يحتل الاحتفال بعيد الفطر مكانةً خاصة عند العرب؛ فكافة البلدان العربية تتشارك فرحة وبهجة هذا العيد، وينتظره الصغار والكبار كل سنة.. ولكن، ككل المناسبات الدينية والاجتماعية، تختلف عادات وتقاليد المسلمين في الاحتفال بعيد الفطر المبارك، رغم أن الطقوس الدينية تكون متشابهة إلى حد كبير، يقول الدكتور محمد الجوهري، خبير الاجتماع: هناك بعض العادات التي تتميز بها بعض البلدان العربية، والتي يتم توارثها من جيل لآخر في الأعياد وطقوسها وما يتم خلالها من نشاطات.
- في السعودية.. استئجار الاستراحات العائلية
تبدأ مظاهر استقبال العيد في السعودية في صباح العيد، حيث يتجمع الناس لصلاة العيد، ويقومون بعد أداء الصلاة بتهنئة بعضهم بعضاً في المسجد، وتقديم التهاني على طريقتهم الخاصة، وتبادل عبارات التهنئة مثل: "كل عام وأنتم بخير"، و"عساكم من عواده"، و"تقبّل الله طاعتكم"، وغيرها.
كما تعمد الكثير من الأسر السعودية إلى استئجار الاستراحات التي تقع في المدينة أو في أطرافها؛ حيث يتجمع في تلك الاستراحة كافة أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة والتي تضم الجد والأولاد والأحفاد، ويتم اعداد الأطعمة التقليدية المخصصة لهذا اليوم مثل: الكبسة والمرقوق والمراصيع والهريس، بالإضافة إلى الحلويات الخاصة بالعيد مثل: «الكليجية» والمعمول.
- مصر.. العيدية وتبادل التهاني
في مصر المحروسة يؤدي المسلمون صلاة العيد فى الساحات الكبيرة والمساجد العريقة بالقاهرة ومختلف المحافظات، وتعلو التكبيرات والتواشيح الدينية بالمساجد؛ حيث يصطحب الكبار الأطفال أثناء الصلاة، كما يحرص رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء والوزراء، على تأدية صلاة العيد وتهنئة جميع طوائف الشعب بعيد الفطر المبارك.
كما يرتدي الأطفال الملابس الجديدة، وعقب الصلاة يتبادلون التهاني بقدوم العيد المبارك، ويذهبون إلى المقابر للترحم على الأموات، وقراءة بعض الآيات القرآنية عليهم.
ومن أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك في مصر، تقديم الهدايا والعيدية للأطفال؛ حيث يعتبره المصريون فرصةً عظيمة للتقارب بين بعضهم البعض، وإحياءً لصفة صلة الرحم بينهم، التي حثهم عليها الدين الإسلامي. وتتميز المحروسة بقيام الشباب بتزيين الشوارع والميادين، وبعد الانتهاء من الصلاة، تبدأ الزيارات بين الأهل والأقارب، ويفرح الأطفال بملابسهم الجديدة، ويقومون بركوب المراجيح والأحصنة والدراجات، ويتوجهون إلى محلات الكشري والحلويات.
- الإمارات وإقامة "الزرقا"
تقوم ربات المنازل بتجهيز المنزل وترتيبه لاستقبال العيد وتجهيز احتياجاته، ووضع الحنّاء على أيدي البنات، وتجهيز الملابس الجديدة للأطفال، وتجهيز الأطعمة واللقيمات، وتوضع كميات من الفواكه في المجالس لاستقبال الضيوف. ويختلف الاحتفال بالعيد في القرى عن المدن؛ فيبدأ في القرى بالصلاة في الساحات، ويتزين الرجال والأطفال، وتنطلق الرقصات الشعبية مثل رقصة "الرزقة"، وغيرها، تعبيراً عن الفرح، أما في المدن؛ فالاستعدادات متشابهة ولكن الصلاة تكون في مصلى العيد، وهو مفتوح أيضاً، وينطلقون بعد الصلاة لتهنئة الأهل والأقارب بالعيد، وعقب صلاة الظهر ينطلق الأطفال والأسر عموماً نحو الحدائق والمنتزهات ابتهاجاً بهذا اليوم.. وتكون عبارة التهنئة: "مبارك عليكم العيد"، "عساكم من عواده".
