منهجية الدراسة وإجراءاتها من الأمور الأساسية التي يجب على الباحث العلمي أن يعرفها، حيث إن كل بحث علمي يلزمه منهجية دراسية يتبعها الباحث أو الطالب، والهدف هو الخروج بنتائج مقبولة من الناحية الفكرية والمنطقية، بعيداً عن الطرق العشوائية في إجراءات الدراسات، والتي لا تؤدي إلى شيء مفيد على الجانب العلمي أو المجتمعي، وتلعب منهجية الدراسة دوراً كبيراً في البحث العلمي، لذلك يجب على الباحث أن يكون حريصاً على اختيار منهجية الدراسة الخاصة ببحثه بدقة كبيرة، وقد يقع عدد من الباحثين في هذه المشكلة، حيث يجدون صعوبة في اختيار منهجية البحث الخاصة بأبحاثهم، وذلك نظراً لتعدد المناهج وتنوعها، حيث نجد المنهج الوصفي، المنهج التاريخي، المنهج الاجتماعي وغيرها من مناهج البحث المختلفة . يقول الدكتور حسن شحاتة الخبير التربوي بجامعة عين شمس لسيدتي: التعرف منهجية البحث بأنها عدد من الخطوات التي يقوم بها الباحث تبدأ من ملاحظة الظاهرة، ثم تحديد المشكلة، والقيام بالتجارب، بعدها يقوم الباحث بوضع الفروض حول الحقائق التي سيبحث عنها في مجال بحثه، وفي النهاية يصل إلى النتيجة النهائية من بحثه، وبالتالي إما إضافة شيء جديد للبحث، أو إثبات عدم صحة الفرضيات.
كيفية تحديد منهجية البحث
منهج البحث وهو المنهج الذي يسير عليه الباحث خلال بحثه العلمي، ومن خلال منهج البحث العلمي يستطيع الباحث حل مشكلة بحثه العلمي، ويتوصل إلى نتائج البحث، ويقوم بتحديد التوصيات.
كما تم تعريف منهج البحث بأنه الأسلوب الذي يقوم الباحث باختياره والسير عليه أثناء قيامه بالكشف عن الحقائق العلمية، في كافة فروع وميادين المعرفة، سواء أكانت هذه الفروع والميادين نظرية أم علمية.
لتحديد المنهج المناسب للبحث يجب على الباحث أن يملك اطلاعاً كاملاً على كافة مناهج البحث المختلفة، وأن يعي كيفية استخدام كل منهج من هذه المناهج، وفيما يلي سنقوم بتقديم لمحة عن مناهج البحث والتي من خلالها يستطيع الباحث تحديد منهجية البحث المناسبة لبحثه:
-المنهج الوصفي:
إن الهدف الأساسي من هذا المنهج هو جمع الحقائق والظواهر كما هي موجودة على أرض الواقع ودراستها، ويستخدم هذا المنهج الأساليب الكمية والكيفية في الدراسة، ومن خلال دراسته يقدم تنبؤاته لمستقبل هذه الدراسة.
تأسس المنهج الوصفي في القرن الثامن عشر، ومن ميزات المنهج الوصفي توفيره لمعلومات دقيقة عن الظاهرة التي يقوم الباحث بدراستها، كما أنه يساهم على شرح الظواهر ويقوم بالتنبؤ بالمستقبل، يفتح المنهج الوصفي مساحات كبيرة للدراسة، كما يعمل على استخراج العلاقات بين الظواهر وتوضيحها.
كما أن للمنهج الوصفي مجموعة من العيوب ومن أبرز هذه العيوب صعوبة تعميم النتائج وذلك لأن النتائج مرتبطة بزمان ومكان معينين، بالإضافة إلى محدودية التنبؤ، وذلك نظراً لأن العوامل قد تلعب دوراً في تغييرها، ومن عيوب المنهج الوصفي صعوبة اختبار الفروض وذلك نظراً لأن جمع البيانات يتم من خلال الملاحظة، ومن عيوب المنهج الوصفي لأن المصطلح قد يتغير من باحث لآخر، ومن الممكن أن يجد الباحث صعوبة قياس بعض الخصائص، ومن عيوبه المعلومات الخاطئة التي يحصل عليها الباحث خلال جمع البيانات.
-المنهج الاجتماعي:
ومن خلال هذا المنهج يتم عرض حالة الأفراد والجماعات والمنظمات ضمن حالة معينة، ويحاول تأمين كم كافٍ من المعلومات، لكي يصل إلى فهم كامل وشامل للظاهرة في الماضي والحاضر، والمستقبل.
-المنهج التجريبي:
وهو منهج علمي يهدف إلى دراسة الحالة من خلال القيام بعدد من التجارب للوصول إلى الحقيقة، ويتميز هذا المنهج بوجود مجموعة تجريبية، ومجموعة ضابطة لتضبط نتائج التجربة.
وللمنهج التجريبي مجموعة من الخطوات ومنها الملاحظة، حيث يقوم الباحث بملاحظة ظاهرة ومن ثم يقوم بدراستها، ومن ثم يقوم بإجراء عدد من التجارب التي تساعده على اكتشاف أسباب حدوث الظاهرة، ومن ثم يقوم بوضع الفروض التي تتناسب مع الملاحظة التي لاحظها، ومن خلال الفروض يكتشف الحقيقة، ومن ثم يقوم الباحث بالتحقق من صحة الملاحظة التي قام بملاحظتها، ويجب أن يعيد الفرض عدة مرات من أجل التأكد من صحة التجربة.
وللمنهج التجريبي مجموعة من المميزات ومن ميزات هذا المنهج الجزم بمعرفة أثر السبب على النتيجة، ومن ميزات المنهج التجريبي ضبط المتغيرات الخارجية ذات الأثر على المتغير التابع، ويعد المنهج التجريبي من المناهج المرنة والتي تتكيف مع كافة الظروف.
-منهج دراسة الحالة:
ويساهم هذا المنهج بجمع البيانات والمعلومات من أي مصدر كان، وبالتالي فإنه يحقق إمكانية الحصول على معلومات وكافية ووافية عن الحالة المدروسة، ويفضل استخدام هذا المنهج عندما يريد الباحث دراسة الحالة بشكل شامل، وعندما يريد الباحث الحصول على حقائق تتعلق بعدد من الظروف التي تحيط موقف اجتماعي معين.