأكاديمية، وسعيها لأن تصبح أحد ممكِّنات تطوير القدرات البشرية في القطاع الخاص، وتتمثَّل أبرز الجهود في إعداد دراساتٍ دقيقة للاحتياجات التدريبية، والتعرُّف على المهارات المطلوبة لتحقيق الاستدامة، والإسهام في تطوير الكفاءات.
رأس المال البشري
ما المجالات الأساسية التي تؤثر في عملية الاستثمار برأس المال البشري المحلي؟
هناك أربعة مجالاتٍ أساسية، تؤثر في رأس المال البشري، وتعزِّز تحقيق ثقافةٍ متميزةٍ للمنظمة، وهي: التمكين الذي ينمِّي الفكر الإبداعي، والتحفيز الذي يحقق الإيجابية ويقود إلى إتقان العمل، والتدريب الذي يعزِّز الإنتاجية، ورعاية المورد البشري، الذي يحافظ على الولاء ويرتقي بالعمل. من هنا أحثُّ الشباب والمنظمات على التسلُّح بالعلم والمعرفة بدافعٍ ذاتي، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، والحصول على الفرص التي تساعدهم في القيام بأدوارهم بسوق العمل، ليكونوا عناصر منتجة في وطننا الغالي، الذي قدم ولا يزال يقدم الكثير من أجل رفاهية وسعادة المواطن.
ما نصائحكِ لروَّاد الأعمال وهم ينطلقون لتحقيق آمالهم وطموحاتهم؟
أتوقف عند هذه المحطة لأقدم نصيحةً غاليةً من القلب لشبابنا السعودي من الجنسين، أقول لهم: التعلُّم المستمر، واكتساب خبراتٍ متنوعةٍ عبر خوض تجارب مختلفة مسارٌ جيدٌ لتحقيق النجاح الشخصي والمهني. الشباب السعودي يجد أمامه اليوم فرصاً واعدة، فمن أهم ركائز “رؤية 2030” تمكينُ الشباب عبر برامج ومشروعات ومبادرات التحول الوطني من أجل زيادة مشاركتهم في بناء المجتمع وتطوير سوق العمل، وهنا أؤكد أهمية التدريب للوصول إلى ذلك، فمع التطور التكنولوجي والعلمي الذي نشهده حالياً، أصبحنا في حاجةٍ ماسةٍ لتعلم مهاراتٍ وعلومٍ جديدة، لمواكبة ما تشهده مجالات التدريب من تغيُّراتٍ أياً كانت طرقها ومساراتها. وختاماً، أحثُّ الشباب السعودي على الاستمرار في تطوير معارفهم وصقل مهاراتهم في مجالات تخصُّصهم، وإظهار تميُّزهم، ومواكبة ما يستجد في مسيرة أعمالهم، فجميع التخصُّصات مهمة، ويحتاج إليها الوطن.
تابعي المزيد:إماراتيات سفيرات لدولة الإمارات العربية المتحدة في الخارج

مديرة مشروع هاكاثون الصناعة في صندوق التنمية الصناعية
المهندسة نوف الفايز: نهدف إلى إبراز القدرات الإبداعية الشبابية

شابةٌ سعوديةٌ طموحةٌ، تشغل منصب مديرة مشروع هاكاثون الصناعة في صندوق التنمية الصناعية السعودي، الصندوق الأول من نوعه على مستوى البلاد، ويهدف إلى تحفيز وتمكين الشباب من لعب أدوارٍ مؤثرةٍ في القطاع الصناعي.
أسهمت من خلال مشروع «احلم نيوم» في تصميم منظومة حرث للطاقة المتجددة واستدامتها في منطقة نيوم، وتخوض حالياً تجربةً علميةً جديدةً في جامعة طوكيو عبر منهج علوم الطاقة المتجددة، حيث تزور أحدث المصانع في مجال الطاقة. المهندسة نوف الفايز، استضافتها «سيدتي»، فتحدَّثت عن رحلتها في مجال هاكاثون الصناعة، وأهداف المشروع.





