يتمُّ استخدامُ العلاجِ الصوتي منذ آلاف الأعوامِ، وتحديداً في حدودِ علمِ الأعصاب الحديث، للوصولِ إلى حالةٍ عميقةٍ من الشفاء، وإعادةِ التكامل، وتنظيمِ التردُّدات الخاصَّة.
هذا العلاجُ يتحدَّث إلى خلايانا وأدمغتنا لاستعادةِ تدفُّقِ الطاقةِ لدينا، وإطلاقِ عواطفنا، وتوازنها، فالصوتُ دواءٌ، له فوائدُ على المستوى الجسدي، والعاطفي، والعقلي، كما تؤكِّد ريتا عبدالباقي، المدرِّبة المعتمدة والاستشاريَّة في علمِ الذكاء العاطفي، في حديثها لـ «سيدتي».
طرد الطاقة السلبيَّة وتعزيز الطاقة الايجابية
تتضمَّنُ جلسةُ الشفاءِ الصوتي الاستلقاءَ في مكانٍ مريحٍ ودافئٍ، وإغلاقَ العينين، والتركيزَ على الأصواتِ التي تُصدِرها الآلاتُ الموسيقيَّة مثل الدقَّاتِ، والصنوجِ، وأوعيةِ الغناء. وللاهتزازاتِ الصوتيَّة تأثيرٌ قوي جداً في عقولنا وأجسادنا، حيث تُظهِرُ الأبحاثُ أن العلاجَ بالصوت، يمكن أن يبطِّئ موجاتِ الدماغ، ويضعَ أجسادنا في حالةِ استرخاءٍ شديدةٍ، تشبه الحلم.
وتوضحُ ريتا في حديثها، أن «الشفاءَ الصوتي، يزيلُ الطاقةَ السلبيَّة المحبوسةَ في الجسمِ من خلال تردُّداتِ الصوت، إذ إن هذه التردُّداتِ الصادرة من الآلاتِ التي أستخدمها مثل Tibetan Bowls، وSinging Bowls، وDrum، وهي آلاتٌ، يبلغُ عمرها آلافَ الأعوام، تؤثِّرُ في الذبذباتِ الداخليَّة للجسم، وفي خلاياه أيضاً». وتضيف: «سأقدِّمُ لكم مثالاً على ما تقدَّم، وهو أن كلُّ شكرةٍ Chakra، أو Energie Center في الجسمِ لها تردُّدٌ معيَّنٌ، فكما يجبُ أن يبقى ضغطُ الدمِ لدى الإنسانِ ضمن معدَّلٍ معيَّنٍ، وكما يجبُ أن يكون مستوى السكرِ في الدمِ صباحاً ضمن معدَّلٍ ما، فإنَّ الأمرَ نفسه ينطبقُ على الشاكرات Chakras، إذ يحبُ أن يكون لديها تردُّداتٌ معيَّنةٌ. نحن عندما نغضبُ، أو تكون لدينا طاقةٌ سلبيَّةٌ في جسمنا، يبتعدُ رقمُ التردُّد عن معدَّله الطبيعي، وهذا الأمرُ يجعلنا نحبسُ الطاقةَ في جسمنا، ويؤدي إلى عدمِ توازنٍ في الجهازِ العصبي، فتأتي هذه الأصواتُ، وتردُّ الـ Frequency الخاصَّة بالشاكرات إلى مكانها الطبيعي».
وتعريفاً بها، قالت المدربةُ: «الشاكرات، أو Chakras مفهومٌ نابعٌ من الثقافةِ الهنديَّة، ويعبِّرُ عن مراكزِ الطاقةِ السبعةِ في جسمِ الإنسان التي تتحكَّمُ بحالته النفسيَّة والجسمانيَّة. هناك أهميَّةٌ كبيرةٌ في معرفةِ الشاكراتِ الموجودةِ داخل كلٍّ منا، وكيف يمكن التأثيرُ فيها، وتنشيطها لإمدادِ الجسمِ بالطاقةِ الإيجابيَّة المتَّزنةِ، ما يضمنُ لنا أسلوبَ حياةٍ أفضلَ. وكما ذكرنا، هناك سبعُ شاكراتٍ داخل كلِّ إنسانٍ، تنقسمُ إلى قسمين: شاكراتٌ ذات أرقامٍ فرديَّةٍ، وأخرى زوجيَّةٍ».
وتذكرُ: «تهتمُّ الشاكراتُ الفرديَّة بالطاقةِ الخارجةِ من الجسمِ للعالم المحيط، وهي خصالٌ ذكوريَّةٌ مثل إظهارِ القدرات، والرغباتِ، والتحكُّماتِ النابعةِ من الفرد لكلِّ ما حوله. أمَّا الشاكراتُ الزوجيَّة، فتهتمُّ بالطاقةِ الكامنةِ والداخلةِ للإنسان من البيئةِ المحيطة، وهي خصالٌ أنثويَّةٌ مثل الشعورِ بالطمأنينة، والهدوءِ، والتفتُّحِ، والحكمة.
