العادات الإيجابية والجيدة تساعد في صقل شخصيتك وبلورة أهدافك وصياغة طموحاتك وآمالك، فتصبح شخصاً ممتازاً يسير بخطوات ثابتة للأمام، يتقدم الصفوف متجاوزاً التحديات، مكيفاً الصعوبات، ومتخطياً العراقيل والعقبات، على أنّ هناك بعض العادات السيئة الخطيرة التي قد تكون موتوراً بها ومنغمساً فيها بدون قصد، ومتمسكاً بها بلا طائل، قد تدمر حياتك لحد بعيد وبلا شعور أو انتباه منك، بالسياق التالي سيدتي تعرفك إلى عدد من العادات التي يمكن أن تدمر حياتك ولا تدركها.
عادات تتوغل وتتسلل وتنتشر لا بد من وأدها
تقول عزة أبو العينين استشاري التنمية البشرية والدعم الذاتي لسيدتي: إصرارك على بعض العادات السيئة الرهيبة التي إذا دخلت إلى حياتك ولم تنتبه إليها ولم توقفها في وقتها أو تنهها يمكن أن تدمرك بالكامل، وقد تفقدك كثيراً من الأشخاص المهمين والأعزاء، أو تقلل من فرص تطورك ونجاحك أو حتى تقوضها تماماً، على أن المشكلة أن هذه العادات السيئة قد تتسلل إلى حياتك وتتوغل فيها وتنتشر في تعاملاتك مع الآخرين، أو حتى مع ذاتك ولا تدرك أنها أضرت بك إلا بعد فوات الأوان.
عادات يجب عليك نبذها والتخلي عنها فوراً
- العادة الأولى: مقارنة نفسك بالآخرين.
- العادة الثانية: إدخال الشخصيات السامة بدوائرهم السلبية في حياتك.
- العادة الثالثة: السماح بالمشتتات.
- العادة الرابعة: القيام بأشياء متعددة في وقت واحد.
- العادة الخامسة: الغرور الزائد وتكريس الأنا الزائفة.
- العادة السادسة: الابتعاد عن روح الشيء ومعناه والإفراط في المادية.
ونحو المزيد بذات السياق هذه عادات يجب أن تقلع عنها لتصبح سعيداً
العادة الأولى: مقارنة نفسك بالآخرين
عندما تقارن نفسك بالآخرين فترى أنهم يعيشون حياة أفضل منك، ويتقلدون وظائف أعلى منك، ويعيشون برفاهية لا تمتلكها، فكن حذراً مع هذا الموقف، فمقارنة نفسك بأشخاص آخرين إحدى العادات السيئة التي ستؤثر بشكل كبير على رغبتك في مواصلة النمو والتعلم، فأنت في كل مرة تقارن فيها نفسك، يمكنك دون وعي أن تخلق عائقاً عقلياً يمنعك من تحقيق الأهداف التي تريدها، وعندما تدرك أنك ستقارن نفسك بشخص آخر، خذ وقفة قصيرة. لا تنتقد نفسك أو تعاقبها على ذلك، فقط اعترف بما تفكر فيه وأعد انتباهك بلطف شديد إلى أهدافك واعمل على إنجاز وتحقيق أكبر أهدافك.
العادة الثانية: إدخال الشخصيات السامة بدوائرهم السلبية في حياتك
تؤكد عزة أن الدوائر السلبية التي تحيط بك في أي مكان والتي قد تفرض وجودها عليك وتستسلم لوجودها عنصر خطير للغاية يمكن أن يدمر حياتك الشخصية والاجتماعية تماماً، فهذه الدوائر الرهيبة هي مجموعة من الأشخاص السلبيين المتشائمين الذين يواجهون مشكلة تتمثل في أنهم ليس لديهم أي اتجاه أو وجهة بالحياة فيعيشون بلا معنى وبلا هدف، ويكون لديهم ميل دائم لانتقاد الآخرين وإيجاد العيوب فيهم. ومن ثمّ فعندما تقضي كثيراً من الوقت مع هؤلاء الأشخاص، يبدأون في التأثير عليك بشكل غير معلن، فأفكار هؤلاء الأشخاص تدخل إلى العقل الباطن وتشعل فيك جذوة السلبية. وعندما تحاول التحدث عن أهدافك وأحلامك الضخمة مع هؤلاء الأشخاص، فإنهم يسخرون منك. إنهم يجبرونك على أن تعيش الوجود نفسه الذي لا معنى له كما يفعلون مع أنفسهم. الأشخاص السلبيون يدفعونك إلى إضاعة الوقت. ومع مرور الوقت، تبدأ أنت أيضاً في التفكير والتصرف مثلهم، مما يضيع وقتك. وتبدأ في الشعور بأنك فاشل وضائع وبلا هدف، ولذلك استبدل فوراً بالأشخاص السلبيين أشخاصاً متفائلين ومتحمسين. سوف يلهمك هؤلاء الأشخاص ذوو العقلية الناجحة والقوية لتتقدم للأمام وتكون شخصاً أفضل.
