الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز رئيسة مجلس إدارة جمعية النهضة: تمكين المرأة.. رؤية جمعية النهضة منذ تأسيسها 

الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز
الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز

استعادت الأميرةُ موضي بنت خالد بن عبدالعزيز، رئيسةُ مجلسِ إدارة جمعيَّة النهضة، في لقائها الخاصِّ بـ «سيدتي» بداياتِ انضمامها إلى الجمعيَّة بوصفها متطوِّعةً، وسردت رحلةَ تأسيسها برئاسةِ الأميرةِ سارة الفيصل، كما كشفت عن الصعوباتِ التي رافقت البدايات، وعرَّفت ببرامجِ «النهضة» ومشروعاتها الداعمةِ لتمكينِ المرأة خلال مسيرةٍ، تجاوزت 60 عاماً، وأبرز ما حقَّقته من إنجازاتٍ.

حوار | لمى الشثري Lama AlShethry
تنسيق | زهراء الخالدي Zahra ALKhaldi
عتاب نور Etab Nour
تصوير | مي الحربي May AlHarbi

 

الأميرةُ موضي بنت خالد بن عبدالعزيز

الأميرة موضي والاستاذة لمى الشثري
          الأميرةُ موضي بنت خالد بن عبدالعزيز مع رئيسة التحريرلمى الشثري

 

 

بابتسامةٍ على محيَّاها، تحدَّثت الأميرةُ موضي عن بدايةِ رحلةِ جمعيَّة النهضة، ودورِ الأميرةِ سارة الفيصل في ذلك، وجهودها في مجالِ العملِ النسائي الخيري، وذكرت: «الأميرةُ سارة الفيصل، بدأت نشاطها في العملِ النسائي قبل 60 عاماً، وما زالت مستمرَّةً إلى الآن، ورافقتها سعاد الجفالي التي بدأت مع جمعيَّة النهضة، ثم أكملت مشوارها مع مركزِ العون. هاتان السيدتان في السعوديَّة، تعملان منذ 60 عاماً في المجالِ التطوُّعي والخيري والنسائي».
وأمَّا عن فكرةِ الجمعيَّة، فأشارت الأميرةُ موضي إلى أنها بدأت بتكوينِ «نادي فتيات الجزيرة» على يد مجموعةٍ من السيدات، وفي مرحلةٍ تاليةٍ، تولَّت الأميرةُ سارة الفيصل الحديثَ عن النادي وأعماله للملك فيصل، رحمه الله، فأشار عليها بفكرةِ تحويله إلى جمعيَّةٍ، ولعدمِ وجودِ جهةٍ، تؤسِّس الجمعيَّات آنذاك، تمَّت الاستعانةُ بشخصيَّاتٍ لها خبرةٌ في المجال، منهم السيدةُ سيسي شكري، والسيدةُ سميرة خاشقجي، وفي الوقتِ نفسه كانت وزارةُ الشؤون الاجتماعيَّة تُؤسَّس حينها، وهي الجهةُ المسؤولةُ عن الجمعيَّات، وتمَّ التعاون معها في تأسيسِ جمعيَّة النهضة في الرياض بوصفها ثاني جمعيَّةٍ في البلاد بعد تلك التي أطلقتها الملكةُ عفَّت في جدة، وحصلت على الاعتمادِ الخاصِّ بها، ما جعلهما أوَّل جمعيتَين نسائيتَين في السعوديَّة، أمَّا الثالثةُ، فكانت جمعيَّة اليقظة في الطائف، بينما افتُتحت الرابعةُ في المنطقةِ الشرقيَّة.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط 

 

