13 مبدعاً ومبدعة من السعودية والعالم في إقامة "مسك" الخامسة في الرياض

نظم "معهد مسك للفنون" عرض أعمال للمبدعين والمبدعات المشاركين في برنامج إقامة مساحة مسك الفنية بدورتها الخامسة، والتي تبرز موضوع "التقاليد والعادات" بصورة معاصرة، وذلك في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون في الرياض.

أحد عشر فناناً وفنانة وكاتبتان تعمقوا في مفهوم التقاليد، وخاضوا رحلة بحث وتعلم وتبادل ثقافي وفني على مدار ثلاثة أشهر، تلقوا خلالها العديد من الدورات المختصة والجلسات الإرشادية والنقاشية التي قادها خبراء ومحترفون محليون ودوليون، كما وأتيح لهم العمل في استوديوهات فنية مخصصة ضمن مساحة، للخروج بمشاريع فنية مبهرة رصدت لها ميزانيات جيدة.

"سيدتي" زارت معرض أعمال الفنانين المقيمين واطلعت على الأعمال المعروضة، وتحدثت لبعض الفنانين حول المشاريع الفنية التي عملوا عليها مع برنامج إقامة مسك للفنون.

تسجيلات فنية نادرة

الفنانة الكويتية هيا الغانم قالت في حديث خاص لـ"سيدتي": "نحن اليوم في معرض إقامة مسك بنسختها الخامسة وأنا هنا لأقدم مشروعي الفني الذي عملت عليه مع برنامج الإقامة طوال ثلاثة أشهر وهو يحمل اسم "المصدر"، ويعتمد على مواد فنية تتضمن أول تسجيلات موسيقية في منطقة الخليج العربي وتم تصويرها في الكويت، والعمل عبارة عن جزأين هما «أثر» وهي مجموعة من المطبوعات بتقنية الطباعة الحريرية على شريط أفلام لتشكيل لوحات متكاملة، و«تأثیر» وهي تركيب فيديو رقمي مقسم على ثلاث شاشات عرض."

وأضافت: "أشكر هنا وزارة الإعلام الكويتية التي ساعدتني للحصول على هذه التسجيلات القديمة التي يعود تاريخها لمرحلة الستينات أو السبعينات، ونرى من خلالها كيف كانت الفنون مزدهرة وكيف أنها منذ القدم طريقة من طرق التعبير عن الثقافة، فمثلًا تظهر في أحد المقاطع الفنانة الكويتية الراحلة عائشة المرطة التي كانت من أبرز فنانات الخليج ونطلق عليها اسم أم كلثوم الخليج.".

التحولات في البيئة المدنية

ومن الفنانين المشاركين في برنامج إقامة مسك الفنية الفنان اللبناني ضياء مراد وهو مصور فوتوغرافي وفنان تستهويه مشاهد الأبنية والتغيرات العمرانية وهذا ما عبر عنه من خلال مشروعه، وفي حديث لـ"سيدتي" قال مراد: "شاركت في برنامج الإقامة الفنية لمساحة مسك الفنية في الرياض لتقديم مشروع يحمل اسم تقليد التغيير، وهو يتحدث عن التحولات في البيئة المدنية للمدينة في ظل رؤية 2030، المشروع يركز على أكثر من موقع من المدينة، هذه المواقع شهدت تغيرات في البيئة المدنية والعمرانية، لذلك فمشروعي يجمع ما بين الذاكرة البصرية والذاكرة المادية للمواقع، ويقوم على توثيق المباني الموجودة والأحياء وطباعة صور هذه المواقع على مواد وقطع ناتجة عن هدم هذه المباني."

وأضاف مراد: "برنامج الإقامة الفنية مع مسك وفر لي فرصة مميزة للتواجد في الرياض وتقديم عمل مرتبط بالمدينة ويحكي عنها، كما قدم لنا دعماً من حيث ورش العمل والدورات التي تلقيناها وكان الأمر مثرياً جداً وتعلمنا، تقنيات جديدة منها الطباعة الحريرية على الحجر، وقد استخدمت ذلك في قسم كبير من مشروعي في المعرض.".

فرصة للتعلم وتبادل الثقافات

الفنانة السعودية نورا الدخيل، وهي فنانة معاصرة ومصممة جرافيكية تحدثت لـ"سيدتي" عن مشروعها ضمن برنامج إقامة مسك معتبرة أن: "المشروع هو مقاربة حديثة لـ«أسواق المزادات التراثية» كيف بدأت في 1919 وكيف تطورت وتأثرت بوجودها في سوق «الزل»"، وتابعت: "وجودي ضمن البرنامج كان فرصة عظيمة للتعلم وتبادل الثقافات وفرصة لي لاكتساب المزيد من الخبرات في المجال الفني والتعرف على تقنيات وطرق فنية جديدة."

