إن أدمغتنا معالجات مذهلة تتخذ قرارات واعية وغير واعية، وفي ظل الصراع التكنولوجي الذي نحيا به ويحيط بنا في كل اتجاه، قد نجد أنفسنا عالقين في دوامة لا تنتهي من التفكير، فكيف نعرف ما إذا كنا نفكر كثيرا..؟ سيدتي تجيب على هذا التساؤل من خلال د. وليد عبيد زيد استشاري نفسي.
• دوامة لا تنتهي
يقول د. وليد عبيد زيد لسيدتي: نحن جميعًا نتعمق في رؤوسنا بشأن الأشياء وغالبًا ما نجد أنفسنا نفكر فى كل الأشياء التي تحيط بنا، فتطل دوامة لا تنتهي من "ماذا لو" التي تأتي وتذهب مع الحياة، وفي غضون ذلك يصبح التفكير الزائد مشكلة، فهل هناك فرقًا بين التفكير بالكمية الصحيحة والإفراط في التفكير ..
يؤكد د. وليد أن قراراتنا الواعية وغير الواعية تزيد عن 35000 مرة في اليوم. ويمكن أن يؤدي التحليل والتدقيق الدقيقان بهذه القرارات إلى تحسين بعض الخيارات ، ولكن إذا انغمسنا في تحليل كل نتيجة محتملة، فقد يؤدي ذلك إلى القلق المفرط وشلل القرار. ومن ثمّ قد يصبح التفكير الزائد مشكلة حقًا.
• لماذا تفرط في التفكير؟
- الإفراط في التفكير لحل مشكلة ما
يقول د. وليد عبيد: أول شيء يجب إدراكه بشأن الإفراط في التفكير هو أنه نوعان، نوع يمكن أن يُساعدنا في حل كثير من المشكلات، والآخر يكون التفكير لمجرد التفكير بدون سبب.
حل المشكلات هو عندما تطرح أسئلة بقصد إيجاد إجابة أو تفعيل حل، بينما الإفراط في التفكير، هو عندما تفكر في الاحتمالات والمزالق دون أي نية حقيقية لحل مشكلة. في الواقع ، قد لا توجد هناك مشكلة حقيقية أو حتى محتملة، إلا أننا من كثرة التفكير قد نخلق نحن المشكلة بأنفسنا.
- الإفراط في التفكير انعكاس للذات
يؤكد د. وليد أن التأمل الذاتي هو عملية فضوليّة داخليًا متجذرة في هدف أسمى - سواء كان ذلك للنمو كشخص أو اكتساب منظور جديد. فإذا كنت مهووسًا بشيء لا تحبه في نفسك ولا يمكنك تغييره أو ليس لديك أي نية للتحسين، فهذا ليس انعكاسًا للذات، إنه تفكير مفرط .
تابعي المزيد: كيف تغيّر طريقة تفكيرك وتتصدى للأفكار السلبية؟
• علامات تدل على أنك تفكر كثيرًا
يقول د. وليد عبيد هناك عدد من العلامات تدل أنك تفرط في التفكير بدون داعٍ منها:
- الخوض في الأحداث أو المواقف الماضية.
- إعادة تخمين وصياغة وتقييم القرارات التي اتخذتها.
- استعادة أخطائك السابقة في عقلك.
- إعادة صياغة المحادثات الصعبة أو غير المريحة.
- التركيز على الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها أو تغييرها أو تحسينها.
- تخيل السيناريو الأسوأ أو النتيجة.
- متابعة مخاوفك من اللحظة الحالية إلى ماضٍ لا يتغير أو مستقبل غير متوقع.
- استعادة أحداث اليوم أثناء محاولة النوم.
- التساؤل مع عدم اتخاذ قرار أو اتخاذ إجراء.
• كيف يؤثر التفكير الزائد عليك؟
في حين قد يبدو أن التفكير الزائد هو مجرد شيء يحدث في رأسك ، إلا أنه أكثر من ذلك.
يوضح د. نبيل: يمكن أن يؤثر التفكير الزائد على كيفية تجربتك والتفاعل مع العالم من حولك ، مما يمنعك من اتخاذ قرارات مهمة، ويمنعك من الاستمتاع باللحظة الحالية، ويستنزف الطاقة التي تحتاجها للتعامل مع الضغوطات اليومية.
بالإضافة إلى ذلك ، سواء كنت تركز على الماضي أو تهتم بالمستقبل ، فإن أنماط التفكير الأكثر تدميراً من الأفكار البناءة يمكن أن تؤثر سلبًا على صحتك العقلية والجسدية، حيث تشير الدراسات إلى أن اجترار الأحداث المسببة للتوتر يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى القلق والاكتئاب، فوفقًا لوجهة نظر الصحة العقلية ، يمكن أن يؤثر القلق على قدرة الإنسان على التعامل مع الضغوطات اليومية، حيث يؤدي الاكتئاب إلى الحزن والوحدة ومشاعر الفراغ.
تابعي المزيد: كيف تكونين شخصية مفكرة؟
• أعراض تصاحب الإفراط في التفكير
يقول د. نبيل: يصاحب القلق والاكتئاب أعراض جسدية منها:
- إعياء
- الصداع
- غثيان
- صعوبة في التركيز
- مشاكل في النوم
- تغيرات في الشهية
- اضطراب القلق العام مرتبط بارتفاع ضغط الدم وضعف صحة القلب والأوعية الدموية.
- الاكتئاب يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والانتحار.
• ماذا تفعل عندما تكون مصابًا بالإفراط في التفكير
- لا تقلق من الأشياء الصغيرة.
- لتحديد القرارات التي تتطلب تحليلًا دقيقًا ، ضع في اعتبارك أولوياتك.
- اجمع بين أساليب التفكير النقدي والغريزة
- ذكّر نفسك بأن حل المشكلات المنطقي ليس دائمًا علاجًا للجميع.
- حدد موعدًا نهائيًا لاتخاذ القرار أو خذ استراحة من التفكير.
- حاول أن تفكر دائما بإيجابية فلا تنظر على المشكلة على أنها مشكلة
- يمكن ممارسة بعض الأمور التي تساعد على صفاء الذهن مثل الرياضة أو اليوجا أو التأمل.
تابعي المزيد: الفرق بين الرجل والمرأة بالتفكير