من خلال الآلاتِ التي أستخدمها، أسهمُ في عودة الـ Frequency لكلِّ شكرةٍ إلى معدَّلها الطبيعي بالاستماعِ إلى الأصواتِ الصادرةِ من هذه الآلات».
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
التواصل الروحي والنفسي
تعودُ ريتا، وتؤكِّدُ في حديثها، أن «هذه التردُّداتِ الصوتيَّة، تسهمُ في تهدئةِ الجهازِ العصبي، وتُدخلني عندما أسمعها في حالةٍ من الاسترخاءِ العميق، وتقلِّلُ من التوتُّر، لأن دماغي يذهبُ إلى Brain Wave ألفا Alpha، أو ثيتا Theta، وهما من أنواعِ موجاتِ الدماغِ للاسترخاءِ قبل الدخولِ في مرحلةِ النوم. عندما أسمعُ هذه الأصوات، أعطي إشارةً لعقلي حتى يدخلَ في موجةِ الدماغِ للاسترخاء، وتلقائياً التخلُّص من الطاقةِ السلبيَّة في الجسم. كذلك عندما أسمعُ هذه الذبذبات، يتمُّ بشكلٍ طبيعي تنظيمُ تنفُّسي، وكلما دخلَ الأوكسجين في رئتي، أخذ عقلي المزيد منه»". وتستطردُ: «عندما أستخدمُ هذه الذبذباتِ والأصوات مع النفَسِ، أتمكَّنُ من التخلُّصِ من الطاقةِ السلبيَّة في جسمي، إلى جانبِ تحسينِ جودة نومي فخلال الشفاءِ الصوتي، يكون الجهازُ العصبي هادئاً تماماً».
وحول فوائدِ الشفاءِ الصوتي، قالت المدربةُ: «يحسِّنُ الشفاءُ الصوتي من المزاج، وينشِّطُ الدورةَ الدمويَّة بفعل توسيعِ الأوعية الدمويَّة، وتقليلِ التوتُّرِ العضلي، ما يسمحُ بتحقيقِ التواصلِ الروحي والنفسي بسرعةٍ. هذا، دون أن ننسى النتائجَ المذهلةَ لهذا العلاجِ في مجالِ الشفاءِ الجسدي، إذ يعملُ على مستوى خلايا الجسم».
وتتابعُ: «لا شكَّ في أن للموسيقى والتردُّداتِ الصوتيَّة تأثيراً في حياتنا، فغالباً ما تثيرُ أنواعٌ معيَّنةٌ من الموسيقى مشاعرَ مختلفةً لدينا، وقد تمَّ استخدامُ الصوتِ في ثقافاتٍ عدة، خاصةً عند قدماءِ المصريين، والهندوسِ، والشعوبِ الأصليَّة في أمريكا الوسطى والجنوبيَّة على مرِّ آلافِ الأعوامِ بوصفها أداةً للشفاءِ عبر إيقاعاتٍ، وتردُّداتٍ محدَّدةٍ لإعادةِ التوازنِ إلى الجسم، وزيادةِ الطاقة، وتعزيزِ الشفاءِ الجسدي، وكان الفيلسوفُ اليوناني فيثاغوروس Pythagoras المعروفُ بأبي الموسيقى، أوَّلَ مَن وصفها دواءً، واكتشف كيفيَّة استخدامِ التردُّداتِ الموسيقيَّة للشفاء، وعامَ 1896 اكتشف أطباءٌ أمريكيون تأثيرَ الموسيقى في تحسينِ تدفُّقِ الدم، فيما طوَّر خبيرُ العظام البريطاني سير بيتر جاي مانرز Peter Guy Manners آلةً لإنتاج تردُّداتٍ صوتيَّةٍ علاجيَّةٍ لشفاءِ الخلايا في الجسم خلال خمسينياتِ القرن الماضي، وقد عادت هذه التقنيَّة لتُستَخدم في زمننا هذا حيث تقدِّمُ أغلبيَّة مراكزِ اليوغا جلساتِ العلاجِ بالصوت، وتبدأ الجلسةُ بالاستلقاءِ، أو الجلوسِ بشكلٍ مريحٍ، ثم يبدأ المعالجُ بتحضيرِ الشخص لتلقِّي التردُّداتِ العلاجيَّة، وتكون الجلسةُ إمَّا فرديَّةً، أو جماعيَّةً».
من الجيدّ التعرّف الى أنواع الأوهام النفسية وأسبابها المختلفة.