ويمكنك بالسياق التالي الاضطلاع على 10 طرق تخلصك من التفكير السلبي المزعج
العادة الثالثة: السماح بالمشتتات
تقول عزة: نحن جميعاً نكافح مع هذه النقطة. فبينما نكون بقمة التركيز على أهدافنا ونحاول المضي قدماً، فجأة، وبطريقة خفية للغاية، تبدأ الإلهاءات في دخول حياتنا؛ ودون أن ندرك ذلك، نجد أنفسنا معرضين تماماً للتشتت من خلال قضاء ساعات في مشاهدة مقاطع الفيديو والألعاب والمحادثات والصور، وهذه الإلهاءات أحد أسوأ العادات السيئة التي لا ينبغي الإذعان لها بل يجب التغلب عليها، ولكي تتغلب عليها لا بد أن تعلم أن لديك أداة قوية جداً تحت تصرفك وهي الوعي الذي يجعلك قادراً على ملاحظة ما تفعله بوقتك وطاقتك. فمن خلال إدراك عدد المرات التي تستخدم فيها هاتفك الخلوي، ومقدار الوقت الذي تقضيه على شبكات التواصل الاجتماعي أو ممارسة ألعاب الفيديو؛ ستكون قادراً على فتح مساحة من الوعي بين رغبتك في تشتيت انتباهك والإجراء الذي ستتخذه على الفور. وهنا تكمن قوتك. طور وعيك وتوقف عن كونك عبداً لإدمانك التكنولوجيا.
العادة الرابعة: القيام بأشياء متعددة في وقت واحد
يعتقد الكثير من الناس أن القيام بأنشطة متعددة في وقت واحد يعد مهارة إيجابية. ورغماً عن ذلك فقد أظهرت دراسات متعددة أن الأشخاص الذين ينخرطون في أنشطة متعددة في وقت واحد هم أقل إنتاجية من أولئك الذين يركزون على شيء واحد فقط. وعلى الرغم من أن هذا الأمر يكرس لإعطائك شعوراً وهمياً بأنك تنجز أشياء متعددة، إلا أن الحقيقة هي أنك أقل كفاءة.
والبديل لتصبح أكثر إنتاجية هو تعلم تحديد الأولويات. فلتقارن بين الأنشطة المعلقة لديك واختر بوعي ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لك.
ويمكنك التعرف بالسياق التالي إلى: طرق لتدريب عقلك على التخلص من العادات السيئة
العادة الخامسة: الابتعاد عن روح الشيء ومعناه والإفراط في المادية
أحد أهم العادات السيئة والتي تمثل عيوب عصرنا الحديث هي المادية. فمع التكنولوجيا المفرطة والتي تجتذبنا في أتونها أصبح الناس أكثر مادية فهم يضعون قيمة أعلى للممتلكات والملذات أكثر من علاقاتهم وحياتهم الاجتماعية. وكونك مادياً لن يدمر حياتك فحسب، بل حياة العديد من الأشخاص الآخرين المرتبطين بك.
تقول عزة: عندما تصبح مادياً، فأنت ستقيّم كل الأمور بشكل مادي ولن تجد مشاعر وجدانية تبادلها الآخرين، ستتحول لآلة وستفقد كل المعاني الجميلة التي تزين الحياة و عندما يفوت الأوان ستدرك فجأة أن الأمر كله كان مجرد خدعة، فقد فقدت كل ما هو جميل وذو قيمة بالحياة بدون أن تشعر، ومن ثمّ فلتستيقظ من غفوتك، فكل الماديات مهما كانت قيمتها لن تعوض العائلة والأصدقاء والمشاعر الطيبة، ولن تستطيع أن تكون سعيداً أبداً بدون الآخرين ومشاعرهم الجميلة، والوحدة ستدمر حياتك.
العادة السادسة: الغرور الزائد وتكريس الأنا الزائفة
تقول عزة: على الرغم من أن تقدير الإنسان لذاته يُعد أمراً إيجابياً يتعلق بالثقة بالنفس واحترام الذات، حيث تعتبر الأنا مفيدة إذا كانت تشجعك على قول "لا" بالوقت المناسب، وتساعدك على تجنب الأشخاص غير المرغوب بهم الذين قد يسيئون إليك فتضطر إلى طردهم من حياتك. على أن هناك الأنا الزائفة المرفوضة التي تدفعك لإساءة التصرف مع الآخرين والتصرف معهم كشخص متعجرف يتعامل بازدراء، ويعتقد أن معرفته شاملة فيستهين بمن ينصحه ويتبين خطؤه، وهذا النوع من الأنا مميت للغاية، يشبه السم الصامت.
تؤكد عزة أنك عندما لا تحترم الناس سينفرون منك بسبب سلوكك البغيض فتصبح حياتك الاجتماعية معدومة، وستعيش وحيداً كئيباً لذلك، تخلص من غرورك الكاذب وحافظ على تواضعك أمام الآخرين.