الفيبروميالجيا هي حالة مزمنة تسبب الألم في جميع أجزاء الجسم. طبياً، وإلى الآن لم يتم تحديد بروتوكول معين لعلاج المرض، لكن هناك بعض الطرق التي تساهم في تخفيف الأعراض والنوبات.
الألم العضلي الليفي أو الفيبروميالجيا هو حالة تسبب انتشار الألم الجسم، كما أنها مرتبطة بمشكلات في النوم، والتعب، والاضطراب العاطفي والعقلي، ووفقاً للملاحظات العلمية؛ فمرضى الفيبروميالجيا أكثر حساسية للألم من الأشخاص الأصحاء.
إليكِ تجربة حقيقة مع الفيبروميالجيا، وكل ما تودين معرفته عن هذا المرض، في الآتي.
تجربة حقيقية لمريض مصاب بالفيبروميالجيا
التقينا امرأة تشارف على الأربعين من العمر، ورغم معاناتها مع الألم منذ سنوات المراهقة، لكن تمَ تشخيصها بالفيبروميالجيا قبل خمس سنوات فقط، تقول دينا لـ"سيدتي": "أنا شخص يشعر بآلام متفرقة في الجسم، ربما منذ كنت على مقاعد الدراسة الجامعية، حتى إن المحيطين كانوا يفسرون هذا السلوك بأن قوة احتمالي ضعيفة، لكن ما عرفته لاحقاً أنني أعاني من الفيبروميالجيا الذي يسبب آلاماً مبرحة ويضاعف حجم الآلام العادية".
وتكمل: "قبل عدة أعوام اشتدت آلامي وخاصة ألم العظام، كما أن مناعتي بدأت تتخاذل مع شعور مستمر بالتعب والكسل والأرق، وبدأت أفقد خصلاً من شعري".
التشخيصات الأولية ذهبت إلى أمراض المخ والأعصاب، وذهب الأطباء إلى إعطائي أدوية الاكتئاب، لكن الطبيب محمد عبد الحفيظ، استشاري أمراض الروماتيزم والمناعة، شخص حالتي لاحقاً بـالفيبروميالجيا، وتحديداً بسبب أعراض وعلامات على الكتفين والركبتين، وتذكر دينا: "الكلمة كانت غير معتادة، لا أبالغ حين أقول إنها المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا المرض، لكن الطبيب بذل جهداً في وصف الحالة، ورغم صدمتي بأن الآلام يبدو أنها ستلاحقني لبقية حياتي، لكن كانت المرة الأولى التي أفهم فيها سبب آلامي".
خطة علاج الفيبروميالجيا في حالة دينا انطلقت من الأدوية المهدئة والأدوية المنومة والمسكنات، وتصف المريضة الأمر قائلة: "لأن الفيبروميالجيا له علاقة وثيقة بالحالة النفسية؛ وصف لي الطبيب المهدئات، لكن على مدار عام كامل اختفت الآلام. كنت فاقدة للوعي طيلة الوقت، وأنا أم لثلاث بنات في مراحل متفرقة، ويقع على عاتقي كثير من المهام التي لم أكن وقتها قادرة على القيام بها".
وتحكي دينا أنها اتخذت قراراً بإيقاف جميع الأدوية والعودة لحياتها الطبيعية، حتى إن كانت ستلازمها بعض الآلام.
العلاج الحقيقي، حسب روايتها، جاء صدفة، تقول: "صديقة لي نصحتني بتجربة اليوغا، لا أخفي أنني لم أثق بحديثها بداية؛ فكيف لمرض مزمن لا تشفيه الأدوية أن تقلل آلامه اليوغا؟! لكن قررت التجربة، وقد كانت نقطة التحول الحقيقية".
وتضيف: "ساعدتني المدربة حنين، المتخصصة في اليوغا العلاجية لحالات مثل مرضى الفيبروميالجيا، في تخطي الآلام وتحسين أدائي العضلي، ومع الاستمرار بدأت هجمات الألم تتباعد وشدتها تتهاوى".
وتلخص دينا تجربتها مع الفيبروميالجيا قائلة: "الفيبروميالجيا مرض مزمن لن يختفي، لكن يمكن مجابهة هجماته واحتواؤها من خلال اليوغا والحركة وتغيير النظام الغذائي إلى نظام أكثر صحة وتخفيف الأطعمة التي تفاقم الألم مثل السكر والدقيق".
وتضيف: "السيطرة على الحالة النفسية من أهم الخطوات نحو التكيف وتخفيف الألم، وذلك قد يتحقق من دون أدوية، فقط من خلال جلسات التأمل مع اليوغا".
