لم يكن مسلسل «ستيلتو» ولا دور جويل فيه عاديين في حياة الفنانة ريتا حرب لسببين اثنين: أولهما أن المسلسل شكّل نقلة نوعية في حياتها ومسيرتها الفنية لنجاحه الباهر ونجاح الدور الذي أدته فيه بتميز، وثانيهما لما يحمله هذا المسلسل من ذكرى مؤثرة تزامنت وتعرضها لحادث سير مروّع خلال الفترة التي شهدت تصوير المسلسل في تركيا، لتبدأ بعدها مرحلة صعبة ودقيقة من العلاج رافقها توقف قسري للمسلسل لبعض الوقت ريثما تحسنت حالتها الصحية. وفي خضم كل هذه الرحلة العلاجية التي خاضتها، مرّت ريتا حرب بالعديد من الحالات الصحية والنفسية في ظل تمسكها بالأمل بالشفاء والتحدي والتحلي بالقوة، محاطة بالدعم من عائلتها وكل محبيها وفريق عمل المسلسل وزملائها فيه، للوقوف مجدداً على قدميها والعودة إلى حياتها بشكل طبيعي بعيداً عن مشاعر الاستسلام. تفاصيل هذه المرحلة الدقيقة من حياتها والعديد من الأمور الأخرى سردتها ريتا بنفسها لـ «سيدتي» في اللقاء الآتي معها وهي تودّع عاماً وتستقبل آخر.
حوار | كلودين كميد Claudine Kmeid
تصوير | Directstudio
مكياج | Ebru Öztürk
تنسيق أزياء | Melisa Armagan
تصفيف شعر | كريم استانبولي Karim Istanbouli
شكر خاص | إليان الحاج Eliane El Hajj
موقع التصوير | اسطنبول - تركيا
تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2182 من مجلة سيدتي
أنا قوية ولا أنكر ذلك. ولكن حين تعرضت للحادث وأصبت بكسور في وجهي ورجلي شعرت وكأن مهنتي كممثلة ومذيعة انتهت
شخصية «جويل» تبدو قوية في الظاهر وتطمح أن تقلد غيرها وتكون قائدة ولكن تعجز عن ذلك.
نستهل الحوار معك بتهنئتك على دور جويل في مسلسل «ستيلتو» الذي يشغل الناس حالياً ويحصد الكثير من النجاح، ماذا تكشفين عنه؟
مسلسل «ستيلتو» «انفتح» قلبي له منذ أن تلقيت العرض للمشاركة به. وكما الكل صار يعلم، دفعت الثمن غالياً جداً من أجله. وما تعرضت له كان صعباً جداً، ولكن الحمد لله تمكنت من الاستمرار فيه. وأوجّه الشكر لـ MBC التي غيّرت في السكريبت من أجلي وانتظرتني حتى تحسنت بعد تعرضي للحادث المروّع حيث كانت خطوة جميلة جداً شجعتني. فقلت في قرارة نفسي إذا كانوا قد تصرفوا معي على هذا النحو لذا عليّ أن أكون قوية. هم أوقفوا التصوير وانتظروني علماً أننا جميعاً لم نكن نعلم إلى أي درجة يمكن أن تسوء حالتي بسبب الحادث. وكم سيستغرق شفائي وقتاً. كنا في البداية أمام مفاجآت ما الذي سيحصل بعد الحادث وخضوعي لعملية جراحية واعتبرنا أنه مع الوقت تتضح الصورة أكثر.
