كبشر، ينبثق نمط حياتنا المعقد من الخيارات التي لا تُعد ولا تُحصى التي نتخذها في حياتنا اليومية. ترتبط هذه العوامل ارتباطاً وثيقاً في محيطنا الاجتماعي والبيئي، وتلعب دوراً مهماً في تشكيل وتحديد هويتنا في عالمنا. بينما يقدم آباؤنا التوجيه والتعاليم عندما ندخل هذا العالم، فإن محيطنا له أيضاً تأثير كبير على تطورنا وسلوكياتنا ووجهات نظرنا. تعرّف كيف تؤثر البيئة المحيطة على نظرة الشباب والبنات للحياة؟
الخلفية العائلية والثقافية
في سنواتنا الأولى، كانت البيئة الأكثر نفوذاً هي وطننا وبلدنا. تلعب الأسرة العائلية دوراً حاسماً في تشكيل سلوكنا، بما في ذلك الخلفية الثقافية التي يقدمها الآباء لأطفالهم. على مرّ التاريخ، شكلت هذه البيئات المجتمعات وعزّزت التقاليد. تعتمد مرحلة النمو على كيفية تقديم المعلومات أو التأثير. يميل الأطفال الذين نشأوا في بيئة آمنة ورعاية وداعمة إلى بناء أساس قوي يمكنهم من النجاح في المجتمع. على العكس من ذلك، غالباً ما يواجه أولئك الذين نشأوا في أسرة معادية المصاعب والتحديات طوال حياتهم، وفق ما يشير إليه موقع psychreg.org.
قد يهمك الاطلاع على أبرز علامات تطور المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال من عمر سنة وحتى 12 عاماً
نظام التعليم
كل منْ حصل على تعليم يعرف كيف يؤثر ذلك على حياته. إنه أحد العوامل الحاسمة للشخص النامي، لأنه يوجه مهاراته الاجتماعية والبيئية. المدارس لها تأثير كبير على معتقدات المرء وسلوكه. إنهم لا يشكلون القدرات الفكرية فحسب، بل يشكلون أيضاً الشخصية وكيف يمكنهم المساهمة في المجتمع. كما أنها أرضية للتوعية الثقافية. يمكن أن يساعد التعرض لمجموعة ثقافية واسعة الأفراد على التفكير في وجهات نظر مختلفة.
الخبرة وكيف نتكيف معها؟
- قد يكون للثقافة والبيئة والتكنولوجيا تأثير قوي علينا كأفراد، ولكن لا يمكن مقارنة أي شيء عندما يتعلق الأمر بـ"التجربة". البشر مرنون للغاية ولآلاف السنين، أظهرنا كيف يمكننا التكيف مع كل موقف نواجهه. القدرة على التغلب على التحديات أو الخصوم والتكيف معها لها تأثير كبير على تطورنا كأفراد.
- لعبت هذه السمة الأساسية دوراً حاسماً في بقائنا. تشكلنا التجربة بطرق جديدة عميقة وتؤثر على منظورنا وسلوكياتنا وتطورنا العام كأفراد. إنه يعطينا الدروس التي نحتاجها لاتخاذ هذه الخطوة نحو الإنجاز، وكما يقول الاقتباس الشهير، "الخبرة هي أفضل معلم في كل الأشياء".
- البيئة تلعب دوراً في تثبيت وتثبيط النمو السليم للشخصية.
تأثير البيئة المحيطة على نظرة الشباب والبنات من وجهة نظر مختص
"سيدتي" التقت المتخصص في علم النفس العيادي سامي بيطار للتحدث أكثر حول موضوع تأثير البيئة المحيطة على حياة الشباب.
وبرأي بيطار تشتمل البيئة المحيطة للفرد على مجموعة من العناصر المادية وغير المادية. تشمل الأولى الظروف الجغرافية، أما الثانية فتشمل القيم والمبادئ. هذه البيئة المحيطة، وهنا نسلط الضوء على أهمية دور الأسرة التي تشكل البيئة المحيطة الأولى للفرد، والتي تساهم في تكوين شخصية الأطفال بشكل العام، كما أنها تلعب دوراً في تثبيت تثبيط النمو السليم للشخصية.
نصائح لاختيار البيئة المحيطة المناسبة
- الأسرة ومن ثم المدرسة يلعبان دوراً مهماً في التركيز على أهمية القيم الشخصية السامية مثل الشجاعة والنبل والصلابة النفسية، من خلال التربية الإيجابية التي تحفّز على الشعور بالمشاركة عند الأطفال داخل أفراد الأسرة وتلعب دوراً في تحقيق النمو السليم للشخصية، بخلاف البيئات الأسرية المجتمعية التي يشوبها الغموض والسوداوية من خلال انقطاع التواصل بين أفرادها.
- تعزز هذه البيئات من نمو المظاهر السلبية للسلوك وذلك بفعل التنشئة على قيم اجتماعية سلبية مثل الغموض واللجوء إلى الكبت وعدم المناقشة وخلق الحوار المقفل، جميعها تؤدي إلى النمو غير السليم.
- ضرورة تقديم بعض النصائح والإرشادات لأولياء الأمور والأهل ومن ثم المدرسة.
- تحفيز المناخ الإيجابي في الأسرة من خلال تعبير الأطفال عن مشاعرهم وليس كبتها من خلال المساحة الآمنة للتعبير.
- مشاركة الأطفال بالنشاطات يعزز التواصل داخل أفراد الأسرة.
- إشراف الأهل على الحياة الاجتماعية الأولى من ناحية اختيار الأصدقاء الحقيقيين؛ ليكونوا دعماً ويحترموا القيم الإيجابية الموجودة في الأسرة.
- أهمية مرحلة المراهقة لأن المراهق يحاول في هذه المرحلة أن يثبت نفسه بما لديه من اهتمامات وانشغالات في حياته اليومية على ضوء تنشئته، وهذا يتطلب من الأهل أن يكونوا نموذجاً مثالياً لأولادهم.
ما رأيك متابعة الشخصية الاجتماعية مقابل الشخصية الانطوائية: تعرفوا إلى مميزات وعيوب كلتا الشخصيتين
- تشكل البيئة المحيطة بمختلف عناصرها الخريطة التي على أساسها يتوجه الطفل من خلال ميوله وأفكاره واتجاهاته، وعلى أساسها تُحدد احتمالية وصحة الاختيارات ومدى مناسبتها مع معايير وقيم هذه البيئة المحيطة للفرد، وتعتبر عماد التقدم في حياة الشباب والبنات.