يقول جاك ويلش، القائد الأميركي الشهير وأحد أكثر المديرين شهرةً في القرن العشرين: "قبل أن تصبح قائدًا، فإن النجاح يدور حول تنمية نفسك. وعندما تمسي قائدًا، فإن النجاح يدور حول تنمية الآخرين". تُبين المقولة، في شقها الأول أهمية اكتساب بعض المهارات حتى يُصبح الفرد قائدًا ناجحًا ومتمكّنًا من إدارة دفة الشركة وتحقيقها لأهدافها، وفي الشق الثاني القدرة على التأثير في الأفراد الآخرين سعيًا لنجاح المنظمة ونجاحه الشخصي.
في السطور الآتية، مهارات فريدة يجب على كل قائد فعّال امتلاكها.
مهارات القائد الناجح
حسب المتخصّص والاستشاري في تطوير الأعمال الدكتور أحمد الدحّان، فإن مهارات القائد وصفاته، مُساعدة في التأثير في سلوك فريق عمله وتحقيق أهداف المنظمة. يقول الدحان لـ"سيدتي. نت": "حتى يستطيع القائد تفهّم الأطراف الثلاثة لعملية القيادة، والمتمثلة في: القائد وفريق العمل والموقف، لا بد أن يمتلك 4 مهارات حتى يحُقّق الأهداف المطلوبة، ويمتلك زمام الأمور ويرفع الإنتاجية، جنبًا إلى جنب تحقيق أهداف الأفراد ورفع درجة رضاهم". ويُعدّد المهارات الأربع، في الآتي:
- المهارة الفنية: تعني المهارة الفنية إتقان العمل والإلمام بطبيعة أنشطة المرؤوسين (مراحلها وعلاقاتها ومتطلباتها) والقدرة على استخدام المعلومات وتحليلها ومعرفة الطرق والوسائل المُتاحة والكفيلة بإنجاز العمل. من السهل التعرّف إلى المهارة الفنية أثناء قيام القائد بعمله، مع الإشارة إلى ان المهارة الفنية تشتمل على المعرفة العالية والمقدرة على التحليل وتبسيط الإجراءات المتبعة في استخدام الأدوات والوسائل اللازمة لإنجاز العمل. في الإدارة الحديثة وفي عصر التخصص، المهارة الفنية أساسية، كما يسهل اكتسابها وتنميتها، مُقارنة بالمهارات الأخرى. السمات المرتبطة بالمهارة الفنية، هي: القدرة على تحمّل المسؤولية والفهم العميق والشامل للأمور والحزم والإيمان بالهدف.
- المهارة الإنسانية: تتعلق بالطريقة التي يستطيع وفقها القائد التعامل بنجاح مع الآخرين وجعلهم يتعاونون معه، ويُخلصون في العمل، ورفع مستوى قدراتهم على زيادة الإنتاجية والعطاء. من فروع المهارات الإنسانية أيضًا، مدى كفاءة القائد في التعرف إلى متطلبات العمل مع الآخرين، الأفراد والمجموعات. تحترم المهارة الإنسانية الجيدة شخصيّات الآخرين، وتدفعهم إلى العمل بحماسة وقوة، بعيدًا عن القهر أو الإجبار، كما تستطيع أن تبني الروح المعنوية للمجموعة على أساس قوي، وتحقق لأفراد العمل الرضا النفسي وتولّد بينهم الثقة والاحترام المتبادل، كما توحّد بينهم في أسرة مهنية واحدة متحابة ومتعاطفة.
- المهارة التنظيمية: تتمثّل في أن ينظر القائد إلى المنظمة كأنها وحدة متكاملة، فيفهم أهدافها وأنظمتها وخططها، ويجيد أعمال السلطة والصلاحيات، كما تنظيم العمل وتوزيع الواجبات وتنسيق الجهود وإدراك اللوائح والأنظمة. وتعني المهارة التنظيمية قدرة القائد على رؤية التنظيم الذي يقوده، وفهم الترابط بين أجزائه ونشاطاته، كما أثر التغيرات التي قد تحدث في أي جزء منه على الأجزاء الأخرى، جنبًا إلى جنب القدرة على تصور وفهم علاقات الموظف بالمنظمة وعلاقة المنظمة بالمجتمع. من الضروري أن يمتلك المدير القائد خصائص مهنية تُمثّل جوهر العمل الإداري، وتُعبّر عن القائد الذي يتخذ من مركزه الوظيفي مهنة يؤمن بها، وينتمي إليها ويلتزم بقواعدها الأخلاقية.
المهارة الفكرية لازمة للقائد
على القائد أن يكون قادرًا على الدراسة والتحليل والاستنتاج بالمقارنة، إضافة إلى المرونة والاستعداد الذهني لتقبل أفكار الآخرين، فضلًا عن امتلاك أفكار تساهم في تغيير المنظمة وتطويرها حسب متطلبات العصر والظروف.
في هذا السياق، قد تهمّك أيضًا مطالعة بعض الأمور التي تُفشل مهمة القائد، لتفاديها.