تدخل الأجداد في تربية الأحفاد.. من المشاكل المثارة بين العائلات التي تتجمع لتعيش في مكان واحد، ووسط هذا المحيط يستمتع الأحفاد بالحب والرعاية والحنان والتدليل والمعرفة من الأجداد؛ فيفرحون وهم يستمعون لقصصهم التراثية وينسجمون بحكاياتهم الدافئة، بينما الأجداد -وقد زالت عنهم ضغوط العمل والحاجة المستمرة لسداد متطلبات الحياة- يتصرفون بهدوء وروية، قد تصل إلى حد التدليل الزائد وعدم مصارحة الأبوين بما يفعل الأحفاد من أخطاء، أما الطرف الثالث وهم الآباء - الزوج والزوجة- فهم أصحاب المشكلة؛ حيث نجد بعضهم يرفض دور الأجداد والجدات، بحجة إفساد الأبناء.. بالتدخل السلبي في طريقة تربيتهم لأبنائهم.
للحديث عن خطوط وأطراف المشكلة والحوار الذي ينبغي أن يدور بين الآباء والأجداد، مع طرح لبعض الحلول الممكنة..كان اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة علم النفس للشرح والتفسير.
خيوط وأطراف المشكلة
- إن بعض الآباء والأمهات يرفضون منح سلطاتهم ومسؤولياتهم لأحد مهما كان، ولكن من الممكن الاستفادة من الأجداد لتحقيق بعض الأغراض.
- من منظور الجد فإنه يجد متعته في تربية أبناء الأبناء في الغالب، ويكون غير واثق من قيام ابنه أو زوجته بهذه المهمة.
- إذا كان التقاعد الوظيفي للجد مدعاة للاضطرابات النفسية، فإن التقاعد الأسري يؤدي إلى النتيجة نفسها تقريباً ويصعب عليه أن يفقد السلطة فجأة.
- وبالنسبة للزوج والزوجة مشكلتهما أنهما يريان أن ذلك تدخل في صلاحيتهما مما يعني عجزهما.. استمرار الولاية عليهما من قبل الكبار.. الحاجة إلى دعم خارجي.
- وقد تكون بالفعل هذه الأمور بعضها موجودة، لكن تدخل الأب والأم سواء من ناحية الزوج أو الزوجة يذكره بذلك وهذا أمر مرفوض نفسياً.
- أما بالنسبة للأبناء فإننا نعتقد أنهم لا يفهمون هذه الصراعات، لكنهم يفهمون ويستثمرون هذه الصراعات لصالحهم.
- ويتم ذلك باللجوء إلى المصدر الذي ينافس الآخر في الاهتمام بهم، ويتعاملون مع المحيط الاجتماعي بما يشبع رغباتهم.
ما رأيك..احتفالاً باليوم العالمي للمسنين .. علمي طفلك كيف يتعامل مع أجداده؟
حلول المشكلة
- الأمر الأول: من الضروري أن يفهم الآباء والأجداد، أنهم إن تفاهموا سارت الأمور بشكل جيد، وإن اختلفوا فسيلتف كل منهم حول ذاته كنوع من الدفاع عن النفس.. وإذا أردنا أن تستقيم الأمور على كل فرد أن يبدأ بنفسه أولاً، ولا أقول إن الأب عليه أن يفعل كذا أو الأم عليها أن تفعل كذا، بل أبدأ بما هو مطلوب مني.
- الأمر الثاني: أن أفهم كل سلوكيات الآخر من منظور إيجابي ولا أؤول الأمور تأويلاً سلبياً.
- الأمر الثالث: هو القيام بالأدوار المخالفة، وذلك بأن أضع نفسي مكان أبي أو أمي لأفهم ظروفهما، وخير الناس أعذرهم للناس.
- الأمر الرابع: السلوك الإيجابي؛ بأن يتفهم الآباء أن أبويه لهما حق عليه، ولابد أن يجلس معهما ويناقشهما ويخصص لهما الوقت الكافي.
- الأمر الخامس: احترام الكبير وأن تشعر من أمامك أن لكل إنسان قدره وقيمته، فقد لا تساوي بين أولادك، ولكن احترام السن واجب وبالتالي تنتقل هذه السلوكيات للأحفاد.
- الأمر السادس: هو الدعم بمعنى تعزيز السلوكيات الإيجابية؛ فلو قامت زوجتك بموقف إيجابي تجاه والديك، فلا تتجاهل هذا السلوك بل أمدحها، ولا تتحرج من مدح نفسك إذا قمت بعمل مماثل.
مشكلة يصعب وجود حل نهائي لها
- إن الاختلاف بين الآباء والأجداد حول أسلوب تربية الأحفاد أمر ليس له حل نهائي، ولكن من الممكن التفاهم حوله، وأن يكون هذا التفاهم بعيداً عن الأحفاد.
- ويجب أن يُفهم أن دور الأجداد هو الرعاية النفسية والمشورة والتدليل المقنن، أما دور الآباء فهو التربية.
- أن تدرك الزوجة أن زوجها الذي اختارته من بين كل الرجال، قد ربته هذه الأسرة التي ترفض نصيحتها في تربية أبنائها.
- على الآباء معالجة الأمور والمشاكل والخلافات مع الأبناء، سواء بالثواب أو العقاب بعيداً عن الأجداد.. ما يحفز الابن على تجنب فعل الخطأ.
- قرب الأحفاد من الأجداد أمر طبيعي، وما يقوم به الأجداد مع الأبناء من تدليل يرجع إلى حبهم لهم، ومن المفروض ألا يغضب الأبناء.
- في حال حدوث تعارض بين الأبناء والأجداد حول تربية الأحفاد لا يجوز أن يكون النقاش أمام الأبناء، ويجب أن يتم التفاهم بالحسنى.
- لابد أن تحاول الأم الاستفادة من الجدة أو الجد الموجود في البيت في رعاية الأطفال، لأنهما أكثر حرصاً عليهم من الخدم.. ومع الأجداد سوف يتعلم الأبناء أصول دينهم، وعاداتهم وتقاليدهم.
حديث مهم بين الآباء والأجداد..والأبناء
- على الآباء أن يوضحوا للجدة أنه إذا أرادت المشاركة في حياة الطفل، فعليها الالتزام بقواعد التربية المتفق عليها.
- على الآباء وضع قواعد لكيفية تواصل الناس مع أطفالهم، ويجب أن تكون القواعد واضحة وعلى الجميع اتباعها.
- عدم إخلال الجدات بقواعد المنزل من أجل إرضاء الطفل، لأن هذا يخلق حالة من عدم الانسجام للطفل، ولن يفهم ما يجب فعله.
- من المهم مناقشة الأجداد بما يسمح الآباء لأبنائهم بفعله، وما الذي يمنعونه بشدة.. لعدم مخالفة هذا.. وعمل النقيض.
- للجيل الأكبر سناً آراؤه الخاصة حول الأبوة والأمومة، لهذا وضحي للجدة.. أن أي اعتراضات تعبر عنها، لابد أن يكون الطفل بعيداً.
- يجب على الآباء اتخاذ القرارات الخاصة بتربية أطفالهم، وإذا لم يفعلوا ذلك، فلا ملامة أن يفعل الأجداد ذلك.
- إعلام الأجداد والجدات بالقيود والمحظورات التي لا يجب على الأبناء تجاوزها، وإقناعهم بأنها في مصلحة الأبناء.
- تحدث بلباقة، ولا تحرج الأجداد أمام الطفل، وانتظر بصبر مغادرة الطفل، وتواصل بطريقة مناسبة.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.