بعد انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، لجأ ناس كثيرون إلى تأسيس هويات شخصية من أجل جذب المزيد من الفرص التجارية والوظائف. في السطور الآتية، شروح من متخصص متعلقة بماهية الهوية الشخصية والأسئلة والنقاط التي يجب وضعها في الاعتبار عند بناء هذا النوع من الهويات.
أسئلة للوصول إلى الهوية المناسبة
يلفت المتخصّص في التسويق والتواصل والتخطيط الاستراتيجي عبداللطيف المعمري إلى أن "غالبية الناس تشعر بالحيرة، عند تأسيس الهوية الشخصية، وتسأل عمّ إذا كانت الأخيرة تتمثل في التصميم والشعار الشخصي أو الألوان أو نشر المحتوى؟". ويوضّح أن "هناك العديد من التعريفات والمصطلحات التي تتداخل، في إطار موضوع الهوية الشخصية وكيفية بنائها والعمل عليها؟". لتبسيط مفهوم الهوية الشخصية، يقول إنها "كيف يراك الناس؟ أي الأفكار والمعتقدات والأحاسيس التي تتولد عنك في صفوف الآخرين، وتكون بمثابة علامات للدلالة عليك".
لبناء هوية شخصية قوية ينصح المتخصص بالإجابة عن الأسئلة الآتية:
1. من أنا؟
2. ماذا أريد أن يرى الناس في؟
3. ما هي التوقعات التي أرغب في أن تصل للناس؟
4. ماذا أريد من الهوية الشخصية؟
حسب المعمري، تخلق الأسئلة الأربعة المذكورة آنفًا بُعدًا عميقًا في صناعة الهوية الشخصية، فالسؤال الأول يقود إلى نقاط رئيسة عدة وعناصر قوية، مثل: قيمة المرء والمبادئ التي لا يحيد عنها والأفكار والمعتقدات والطموح والموضوعات التي يتحدث عنها والتصرفات والممارسات التي يقوم بها، بالإضافة إلى الاهتمامات والقراءات والدائرة الاجتماعية وكيفية معاملة الناس والمؤهل العلمي والعائلة والمدينة والوطن والتاريخ والثقافة والوضع الاجتماعي والاهتمامات ونقاط القوة والضعف والتخصص.
تركّز إجابة السؤال الثاني على توضيح الآتي: هل أريد أن يرى الناس البُعد الثقافي في أم البعد التخصصي أم البُعد الاجتماعي؟ هل يرون ما أملك من ممتلكات شخصية أو كماليات؟ هل يرون الإنسان العادي البسيط في أم البعد المالي أم البُعد المتعلق بالرفاهية أم بُعد البساطة أم بُعد التعاون والشراكة؟
تعرفي أيضًا على ماهية العلامة التجارية؟
بعد تحديد الأبعاد سالفة الذكر، يصح التركيز عليها عبر وسائل الاتصال المباشر ووسائل التواصل الاجتماعي والفعاليات والمعارض والمؤتمرات، كما المناسبات الاجتماعية وأي فرصح تسمح بالتواصل مع الأشخاص المستهدفين، بشكل مباشر وغير مباشر. بمعنى آخر، يُفيد حسب المعمري إظهار ما تود إظهاره بشكل مكثف، مع الحرص على المصداقية والشفافية والالتزام والواقعية والمرونة، فهذه العناصر مُساعدة في إدارة التوقعات. يرى المعمري أن "السؤال الأهم دائمًا هو : ماذا أريد من هذه العلامة أو الهوية الشخصية؟ على أن تحيط الإجابات بالجوانب الآتية: هل ما أريده هو تسويق شخصي أم إظهار شق تجاري أم إنساني أم إخباري وإعلامي أم إثارة الجدل، بصورة دائمة؟ هل ما أريده هو إحداث الإلهام أم الواقعية؟ كل هذه الأسئلة تجعل الفرد محددًا تجاه الهوية الشخصية.
تموضع الهوية الشخصية
أضيفي إلى ما تقدم، يشير المعمري إلى نقطة هامة في سياق الهوية الشخصية، هو تموضع الأخيرة أي موقع الهوية الشخصية في المجتمع؛ ويوضح قائلًا إن "المجتمعات تحتوي على تصنيفات متعددة للأفراد، منها: الأكاديميين والمتخصّصين والشخصيات الهامة والخبراء والعلماء... لذا ينبغي اختيار تموضع الهوية الشخصية (أي من من هؤلاء سيكون المرء؟)؛ فهل يهدف الأخير إلى أن يكون شخصية هامة أو من الخبراء أو الأكاديميين أو...". ويزيد أنّه ينبغي على الفرد معرفة مكان التموضع؛ فهل من خلال الجمهور المستهدف يصل إلى المرغوب؟ أم من خلال نقاط الاهتمام المشتركة مع هذه الشخصيات أم أنّه من نقاط المنافع أو الشراكة؟