هل تمّ إيقاف تصوير المسلسل؟
تمّ تصوير المشاهد التي يستطيعون تصويرها من دوني وتركوا المشاهد نفسها التي تَضُمّنا كمجموعة ممثلين إلى أن تحسنت حالتي. ثم أصبحنا بعدها أمام استراحة طويلة من التصوير. أما الممثلون فهناك منهم من عادوا إلى منازلهم وبلدانهم وغادروا تركيا على مدى أكثر من شهرين. خلال هذا الوقت تمّ أخذ القرار بتغيير السكريبت بما يتماشى معي. وسألوا الطبيب متى باستطاعتي الوقوف مجدداً. بعدها خضعت وأنا على الكرسي المتحرك، لاختبار كاميرا مجدداً لأن وجهي تأذى أيضاً. وكانوا يساعدونني للجلوس أمام الكاميرا. لهذه الدرجة كانت المراحل صعبة. والناس لاحقاً عندما شاهدوا المسلسل لم يتخيلوا كيف استطعت التصوير بعد كل الذي تعرضت له. ولكن كان لديّ قوة إلهية ساعدتني إضافة لحماسي للدور ولـ«ستيلتو». بداخلي كنت أردد دوماً أن هناك أشخاصاً كثيرين كانوا بانتظاري من فريق العمل. لذلك يجب أن أكون قوية والوقوف مجدداً على رجليّ ولا أستطيع البقاء في السرير. وهذا ما حمّسني. ربما لو لم يكن هناك «ستيلتو» ودوري فيه، كنت سأقول قد أبقى في السرير سنة كاملة فلا أحد بانتظاري.
تابعي المزيد: تصنيف الدكتورة خلود المانع ضمن أقوى 50 شخصية عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي
هدفي الأساسي
يبدو أنه صار لديك تحدٍ ذاتي؟
بالتأكيد. وأنا بطبعي أتحدى نفسي طيلة الوقت. ولهذا السبب أبقى متعبة. ودائماً أردد بالطبع أستطيع. من بعد خضوعي لاختبار الكاميرا، انتظرنا حتى تم تعديل السكريبت. المسلسل كله يتطلب تقريباً مشاهد فيها سير على الأقدام والاعتماد على المظاهر. فصار يتم تعديل المشاهد أي إذا كان مشهدي يحتاج المشي يُستبدل بآخر في السيارة. طرأت تعديلات عدّة على النص على مشاهدي وأُعيد إرساله لجميع الممثلين. ومن الحلقة 34 صوّرت مشاهدي وأنا أسير بواسطة آلة المشي المساعِدة بعدها بواسطة العكاز.
ألم تشعري بالحاجة للانسحاب من المسلسل بسبب الوجع والمعاناة الكبيرة التي مررت بها، وهل وقعت بالإحباط؟
إطلاقاً. ولكن عندما انتهيت من التصوير لا أخفي أنني أصبت بالإحباط أكثر من قبل. ولكن كان هناك عزيمة بداخلي لأستمر بالإضافة للدور الذي أحببته وأن عليّ أن أكمله. كنت أردد أنني قصدت تركيا من أجل تصوير هذا العمل فتعرضت للحادث ولكنني لا أريد أن أفشل بالمهمة. ألم يكن هدفي الأساسي أن أنجز هذا العمل؟ يعني إذا ذهبت إلى تركيا من أجله وتعرضت للحادث وانسحبت من العمل فسأكون خسرت من جميع النواحي. وضعت نصب أعيني أن مهمتي التي أتيت من أجلها عليّ إنجازها للآخر ألا وهي تصوير «ستيلتو» والقيام بدور جويل، وصممت أن أكمل مهمتي للنهاية مهما كان الثمن. كنت مصممة على تحقيق هدفي وما ساعدني أنني كنت محاطة بدعم من الجميع، الـMBC والشركة المنفذة للإنتاج والمخرج وفريق العمل. وبما أنهم وقفوا بجانبي ودعموني وكانوا يقولون لي «أنت قوية وقادرة»، وكما ذكرت عدّلوا العمل من أجلي، فقلت طالما أنهم يقومون بكل هذه المبادرات من أجلي لذلك عليّ أن أقف على قدميّ من جديد.
