التغيير أساس لتطوّر المنظمات والمؤسّسات والشركات، وهو قد يلقى "مقاومة" من بعض الموظفين الذين يفضّلون العمل حسب طرق "تقليديّة" مُحدّدة، من دون الدراية بجدواها ومدى مواكبتها لمتطلّبات السوق. كان صمّم الخبراء مجموعةً من البرامج والنماذج التي تساعد الإدارات، في احتضان عملية التغيير وزيادة عائد الاستثمار ومساعدة الموظفين في مرور المراحل الانتقالية، بسلاسة. تشتمل تلك النماذج الشهيرة في الاستخدام، في هذا الإطار، على نموذج كيرت لوين Kurt Lewin. في السطور الآتية، شروح مفصلة عنه.
3 مراحل لنموذج كيرت لوين
يشرح المستشار الإداري والمتخصّص في الموارد البشريّة عادل الصرعاوي لقرّاء "سيدتي. نت" أن "التغيير الطارئ على صعيد أي منظّمة، يعني اعتماد الأخيرة على نمط جديد ومناسب لتحقيق الأهداف والتنظيم والتكنولوجيا والسلوك، بصورة تتحول فيها من وضع إلى آخر من أجل زيادة فعاليتها". ويسلّط الضوء على نموذج العالِم كيرت لوين المؤلف من ثلاث مراحل لإدارة التغيير، وفق الآتي:
1 مرحلة إذابة الجليد : Unfreezing Stage عبارة عن مرحلة هادفة إلى إضعاف القيم والاتجاهات وأنماط السلوك القديمة، لكونها لم تعد فاعلة أو مناسبة للمواقف الجديدة التي تمر بها المنظمة، مع تهيئة الأجواء المناسبة للتغيير من خلال الآتي:
- كسب التأييد اللازم لإجراء التغيير في المنظمة، على مستوى الإدارة العليا، كما الوسطى والدنيا.
- إقناع العاملين بوجود مشكلات مُعيّنة، في الوضع الحالي للمنظمة.
- خلق الدافعيّة لدى الأفراد للتغيير.
- تفهّم المخاوف والشكوك من التغيير ودراستها جيّدًا لغرض علاجها.
- إظهار مساوئ الوضع الحالي، مع التأكيد على أهمّية إحداث تغييرات لمعالجة تلك المساوئ.
- استبدال بالاتجاهات والقيم والعادات والممارسات والسلوكيات الحالية، أخرى تلائم متطلبات التغيير.
2 مرحلة التغيير: تهدف هذه المرحلة المسمّاة Changing Stage، إلى:
- إشراك المديرين والعاملين، في تنفيذ عملية التغيير.
- تكوين فرق العمل، على أن يكون الأعضاء في كل فريق، متجانسين لناحية الأفكار والأهداف. تقوم فرق العمل بتنفيذ التغييرات المحددة لكل منها.
- إظهار أهمية الوضع الجديد في إثر التغيير، من دون تأخير.
3 مرحلة "التجميد المتكرر": خلال هذه المرحلة التي تُسمّى Re-Freezing Stage، يتحقّق الاستقرار في المنظمة، وذلك بعد استيعاب العناصر فيها أهمية التغيير لغرض تحقيق حالة التوازن الجديدة. تتألّف المرحلة الثالثة، من الخطوات الآتية:
- دمج الأفكار والاتجاهات والسلوكيات المكتسبة جرّاء التغيير بأساليب العمل اليومية.
- تزويد العناصر البشرية بمعلومات عن أدائهم، بصورة مستمرة.
- منح الحوافز والمكافآت للأفراد الملتزمين بالمنهج الجديد.
أدوار الموظفين والمديرين في تحقيق التغيير
توضّح منصّة Whatfix المتخصّصة في مساعدة الشركات في إنشاء مسارات تفاعلية أن نظريّة كيرت لوين تركز على التواصل الفعال لغرض التغيير وإشراك الموظفين في المراحل الثلاث، كما توفير التدريب لهم لسد فجوة المهارات.
وتلفت المنصّة إلى أن للمدراء دورًا متمثّلًا في تنفيذ تقنيات إدارة الإجهاد وتلبية قوانين التغيير، كما استخدام الأفكار والمنطق المقنع من أجل تنفيذ ذلك التغيير المنشود، في إطار النظريّة.