- السودان.. زيارة المرضى ورحلات عائلية
يتوافد الزائرون بعد صلاة العيد، التي تؤدَّى في الساحات قرب المساجد؛ إذ يشهدها الجميع، ويتبادلون التهاني، ثم يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار؛ حاملين إفطارهم، وبعض أصناف الحلوى من الكعك والخبز، مثل: الغريّبة والبيتي فور والسابليه والسويسرول بكميات وافرة، ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن ومعهم النساء والأطفال، ويقضون نهار اليوم الأول في الزيارات وتهنئة الجيران، وتستمر هذه الزيارات طوال الأيام الأولى من شوال، وتنظم الرحلات العائلية والشبابية، ويقضي الجميع أوقاتهم على ضفاف نهر النيل.
- اليمن.. وحرق الحطب
تختلف مظاهر الاحتفال بالعيد فى اليمن عن الدول الأخرى؛ فينشغل أهلها بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية لحرقها ليلة العيد؛ تعبيراً عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر، وحزناً على وداعه.
يقوم أهل القرى في اليمن بنحر الذبائح، وتوزيع اللحوم على الجيران والأقارب، والجلوس في المجالس طوال العيد، وتبادل الزيارات وتقديم العيدية، والأكلات اليمنية التي لا تكاد تخلو المنازل منها؛ فهي «السَّلتة»، وتتألف من الحلبة المدقوقة، وقطع البطاطا المطبوخة، وقليل من اللحم والأرز والبيض، وتحرص السيدات اليمنيات على تقديم أصناف من الطعام إلى الضيوف في العيد، ومنها: بنت الصّحن أو السّباية، وهي عبارة عن رقائق من الفطير متماسكة مع بعضها بعضاً، ومخلوطة بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي.
- عادات وتقاليد عيد الفطر في الكويت
في الكويت، يجتمع الرجال، والنساء، والأطفال في البيت الكبير لكي يتلاقى أفراد العائلة ببعضهم البعض ويتبادلوا التهاني بحلول عيد الفطر.. يقضي أفراد العائلة الوقت مع بعضهم البعض ويتناولون القهوة، ويتبادلون التهنئة بالعيد ويقدّمون أكلات خاصة بالعيد مثل: شعر البنات، والهريس وغيرها من الأكلات الشعبية الخاصة بعيد الفطر.
- عادات وتقاليد عيد الفطر في المغرب
يبدأ يوم عيد الفطر عند أهل المغرب بأداء صلاة العيد، وذلك بارتداء الزي التقليدي المغربي "الجلباب الأبيض" و"البلغة"، وتقوم النساء بنقش الحنة على أيديهن وأرجلهن؛ حيث يرتبط نقش الحنة عندهن بالمناسبات السعيدة.. أما عن المأكولات التي تحضّر أيام العيد؛ فتختلف من منطقة مغربية لأخرى، وأشهرها "التقلية"، وفيما يعرف بـ"قضبان الشواء"؛ فضلاً عن تقديم الخطيبة إلى خطيبها الفواكه المجففة مثل: اللوز والتمر.
- عادات وتقاليد عيد الفطر في تونس
على غرار سائر المسلمين، يمثل العيد الوقت الأمثل لتجمع العائلات وتبادل التهنئات وتناول أشهى الحلويات، لكن العيد يبدأ بطريقة غير تقليدية في تونس؛ إذ ينتظر الناس "بو طبيلة" وهو الشخص الذي يجوب الشوارع ويقوم بدق الطبول لإعلان قدوم العيد.
- عادات وتقاليد عيد الفطر في سلطنة عُمان
يتلو المسلمون في سلطنة عمان كلمات التهلولة، وهي نص روحاني ينطوي على تبجيل الله وتعظيمه وشكره على فضله ونعمته.. يستمر الاحتفال طوال أيام عيد الفطر؛ حيث يكثر خروج العائلات للزيارات العائلية وتبادل التهنئة وتناول القهوة والحلويات.