يقع Studio Caramel في باريس، ويُعرف بتصاميم الأثاث والإكسسوارات الفاخرة، التي تُلاقي صدى على الساحة الدولية، مع بروز المنتجات في أماكن مرموقة، مثل: «بورشه ديزاين» و«سوهو هاوس» في لوس أنجلس وتورنتو و«جينيسيس هاوس» في نيويورك و«مطعم بيلكانتو» في أوبرا دبي. تبرز أعمال «الاستديو» حرفية عالية وتهدف إلى جعل الناظر إليها أو مستخدمها يتأملها طويلاً ويشعر بحضورها الواضح، كما يفيد منها. هي أعمال فنية، تزداد قيمتها السوقية، وبمثابة «استثمارات».
نسعى جاهدين إلى إبراز الحرف اليدوية العربية وجمالها وثرائها الثقافي للجمهور العالمي
يقف المصمم رامي بو شديد، ورائد الأعمال إيلي باسيل، خلف «الاستديو»؛ أعمال بو شديد منشورة في مطبوعات عالمية متخصصة في «الديزاين»، فهو يعرف كيفية جعل أعماله متفردة. يعتقد باسيل، بدوره، أن «رواد الأعمال هم محركات أساسية للنمو الاقتصادي والابتكار في البلدان وخلق فرص العمل وزيادة الإنتاجية وتحفيز التنمية الاقتصادية».
حينما تواصلت «سيدتي، مع «الاستديو» لغرض المقابلة، لاقت الترحيب، والطريف أن المؤسسين المشاركين أجابا بصوت رجل واحد عن الأسئلة الآتية، ما يُبرز عمق الشراكة بينهما.
هل يعمل كل منكما على مهام محددة، وصولاً إلى إتمام التصميم؟
Studio Caramel عبارة عن عمل جماعي؛ لكل منا دور فيه، لكن مهما كانت مهمة كل منّا، نأخذ برأي بعضنا البعض. يتمتع فريق العمل في «الاستديو» بالنقاشات حول التصميم والاستراتيجيات؛ لكلّ رأي ووجهة نظر أهمّية. يتولى المؤسس المشارك رامي بو شديد زمام المبادرة في كل ما يتعلق بالتصميم، بينما يشغل إيلي باسيل، الشريك المؤسس الثاني، نفسه بكيفية إيصال فننا إلى المجتمع على الوجه الأمثل.
ماذا عن نشاطكما، منذ تلقّي بو شديد الجائزة عن فئة المواهب الصاعدة، في «ميزون إيه أوبجيه» Maison et Objet، منذ عام 2018؟
حدث الكثير منذ تلقي الجائزة؛ فقد نمت شهرة علامتنا التجارية، بشكل كبير، منذ ذلك الحين، عندما اعتُرف بنا في واحدة من أكبر مظاهرات تصميم الأثاث على مستوى العالم (ميزون إيه أوبحيه). مذاك، تمكنا من التواصل والتعاون مع معارض تصميم الأثاث الراقية لعرض قطعنا، ثمّ أسسنا الاستديو في باريس في عام 2021 لمزيد من الانفتاح الدولي، ولتلبية احتياجات عملائنا في المنطقة.
نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع المصمم فريديريك أمبار Frederic Imbert : لست فناناً بل مصمّم يقدم العملية على الجمالية
قطع حصرية
تمزج قطع الأثاث الفخمة، الطرز العتيقة والحديثة ببعضها البعض؛ كيف تُعرّفان الفخامة؟
المقصود بالفخامة هو ابتكار قطع تولّد للناظر إليها ولمقتنيها مشاعر الرفاهية والنقاء والحصرية. قطع تمزج بين المواد عالية الجودة وبين الحرفية من الطراز الأول والاهتمام الدقيق بالتفاصيل، في كل جانب من جوانب التصميم. لإبداعاتنا أناقة خالدة تتجاوز الصيحات والموضة، الأمر الذي يسمح للتصاميم بلفت الأنظار في الوقت الراهن، كما في المستقبل. أثاثنا مُحمّل برسائل اجتماعية وبالوجاهة. ينبع جوهر الفخامة من حصرية القطع.
كيف تؤثر بيروت وباريس عليكما، وعلى المخرجات تالياً؟
باريس وبيروت بيتان لنا؛ نستلهم من الثقافة والتراث اللبنانيين، فيما باريس تمنحنا مساحة للتطور وعرض أعمالنا على الساحة الدولية. في باريس، هناك راحة البال اللازمة للإبداع والحلم. وفي لبنان، هناك الهدف الذي يحثّ على العمل والتنفيذ.
تطوّر التصميم في المنطقة العربية
لإبداعاتنا في مجال التصميم أناقة خالدة تتجاوز الصيحات والموضة
كيف تريان مستقبل تصميم الأثاث في المنطقة العربية؟
هناك اختلاف وحيد، في إطار تصميم الأثاث، من منطقة إلى أخرى، مُتمثّل في ثقافة كل بقعة من العالم. إلى ذلك، نشهد نموّاً كبيراً، في مجال التصميم، في المنطقة العربية، الأمر الذي عاينّاه عن كثب في نوفمبر 2022، خلال «أسبوع دبي للتصميم». تسرّنا رؤية المواهب العربية تقوم بعمل رائع على الساحة الدولية.
