تتطور العديد من المفاهيم الإدارية في عالم الأعمال بشكل مستمر، ومن بين تلك المفاهيم المتداولة بين المسؤولين في المنظمات وفي بعض الأوساط المهنية بكثرة هو مصطلح المراجعة الداخلية، إلا أنّ الكثير من الموظفين لا يُدركون ماهية هذا المصطلح، إلام يشير، وما النفع الذي يعود به على الشركة، وكذلك أيضاً من المسؤول عن أداء مهام هذا المفهوم؟!
عبر السطور التالية نتطرق إلى مفهوم المراجعة الداخلية، أهميته، وما أدوار ومهام المراجع الداخلي؟.
تعريف المراجعة الداخلية
وفقاً للشبكة الاحترافية "لينكدإن" أنّ المراجعة الداخلية هي وظيفة تختص بفحص وتقييم الأنشطة التنظيمية بصورة مستمرة للوقوف على مدى كفاءة الأداء وتقديم تقرير للإدارة العليا، وقد عرّف مجمع المحاسبين القانونيين بانجلترا وويلز المراجعة الداخلية على أنّها مراجعة للأعمال والسجلات التي تتم داخل المشروع بصفة مستمرة وبواسطة موظفين متخصصبن لهذا الغرض، وقد تشتمل المراجعة الداخلية خاصة في بعض المشروعات الكبيرة على أمور لا تتعلق مباشرة بالنواحي المحاسبية.
أهمية المراجعة الداخلية
المتخصص في الشؤون المالية "حسن الأمير" ذكر أهمية المراجع الداخلي وما الأدوار التي يقوم بها من أجل أنّ تؤتى ثمار مهام المراجعة الداخلية، فقال: "تتجلى أهمية المراجعة الداخلية في العديد من الجوانب، فهي تلعب دوراً حاسماً في تعزيز الكفاءة وتحقيق المزايا التنافسية للشركات والمؤسسات، وتسهم عمليات المراجعة الداخلية في تحسين الأداء وإدارة المخاطر وتوفير الرقابة الداخلية اللازمة والتقييم المستمر للبيئات التشغيلية، كما أنّها تلعب دوراً حيوياً في خلق بيئة حوكمة رشيدة تعزز الوفاء بالمعايير العالمية والقدرة على التعامل مع المخاطر بفاعلية، ومن جانب آخر تُعدّ المراجعة الداخلية أداة أساسية لتحقيق أهداف الشركات بشكل مستدام، حيث تُعزز الرقابة الداخلية وتعمل على الحدّ من المخاطر وتوفر الكفاءة والفاعلية في العمليات.
قد يهمكم أيضاً التعرف إلى بعض العوامل المساهمة لنجاح أي مشروع.
أدوار المراجع الداخلي
وأضاف قائلاً :"ووفقاً لما سبق فإنّ وجود الشخص المعني بأداء المراجعة الداخلية والذي يُطلق عليه بـ "المراجع الداخلي" هام جداً في الشركات، إذ يتضمن دوره القيام بالعديد من الأنشطة والمسؤوليات التي تهدف إلى تحقيق الكفاءة وتعزيز الرقابة الداخلية وإدارة المخاطر، وأهم مهامه هي:
- المراجعة الداخلية للحسابات والمراجعة المالية، ويشمل هذا الدور القيام بفحص وتدقيق مستندات الإيرادات والمصروفات، مراجعة القيود المحاسبية والترحيل، تقييم مستندات ودفاتر المخازن والصناديق، كذلك فحص ومراجعة الحسابات والقوائم الختامية.
- مهام المراجعة الداخلية في تحقيق الالتزام، وتتضمن هذه المهام التأكد من الالتزام بالسياسات والقواعد الداخلية والقواعد المحاسبية، مراجعه العقود والاتفاقيات، مراجعة الشكاوى المالية والإدارية.
- المراجعة الداخلية للأداء تتضمن، إعطاء الرأي في فاعلية نظام الرقابة الداخلية، تقييم أداء الإدارات وتحديد أسباب التقصير والقوة جنباً إلى جنب مع تحديد طرق الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والمادية.
- دور المراجعة الداخلية في المهام الاستشارية تتمثل في تقديم الرأي الفني من أجل وضع خطة الموازنة العامة وتدعيم مفهوم الرقابة الداخلية، تقديم التوصيات لزيادة كفاءة العمل، تقديم الاستشارات والتوجيه في مجالات مختلفه لزيادة كفاءة العمل وتنفيذ المهام بكفاءة عالية.
- الدور الرقابي الذي يهدف إلى تحسين نظام الرقابة الداخلية ومنع الفساد والغش، كذلك تقييم وتحسين نظام الرقابة الداخلية وتوفير توصيات لتحسينها وتعزيزها.
- التدقيق الفني والتقييم الإحصائي والذي يهدف إلى تقييم جودة البيانات المالية وتحليلها باستخدام التقنيات الإحصائية لتحسين جودة التقارير المالية.
- تقديم رؤى وتوصيات مستقلة، كذلك توفير الخبرات والمهارات المتخصصة، وتقليل التكاليف المالية والإدارية، ورفع مستوى الثقة من الأطراف الخارجية، هذه المهام والفوائد تساهم في تحقيق أهداف المراجعة الداخلية وتعزيز شفافية ومساءلة الشركات.
الفوائد القيّمة للمراجعة الداخلية في الشركات
محمود سليم، الخبير الإداري والمختص في المراجعة الداخلية، أشار أيضاً إلى أنّ وجود المراجعة الداخلية في الشركة يعمل على إضافة قيمة لها نتيجة للأدوار المتعددة التي تقوم بها، على سبيل المثال تعمل المراجعة الداخلية على تقييم أنظمة الرقابة الداخلية، إذ إنّ نظام الرقابة الداخلية في الشركة قد يكون غير فعّال أو لا يعمل على تغطية كافة الجوانب المطلوبة، هنا يأتي دور إدارة المراجعة الداخلية في تقييم أنظمة الرقابة الداخلية وتقديم توصيات لتحسين بيئة الرقابة الداخلية، إضافة إلى ذلك، فإنّ إدارة المراجعة الداخلية تسهم في تحسين بيئة الحوكمة داخل الشركة بما يتماشى مع استراتيجية وأهداف الشركة، وبلا شك أنّ الدور الحيوي الذي تقوم به المراجعة الداخلية هي أنّها تساعد الإدارة العليا في اتخاذ القرارات السليمة، وذلك نتيجة للتقارير الدقيقة والموثقة والمعتمدة والتي تقوم برفعها للإدارة العليا، كذلك ومن الهام أنّ نشير إلى تقديم إدارة المراجعة الداخلية للتحاليل الخاصة بالمخاطر والفرص والتي بدورها تساعد الشركات على التحكم في حجم المخاطر أو تقليلها، وأخيراً تتجلى أهمية المراجعة الداخلية بشكل جوهري في دعمها لتطوير الإجراءات والسياسات المطبقة في الشركات، والذي يساهم بدوره في زيادة الإنتاجية، أو رفع الكفاءة التشغيلية، أوالتأكد من مدى التزام العاملين باللوائح والسياسات تزامناً مع مواكبتهم للأحداث الخارجية المتغيرة في سوق العمل.
قد ترغبون أيضاً بالتعرف إلى بعض الأساليب غير التقليدية لتحفيز الموظفين.