رحلة العلم
حدِّثينا بدايةً عن مسيرتكِ التعليمية، وأهم ما حققتِه من إنجازات؟
بدأتُ رحلتي العلمية في الخارج عندما تبنَّت مؤسسة مسك الخيرية حماسي للعلم، ومنحتني فرصاً عدة، منها فرصةٌ تدريبيةٌ في شركة هايبرلوب بأمريكا، التي تعمل على صنع وسيلة نقلٍ جديدة، وبعد هذه التجربة الفريدة، زاد شغفي بمجال الصناعة، والتحقت بالصندوق الصناعي، كما تمَّ ترشيحي للابتعاث من أجل دراسة هندسة علوم المواد في جامعة كاليفورنيا بيركلي الأمريكية، إحدى أفضل الجامعات بالعالم، وقد حظيت بفضل الله بفرصٍ كثيرةٍ لتطبيق هذا العلم بما يلائم أهداف «رؤية السعودية 2030»، والحمد لله اكتشفت بعد التحاقي بعديدٍ من البرامج التطويرية، التي توفرها مختلف القطاعات والجهات في البلاد، شغفي الكبير بالعلوم والهندسة، حيث شاركت في برامج، منها «احلم نيوم»، الذي أسهمت من خلاله في تصميم منظومة حرث للطاقة المتجددة واستدامتها بمنطقة نيوم.
برامج الصندوق
ما الفرص والبرامج التي يوفرها الصندوق الصناعي لتطوير منسوبيه؟
يُعرف عن الصندوق الصناعي اهتمامه بثقافة تطوير منسوبيه لإيمانه بأن تطور القطاعات، يرتبط بوجود كفاءاتٍ وطنية. من جهتي نلت فرصة الانضمام إلى برنامج «نُخب المهندسين»، الذي توفره أكاديمية الصندوق الصناعي، وخضت رحلةً تدريبيةً وتأهيلية، دامت عامين داخل السعودية وخارجها في مجالات المالية، والمحاسبة، والتخطيط الاستراتيجي، والهندسة، والآن، أخوض تجربةً علميةً جديدة، أتاحها لي الصندوق الصناعي في جامعة طوكيو، وتحديداً في منهج علوم الطاقة المتجددة، وتتضمَّن زياراتٍ إلى أحدث المصانع في مجال الطاقة، وبنهايتها سنزور مقر شركة أرامكو في اليابان لنتعلَّم كيفية ترسيخ هذه العلوم في السعودية.
هاكاثون الصناعة
شاركتِ في تصميم هاكاثون الصناعة، كيف تصفين هذه التجربة من حيث الفكرة وما تحقق لها من أصداءٍ واسعة؟
انطلقت فكرة الهاكاثون من حقيقة أن الشباب السعودي ركيزةٌ أساسيةٌ لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، لذا نسعى في الصندوق الصناعي إلى تحفيز وتمكين الشباب للعب أدوارٍ مؤثرة في القطاع الصناعي، ومن هذا المنطلق أطلق صندوق التنمية الصناعية السعودي «هاكاثون الصناعة»، الأول من نوعه على مستوى البلاد، تحت شعار «حلول إبداعية لتحديات صناعية»، بالشراكة مع برنامج «صُنع في السعودية»، ورعايةٍ من شركة معادن، وشركة سابك، وبنك الرياض.
عند اختياري للمشاركة في إدارة وتصميم «هاكاثون الصناعة» من الفكرة حتى التنفيذ، لم أتصوَّر وصول أثره الإيجابي إلى هذا الحد، فقد بدأنا الهاكاثون بفكرةٍ بسيطة، وهي جمع تحدياتٍ صناعية، ليطرح لها شباب الوطن المبدعون حلولاً مبتكرة، بعدها أجرينا دراسةً استثنائيةً لبحث إنشاء الهاكاثون بأفضل طريقة، واضعين في الاعتبار أفضل الممارسات العالمية، كما أسَّسنا منهجيةً شاملة، لينفِّذ الصندوق مشروع الهاكاثون دورياً.
ما دور الهاكاثون في اكتشاف ودعم المواهب السعودية الشابة؟
يهدف الهاكاثون إلى تسليط الضوء على القدرات الإبداعية لشباب وشابات الوطن، التي يُمكن توظيفها لدعم الصناعة الوطنية. هناك مواهب سعودية، توجد في مناطق بعيدة عن المدن والمؤسسات التعليمية، وموهوبون شغوفون، لم يكتشف أحدٌ قدراتهم، أو يمنحهم الفرصة لإيصال رسالتهم وفكرتهم لأسبابٍ عدة جغرافية، أو اجتماعية، أو أكاديمية، لذا قمنا بتصميم «هاكاثون الصناعة» بمعايير عادلة، ودون اشتراط حصول المتقدمين على شهادةٍ علمية، أو لغةٍ معينة حتى نستقطب كل المواهب.
تابعي المزيد:فتاة العرب.. من هي عوشة السويدي التي يحتفل بها جوجل؟