جلسات مختلفة
تبيِّنُ ريتا أن هناك أنواعاً مختلفةً من الجلسات منها:
- الحمَّامات الصوتيَّة Sound bath: هي أكثر الأنواعِ شيوعاً، ويقومُ فيها معالجٌ، أو أكثر بالعزفِ على الصنوج، وأوعيةِ الغناء التيبيتيَّة وغيرها من الآلات الإيقاعيَّة. وتُعدُّ الجلسةُ تجربةً تأمُّليَّةً، إذ يسمحُ لكم الحمَّام الصوتي بالدخولِ في حالةٍ من التأمُّل عبر التركيزِ على التردُّداتِ بدلاً من أفكاركم، كما تخلقُ الفروقاتُ الدقيقة في النغماتِ والإيقاعِ إحساساً بالهدوءِ والاسترخاء.
- التأمُّلاتُ الصوتيَّة مع إرشاداتٍ Guided sound meditation: يعزفُ المعالجُ على آلاتٍ معيَّنةٍ النوتةَ نفسها، مراراً وتكراراً، حتى تصلَ إلى حالةٍ من الاسترخاءِ العميق، فيما يرشدكم خلال الجلسةِ إلى تخيُّل صورٍ ومواقفَ ما، في حين يعملُ الصوتُ بوصفه خلفيَّةً فقط لتعزيزِ الشعورِ بالهدوءِ والراحة. ويمكن أن يتَّخذ الصوتُ أشكالًا عدة، من الموسيقى الهادئةِ إلى العزفِ على أوعيةِ الغناءِ الكريستاليَّة.
- الموجاتُ الصوتيَّة المنخفضة Viboracoustic: تُستَخدمُ التردُّداتُ لتحفيزِ استجابةِ الشفاءِ الطبيعيَّة للجسم. ويتمُّ استخدامُ سريرٍ، أو كرسي مع مكبِّراتِ صوتٍ للاستماعِ إلى تردُّداتِ الشفاء المبرمجة، والشعورِ بها جسدياً.
- المعالجةُ الصوتيَّة Acutonics: توضعُ شوكةٌ Tuning، أو اثنتان على أجزاءٍ مختلفةٍ من الجسمِ لتحفيزِ نقاط الـ Chakra في كافة أنحائه، وإطلاقِ العوائق، واستعادةِ التوازن.
- هذا، وقد أثبتت دراساتٌ، أن التردُّداتِ الصوتيَّة، تحفِّزُ على إطلاقِ أوكسيد النيتريك الذي يؤثِّرُ بشكلٍ إيجابي في التحكُّم بالألم، ويزيدُ ذلك من إنتاجِ الأجسامِ المضادةِ لتحسين المناعة، ويساعدُ في تقليلِ الكورتيزول، ما يؤدي إلى خفضِ ضغطِ الدم المرتفع. وتعيدُ التردُّداتُ التوازنَ إلى مجالاتِ الطاقةِ المنتشرةِ في الجسم Chakra لتساعد في شفاءِ اضطراباتٍ عدة مثل النومِ، والقلقِ، والكآبة.
3 فوائد للعلاج بالصوت
- الاسترخاءُ ودعمُ الصحة النفسيَّة: يعدُّ الاسترخاءُ العميقُ إحدى أهمِّ الفوائدِ للعلاج بالصوت. تتغلغلُ الأصواتُ في نظامكم، وتعيده إلى الانسجامِ بعدما مررتم به من توتُّرٍ وإرهاقٍ في حياتكم اليوميَّة. يدعم أيضاً الحالةَ الصحيَّة العقليَّة، والعاطفيَّة، والروحيَّة، فيساعدُ في تقليلِ التوتُّرِ، والقلقِ، والاكتئاب.
- التخلُّصُ من الانسداد في نقاطِ الطاقة أو الـ Chakra: تفتحُ التردُّداتُ الصوتيَّة الانسداد، وتعيدُ التوازنَ إلى نقاط الـ Chakra، ما يُشعِركم بالتجدُّد. وقد يترافقُ هذا الشعورُ بأحاسيسَ جسديَّةٍ مثل وخزٍ في أيديكم، أو الشعورِ بالحرارة، أو البرودة.
- تعزيزُ الصحة: تشملُ الفوائدُ تحسينَ النوم، وتقليلَ الألمِ المزمنِ وضغطِ الدم، وخفضَ الكوليسترول، وتقليلَ مخاطرِ الإصابة بأمراض القلب. وننبِّه إلى ضرورةِ اللجوءِ إلى الأطباءِ المختصِّين، وعدم الاعتمادِ كلياً على هذه الجلسات.
- وأخيراً، من الأكيدِ أن جلساتِ الشفاءِ الصوتي، أو الـ Sound Healing، تساعدُ في تحقيقِ انسجامٍ أفضل، وتعزِّزُ الشعورَ بالسلام الداخلي الذي يطمحُ إليه الجميع.
من الهم الاطلاع الى التحرّر من قيود التفكير الزائد: إستراتيجيات فعّالة لتحسين الصحة النفسية.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.