إذاً شعرت بالمسؤولية المضاعفة لديك تجاه الجميع؟
بالتأكيد ولو قالوا لي ارتاحي كنت ربما سأتعب أكثر. ولكن عندما وجدت في المقابل أنهم متمسكون بي وقدموا مبادرات وأبدوا استعداداً للتعديل من أجلي، صممت أن أبرهن لهم أنني قوية وقادرة، علماً أن الكسر الذي تعرضت له لم يكن كسراً عادياً رغم أن بعضهم كان يقول لي: «ولكن ألم تتخلصي بعد من العكاز الذي تسيرين بواسطته. فكل الناس تكسر رجلها؟». ولكن أنا كانت رجلي مطحونة ولم أكن أعاني من كسر عادي. وكنت أخضع للمراقبة الدائمة وكان هناك دم مجمّع في رأسي. وكل أسبوع كنت أخضع لصورة شعاعية لمراقبة وضعي. والأمر لم يكن مقتصراً فقط على أنني كسرت رجلي. فأنا تعرضت لحادث كبير وكان من الممكن ألا أسير مجدداً. في تصوير بعض المشاهد، كنت أنتعل حذاءً ذي كعب عالٍ دون أن أستشير الطبيب وأسير بواسطة العكاز وكنت في فترة الاستراحة أجلس وأنتعل حذاءً مسطحاً. بعدها اعترفت للطبيب بما فعلت، فرجلي بقيت مكسورة وتقرر خضوعي لعملية زراعة العظم فيها. فأخبرني أن الكسور في هذا المكان في رجلي كان من الصعب أن تلتئم وهي بحاجة لعملية زراعة العظم من البداية. طبياً هناك كسور في الرجل تلتئم مع الوقت وأخرى لا. ضمناً أنا كنت متوقعة أنني تحسنت بمرور الوقت إلا أنني عدت وصدمت. ولكن الطبيب أخبرني أننا أعطينا الكسور الأشهر الكافية لتلتئم، ولم يحصل ذلك. إذ تمّ إعطائي بعد الحادث فترة خمسة أشهر قبل إخضاعي للعملية ولكن تعرضت خلال هذه الفترة لعارض حساسية ودخلت على إثره المستشفى وكنت على وشك أن أفقد حياتي بسببه. فتمّ إرجاء العملية بعدها شهراً إضافياً وقلت في قرارة نفسي مادمنا أجّلنا العملية فلأنصرف لتصوير مشاهد ضرورية كان عليّ إكمالها.
تابعي المزيد: رشحت للفوز بجائزة امرأة العام مع الاحتفاء العالمي بالأمن السيبراني الدكتورة فاطمة الحربي: منظومة الأمن السيبراني في السعودية في تطورٍ مستمر
انفتح قلبي لمسلسل «ستيلتو» منذ أن تلقيت عرض المشاركة به.. إلا أنني دفعت الثمن غالياً جداً من أجله.
لا عمليات جديدة
هل خضعت لزراعة العظم في وجهك وفي منطقة الفخذ؟ وهل مازلت بحاجة للمزيد من العمليات؟
لا. لقد تمّ وضع صفائح حديدية بأمكنة في وجهي. وكان سيتم أخذ عظام من وركي وزرعها في وجهي. ولكن عاد الطبيب وجمع كل الكسور فيه وأعاد تلحيمها وترميمها تماماً كما يتم جمع قِطع ال «البازل Puzzle » . هناك منطقة تحت العين تسمى «كرسي العين» لا يصح وضع صفائح حديدية فيها إنما تحتاج لزرع عظم طبيعي. ولم تترك هذه العملية أي أثر على وجهي. وعيني أخذت وقتاً حتى عادت لطبيعتها. وهناك أيضاً صفائح حديدية من الركبة للورك مع براغي وزرع عظم. وإن شاء الله، لن يكون هناك عمليات جديدة، فلم يعد بمقدوري أن أستوعب أنني أحتاج للمزيد من العمليات الجراحية. ولكن هذه الصفائح والبراغي قد تضايقني ربما بوقت لاحق ولا نعلم متى نضطر لإزالتها بعد أن تلحم مع العظم. من الممكن أن تضايقني على الركبة ربما بعد سنة أو اثنتين وبعد أن تكون قد أدت مهمتها نضطر أن ننزعها وممكن أن نبقي عليها. ولا نعرف متى نتعرض لعملية مشابهة لنزعها من نفس الأمكنة التي وضعت بها من قبل. برأيي الشيء الذي ينكسر يمكن إصلاحه ولكن لا يعود كما كان بنسبة 100 % كالسابق.