المستشارة القانونية في صندوق التنمية الصناعية
نورة مارديني: دور رائدات الأعمال مهمٌّ في مسيرة تمكين المرأة السعودية

تعدُّ الإدارة القانونية من الإدارات الرئيسة في صندوق التنمية الصناعية السعودي، وتضمُّ موظفين وموظفات على قدرٍ عالٍ من الكفاءة والمهارة. ويبرز من هؤلاء نورة مارديني، التي تعمل مستشاراً قانونياً في تقديم الحلول الاستشارية، واقتراح الأفكار المبتكرة، كما تسهم في تطوير الصندوق وتمثيله داخلياً وخارجياً، وهو ما أكسبها خبراتٍ متنوعة وأثرى ثقافتها القانونية. في لقائها مع «سيدتي» أشادت مارديني بمبادرات القطاع الخاص النوعية، وسياساتها الداعمة للمرأة السعودية باعتبارها عنصراً فاعلاً في الإنتاجية، وركيزةً أساسيةً في التنمية والازدهار بمختلف الخدمات المجتمعية ذات الأثر الواضح في القطاع الصناعي، كما تطرقت إلى محطاتٍ عدة في مسيرتها العملية.


باب القانون
دخلتِ عالم الصناعة من باب القانون، حدِّثينا عن التحاقكِ بالصندوق الصناعي؟
كان لدي شغفٌ كبيرٌ بالاطلاع على هذا المجال، لذا قرأت كثيراً من المقالات والسوابق القضائية، وتابعت آخر تحديثات الأنظمة والقوانين المحلية والدولية، وجاء اختياري الإدارة القانونية، كونها إحدى الإدارات الرئيسة التي تدعم وتسهِّل عمل الصندوق، ما أوجد عديداً من التحديات الممتعة التي كان لها الأثر الكبير في زيادة رغبتي بالانضمام للصندوق الصناعي، وأن أكون إحدى الإسهامات في تحقيق مستهدفاته، إذ يُعدُّ الصندوق الصناعي المُمكِّن المالي الرئيس لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، ويستهدف تحفيز وتنمية القطاع الخاص من خلال أوجه الدعم المتنوعة التي يقدمها بالشراكة مع المنظومة الصناعية.
تجارب متنوعة
تتولين الآن منصب المستشار القانوني في صندوق التنمية الصناعية السعودي، كما كنتِ مديرةً في المنظمة الدولية لمشروع «Great Place to Work» ونائباً لرئيس لجنة فتح العروض، ماذا أضافت لكِ هذه الخبرات مهنياً وعملياً؟
تلك التجارب المتنوعة أثَّرت إيجاباً في حياتي العملية والمهنية، ومنحتني المشاركات وتمثيل الإدارة القانونية في اللجان والمبادرات المختلفة المعرفةَ المهنية بطبيعة سير تلك الأعمال، ونقلها للإدارة القانونية، وتطبيقها عملياً، كما أن عملي مستشاراً قانونياً في الإدارة القانونية، أضاف لي كثيراً من الخبرات، التي أثرت ثقافتي القانونية.
أنتِ إحدى السعوديات المتميزات في المجال القانوني وصياغة الاتفاقيات الدولية والإجراءات التنظيمية وتقديم المشورة والاستشارات القانونية، كيف تراكمت لديكِ هذه الخبرات؟
لدى الصندوق عددٌ كبيرٌ جداً من المشروعات والمبادرات، التي تتطلَّب الدعم القانوني، ما أسهم في اطلاعي على عديدٍ من الاتفاقيات والعقود والاستشارات المقدَّمة من الإدارة القانونية، وأثرى هذا الأمر ثقافتي القانونية، وأكسبني خبراتٍ كبيرة، إضافةً إلى تركيز الصندوق الصناعي على تطوير وتدريب منسوبيه بتلافي جوانب النقص لديهم، وتحسين مكامن القوة.
قيادات شابة
جرى اختياركِ عضوةً في مجلس القيادات الشابة «SIDF SYLC»، ما أهم البرامج التي يتمُّ الإعداد لها في المجلس لتحفيز شباب وشابات السعودية؟
تأسيس مجلس القيادات الشابة في الصندوق الصناعي، جاء إيماناً من الدكتور إبراهيم بن سعد المعجل، الرئيس التنفيذي للصندوق، بإمكانات شباب وشابات السعودية، ومن أجل خلق منصةٍ للتعرُّف إلى أفكارهم، واستثمار قدراتهم الإبداعية، وبناء شخصياتهم القيادية، بما يعود بالنفع على الصندوق والمنظومة الصناعية والسعودية، ويبرز من أعمالنا تقديمُ الحلول الاستشارية، واقتراح الأفكار المبتكرة، والإسهام في تطوير الصندوق، وتمثيله داخلياً وخارجياً.

الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» تهتم برفع كفاءة ومشاركة المرأة في سوق العمل
لدى الصندوق مشروعاتٌ ومبادراتٌ متنوعة تتطلَّب الدعم القانوني

أسهمتِ في إنشاء مختبر الابتكار المستدام اقتصادياً للاستفادة من البنى التحتية المحلية والعالمية، ماذا يقدم لمبتكري ومبتكرات السعودية؟
الابتكار وسيلةٌ لإيجاد حلولٍ جديدةٍ للتحديات التي نواجهها، وببساطة هو أي فكرٍ، أو سلوكٍ، يسهم في وضع حلولٍ لهذه التحديات. إنشاء معملٍ للابتكار داخل الصندوق، جاء لتحفيز منسوبيه على تبني هذا المفهوم، والعمل به، ما سيزيد من جودة القرارات التي تُقدَّم لمعالجة التحديات، وترجمتها إلى ابتكاراتٍ في المجالات التي يختصُّ بها الصندوق، بالتالي الإسهام في تحسين جودة المنتجات، وابتكار أخرى جديدة تخدم عملاءنا والمنظومة الصناعية في السعودية.
المرأة السعودية والصناعة
كيف تنظرين لعمل المرأة السعودية في القطاع الصناعي؟
بوصفي سعوديةً، أفتخر بالتزام شركات القطاع الخاص بتبني وتطبيق سياساتٍ داعمة للتوازن بين الجنسين، وإدماج احتياجات المرأة فيها، إلى جانب تنفيذ مبادراتٍ نوعيةٍ داعمةٍ للمرأة السعودية بشكلٍ عام، ما يعكس وعي المجتمع السعودي ككل بأهمية المرأة بوصفها عنصراً فاعلاً وقادراً على الإنتاجية والإسهام في التنمية والازدهار. وقد أكدت «رؤية السعودية 2030» على ضرورة بناء شراكاتٍ مثمرةٍ مع شركات القطاع الخاص الوطنية، وتزويدها بالخبرات والإرشادات، ومساعدتها في تطبيق أفضل الممارسات في مجال دعم تنافسية المرأة، وتبني مبادراتٍ نوعيةٍ في مجال التوازن بين الجنسين، وإدماج احتياجات المرأة.
واليوم تقدم الشركات الصناعية السعودية، خاصةً الكبرى، مبادراتٍ نوعية داعمة لتقدم المرأة، وتعزز جهود ضمان تكافؤ الفرص، وإدماج احتياجات المرأة بالقطاع الصناعي، كما توفر خدماتٍ مساندة ونظم عملٍ تدعم التوازن بين الاستقرار الأسري والتطور المهني.
استناداً إلى خبرتكِ العملية، ما المستقبل الذي ينتظر المرأة في القطاع الصناعي؟
أضحى توظيف النساء في المصانع المتوسطة والصغيرة توجُّهاً عاماً في السنوات الماضية، وجاء هذا الأمر مواكبةً لتغيُّر وضع المرأة في الأسرة، واتساع دورها المجتمعي، ليشمل العمل، والمساعدة في دعم عائلتها مادياً. ولم يتوقف نجاح المرأة في العمل عند قطاع الصناعة فقط، إذ نراها اليوم تثبت نفسها في كثيرٍ من الوظائف المهمة بمختلف مناحي الحياة، لكنَّ التفوق السريع الذي أظهرته في مجال العمل الصناعي شكَّل ظاهرةً، دفعت شركاتٍ كبرى إلى تفضيل