هل تساءلتم يوماً كيف يمكن للحب أن يتجاوز الحدود الثقافية وينجح في بناء عائلة قوية رغم التحديات؟ صانعة المحتوى ورائدة الأعمال عبير سندر واحدة من تلك الشخصيات التي تجرأت على كسر القوالب النمطية من خلال ارتباطها بشخص من خلفية مختلفة، تروي لنا قصة مدهشة وكيف جمعتها الأقدار بشخص آخر، وكيف استطاعت مواجهة التحديات والشائعات التي حاولت النيل من سعادتهما. من لحظات الحب والفرح إلى تلك اللحظات العصيبة التي شكلت مسار حياتهما، ستتابعون تفاصيل مثيرة تكشف عن عمق المشاعر وتجارب الحياة التي لا تُنسى. انضموا إلينا لتكتشفوا كيف تتمكن هذه الشخصية من التعامل مع كل ما يأتي في طريقها، وتحافظ على توازن حياتها العائلية والمهنية. لتكون قصتها مصدر إلهام لكل من يسعى لتحدي الصعوبات واحتضان الفروق الثقافية. لا تفوتوا فرصة استكشاف هذه الرحلة الفريدة مع عبير سندر.
أعدته للنشر: مزن السفاريني
سر الجمال الحقيقي.. اكتشفي كيف تراه عبير سندر؟
ما رأيك بفكرة أن الجمال نسبي بين الفتيات؟ وهل تعتقدين أن كل فتاة تمتلك جمالها الخاص؟
بابتسامة واثقة، أكدت صانعة المحتوى عبير: بالطبع، الجمال نسبي، وأؤمن بذلك بقوة. دائماً ما أنجذب إلى أشكال مختلفة من الجمال التي أكتشفها من خلال صديقاتي. بالنسبة لي، لا أختار الأشخاص بناءً على مظهرهم الخارجي فقط، بل على جوهرهم وما يحملونه في داخلهم. فالجمال بالنسبة لي ليس مجرد شكل، بل هو مضمون أيضاً. وهذا ما يجعل من حولي مميزين، بتنوع أشكالهم، وأطوالهم، ولون بشرتهم. لكل واحدة منهن جمالها الفريد الذي يترك أثراً لا يُنسى." وتابعت عبير، مستحضرةً ذكريات زميلاتها: "إذا أردت أن أذكر بعض الأمثلة، فهناك هديل مرعي، مها جعفر، زينت عقابي، ريني فرح، ولجينة صلاح. كل واحدة منهن تتمتع بجمال متفرد يجعلها تبرز بشكل خاص.
هل تعتقدين أن الجمال الحقيقي ينبع من الداخل؟ وهل مررت بمواقف شعرت فيها أن الشخصية يمكن أن تغير انطباعك عن المظهر الخارجي؟
بنبرة متأملة: نعم، أتفق معك تماماً. كثيراً ما نلتقي بأشخاص يمتلكون جمالاً خارجياً لافتاً، لكن بمجرد بدء الحديث معهم، يتغير الانطباع تماماً. الشخصية تلعب دوراً محورياً في إبراز جمال الإنسان الحقيقي، فهي التي تضفي على المظهر طابعاً مختلفاً وتعطيه بعداً أعمق. إن القدرة على التعبير عن الذات، والصدق في المشاعر، والاهتمام بالآخرين هي ما يجعل الجمال يتجاوز المظهر الخارجي. في النهاية، الجمال ليس فقط في ما نراه، بل في التجارب والأحاسيس التي نشاركها مع من حولنا، وكيف يمكن لشخصية ما أن تضيء جوانب في شخصيتنا. لذا، عندما نتعرف إلى جوهر الآخرين، نكتشف جمالاً أعمق وأروع، يجعلنا نرى العالم من منظور مختلف.