تحسنت كثيراً
تبدين متفائلة وقوية بعد كل ما مررت به.. هل كنت هكذا دائماً؟
أنا قوية ولا أنكر ذلك. ولكن صعب عليّ كممثلة ومذيعة أن أتعرّض لكسور في وجهي ورجلي وكأن كل مهنتي انتهت، ولكن في الوقت ذاته لديّ قوة من الداخل سببها إيماني الكبير. الله نجّاني وحماني لأجلي ولأجل ابنتيّ لأبقى معهما. شعرت أنني سأعود قوية. وما مررت به (مازحة) أعتبره تخصصاً جديداً في العظم وعمل الأطباء والتفاصيل الطبية. ولكنني قد لا أعود كالسابق، صحيح أنني الآن بتّ أسير بشكل جيد ولكن أحس بوجود شيء في رجلي.
ذكرت أنه لم يعد بإمكانك الخضوع لعمليات التجميل، ماذا عن البوتكس أو الفيلر وطرق تجميلية أخرى؟
الفيلر ممنوع. أما البوتكس في منطقتي العينين والجبين فمسموح. ولا يسمح لاستعمال أي آلات حرارة للجلد لأن الصفائح «فايشة» (ليست عميقة) وأي مادة غريبة تدخل إلى الوجه قد تؤذيه ولا يعرفون ما ردة الفعل التي قد تسببها.
ابنتاي تقويانني
ذكرت أن ما من شيء يعود كالسابق هل شعرت بذلك بداخلك أيضاً معنوياً؟
أحياناً أشعر بذلك ضمناً، ولكن ابنتاي تقويانني وكذلك عملي والأشخاص من حولي.
هل عدت إلى حياتك الطبيعية، تقودين السيارة وتتنقلين بشكل عادي؟
الآن عدت أمشي وأتنقّل بشكل عادي.
ماذا أحسست لحظة نجوت من الموت جراء الحادث؟
بصراحة لا أحب التحدث كثيراً عن الموضوع ولكن كل ما أستطيع قوله إنني لم أشعر بشيء حينها لأنني فقدت الوعي. ولا أعرف حتى كيف وقع الحادث لأنني بنفس لحظة وقوعه لم أكن أنظر إلى الشارع إنما كنت منشغلة بالهاتف، لأنني لم أكن أنا من يقود السيارة إنما السائق. وكان يصطحبني في السيارة حينها إلى موقع التصوير. ولم أعِ ماذا جرى. كل ما أذكره أنني استيقظت في المستشفى ولا أعرف سوى ما أخبرني الناس به عما جرى لي. ولكن لحظة الحادث لا أعرف شيئاً عنها. شاهدت صور الحادث على غرار الجميع. كل ما كان يهمني حينها فقط أن يخفّ الوجع.
تابعي المزيد: الطبيبة والسبّاحة السعودية مريم بن لادن: أحاول ربط إنجازاتي بأعمالٍ إنسانية
نقلة نوعية
في مسلسل «ستيلتو » ما الذي جذب الجمهور إلى “جويل”؟وكيف تلقيت العرض؟ ولماذا اخترت هذه الشخصية تحديداً؟
تحمل جويل الغيرة التي توصل صاحبها إلى الجنون هي غيرة مرضية.