النساء على الرجال في العمل، ما سيجعل تشغيل المرأة أسهل من الرجل في القطاع الصناعي. ويعتقد عديدٌ من المستثمرين أن المرأة تتفوَّق على الرجل في مجال العمل الصناعي لأسبابٍ عدة، من أهمها إتقانها العمل، والتزامها بالمواعيد، وقلة تذمُّرها، وقدرتها على التحمُّل، وقد أثبتت تجارب تشغيل النساء، أن الاعتماد على المرأة في العمل الصناعي يحقق إنتاجيةً مماثلةً لما يحققه الاعتماد على الرجل نتيجة التطور التكنولوجي.
مشروعات نسائية
ما الدعم الذي تجده السعوديات من أجل إنجاح مشروعاتهن الصناعية؟
المرأة السعودية تحظى بعنايةٍ ورعايةٍ كبيرتين، أسهمتا في تحقيقها كثيراً من أهدافها، ومشاركتها الرجل في تحمُّل مسؤوليات بناء وتنمية الوطن، وهذا ما دفع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» إلى الاهتمام برفع كفاءة ومشاركة المرأة في سوق العمل، ومنحها الفرصة للانخراط في أعمال المدن الصناعية، وبالتأكيد هي جديرةٌ بذلك. هنا يبرز دور رائدات الأعمال بتمكين مبادرات المرأة السعودية في مختلف الخدمات المجتمعية ذات الأثر الواضح في دعم القطاع الصناعي، تحقيقاً لمعطيات وأهداف برنامج التحول الوطني 2020 وأهداف «رؤية 2030» الطموحة، وأؤكد من منبر «سيدتي» ضرورة إقامة مشروعات صناعية نسائية بالكامل، وأن يتم تجهيزها بالبنية التحتية والمرافق العامة، والمسألة هنا ذات شقين، الأول استثمارٌ صناعي، تسهم فيه النساء، والثاني صناعاتٌ يعملن فيها، وهذا يدعم توجُّه الدولة، أيَّدها الله، في تمكين عمل المرأة بالقطاع الصناعي، والمشاركة في التنمية الاقتصادية.
العمل الاجتماعي
أنتِ عضوةٌ نشطةٌ في جمعية الأطفال المعاقين، ومركز الملك فهد لأورام الأطفال، وجمعية زهرة، ما دور العمل الاجتماعي في حياتكِ، وكيف توازنين بين العمل المهني والاجتماعي؟
للعمل الاجتماعي دورٌ كبيرٌ في حياتي، والموازنة مع العمل المهني سهلةٌ عبر تخصيص ساعاتٍ معينة من يومي لخدمة مجتمعي، ونيل ثوابٍ عظيم إن شاء الله عن هذا العمل ذي القيمة العالية.
مَن كان له الأثر الأكبر في مراحل حياتكِ الشخصية والعملية؟
جدي عبدالله بن عبدالرحمن الشعيل، القائد الملهم والمحفز، فقد زرع بي قيماً وأخلاقاً نبيلة، جعلت مني شخصيةً واثقةً من كل خطواتي منذ الصغر.
النجاج والإصرار
ما روشتة النجاح التي تقدمينها للشباب والشابات؟
أنصح الشباب والشابات السعوديات بالتعمق في معنى النجاح، فالنجاح إصرار وإرادة، وأفضل وسيلةٍ لصنع المعجزات.

تابعي المزيد:في يوم المرأة الإماراتية.. رائدات إماراتيات وصلن أعلى المناصب