العمل التطوعي

خلال الحديثِ عن انخراطها في العملِ التطوعي، عادت الأميرةُ موضي بالذكرياتِ، وسردت جوانبَ من بدايةِ عملها في جمعيَّة النهضة بوصفها متطوِّعةً، وبيَّنت أن «العملَ مع الأميرةِ سارة الفيصل فيه مساحةٌ كبيرةٌ حيث تفتحُ المجالَ للجميع، ليقدِّم ما عنده، وهذه الثقافةُ الآن، هي ثقافةُ جمعيَّة النهضة، وهو فتحُ المجالِ لمَن يرغب للإسهامِ بلا حدودٍ. الأميرةُ سارة تقدِّم لمَن يريد العملَ كلَّ الدعم، بل وتتحمَّل أيضاً المسؤوليَّة في حالِ حدثَ خطأ ما عن غير قصدٍ، وتوجِّه بهدوءٍ، إذ يهمها أن يكون العملُ على مستوى عالٍ من المهنيَّة، وهذه من صفاتِ القائدِ، وروحِ القيادةِ التي تتمتَّع بها».
وتابعت الأميرةُ موضي حديثها عن العملِ التطوُّعي وأسسه بالقول: «التطوُّعُ يكون من داخل الإنسانِ نفسه كأساسٍ، ومَن لديه رغبةٌ في العملِ التطوُّعي، لا تتغيَّر عنده هذه الرغبةُ إطلاقاً. نحن بدورنا نسهمُ في وضعهم على مسارِ العملِ المناسبِ للجمعيَّة، والعملُ التطوُّعي بشكلٍ عامٍّ، يكون إما تطوُّعاً بجهدٍ، أو بعلمٍ وخبرةٍ، أو بمالٍ، وفي الفترةِ الأخيرة، أصبحنا نختارُ العضوات على أسسٍ معيَّنةٍ حتى يحقِّقن الأهدافَ الرئيسةَ للجمعيَّة».

"برامج جمعيَّة النهضة تتواءم مع رؤية 2030"

برامج ومبادرات

استفسرنا منها عن البرامجِ، والمبادراتِ التي تقدِّمها «النهضة» لتمكين المرأةِ، فأوضحت الأميرةُ موضي، أن «ثقافةَ الجمعيَّة منذ تأسيسها، تؤكِّدُ على تمكينِ المرأة، فهي محورُ اهتمامِ النهضة، وقد تمثَّل ذلك بدايةً في إطلاقِ مشروعَين، هما مدرسةُ أطفالِ متلازمة داون، ومركزُ التراث، إلى جانب رعايةِ الأسر. والآن، ومع وجودِ رؤيةِ 2030، وجهاتٍ متخصِّصةٍ في تمكينِ المرأة، باتت لدينا مشروعاتنا، وبرامجنا التي نحاولُ أن تتواءم مع أهدافِ الرؤية، مع الاستعانةِ بالخبراتِ في وضعِ البرامجِ والمبادرات حيث استعنا مثلاً بالدكتورة ثريا عبيد لوضعِ استراتيجيَّة الجمعيَّة، وغيرها من الشخصيَّات مثل سميرة الفوزان، والدكتورة سهام الصويغ، اللتين استفدنا منهما في مشروعاتٍ وبرامجَ عدة».
وتطرَّقت الأميرةُ إلى أثرِ التكنولوجيا في نشاطاتِ الجمعيَّة بالقول: «خدماتُ الجمعيَّة، وأبحاثها ودراساتها، تواكبُ التطوُّر التكنولوجي، ولدينا كمٌّ هائلٌ من المعلوماتِ بمنزلةِ كنزٍ، وقد استعانت بها أخيراً الهيئةُ الملكيَّة لتطوير مدينة الرياض في مشروعاتها».