ولكن شخصيتها «مهضومة » (خفيفة الظل) في الوقت نفسه. ولست أنا من اخترت الشخصية إنما اتصلوا بي من MBC وعرضوا عليّ المشاركة بالمسلسل بدور جويل. والكاستينغ الذي أجروه يجعلنا نشعر أن كل شخص بالمسلسل بمكانه الصحيح. كل منا أحب دوره كثيراً ولعبه بإتقان. الناس قالوا لنا لا أحد يستطيع أخذ دور الآخر في المسلسل. بهذا المسلسل وبمقدار أن كل واحد أتقن دوره نشعر أنه خلق لهذا الدور. النجاح لا يأتي من فراغ إنما بتضافر كل العناصر من الإنتاج الكبير والممثلين الكفوئين والتناغم بينهم خلال التصوير الذي ينعكس كثيراً على الجمهور إلى الإخراج وشاشة الـ MBC وشاهد وتوقيت عرضه. كل هذه العناصر مجتمعة ومتكاملة تعطي عملاً جميلاً.
ماذا تقولين لجويل التي أعطتك كل هذه النجومية في المسلسل؟
أكيد أعطتني نقلة نوعية في مسيرتي الفنية. قدمت أدواراً كثيرة وإن شاء الله سأقدم المزيد، ولكن لمسلسل «ستيلتو» ودور جويل مكانة خاصة كثيراً بقلبي. إذ كنت سأدفع حياتي من أجل المسلسل. ومنذ أن تحدثوا معي في الـ MBC عنه، انفتح قلبي له كما ذكرت. ولما تعرضت للحادث قلت إنني كنت سأموت بسببه، فقررت في قرارة نفسي إكمال «ستيلتو» مهما كان الثمن وليعرض على الشاشة. هذا العمل يعني لي الكثير ودور جويل أيضاً.
لديّ نظرة تفاؤلية للحياة
هل عدت ريتا المتفائلة والتي لا تفارقها الابتسامة؟
لا أستطيع إلا أن أضحك. أعصب وأزعل ولكن ذلك لا يدوم فترة طويلة. أحياناً أضحك على «حالي». أضحك بمفردي. لديّ نظرة تفاؤلية للحياة ولكنني إنسان في نهاية المطاف ولديّ لحظات ضعف. أنا حساسة وحنونة جداً. في الظاهر أبدو قوية، ولكن من حولي وهم كثر سواء أخواتي وابنتيّ أو ممثلين وفي العمل يعرفون أن قلبي طيب جداً وينصحونني أن أخفف ذلك. إذا سمعت بخبر حزين أتأثر وأبكي. لا أحب الظلم. وفي المقابل أحب أن يكون الناس أقوياء وليس ضعفاء وعندما أرى أحداً ضعيفاً أزعل عليه.
الشخصيات أصبحت ترند
لنعد إلى جويل ذكرت أنك أحببت الشخصية. هي أيضاً امرأة أنيقة وجميلة كم حرصت على إيصال هذه الصورة للمشاهد؟
أنا تعبت على الشخصية وفريق العمل معنا أيضاً تعب عليها. جويل جزء من «ستيلتو» الذي يعني الكعب العالي والخنجر أي السيف ذو الحدين وهو مبني على المظاهر الخارجية والكمبوند والرفاهية. «ستيلتو» يرمز معناه للكعب العالي والنساء والخنجر وإلى أي مدى هؤلاء النساء قد يكنّ مؤذيات. إنه الكعب العالي الذي يرمز للجمال والخنجر بذات الوقت. المسلسل مبني على ارتدائنا ملابس جميلة وأن نملك المال ونعيش في كمبوند وعلى العلاقات المزيفة. فأكيد فريق العمل عمل بدقة على لوك وستايل خاص لهذه الشخصيات. فهم تعبوا علينا وجويل صنّفوها أنها ترتدي ملابس ذات ألوان مبهجة وتتميز باللوك الشبابي. أحياناً كنت أجرّب نحو 30 قطعة ملابس ليتم اختيار بدلة أو اثنتين منها. لهذه الدرجة كان هناك تعب من النواحي كافة وبنفس الوقت هناك متعة أننا نقدم شيئاً جميلاً.
علاقتنا أنا وديمة قندلفت وندى أبو فرحات وكاريس بشار عكس المسلسل تماماً فنحن صديقات جداً.