ماذا عن التعاون، مع الحرفيين، في المنطقة العربية؟
في أعمال «الاستديو» حِرص على إبراز الحرفية المتفوقة للعالم. لا تقتصر العلاقة التي تربطنا بالحرفيين على التعاون، بل هؤلاء الرجال جزء من فريق العمل الممتد. سوياً، نعمل ونضحك وننمو ونتآزر ونتناغم، ما يغذي نجاحنا. نكنّ تقديراً شديداً لخبرات الحرفيين، التي لا مثيل لها. وهم، بدورهم، يقدرون إبداعنا اللامحدود ورؤيتنا الطموحة. هو تعاون حقيقي؛ ينجم عنه تحويل أحلامنا إلى «كائنات» مرسومة على الورق، ليحيي الحرفيون هذه الأخيرة، بمهارة. من خلال رعاية العلاقة التكافلية المذكورة، نخلق بيئة من الثقة والإلهام المتبادل. تصبح خبرة الحرفيين حجر الأساس لتصاميمنا، فيما يضفي تفانيهم وشغفهم على كل قطعة روحاً وفنّاً. نسعى جاهدين للارتقاء بالحرف اليدوية العربية وإبراز جمالها ومهاراتها وثرائها الثقافي للجمهور العالمي. من خلال هذه الرحلة المشتركة، نهدف إلى ترك إرث من الإبداع والتميز والجاذبية الخالدة عبر أثاثنا الفخم.
نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع المصممان ندين باك و ديوالد سترويغ Neydine Bak & Dewald Struwig: تصاميمنا تتميز بخطوط جمالية لا تشبه غيرها
اندماج آسر
ما هي المواد المُستخدمة بشكل متكرر في التصاميم؟ وهل صحيح أن الأثاث يولّد المشاعر؟ كيف ذلك؟
نقوم بمزج المواد المختلفة ببعضها البعض، وبمهارة، وبتناغم تام، الأمر الذي يخلق اندماجاً آسراً. عمليتنا الإبداعية تشبه وعاء الانصهار، إذ تندمج فيه مجموعة منوعة من العناصر، بما في ذلك الخشب، والصلب، والنحاس، والزجاج. تتآزر المواد معاً. في المُحصّلة النهائية، هناك تركيبات مذهلة ومتناغمة. يهدف Studio Caramel دائماً إلى جعل الأثاث موضعاً للتجارب، سواء عبر جاذبية القطع المرئية، والتي تثير ردود الفعل، وإحساساً بالبهجة والمتعة، أو عبر تفرّد التصاميم وبعدها عن التقليدية، ما يولّد الفضول أو الإثارة. أضيفي إلى ذلك، هناك الأثاث ذو القيمة العاطفية، والذي قد يثير الحنين إلى الماضي والدفء والشعور بالارتباط بتاريخ الفرد الشخصي وهويته. بشكل عام، تسهم جماليات التصميم والصلات الشخصية التي يعقدها كل إنسان مع القطع إلى جعل الأثاث يسهم في تحفيز مشاعر جماعية.
ما هي مشاريع «الاستديو»، راهناً، على صعيد التعاونات؟
سعيدان بالتعاون مع منصة تدعى The Ready Hand لإبراز مواهب الحرفيين اللبنانيين. كما اختُرنا من صانع سيارات فخمة لتصميم قطع عملية، لمناسبة العيد الستين. على القراء أن يبقوا متتبعين لحسابات «الاستديو» على وسائل التواصل للتعرف إلى المزيد عن هذا التعاون المثير.
لناحية استثمار المال في القطع الفنية؛ هل تصح مقارنة الأثاث بالأعمال الفنية واللوحات؟
حسب Studio Caramel، الأثاث هو شكل من أشكال الفن يُعبّر من خلاله المصمّم عن نفسه وأسلوبه. بالفعل، تضاعفت قيمة بعض التصاميم الماليّة، ثلاث مرات منذ عام 2018، ولمّا تزل تتزايد حتى يومنا هذا. فرادة التصاميم، والطلب عليها، يجعلان قطع الأثاث استثماراً مربحاً. Studio Caramel شركة ناشئة ذات رؤية طويلة المدى في أن تصبح علامة تجارية مميزة في التصميم. لا يمكن مقارنة كل قطع الأثاث بالأعمال الفنية، لكن أثاث Studio Caramel عبارة عن قطع فنية.
عربات «هوب»
HOB «هوب» تصميم يعيد تصور العربة المدولبة، التي كانت مستخدمة في الضيافة؛ التسمية مشتقة من الفعل Hobnob الذي يعني الاختلاط بالآخرين. من خلال هذه المجموعة، ومع تنوع تصاميم العربات ووظائفها، يُقدّم Studio Caramel رسالة اجتماعية عن الغرض من تصاميمه، فالعربات تُسهّل حياة المستخدمين، بأسلوب أنيق، إذ تقوم بحمل الكتب ومستلزمات القهوة، وهي حاضرة في التجمعات.
عن هذه المجموعة والاستلهام، يتحدث بو شديد، فيقول: «العربات تصاميم شهيرة من الاستديو اعترفت بها مطبوعات متخصصة في عالم التصميم»، مُضيفاً: «طالما تلقينا تعليقات إيجابية عن القطع المذكورة من الزبائن. كان هدفنا، بداية، تصميم قطعة يصعب نسخها، لتحضن الناس بمعيتها، كما تُظهر التقدم التقني». ويزيد: «تبدو لي الإجابة عن مصدر الإلهام في سؤالك صعبة، لأن العربات تتطور بشكل فريد، مع كل تصميم جديد. أستطيع القول إن المجموعة تُعبّر عن ملاحظاتنا اليومية ومشاعرنا، إلى جانب التطلعات والتصورات التي نسعى إلى تحقيقها من خلال التأمل المدروس والرسم والإنتاج. هدفنا هو خلق ما نستمتع به، مع أمل بأن يستمتع به الآخرون، كذلك».
ومن عالم الديكور نقترح عليك متابعة لقاء المصمم روبرتو لازيروني Roberto Lazzeroni : «التصميم العاطفي» يعزز لدي حرية الإبداع