الفقدان الجمعي

الفنانة سارة المطلق فنانة سعودية، جسدت في مشروعها ضمن إقامة مسك الفنية مفهوم الذاكرة الجمعية وعبرت عنه بطريقة معاكسة للدلالة على أهمية التدوين في حفظ تاريخ الأمكنة والشعوب، وقالت المطلق: "مشروعي يتحدث عن حي الملز في الرياض، ويتمحور حول مفهوم الفقدان الجمعي وهي فكرة مضادة للذاكرة الجمعية، وتقوم على كيف أن المجتمعات والناس تفقد مجموعة ذكرياتها التي حدثت خلال حقبة معينة أو مكان تجمع معين بسبب عدم التدوين، واستخدمت مواد كالورق والصحف وخامت وجدتها في الموقع، وطبعات أخذتها من حي الملز وأنتجت من خلالها هذا العمل الفني."

ذكريات الطفولة

الفنان السعودي علي الموسى حرص على توثيق ذكريات طفولته بطريقة إبداعية مميزة، وتحدث عن ذلك لـ"سيتي" قائلاً: "استمتعت جداً بالمشاركة في برنامج إقامة مسك هذا العام والذي يحمل موضوع العادات والتقاليد، والموضوع جذبني لأنني أحببت أن ألقي الضوء على عادات وتقاليد مرتبطة بي شخصياً وكيف يمكن تقديمها من مفهوم أفكار طفل، المشروع حمل اسم هدف ولخصت فيه ذكريات خاصة بطفولتي، حين كنت وأخي نزور مزرعة جدنا في القرية ونمر بين أشجار النخيل لنصل إلى هدفنا في نهاية المزرعة وهو بركة السباحة، وهذا الانطباع الذي حاولت تجسيده هنا من خلال الطبعات الرقمية لشجر النخيل والمجسم الأزرق في نهاية الغرفة والذي يشبه بركة السباحة، واستخدمت ألواناً مرحة وحيوية وتعبيراً فنياً يدوياً ورقمياً، بالإضافة إلى مجسمات 3D لشخصيات كرتونية ابتكرتها رقمياً ثم نفذتها على شكل مجسمات."

سيكولوجية الشتات

تحت عنوان "بديش أشبع" كانت مشاركة الفنانة الفلسطينية أريج قاعود في برنامج إقامة مسك الفنية، وحول هذا العمل قالت لـ"سيدتي": "هو عمل مفاهيمي عن سيكولوجية الشتات والسيكولوجية الطارئة والغربة، ويتضمن فيلماً ناتجاً عن الوقت الذي أمضيته مع المجتمع هنا، وتدور تفاصيل الفيلم في سياق محدد وهو السوبر ماركت، لأنني توصلت لنتيجة من خلال حديثي مع الناس حول ما يشفي حنينهم في الغربة وهو الأكل وشراء أغراض كان أهلنا يشترونها أو نعرفها منذ الصغر، واللقطات أخذت في الرياض كذلك الصور التي عرضتها وهي صور أغراض أعطاني إياها الناس أثناء زيارتي لأماكن مختلفة."

المساحة الفاضلة

الكاتبة السعودية ميس ياسر كانت لها مشاركة مختلفة مع برنامج إقامة مسك وتحدثت عن ذلك قائلة: "عملت على مشروعين، الأول هو نص مسرحي بعنوان المساحة الفاضلة، من منطلق مساحة ومن منطلق المدينة الفاضلة لأفلاطون، فكما نعرف أن أفلاطون استثنى من مدينته الفاضلة الفنانين والشعراء لأنه يعتبرهم سارقين للأفكار وليسوا مبتكرين، لذلك أردت تقديم صورة معاكسة بأن الفنان له فضلاً على الناس من خلال تقديم الرسائل والتعبير عن المشاعر والأفكار التي لا يستطيع الشخص العادي التعبير عنها، والمشروع الثاني هو كتاب نشرت منه بعض النصوص على بطاقات عرض."

وختمت بالقول: "التجربة كانت مختلفة وجميلة وممتعة وثرية ومليئة بالمعلومات والتجارب الجديدة، وهذه كانت أول إقامة لي، ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة، وخصوصاً مع مسك التي أحب دائماً أن أشارك في أعمالهم ومشاريعهم.".

وتهدف برامج إقامة «مسك للفنون» لدعم تطوير الفنون وممارستها، وتعزيز فرص التبادل الثقافي بين الفنانين والمجتمع المحلي والمشهد الثقافي العالمي، وتوفر «إقامة مساحة» الفرص والمساحات التي تساعد في تسهيل الحوار والبحوث والتجارب الفنية.

اقرأوا المزيد: ظاهرة صالات العرض الفنية في السعودية تستقطب مبدعي الفن التشكيلي