الفرصة لا تتكرر، اكتشفوا قصة.. سامية داغر رحلة العالمية بأقلام الحبر الجاف
عبير سندر تكشف أسرار قصة حبها غير المتوقعة
هل تخيلتِ يوماً أن ترتبطي بشخص من جنسية مختلفة عنك؟ وهناك شائعات تقول إن والدك لم يتقبل زواجك أو أولادك. ما مدى صحة هذه الأقاويل؟
في الحقيقة، لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك، لكن القدر جمعنا بطريقة مدهشة. زوجي، قبل ارتباطنا، عاش في دول عربية مثل قطر والبحرين، ثم انتقل إلى السعودية حيث التقيت به. كان لديه الكثير من الأصدقاء المسلمين، ومع تطور علاقتنا بشكل سريع، قرر اعتناق الإسلام من تلقاء نفسه. الزواج حدث بشكل غير متوقع، فلم نكن نصدق أننا تزوجنا بالفعل بسبب سرعة الأحداث. في غضون أربعة أشهر فقط، كنا قد تعارفنا وتزوجنا، وكأن القدر كان يوجهنا لبعضنا البعض بطريقة لا يمكن تجاهلها. ومع ذلك، للأسف، انتشرت شائعات صدمتني جداً بمدى انتشارها. لكن الحقيقة هي أن والدي حاضر في حياتي وحياة أطفالي، وهو شخص محب وداعم، يتواصل معنا باستمرار. ما يتم الترويج له ليس له أي أساس من الصحة.
"الشائعات حول حياتنا الشخصية تعكس فضول الناس، لكن الثقة بيني وبين زوجي أقوى من أي إشاعة"
هل تعتقدين أن قصتك تشبه قصة "اليونا" السعودية وزوجها "يزن" الأردني، حيث انتصر الحب على اختلاف الجنسيات والديانات؟
أوجه تحية خاصة لـ اليونا ويزن. نعم، هناك تشابه واضح بين قصتي وقصتهما. الحب في النهاية هو القوة التي تتغلب على كل الفوارق، سواء كانت جنسية أو دينية. ما يهم حقاً هو الاتفاق على المبادئ والأهداف المشتركة التي تجمع بين الشريكين. الحب الحقيقي ليس مجرد شعور، بل هو قدرة على احتضان الفروق وتجاوزها، ليصبح جسراً يربط بين القلوب. إنه قوة تتجاوز أي عائق، فتسمو فوق كل الاختلافات، وتبني أساساً قوياً من التفاهم والاحترام. الأهم من ذلك هو أن يجد الشريكان أرضية مشتركة ينطلقان منها، نحو مستقبل مليء بالتفاهم والانسجام، حيث يدعمان بعضهما البعض في مواجهة التحديات ويحتفلان باللحظات الجميلة معاً.
عبير سندر: مِن كسر القوالب إلى بناء الجسور الثقافية في الحياة الزوجية
هل تعتبرين نفسك نموذجاً يحتذى به للفتيات السعوديات؟ وهل قصتك أصبحت مصدر إلهام؟
لفترة طويلة، كانت الفتاة السعودية محصورة في قالب نمطي تقليدي، لكن اليوم هذا القالب تم كسره تماماً. الفتاة السعودية أصبحت حاضرة في كل المجالات: من الفضاء إلى تسلق الجبال، ومن المنافسات العالمية في كمال الأجسام إلى رياضة الملاكمة. أنا فخورة جداً بما حققته المرأة السعودية، فالمملكة تقدم اليوم كل الفرص والدعم للمرأة لتصل إلى طموحاتها وتحقق أحلامها على أعلى المستويات. نحن نعيش في عصرٍ لم يعد فيه شيء مستحيل، بفضل الفرص والإمكانات التي تُمنح لنا.
"الفتيات السعوديات اليوم يكسرن الصورة النمطية، ويحققن إنجازات ملهمة في مختلف المجالات"
السؤال: الشائعات دائماً ما تطاردك كصانعة محتوى مشهورة، ومن بين تلك الشائعات أنكِ وزوجك قد انفصلتما. ما حقيقة هذا الكلام؟
هذه الشائعة انتشرت أكثر من مئة مرة! كلما غاب زوجي بسبب العمل أو سافر، يظهر فوراً حديث عن انفصالنا، وكأن هناك حاجة ملحة لإثارة الشائعات حول حياتنا. أود أن أؤكد لجمهوري أن علاقتي بزوجي ليست فقط جيدة، بل هي علاقة شراكة مميزة تنبع من الاحترام العميق والرغبة في دعم بعضنا البعض. نحن نواجه الحياة معاً بقلوب مفتوحة، ورغم اختلاف ثقافاتنا، فإن هذا التنوع يثري تجربتنا ويضيف عمقاً لأسلوب حياتنا. نحن متفقان تماماً على كيفية تربية أطفالنا، حيث ندمج بين جمال وتنوع الثقافتين، مما يثري هويتهم وينمي وعيهم الثقافي.
