السماء ليست حدوداً.. 6 نساء عربيات يتحدين المستحيل في اكتشاف الفضاء

رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي
رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي


في عالم تُعد فيه النجوم رمزاً للأحلام الكبيرة والصعبة، تبرز شخصيات عربية لتُنجز ما كان يبدو مستحيلاً. لم تقتصر طموحاتهن على الأرض فقط، بل امتدت لتصل إلى الفضاء، حيث يتحدين المألوف ويحققن إنجازات غير مسبوقة. سارة الأميري، لمى العريمان، سارة صبري، وريانة برناوي ومشاعل الشميمري ونورا المطروشي هؤلاء  اللواتي يسرن على خطى الرياديين الأوائل، لا يكتفين بتجاوز الحدود المعروفة، بل يبتكرن طرقاً جديدة ويضعن بصماتهن في مجال كان حتى وقت قريب حكراً على القلة. في هذا المقال، سنتعرف على قصص هؤلاء الملهمات، وكيف استطعن بقوتهن وإبداعهن أن يحققن أحلامًا أكبر من أي وقت مضى. فهل تساءلت يوماً كيف يمكن للإنسان أن يتجاوز حدود الأرض ليصل إلى أعماق الفضاء؟

ريّانة برناوي

رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي


ريّانة برناوي، رائدة فضاء سعودية لامعة، تم اختيارها ضمن برنامج السعودية لرواد الفضاء، الذي أُطلق في 22 سبتمبر 2022. في 12 فبراير 2023، وقع عليها اختيار الهيئة السعودية للفضاء لتكون جزءاً من طاقم مهمة "إيه إكس-2" الفضائية، مما جعلها أول امرأة سعودية تخطو خطواتها في الفضاء.
ابدأ رحلتك لاكتشاف.. 3 سعوديات تفوقن في مجال العمل الإنساني

" بمرور عام على رحلتنا نحو الفضاء لم تكن الوجهة هي الهدف فقط، بل إلهام الأجيال ودعم العلم والعلماء وتقديم الأبحاث لخدمة البشرية هي الغاية الأسمى والهدف الأبرز"


ريّانة وُلدت في سبتمبر 1988 في قلب العاصمة الرياض، وتعود أصولها إلى عائلة آل برناوي، إحدى العائلات المرموقة في منطقة الحجاز، التي تنبض بالحياة في مكة المكرمة، وتنتشر في مدن جدة والطائف والمدينة المنورة.حصلت على درجة البكالوريوس في علم الإنجاب والهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا، ثم تابعت شغفها الأكاديمي لتحصل على درجة الماجستير بمرتبة الشرف في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الفيصل. في عام 2012، تم اختيارها كجزء من وفد سعودي لزيارة المستشفيات ومصانع الأدوية في تيانجين، الصين، لتعزيز التعاون الطبي بين البلدين.

 


بعد عودتها إلى الوطن، كرَّست ريانة جهدها في مجال عملها، حيث أمضت تسع سنوات تعمل كاختصاصية أبحاث ومختبرات في مجال الخلايا الجذعية السرطانية، مضيفةً بصمةً مميزةً في هذا المجال.
ريانة برناوي بدأت رحلتها إلى الفضاء في 21 مايو 2023، ضمن مهمة "إيه إكس-2"، حيث انطلقت على متن مركبة "دراغون 2" التي حملها صاروخ "سبيس إكس فالكون-9" من شركة "سبيس إكس". انطلقت الرحلة من مركز كينيدي للفضاء في قاعدة كيب كنافيرال بولاية فلوريدا الأمريكية. بعد 16 ساعة فقط، وصلت المركبة إلى المحطة الفضائية الدولية في 22 مايو 2023. خلال إقامتها التي استمرت حوالي 10 أيام، شارك طاقم "إيه إكس-2" في إجراء أكثر من 20 بحثاً علمياً، شمل مجالات مثل الخلايا الجذعية والأبحاث الطبية الحيوية، بالإضافة إلى دراسة تأثيرات الفضاء على صحة الإنسان. تضمنت الأبحاث أيضاً مشاريع متقدمة في تكنولوجيا الاستمطار وأبحاثاً متعلقة بالخلايا الجذعية وسرطان الثدي.

نورا المطروشي 

نورا المطروشي
                                                                                                      نورا المطروشي- الصورة من حسابها على منصىة إكس

وُلدت نورا المطروشي في عام 1993، ومنذ ذلك الحين، كان طموحها يدفعها لتحقيق المستحيل. بعد حصولها على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الإمارات العربية المتحدة في عام 2015، تابعت تدريبها في جامعة فاسا للعلوم التطبيقية في فنلندا، حيث أضافت إلى مسيرتها الأكاديمية لمسة من التفوق الدولي.