تابعوا تفاصيل اللقاء مع الأميرة بسمة بنت ماجد بن عبدالعزيز على هذا الرابط

رؤية 2030

وأشادت الأميرةُ موضي بأهدافِ «رؤيةِ 2030»، وما تضمَّنته من قراراتٍ وتغييراتٍ، صبَّت في مصلحةِ المجتمعِ، والأسرةِ، والمرأة، إلى جانب دعمِ برامجِ الجمعيَّة، إذ إن لها أثراً إيجابياً كبيراً عليها، لافتةً إلى أن «النهضة، تعتمدُ على جهةٍ، تعملُ على دراسةِ مشروعاتها، ومدى جدواها، وموافقتها السياساتِ والتشريعات، وهذا أمرٌ في صالحِ الجمعيَّة».
واستطردت: «في مرحلةٍ ما، كان لدينا عددٌ من المشروعاتِ، منها مدرسةُ أطفالِ متلازمة داون، ومركزُ فنون التراث، وبرامجُ أخرى، وكان لا بدَّ من الاستعانةِ بالخبراتِ لتقييم كلِّ تلك الأعمال، وفعلاً تمَّ عملُ دراساتٍ لمشروعاتنا بمساعدةِ الدكتور ماجد القصبي عندما كان في مؤسَّسة الأمير سلطان، وبموجبِ ذلك تمَّ فصلُ بعض المشروعاتِ عن الجمعيَّة، منها مدرسةُ متلازمةِ داون، وتحويلُ فنون التراثِ إلى مؤسسة، بالتالي تمكَّنا من التركيزِ أكثر على مشروعاتنا التي تخصُّ المرأةَ وتمكينها، وأصبحنا أقوى في هذا الجانب، مع إطلاقِ برامجَ أخرى لدعم الشبابِ مثل برنامجِ مستقبلي لمساعدتهم في الالتحاقِ بالجامعات، وبرامجَ عدة، ندعمُ من خلالها نحو 400 أسرةٍ، لتستقلَّ بعد خضوعها للتقييمِ على مدى خمسةِ أعوامٍ».

"العمل مع الأميرة سارة الفيصل فيه مساحة كبيرة حيث تفتح المجال للجميع ليقدّم ما عنده"

الأميرة موضي
                                  الأميرةُ موضي بنت خالد بن عبدالعزيز

تحدّيات وإنجازات

عدَّدت الأميرةُ موضي، في سياقِ حديثها، أبرزَ التحدِّياتِ التي مرَّت بها الجمعيَّة بالقول: «هناك تحدِّياتٌ عدة، وقفت عائقاً أمام تقدُّمنا في السابقِ، منها النظرةُ الخاطئةُ للعملِ الخيري الذي تقومُ به النساء، لا سيما فيما يخصُّ توظيفَ الخبرات، وإقامةَ المشروعات، فالجمعيَّة مؤسَّسةٌ، تنتهج أسلوباً مهنياً، ولها دورٌ مهمٌّ في المجتمع، ويجبُ أن يقومَ به أشخاصٌ ذوو خبرةٍ. والحمد لله، تجاوزت النهضة التحدِّيات، وحقَّقت كثيراً من الإنجازات، من ذلك اختيارُ الجمعيَّة وعضواتها لتمثيلِ السعوديَّة في مجموعةِ المرأة العشرين. هذا الاختيارُ في الحدثِ العالمي أمرٌ رائعٌ، دفعَ بالجمعيَّة نحو التقدُّمِ والتطوُّر أكثر».

دور الإعلام

شدَّدت الأميرةُ موضي على أهميَّة دورِ الإعلامِ في توثيقِ ودعمِ مسيرة «النهضة» حيث ذكرت: «دورُ الإعلامِ كبيرٌ في توضيحِ أهميَّة الجمعيَّات الخيريَّة، والتعريفِ بأعمالها الخيريَّة في المجتمع».
واختتمت الأميرةُ موضي حديثها بتوجيه شكرٍ خاصٍّ لمجلَّةِ «سيدتي»، الشريك الإعلامي لجمعيَّة النهضةِ، على دعمها، ودعمِ جميع النساء، مطالبةٍ بالمضي قُدماً جنباً إلى جنبِ في تمكين المرأةِ «ففي ذلك تمكينٌ للمجتمع ككلٍّ»، متمنيةً للجمعيَّة مزيداً من التقدُّم والنجاحِ بمناسبةِ مرورِ 60 عاماً على تأسيسها.

تابعوا تفاصيل اللقاء مع الأميرةُ نورة الفيصل على هذا الرابط