على رائد الأعمال أن يحرص على كسب المعرفة بالأنظمة والقوانين المعمول بها، على الصعيدين العالمي والمحلي، الأمر الذي قد يساعده في حالات التدهور والركود. في هذا السياق، تتردد كثيرًا في صفوف الأفراد وفي الأخبار التجارية كلمة "الإفلاس"، فما يعني إفلاس الشركات؟
في السطور الآتية، محاولة إجابة.
تعريف بالإفلاس
عن إفلاس الشركات، يتحدّث عبدالله بن عبدالرحمن الربدي، المُتخصّص في الاستثمار وتحليل أسواق الأسهم والمال، لـ"سيدتي. نت"، قائلًا: "تمرّ الشركات بأوقات تواجه خلالها صعوبات في الإيفاء بالتزاماتها تجاه الدائنين، علمًا أن الديون تكون في الغالب مُتراكمة عليها، إلا أنّ هذا الأمر لا يعني أنّ الشركات تخرج من السوق جرّاء ذلك". ويضيف: "ثمة نظام لحماية الشركات، إذا كانت تستطيع أن تعالج هذه المشكلة (الإيفاء بالتزاماتها تجاه الدائنين) بعد فترة من الوقت. يُعرف النظام بـ "نظام الإفلاس" وله محاكم متخصصة تُسمّى بـ"محاكم الإفلاس". بعبارة أخرى، تلجأ الشركة، المتعثرة في سداد الديون للدائنين، لمحكمة الإفلاس، وتتقدم بطلب الحماية من الدائنين، وتخبر القاضي بأنها تمتلك خطة وتطلب أن يعيد الدائنون النظر في تلك الديون وأن يتم منحها الوقت الكافي حتى تستعيد نموها، وهذا الأمر يسمى بـ"إعادة تنظيم الشؤون المالية"أو "إعادة تنظيم شؤون المدين التجارية"، فإذا رأى القاضي أن الخطة جيدة، آنذاك يأمر الدائنين بالالتزام بالخطة". ويوضح الربدي أن "الشركات لا تلجأ الشركات في العادة لهذا القانون إلا بعد استنفاذ كل الطرق مع البنوك والدائنين وعمليات التفاوض والوصول إلى طريق مسدود". ويزيد أن "نظام الإفلاس يُعرف بالفصل الحادي عشر في النظام العالمي، ومعمول به أيضًا راهنًا في المملكة العربية السعودية".
من جهة ثانية، يلفت المتخصص إلى أن "إفلاس الشركة لا يعني تصفيتها أو خروجها من السوق. بالمقابل، يشير الفصل السابع في النظام العالمي إلى أنّ الشركة انتهت تمامًا وهو ما يعني الإفلاس والتصفية أي انتهت الحلول بالشركة التي لا تستطيع تقديم خطة استعادة مالية، لكن هذه الحالة قليلة.
تعرفي أيضًا على الإشهار بالإفلاس
كيف يؤثر الإفلاس على المستثمرين؟
حسب شروح Investopedia، الموقع الإعلامي المالي؛ عندما تبدأ إحدى الشركات بإجراءات الإفلاس، تظل أسهمها وسنداتها عادةً في التداول، ولو بأسعار مخفضة للغاية. لكن، في بعض الأحيان، تُصنّف سندات الشركات التي أوشكت على الإفلاس بأنها غير مرغوب فيها. في حال تقديم الشركة طلب الحماية، تتغير حقوق المستثمرين، وحتى في حال إعادة الهيكلة المالية في الشركة ونموها من جديد، في الغالب لن تكون حصص المستثمرين موازية لناحية القيمة للمرحلة السابقة. أما في حال الفصل السابع والإفلاس الكامل، يتحول سهم الشركة إلى عديم القيمة، وقد يتلقى المستثمر جزءًا صغيرًا من القيمة الإسمية من تلك الأسهم، مع الإشارة إلى أنه ما سيحصله من مال بعد إفلاس الشركة يعتمد على مقدار الأصول المتاحة للتوزيع ومكان ترتيب الاستثمار في قائمة الأولويات، إذ يتمتع الدائنون المضمونون بأفضل فرصة لاسترداد قيمة استثماراتهم الأولية، في حين يجب على الدائنين غير المضمونين الانتظار حتى يُعوّض الدائنون المضمونون بشكل مناسب قبل أن يتلقوا أي حصة.
الجدير بالذكر أن الدائن المضمون هو من يرتبط دينه برهن أو بجزء من ممتلكات المدين.
اطلعي أيضًا على بعض الطرق المفضلة لاستثمار الأموال