في عام 2021، ارتفعت أحلام نورا إلى أبعد من حدود الأرض، عندما انضمت إلى برنامج ناسا لرواد الفضاء. حيث تتلقى تدريبات شاملة تشمل إدارة المهام في محطة الفضاء الدولية، السير في الفضاء، والبقاء لفترات طويلة في المحطة. تشمل تدريباتها التعامل مع أنظمة المحطة، التحكم في الروبوتات، إدارة أنظمة الحواسيب، تخزين وتحديد مواقع المعدات، التواصل مع المحطات الأرضية، بالإضافة إلى تدريبات على طائرة T-38، تعلم اللغة الروسية، وتنمية مهارات القيادة، إلى جانب تدريبات النجاة على اليابسة والماء والتمارين البدنية المتنوعة. وتنمية مهارات القيادة. كل يوم، تتحدى نورا حدود المستحيل، وتثبت أن النجوم ليست فقط لتأملها، بل لتحقيق أحلامنا ووصولنا إلى أبعد حدود الكون.

سارة صبري

سارة صبري


سارة صبري، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة مبادرة "فضاء عميق" (DSI)، تسعى إلى جعل أبحاث الفضاء أكثر إتاحة للجميع. تشغل أيضاً منصب نائبة الرئيس التنفيذي في شركة تكنولوجية ناشئة في برلين مختصة بتطبيقات الهاتف المحمول. بدأت سارة مسيرتها الأكاديمية بحصولها على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من الجامعة الأميركية في القاهرة، مع تخصص ثانوي في علم الأحياء والكيمياء، إلى جانب تمهيدي الطب.

"البدايات الجديدة تأتي دائمًا مع الشجاعة لاستكشاف المجهول، وسارة صبري هي مثال حي على أن الشغف والعزيمة يمكنهما تحويل كل خطوة إلى قفزة نحو النجوم."


على مدار ثماني سنوات، عملت سارة في مجال اللياقة البدنية كمدربة يوغا، ثم انتقلت لتدريس اللغة الإنجليزية بشكل مستقل. لاحقاً، قررت الانتقال إلى العاصمة الألمانية برلين لتفتح صفحة جديدة في حياتها. بدأ اهتمام سارة بالفضاء المحاكى في فبراير 2021، حيث أضافت إلى سيرتها الذاتية دور "مسؤول طبي، رائد فضاء تناظري" بمحطة لونارز لأبحاث الفضاء في بولندا. تُعرف هذه المحطة بأنها مركز أبحاث تناظري لمحاكاة مهمات الفضاء على الأرض، حيث يعيش طاقمها في عزلة تامة لمدة أسبوعين داخل مطار، بعد أسبوعين من التدريب المكثف. كانت سارة مسؤولة عن إجراء الفحوصات الطبية على نفسها وعلى أفراد الطاقم.


في 22 يوليو 2022، أعلنت منظمة "فضاء من أجل الإنسانية" اقتراب صعود سارة صبري لتصبح أول رائدة فضاء مصرية. وأكدت المنظمة أن تجربة العزلة المحاكية التي خاضتها سارة كانت جزءاً من مؤهلاتها لهذه الرحلة التاريخية. ومن المثير بالاهتمام أنها تعمل في الفترة الحالية على أول معسكر فضائي في مصر، بالإضافة إلى دراستها وتعمق أبحاثها في مجال بدلات الفضاء وتحديداً استخدام الاستشعارات والتعلم الآلي في بدلة "نشاط خارج المركبة" كجزء من دراسة الدكتوراه من جامعة نورث داكوتا.

لمى العريمان

لمى العريمان - الصورة من حسابها الشخصي في منصة x


لمى العريمان، شابة كويتية تبلغ من العمر 24 عاماً، تُعد واحدةً من الوجوه البارزة في مجال العلوم والتكنولوجيا. هي شريكة مؤسسة ومديرة العمليات في Ignition Kuwait، كما أنها المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة BLUDOT. أسهمت العريمان في تأسيس Ignition LLC، أول شركة كويتية متخصصة في بحوث واستكشاف الفضاء، وتركز على تطوير بيئة تحاكي الظروف الطبيعية للمريخ في الكويت.

"عندما تجرؤ على الحلم، يمكن لأفكارك أن تتحول إلى واقع، وتصبح أنت من يضع حدودًا جديدة للبشرية."