وشددت دينا على أهمية فهم تبعات الفيبروميالجيا؛ لأن من شأنها تحديد طرق العلاج، وتقول: "الفيبروميالجيا بوصفه مرضاً ربما لم يظهر له علاج بعد، لكن الأعراض يمكن التصدي لها وتخفيفها، لكن قبل ذلك يجب فهم أنها تبعات المرض وطبيعية بين المصابات بالفيبروميالجيا".
وتعدد المضاعفات: "كل شيء قد يتأثر بالفيبروميالجيا؛ فهو يسبب تساقط الشعر، وضعف المناعة، واضطراب الهرمونات، والإصابة بتكيس المبايض، وجفاف العين، وربما الأنيميا، فضلاً عن آثاره النفسية التي تخف مع المداومة على اليوغا".
اقرئي أيضاً: أضرار الكركم على القولون والجسم.. يجب الحذر منها وفق طبيبة تغذية
أسباب الإصابة بالفيبروميالجيا
يُعد مرض الفيبروميالجيا مرضاً غير شائع، لكنه في تصاعد، السبب الدقيق للفيبروميالجيا غير معروف، لكن العامل الوراثي يلعب دوراً رئيسياً، لكنه ليس السبب الوحيد، بل يمكن للآتي أن يسبب الإصابة بالمرض أيضاً:
العمر
الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الـ40 عاماً هم أكثر عرضة للإصابة بالفيبروميالجيا، ولكنها يمكن أن تؤثر في أي شخص، حتى الأطفال.
النوع
النساء هم أكثر عرضة للإصابة بالفيبروميالجيا بمقدار الضعف.
الأمراض المزمنة
الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل هشاشة العظام والاكتئاب واضطرابات القلق وآلام الظهر المزمنة ومتلازمة القولون العصبي؛ هم أكثر عرضة للإصابة بالفيبروميالجيا.
الالتهابات
يُصاب بعض الأشخاص بالفيبروميالجيا بعد الإصابة بالعدوى، خاصة إذا كانوا يعانون من أعراض حادة.
الصدمات
الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة جسدية أو عاطفية أو إصابة خطيرة يُصابون أحياناً بالفيبروميالجيا.
أعراض الفيبروميالجيا
الأعراض الرئيسية للفيبروميالجيا، هي:
- ألم وتيبس مزمن "طويل الأمد" في جميع أنحاء الجسم. غالباً ما يصفه المصابون بأنه مؤلم أو حارق.
- التعب والإرهاق.
- مشكلة في النوم .
- مشكلات في الذاكرة والتركيز.
- تصلب العضلات والمفاصل.
- تنميل أو وخز في الذراعين والساقين.
- الحساسية للضوء والضوضاء والروائح ودرجة الحرارة.
- متلازمة القولون العصبي
- ألم في الوجه أو الفك.
كيف يتم تشخيص الفيبروميالجيا؟
قد يكون من الصعب تشخيص الفيبروميالجيا. في بعض الأحيان، يتطلب الأمر زيارات إلى العديد من الأطباء المختلفين للحصول على التشخيص النهائي.
المشكلة هي أنه لا يوجد اختبار محدد لاكتشاف المرض، لكن الأعراض الرئيسية مثل الألم والتعب، شائعة في العديد من الحالات الأخرى؛
لذلك يعتمد التشخيص على أسلوب استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض قبل إجراء تشخيص الألم العضلي الليفي. وهذا ما يُسمى إجراء التشخيص التفريقي.
علاج الفيبروميالجيا
ليس كل الأطباء على دراية بالفيبروميالجيا وعلاجها. يجب أن يتم التشاور مع أكثر من طبيب قبل تحديد خطة العلاج.
أيضاً، لا يوجد علاج للفيبروميالجيا؛ لذلك يركز العلاج على تخفيف الأعراض. وتشمل طرق العلاج الأدوية وتغييرات نمط الحياة والعلاجات التكميلية:
- مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للنوبات، التي قد تساعد في علاج الألم أو مشكلات النوم.
- مسكنات الألم.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- العلاج السلوكي المعرفي الذي ينطوي على تعلم إستراتيجيات التعامل مع الألم والتوتر والأفكار السلبية.
- علاجات الحركة مثل اليوغا والتاي تشي.
- العلاج بالتدليك.
- العلاج بالإبر.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
* المصادر:
- CDC.
- Medlineplus (United States National Library of Medicine).