المتابعون معجبون بإطلالاتكن الأنيقة في المسلسل، إضافة إلى جماليات أماكن التصوير، هل تصلكم ملاحظات حول ذلك؟
الناس يسألوننا أين يقع هذا الكمبوند لأنهم يريدون أن يزوروه. ملابسنا أصبحت ترند على «السوشيال ميديا». «ستيلتو» والشخصيات أصبحت ترند ووصلت أصداؤه إلى بلدان عدّة. ففي كندا مثلاً علمنا أن أشخاصاً سيقيمون حفلة «ستيلتو بارتي». وسيشارك بها أشخاص يقلدون شخصيات المسلسل. كأن تأتي واحدة إلى الحفل وهي تجسد دور فلك وترتدي مثل ملابسها وأخرى جويل وغيرهما. هذا بالإضافة للفيديوهات الكوميدية التي تنفذ على «السوشيال ميديا» من وحي المسلسل، كأن نرى فيديو لامرأة فور استيقاظها من النوم وهي تسير بالكعب العالي، على غرار نجمات المسلسل الذي حقق ترند بهذه الأمور. وهذا يسعدني وأضحك على هذه الفيديوهات.
كيف تفاعل الناس مع المسلسل من خلال السوشيال ميديا؟
الحمد لله ومبروك للجميع هذا النجاح. يصلنا على «السوشيال ميديا» وأينما ذهبنا أن الناس تحب «ستيلتو» ويتفاعلون مع الكلمات التي نقولها في المسلسل والتي أصبحت ترند، مثلاً بالنسبة لشخصيتي جويل يحفظون الكلمات التي تقولها ويتفاعلون معها. وإذا ذهبت إلى مكان ما يسألونني أين زوجك طارق؟ جميل تفاعل الناس كثيراً بالعمل وأنا أحاول بمقدار ما أستطيع الرد على التعليقات لأن الجمهور هو من يمنحنا النجاح. «ستيلتو» طرح عدة مواضيع تحاكي مجتمعاتنا: الغيرة والحسد والعلاقات المزيفة بين الأصدقاء والخيانة الزوجية وخيانة الأصدقاء والمرأة المطلّقة التي تعود وتؤسس كياناً لها وتتحمل المسؤولية بنفسها، أي عدّة مواضيع بمسلسل واحد. وهذا ما لفت الناس. مواضيع «ستيلتو» قريبة جداً من حياتنا ويومياتنا.
تقلّب بالشخصية
ما الذي جذبك بجويل حتى نجحت لهذه الدرجة. مرات نراها طيبة وأخرى ماكرة وهي فعلياً تضمر الشر وأنانية فالدور يبدو معقداً؟
هي لا تضمر الشر، ولكن تتحكم بها الغيرة. هي من ضمن مجموعة من الصديقات اللواتي ليس بإمكانهنّ الابتعاد عن بعضهنّ، ولكن في الوقت نفسه يغرن من بعضهنّ البعض.
أليست معادلة غريبة في الحياة؟
نعم ولكن هذه النماذج موجودة في الحياة. مثلاً تكون ثمة امرأة مقرّبة منا تريد معرفة كل أخبارنا وتحبنا ولكن بنفس الوقت تغار منا. وهنّ كذلك بالمسلسل. هذا النموذج موجود بكثرة في الحياة. وبنفس الوقت ما جذبني لشخصية جويل أنها «مهضومة». لديها «إيفيهاتها» مع العينين المفتوحتين مثلاً وغيرها من «الإيفيهات». هي تدار وتتأثر بالآخرين وتحب البحث عن القوي. مثلاً إذا سيطرت ألمى على الكمبوند تصبح صديقتها. والآن فلك قوية تكون معها. كما يضحكني غرامها بزوجها طارق وغيرتها القصوى عليه وتعلقها به.
