أكدت مدربة الحياة غدير الفران على أهمية السلام الداخلي للأفراد، وعلاقة الشخص بذاته وحياته وأهمية تحريرير النفس من المواقف والذكريات والمشاعر السلبية المؤلمة ،التي من شأنها أن تستنزف طاقته، وأن تحرمه من عيش اللحظة، وضرورة التشجيع على مهارة التفكير بإيجابية حتى يصبح السلام الداخلي أسلوب حياة .
وللتعرفأكثر على مراحل وخطوات الوصول للسلام الداخلي ، كان لسيدتي نت ، الحوار التالي مع المدربة غدير الفران .
السلام الداخلي
بدايةً من وجهة نظرك ما مفهوم السلام الداخلي؟
يبدأ السلام من الداخل من علاقة الشخص بذاته وحياته وبكل ظرف أو موقف مرّ به إلى وقته الحالي، هناك أشخاص ينجحون في اللحظة هذه بالتغاضي عن الماضي، ولكنهم مازالوا متعلقين بعقبة بالماضي ، بصدمة في مرحلة الطفولة، تسمى (كتلة ألم داخلية)، إذا لم يتم تحريرها بالسلام والتصالح ستصبح ذات سلطة كبرى على الشخص.
كيف يمكن للشخص التخلص من كتلة الألم الداخلية؟
تغيير العقبة من قصة مؤلمة إلى قصة نجاح تخدمنا، وعيش اللحظة بهدوء ومشاعر متزنة، وهذا لا يعني أن الحياة ليس فيها صعاب أو ألم، ولكن يجب التحكم بالغضب بعد مدة معينة، أي تجنب ردة الفعل المبالغ فيها واستزاف وهدر الطاقة بمشاعر الألم أو الغضب وتأنيب الذات وتخطئتها، ، ومرحلة تخطي مشاعر الألم هو حقيقة السلام.
خطوات لوصول للسلام الداخلي ، حدثينا عن ذلك ؟
- الاختيار أو القرار، بمعنى هل الشخص حقيقةً يريد مساعدة ذاته ويعيش حياة أفضل بأكثر راحة نفسياً، والتي تؤثر على الهرمونات وعلى الجسد وعلى ردات فعلنا ومسار حياتنا (ابن القيم جنتي في صدري).
- الالتزام: الالتزام بقرار السلام الداخلي مثل الالتزام بقرار الالتزام بنظام غذائي معين جميعها تعطينا النتائج بعد الالتزام، وذلك بخطوات بسيطة يومياً وتقييم ذاتي ومكافأة الذات مثل أن يشجع الشخص نفسه ويمتن لها، وبعد الالتزام سيصبح السلام الذاتي أسلوب حياة.
مراحل السلام الداخلي
وكيف يمكن الوصول لمرحلة السلام الداخلي وتجاوز كافة العقبات ؟
1- من خلال التوقف عن الحكم على أنفسنا وماضينا وحياتنا، هناك برمجة قديمة في اللاوعي، أن الشخص الذي يأنبه ضميره شخص حي، ولكن في الحقيقة أنّ التأنيب هو كسر لأنفسنا.
2- أن ينظر الشخص لذاته بأنه شخصية مميزة ومنفردة، والبعد عن التقييم الذاتي.
3- التصالح مع الماضي، أي أن الموقف في الماضي لن نستطيع تغييره ولكن نستطيع تغيير الطاقة بالموقف، بالتركيز على إيجابية الموقف وما الفائدة منه.
4- تحرير المشاعر السلبية (كتلة الألم)، وعدم أخذ شعورها لوقت طويل.
5- عيش اللحظة مثل الأطفال، فالأطفال لديهم وعي بالفطرة، وقد تلاحظ أن تعبير الطفل عن مشاعره لحظية، سواءً البكاء أو الضحك، من غير تأنيب ضمير، يجب أن يتعلم الشخص كيف يعيش اللحظة (هنا والآن).
متعة الحياة والسلام
ما الثمرات الأولى للسلام على حياتنا؟
عندما يصل الشخص لمرحلة السلام الداخلي، سيصل لمرحلة السعادة والاستمتاع بالحياة لحظة بلحظة، وسيتمكن ببساطة من تجاوز أي ألم أومشاعر سلبية.
هل هناك صعوبات للدخول في مرحلة السلام؟
التغيير ليس سهلاً، هناك مقولة (التغيير للشجعان) يحتاج الشخص للشجاعة للتغير وللاستمرار بقرار التغيير، وهنا يأتي دور اللايف الكوتش أو دورات التنمية البشرية، والحاجة للدعم والتشجيع حتى يستطيع الشخص أن يستمر ويلتزم.
الامتنان للتجارب
ما المعيار الذي يؤكد دخول الشخص لمرحلة السلام؟
التخلص من ذكريات المشاعر هو المقياس الحقيقي ما إذا كان الشخص في مرحلة السلام أم لا؟، فبمجرد مرور الذكريات من غير أي تأثير سلبي أو مشاعر سلبية والامتنان لها يعتبر الشخص أنه في مرحلة السلام، بالإضافة إلى أن الشخص في مرحلة السلام تقل انتقاداته وأحكامه على الآخرين، ويركز على ذاته.
السلام الداخلي والخارجي
أيهما أهم السلام الداخلي أم السلام الخارجي؟
السلام الداخلي والسلام الخارجي وجهان لعملة واحدة، بعد الاختيار والدخول بمرحلة السلام سيكون السلام بالداخل والخارج.
من المتعارف عليه أن المعاناة أصل الحياة، ما حقيقة هذه المقولة؟
في الحقيقة أن هذه المقولة مجرد برمجة في اللاوعي، ولكن الحقيقة اليسر هو أساس الحياة، الحياة حيادية تامة، نحن نراها حسب منظورنا إما سلبي أو إيجابي.
من الأكثر بحثاً عن السلام الداخلي؟
بطبيعة الإناث يعبرن عن رغبتهن أسرع من الذكور، وأيضاً يشاركن رغباتهن مع الآخرين، ولكن الرجل يرى أن رغباته أمور خاصة لا يشاركها كثيراً، لذا لا يمكن لنا أن نحكم من الأكثر بحثاً عن السلام، أما الفئات العمرية الباحثة عن السلام هي منتصف العشرينات، وهذا لا يعني أنه لا توجد فئات عمرية تبحث عن السلام في سن مبكر.
نصيحة أخيرة ؟
"ممتنة لتنوع الوعي الحالي، ووفرته ووفرة المعلومات، وأيضاً للوعي الجمعي، ورغبة الأشخاص تغيير حياتهم اليومية ، والتخلص من المشاعر السلبية وهو سيضفي على حياتهم أمانا واطمئنانا وسيزيدها اتساعاً وخفة ومتعة؟".