سيبا العبادي، طفلة عمرها 12 عاماً، ألمانية ذات أصول إسلامية، تعمل كمذيعة في برنامج ألماني مخصص للأطفال، يدعى «لوغو»، ما يميزها قدرتها على إجراء حوارات شيقة وممتعة مع كبار السياسيين والفنانين.
ولعل نجمها سطع عندما أجرت مقابلتها المميزة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، سائلة إياها إذا كانت تمتلك وقتاً خاصاً؟ وماذا ترتدي من الثياب في أوقات فراغها؟ وما هو طعامها المفضل؟
حقوق الأطفال
هذا والتقت مع وزيرة العائلة الألمانية كريستينا شودر، وطرحت عليها سؤالاً يهم الكثيرين، ومضمون السؤال، في ألمانيا يوجد العديد من الأطفال الفقراء والأغنياء، فكيف يمكن إيجاد قانون يضمن حصول جميع الأطفال على نفس الحقوق، ومن رأي العبادي أن على جميع الأطفال الذهاب إلى المدرسة، والتحصيل العلمي الجيد؛ ليتمكنوا في المستقبل من العمل وتوفير المال لأنفسهم.
وعندما التقت العبادي بقائد الأوركسترا الإنكليزي العالمي سيمون راتل، فاجأته بهدية صغيرة، وهي علبة من الشاي، كان يشربه خلال طفولته، مما يلفت النظر إلى تحضيرها الجيد لمقابلاتها، كما سرعة أسئلتها وتنوعها، منتقلة من المهنة إلى الحياة الخاصة، سؤال من قبيل ماذا ترتدين من الملابس في المنزل؟ وما هو طعامك المفضل، وما هي موهبتك الخاصة، السؤال الذي طرحته على الموسيقي راتل، وأجاب بأنه يحب أن يطبخ كثيراً.
فطنة طفلة
عادت العبادي لتظهر ذكاءً وفطنة رائعة خلال مقابلتها لرئيس البلاد يواغيم واكيم، في حفل الميلاد، عندما سألتها المذيعة المرافقة لها في الحوار، كيف تحتفل وهي المسلمة بعيد الميلاد في ألمانيا؟ فأجابتها العبادي باختصار وبسرعة، نحن نؤمن بالسيد المسيح، على أنه نبي ومرسل، ولكننا لا نحتفل بعيد الميلاد.. راسمة ابتسامة الطفلة الرائعة والناضجة في نفس الوقت، ولكنها لم تنس سؤال الرئيس لماذا كنت راغباً في تولي هذا المنصب؟
تكشف جهل السياسيين
ولكن ما قدمته منذ وقت خلال إحدى مقابلاتها كان مدهشاً، ففي محاولة من البرنامج الذي تعمل منه لتقريب السياسة إلى فهم وحياة الأطفال، قامت العبادي، بجمع عدد من السلع التموينية في عربة، وحفظت أسعارها، وتوجهت إلى عدد من الوزراء، منهم وزيرة الأسرة والزراعة؛ لتسألهم عن سعر كل مادة غذائية، قطعة الزبدة، صحن البيض، علبة الحليب، فبطريقة غير مباشرة كشفت جهل أغلبهم بتفاصيل مهمة تعني الناس، فقلة منهم تمكنوا من معرفة السعر الحقيقي للمواد التموينية الرئيسة التي يشتريها المواطن الألماني.
محاورة النجوم
البرنامج الذي تعمل ضمنه العبادي كمقدمة برامج، يدعى لوغو، يعنى بتقديم نشرات إخبارية خاصة للأطفال، وإدارة مناقشات وحوارات بين الأطفال وكبار الشخصيات، مثل مؤسس شركة مايكرو سوفت، بيل غيتس، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ونجمة الغناء شاكيرا، وغيرهم كثر.
نشأة الفكرة
نشأت فكرة البرنامج عام 1989 بعد انهيار جدار برلين، وما لحقه من أحداث، كان من الصعب على الكبار فهمهما، فما بالك بالأطفال، فقد كان لابد من شرح هذه الأحداث للأطفال، الذين تشكل لديهم فضول وأسئلة كبيرة نحو ما يحدث حولهم، فقد بدأت مناقشة فكرة البرنامج منذ ذلك الوقت، وبعد أحداث 11 أيلول، وجد القائمون على المحطة أهمية شرح وإيصال الحقيقة للأطفال من خلال الميديا الموجهة والتربوية، حيث إن الحدث هز العالم أجمع، ولم يكن الأطفال بمنأى عن هذا التأثير، وكان من الصعب عليهم مشاهدة نشرة الأخبار الخاصة بالكبار، وخاصة الأشخاص الذين يتساقطون من نوافذ المبنى التجاري الضخم، ولأن الأطفال يبحثون دوماً عن الإجابة، وخوفاً من لجوئهم إلى طرق غير صحيحة، كان لابد لنشرة لوغو أن تستمر، وأن تطور أساليبها الإخبارية.
ما يريده الأطفال
رداً على سؤال ما هي الموضوعات التي يتم مناقشتها بشكل دائم في اجتماع التحرير لبرنامج لوغو، يجيب إيمكه ماير نائب رئيس التحرير، لجعل أخبار الأطفال مفهومة ومقبولة يتوجب علينا دوماً أخذ وجهة نظر الأطفال، ومعرفتها تماماً، من ناحية ما هي الأسئلة التي يحتاج الأطفال الإجابة عنها، وأي نوع من الصور يمكن حذفها؟ فنحن في اجتماع رئاسة التحرير لا نناقش فقط الموضوعات التي يجب طرحها، ولكن أيضاً الأفكار التي تم جمعها، وكيفية ترجمتها لتناسب الجمهور المستهدف. كما أننا نبدأ كل اجتماع تحريري بتوجيه النقد لما قدم في اليوم السابق، فإننا نسعى للأفضل، ونرى أن النقد هو الطريقة المثلى لذلك.
كما ترى إيفا رديسيك العاملة في البرنامج أيضاً، أن سيل المعلومات أصبح كبيراً جداً، والأخبار والصور كذلك، لذلك يجب ألا يترك الطفل وحده في هذا المضمار الواسع.
المزيد:
ماريا كونسيكاو.. 7 سباقات في 7 قارات خلال 7 أسابيع
بيتزا في الأوسكار وإيلين ديجينيريس تجمع النقود