لماذا التبعية للأقوى؟
لأن شخصيتها أضعف منهنّ. هي تبدو قوية بالظاهر وتطمح أن تقلد غيرها وتكون قائدة ولكن تعجز عن ذلك. هي لم تعمل بحياتها أبداً فوالدها ثري جداً ولا تتمتع بشخصية إدارية. لذلك تغار لأنها عاجزة ولهذا السبب عندها تبعية. جويل لديها تقلّب بالشخصية. أحياناً مثلاً تكون عادية ولديها صديقات ثم تجد نفسها بمشاكل معهنّ ولكنها عاجزة عن مواجهتهنّ لأنها ضعيفة. لديها كاراكتيرات عدّة بكاراكتير واحد.
هل أتعبتك الشخصية؟
نعم ولكن بمرور وقت التصوير الطويل أصبحتُ جويل. مع كل يوم تصوير، يصبح الكاراكتير أسهل لأنني لبست الشخصية. ولكن في المرحلة الأولى كانت أصعب إلى أن اعتدت عليها وبنيتها وفق ما تظهر على الشاشة. هذا بالإضافة إلى أن بعض الكلمات التي كانت تقولها جويل أصبحت ترند. شخصية جويل أحببتها كثيراً واستمتعت وأنا أجسدها وبنفس الوقت أتعبتني كممثلة فهي لديها تقلّب كثيراً بشخصيتها ولديها أكثر من كاراكتير بشخصية واحدة وبنفس الوقت أنا تعبت أكثر بسبب الحادث الذي تعرضت له. ولكن لا أنكر أنني أحب العودة للشخصية أحياناً. لذلك يقول لي المحيطون بي مازحين: «اخرجي من شخصية جويل وعودي ريتا».
سعيدة بالنتيجة
هل خفت من عدم إيصال الدور بهذا الشكل لأنه ليس على نفس الوتيرة؟
أنا أخاف من أي دور. وأعدّ كل شخصية جديدة استحقاقاً مختلفاً أتحمل مسؤوليته ويؤرقني فعلاً لأظهر بالشكل المطلوب. أكيد دور جويل أخافني وأتعبني كثيراً. ولكن كان هناك ذلك الحب بداخلي وسعيدة بالنتيجة وبكل العناصر الجميلة حول جويل، خاصة أنني كنت أعلم أن هذا الدور سيبرز فعملت عليه بجهد وتحدٍ.
ما أوجه الشبه والاختلاف مع جويل؟
أختلف معها بكثير من الأمور. فأنا في الحياة لست صاحبة شخصية تغار أبداً كما أنني صريحة ومن أحبه أحبه بصدق. ومن لا أحبه لست مضطرة أن أستمر معه عكس جويل تماماً. كذلك لا أستطيع التعامل مع أصدقائي على طريقة جويل. ممكن أن أكون قريبة من جويل قليلاً لناحية الطابع الكوميدي في شخصيتها أنا أحب المرح والضحك جداً.
نحن صديقات جداً
كيف تصفين أجواء المسلسل وعلاقتكم بعيداً عن التصوير، أنتِ وديمة قندلفت وندى أبو فرحات وكاريس بشار؟
علاقتنا كانت عكس المسلسل تماماً أي نحن صديقات جداً. وكنا نقيم في الفندق نفسه كأننا في بناية. فعلى سبيل المثال، هذه «شاطرة» بالتبولة كانت تعدها لنا وأخرى ماهرة بإعداد طبق آخر تعده وترسله للجميع وكأننا جيران على قلب واحد. وكنا نخرج سوياً في أيام الاستراحة من التصوير ونتبادل الزيارات في الفندق. كنا سعداء بالإقامة سوياً في المكان نفسه. نحن كنا في الغربة والأجواء بيننا كانت تسودها السعادة.
