بمناسبة حلول شهر مارس، شهر التوعية ببطانة الرحم المهاجرة، يجب التأكيد هنا على ضرورة فهم حالة بطانة الرحم المهاجرة، وضرورة التدخل المبكّر للرعاية الوقائية منها.
الدكتور "تشارلز ناجي"، استشاري أمراض النساء والتوليد في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال، يكشف عن أهم أسباب بطانة الرحم المهاجرة، والأعراض، وطرق العلاج.
إن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل العدد الحقيقي للنساء اللواتي يعانين من بطانة الرحم المهاجرة، أكبر من معدل الانتشار المبلّغ عنه في جميع أنحاء العالم، والذي يبلغ 1.5 في المئة فقط، هو أن العديد من النساء يُجبرن على مواجهة المرض من دون تلقي تشخيصٍ دقيق. وكل عام، كما يقول د. تشارلز، نعالج حوالي 500 حالة من حالات التهاب بطانة الرحم المهاجرة المعقدة، ويكون معدل نجاح الحمل بعد الخضوع لإجراءات جراحية لمريضات يعانين من تسلل بطانة الرحم العميق، الشكل السريري الأكثر عدوانية لمرض الانتباذ الرحمي، يزيد عن 65٪.
بطانة الرحم السميكة أو الرقيقة.. هل تمنع الحمل؟
ما هو مرض بطانة الرحم المهاجرة
بطانة الرحم المهاجرة هو اضطراب تتطور فيه الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم خارج الرحم. ويمكن أن يسبب ألماً شديداً في الحوض؛ مما يجعل من الصعب على المرأة المصابة به الحمل. ويمكن أن يبدأ التهاب بطانة الرحم بفترة الحيض الأولى للمرأة، ويستمر حتى انقطاع الطمث. ويمكن أن تعاني النساء من التهاب بطانة الرحم في صمت لسنوات.
ما هي أعراض مرض بطانة الرحم المهاجرة
التشخيص المعتاد يستغرق حوالي عشر سنوات. يتسبب الانتباذ البطاني الرحمي بالآتي:
- تهيُّج الأنسجة المحيطة، مع احتمال ظهور ندوب وألياف لزجة تربط الأنسجة معاً.
- ظهور خراجات على المبايض. في بعض الحالات.
- يمكن أن يكون له تأثير سلبي على نوعية الحياة، من خلال التسبب بالألم الشديد والإرهاق والاكتئاب والقلق والعقم.
- يتسبب الانتباذ البطاني الرحمي بإزعاج لا يطاق، يمنع النساء من الذهاب إلى العمل.
- ما هي علامات التهاب بطانة الرحم؟
قد يظهر التهاب بطانة الرحم في صورة اضطرابات أخرى، مثل:
- التهاب الزائدة الدودية.
- تكيّسات المبيض.
- انسداد الأمعاء.
وعادةً، من الصعب بشكل خاص اكتشاف التهاب بطانة الرحم، بسبب مجموعته الواسعة من الأعراض السريرية. علاوة على ذلك، قد لا تشعر بعض النساء بالألم (من دون أعراض). ويمثل التهاب بطانة الرحم مفارقة: حيث إن النساء اللواتي لديهن أكبر عدد من غرسات بطانة الرحم، يعانين من أقل قدْر من الانزعاج. وإحدى المغالطات التي تحتاج النساء إلى تبديدها، هي أن الدورات الشهرية المؤلمة طبيعية. لكن ليس أمراً طبيعياً أن تعاني من دورة شهرية مؤلمة؛ إذ يمكن أن يسبب التهاب بطانة الرحم الألم بين الدورات الشهرية؛ مما يجعل التشخيص أكثر صعوبة. يعلق د. تشارلز: "لتقليل وصمة العار، وتقديم التشخيص والعلاج في الوقت المناسب، نحتاج إلى تدابير لتحسين إدارة المرض، وتعزيز الوعي، والتثقيف في أوساط السيدات؛ حيث يمكن تحسين حياة المريضات بشكل كبير، من خلال خيارات الإدارة الفعالة، مثل: التحكم في الألم، أو العلاج الهرموني أو الجراحة".
ما هي علاجات التهاب بطانة الرحم
يمكن علاج التهاب بطانة الرحم طبياً أو جراحياً. في بعض الأحيان، يكون العلاج الطبي والجراحي ضروريين. لأنها تمنع الحمل، وتُعتبر العلاجات البديلة مفيدة لبعض النساء أيضاً. وتتراوح الأدوية بين مسكنات الألم (مثل مضادات الالتهاب)، إلى الأدوية الهرمونية التي تثبط الإباضة والدورة الشهرية. وهناك أيضاً تنظير البطن (جراحة ثقب المفتاح)، وهي الطريقة الجراحية الأكثر انتشاراً لعلاج بطانة الرحم. ومن غير المرجح أن تتبدد تكيّسات بطانة الرحم على المبيضين (أورام بطانة الرحم) من تلقاء نفسها ولا يمكن علاجها طبياً. لذلك، يمكن إزالتها جراحياً إذا تسببت في أعراض، أو كانت ضخمة. ويمكن الكشف عن أورام بطانة الرحم الصغيرة التي لا تسبب الأعراض، باستخدام الموجات فوق الصوتية العادية.
هل يمكن الوقاية من الانتباذ البطاني الرحمي؟
على الرغم من عدم وجود طريقة معروفة للوقاية من الانتباذ البطاني الرحمي، إلا أن رفع مستوى الوعي والتشخيص والعلاج المبكرين، قد يسهم في إبطاء أو وقف التطوّر الطبيعي للمرض، وتقليل التأثير طويل المدى لأعراضه. ويمكن أن تظهر أعراض التهاب بطانة الرحم في وقت مبكر منذ بداية الدورة الشهرية. ومع ذلك؛ فإن معظم السيدات لا يحصلن على تشخيص حتى تتراوح أعمارهن بين 30 و40 عاماً.
وبالتالي، عند الشعور بأعراض الانتباذ البطاني الرحمي؛ فإنه يُنصح باستشارة طبيب أمراض النساء لإجراء فحص بدني، بالإضافة إلى الخضوع لاختبارات التصوير مثل: الموجات فوق الصوتية؛ حتى يتمكن الأطباء من تشخيص المرض مبكراً وعلاجه بشكل فعال.
ما هو الانتباذ البطاني الرحمي وكيف يمكن أن يؤثر على الخصوبة؟
هل هناك علاجات منزلية للانتباذ البطاني الرحمي؟
حول بعض العلاجات المنزلية للتعامل مع ألم التهاب بطانة الرحم المهاجرة، يمكن أن يساعد أخذ حمام دافئ، أو استخدام وسادة تدفئة أو زجاجة معبّأة بماء ساخن في أسفل البطن، على استرخاء عضلات الحوض المتشنجة، وتخفيف الألم. ويمكن للعلاجات الطبيعية مثل: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول المكملات الغذائية، والأعشاب الصينية والأطعمة الغنية بالأيسوفلافون أو ريسفيراترول، يمكن أن تساعد جميعها في إدارة الانتباذ البطاني الرحمي في المنزل.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج.. عليكِ استشارة طبيب متخصص.