في سن 18 عاماً، أصبحت لمى نقطة الاتصال الوطنية لدولة الكويت في المجلس الاستشاري لجيل الفضاء، وتولت منصب المنسق الوطني لجمعية الأسبوع العالمي للفضاء في عام 2019. تقديراً لإسهاماتها، حصلت على جائزة قادة الفضاء الصاعدون من الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية عام 2022، وتم تعيينها سفيرة الكويت للفضاء. بالإضافة إلى اختيارها من قبل "فوربس الشرق الأوسط" ضمن قائمة (30Under 30) لعام 2023 للشباب الأكثر إبداعاً وابتكاراً في الشرق الأوسط.

سارة الأميري

 سارة الأميري - الصورة من حسابها الشخصي في منصة x


تشغل سارة الأميري حالياً منصب وزيرة التربية والتعليم، بعد أن كانت وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، ورئيسة لمجلس إدارة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، ووزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة. بالإضافة إلى ذلك، تتولى معاليها رئاسة مجلس علماء الإمارات، وتشغل منصب نائب المدير وقائدة الفريق العلمي في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" بمركز محمد بن راشد للفضاء.

"التفوق يبدأ من الحلم، ويُبنى على الشغف والإبداع، ليصل إلى ارتفاعات غير مسبوقة في سماء الابتكار والتقدم."


في مسيرتها المهنية، شغلت  سارة الأميري سابقاً منصب رئيسة قسم البحث والتطوير في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث أسست وظائف إدارة المعرفة والبحث الإستراتيجي وجودة المنتجات. بدأت رحلتها في المركز في عام 2009 كمطوّرة برمجيات، وشاركت في برنامجي "دبي سات 1" و"دبي سات 2" وفي تأسيس برنامج "خليفة سات". في عام 2014، تولت مسؤولية تطوير برنامج الأنظمة الجوية المتقدمة وتأهيل قياداته، مما أدى إلى نجاح اختبار طائرة مسيرة عالية الارتفاع، حيث حققت المركبة غير المأهولة رحلة ناجحة استمرت 24 ساعة، مسجلةً أعلى ارتفاع لأي طائرة في المجال الجوي لدولة الإمارات.

 


في عام 2015، كرّمها المنتدى الاقتصادي العالمي باختيارها ضمن قائمة 50 عالماً شاباً، تقديراً لإسهاماتها في تعزيز الاهتمام بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مستوى الدولة. معالي سارة الأميري حاصلة على درجتي البكالوريوس والماجستير في هندسة الحاسوب من الجامعة الأمريكية في الشارقة.

 

مشاعل الشميمري

مشاعل الشميمري


مشاعل الشميمري ليست مجرد مهندسة سعودية، بل هي رمزٌ للإلهام والتحدي في عالم الفضاء. ولدت عام 1984 في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن شغفها بالفضاء نشأ في صحراء عنيزة، حيث كانت تتأمل النجوم بفضول طفلٍ في السادسة. من تلك اللحظات الأولى، قررت أن تصنع مستقبلاً يربط الأرض بالفضاء، وشرعت في تعلم بناء الصواريخ والمراكب الفضائية التي حلمت بها.

" لا تخافوا من الفشل؛ لأن الفشل هو البذرة التي ينمو منها النجاح"


في عام 2010، أسست مشاعل شركتها الخاصة لتصميم وصناعة الصواريخ، حيث أطلقت أبحاثاً رائدة في هذا المجال. حصلت على جائزة المرأة الملهمة عام 2015 من جائزة المرأة العربية، وهي أول سعودية تنضم إلى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا. كرائدة أعمال وكابتن طيار تجاري، أصبحت مشاعل الشميمري أول مهندسة صواريخ ومراكب فضائية في دول مجلس التعاون الخليجي، وعبرت عن طموحاتها من خلال تأسيس شركة مشاعل أيروسبي في سن الـ26، التي تهدف إلى إطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة إلى مدار الأرض المنخفض.
بخبرتها الواسعة في مجال الديناميكا الهوائية وتصميم الصواريخ، عملت مشاعل مع شركة نورثروب غرومان في الولايات المتحدة، قبل أن تنضم إلى وكالة الفضاء السعودية كمستشار خاص للرئيس التنفيذي. في سبتمبر 2022، أصبحت أول سعودية تتولى منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية، مما يضيف إلى سجل إنجازاتها المميز.

 


باستخدام منصات التواصل الاجتماعي، ألهمت مشاعل الشباب بجعل العلوم والتكنولوجيا في متناول الجميع، وشاركتهم رحلتها وتجاربها. مع درجات الماجستير والبكالوريوس في هندسة الطائرات، المراكب الفضائية والصواريخ، والرياضيات التطبيقية، تخصصت مشاعل في ديناميكا الهواء وتصميم الصواريخ والدفع النووي الحراري، ماضيةً في تحقيق أحلامها وبناء مستقبل مشرق للفضاء.
تعمق في عالم الإنجازات.. 7 سعوديات خطفن الأضواء في التحكيم الرياضي