عبير سندر.. من فرحة الأمومة إلى تجارب الخوف
ما أسعد لحظة في حياتك، وما أصعب تجربة واجهتِها كأم؟
تجسد لحظة ولادة أولادي سعادتي المطلقة، حيث شعرت كأني انتقلت إلى عالم جديد، لم أعد الأهم فيه بل أصبح هناك من هو أغلى بكثير، وهم أطفالي. تلك اللحظة تمثل جمال الأمومة بكل ما تحمله من مشاعر عميقة. ولكن لم تخلُ رحلتي من الصعوبات، فقد واجهت أحد أصعب المواقف في حياتي عندما كنا نستعد للاحتفال بيوم ميلاد ابني الأول. سمعنا صوت ارتطام قوي، وعندما صعدنا، وجدناه قد سقط على رأسه أثناء محاولته ارتداء ملابسه. كان الخوف يملأ عيون زوجي، وقلبي كان يتسارع بشكل لا يوصف. رأيته يفقد وعيه ويستعيده بين الحين والآخر، مما جعلني أشعر بالعجز التام. خرجت أطلب المساعدة من الجيران، وبعد ساعات من الانتظار في المستشفى، تمكنا أخيراً من الاطمئنان عليه. تلك اللحظة تركت أثراً عميقاً في نفسي، حيث ظننت أنني سأفقده في يوم ميلاده.
"حتى لو لم أكن بارعة في الطهي، فإن الرغبة في التعلم تجعلني أفضل في ما أفعله"
في فقرة المطبخ السعودي، يستعرض ليام، زوج عبير سندر، تجربة تذوق بعض الأطباق التقليدية الأصيلة، مثل الجريش والكبسة والقرصان، حيث تتناغم النكهات الغنية مع التراث الثقافي العريق للمملكة. وعندما نوجه سؤالاً لعبير حول مهاراتها في الطهي، تشرق ابتسامتها، وتقول:
لا أعتبر نفسي بارعة في الطهي، لكنني أستمتع حقاً بتعلم وصفات جديدة. أرى في كل وصفة فرصة لاستكشاف مزيج من النكهات والقيم العائلية التي تحملها كل وجبة. كلما تعلمت شيئاً جديداً، أشعر بمتعة خاصة في مشاركة هذه اللحظات مع عائلتي.
مع اقتراب نهاية اللقاء، ننتقل إلى حديث الشائعات التي ترددت حول انتظار عبير وليام للطفل الثالث، حيث أثارت هذه الأحاديث الكثير من التساؤلات والفضول بين الجمهور. نطرح السؤال حول حقيقة هذه الشائعات ورغبتهما في إنجاب طفل جديد، سواء كان ذكراً أم أنثى.
تجيب عبير بوضوح وثقة: صحيح أن الشائعات تتداول بكثرة، لكننا لا نفكر في ذلك حالياً. نفضل أن نعيش اللحظة الحالية مع أطفالنا ونستمتع بكل لحظة تمر. قد نأخذ هذا القرار في العام المقبل، لكننا نؤمن بأن كل شيء له وقته المناسب. شخصياً، أتمنى أن تكون لدينا بنت، لأنني أرى في إنجاب فتاة فرصة لتعليمها القيم والتقاليد الجميلة التي أعتز بها. لكن إذا جاء ولداً، سأكون سعيدة كذلك، لأن كل طفل يحمل معه بركة جديدة وحياة جديدة. الأمر في النهاية متروك للقدر، ونحن نؤمن بأن ما يُكتب لنا سيكون الأفضل دائماً.
فيديو.. ديفيد بينيديك يروي لـ "سيدتي" قصة نجاحه وشغفه بابتكار العطور