ابنتي الكبرى تتخصص في مجال الهندسة ولا تحب التمثيل بل التصوير خلف الكاميرا لا أمامها.. بينما الصغرى تهوى التصوير والتمثيل
هل لابنتيك مواهب بالتمثيل وهل تشجعينهما لمشاركتك بمسلسل ما؟
أنا لا أشجع أحداً على شيء. أدعم كل شخص يختار ما يحب ولكن لا أوجّه أحداً. ابنتي الكبرى لا تحب التمثيل أبداً هي تتخصص في مجال الهندسة وتحب التصوير كثيراً في الوقت نفسه. وتهتم بـ «السوشيال ميديا» ولكن من خلف الكاميرا أكثر من أمامها. ابنتي الصغرى اختصاصية في مجال التغذية وتتابع دراستها في مدريد. لديها هواية التصوير. تحب أن تتصور وتمثل وتصوّر الدعايات وتبرز هوايتها من خلال نشر فيديوهات لها على «السوشيال ميديا».
رشاقتي جزء من عملي
كيف تحافظين على رشاقتك؟
أهتم بها بالرغم من أنني أحب الأكل كثيراً لاسيما المطبخ اللبناني والإيطالي وأعرف كم يزيدان الوزن. ولكن رشاقتي جزء من إطلالتي وعملي. وأحس نفسي مرتاحة باللباس والحركة عندما أكون محافظة على وزن معين. فأنا عندما أزيد حوالي كيلوغرامين يدق ناقوس الخطر عندي وإذا زاد وزني أكثر أخضع للدايت. وابنتي اختصاصية التغذية تساعدني بهذا الأمر. أطهو بطريقة صحية وأبتعد عن الدهون ولا أضع كمية من الزيوت أكثر من تلك التي يتطلبها الطبق الذي أعدّه. أنا طباخة ماهرة وطبخي طيب وأحب الطهو كثيراً ولكن لا أحضّر الحلويات أبداً لأنني لا أحبها وأفضّل المأكولات المالحة أكثر. وتضيف ضاحكة: «لا أحب «التشيزكيك» كما كان يبدو عليّ وأنا أعدّه أحياناً في المسلسل. هذا سر أطلعكم عليه. ولا أنافس فلك (ديمة قندلفت) على تحضيره».
اكشفي لنا سراً؟
(ضاحكة) إذا كشفت سراً لا يعود سراً إنما سأكشفه عن فلك أنها في الواقع لا تجيد تحضير «التشيزكيك» ولكن لا تخبروها أنني كشفت السر عنها.
متفائلة بالعام الجديد
كيف تختصرين العام 2022 في حياتك؟
بالتأكيد شهد محطات حزينة ولكن مساحات الفرح فيه كانت أكبر. مراحل الحزن فيه كانت بمثابة تتمة لتداعيات ما شهدته في العام 2021 (وقت حصول الحادث). أكملت هذه المراحل بعلاج أكثر وعملية أخرى في العام 2022. ولكن أستطيع القول إن أول محطة سعيدة لي فيه عندما تخليت عن العكاز والمحطة الثانية في العام نفسه مع عرض مسلسل «ستيلتو». أستطيع القول إن الفرح غلب الحمد لله في الـ 2022 على الحزن.
كيف تودعين العام 2022 وتستقبلين الـ 2023؟
بالتأكيد أودع العام بأمل كبير وبهدف يختصر ألا أحزن أبداً و«راسمة» إن شاء الله أن يكون كل شيء إيجابي من حولي. وإذا فكرت بشكل إيجابي قد ينعكس على الأيام المقبلة. لديّ أمل كبير بالعام 2023. طبعاً أعيش نجاح «ستيلتو» وسيكمل عرضه مع بداية العام 2023. كما لديّ عمل جديد وأعتقد أنه سيبصر النور في الـ 2023 ولديّ أمل بنجاحه. وبالتأكيد لديّ مشاريع وخطط وأحلام وإن شاء الله تصب في الإيجابية ومن نجاح لآخر. وأتمنى بالتأكيد الصحة لي ولعائلتي ولكل من حولي وألا يتعرض أحد لمكروه. لديّ أحلام كثيرة للعام 2023 ومن الداخل تغمرني مشاعر فرح وأمل آمل أن تتحقق.
تابعي المزيد: نفرتيتي الفن تعيش سنها كما تراه بالحكمة والمعرفة ..سوسن بدر: أعتز بصداقة أحفادي وإعجابهم بالأعمال التي أقدمها