تعَد مرحلة الحمل من المراحل الهامة في حياة المرأة، والتي يجب عليها أن تهتم خلالها بصحتها، من أجل صحة وسلامة حملها؛ بحيث تنتهي هذه المرحلة. واهتمام الأم بصحتها خلال الحمل، يعني أن تتابع عدة أعراض تشير إلى أنها تمُر بما يُعرف بالحمل الحرج، وهو أن تكون لديها أعراض تشكّل خطورة عليها وعلى جنينها، وقد تؤدي إلى عدم إتمام الحمل في كثير من الأحيان، وفي حال عدم اتباع النصائح والتدابير الطبية.
يُعرف الحمل الحرج على ذلك بأنه حالة من الحمل تحتاج لرعاية طبية خاصة؛ حتى تمُر بسلام، أو حتى يمكن أن يخرج الجنين للحياة من دون مضاعفات، أو بأقلها. والحفاظ على حياة الأم هو أحد أهداف الوقاية من الحمل الحرج، ولذلك فقد التقت «سيدتي وطفلك» وفي حديث خاص بها، باستشارية طب النساء والولادة، الدكتورة هدى صالح؛ حيث أشارت إلى ما هو الحمل الحرج من حيث تعريفه وأعراضه وأنواعه وطرق التعامل معه؛ لتقليل المخاطر التي قد تصيب الأم والجنين، وصولاً إلى خروجه للحياة. ومن هذه الأعراض: الإصابة بتسمم الحمل، والتعرُّض لخطر الولادة المبكرة، وغيرها من الحالات المصنَّفة تحت مسمى الحمل الحرج، في الآتي:
الإصابة بتسمم الحمل
- راقبي بعض الأعراض التي قد تظهر عليكِ، مع الحصول على قراءات دائمة لضغط دمك؛ حيث قد يحدث لديكِ ارتفاع في معدل ضغط الدم، وذلك في الثلث الثاني من الحمل غالباً، وقد يترافق ارتفاع ضغط الدم مع أعراض أخرى؛ أيْ تغيُّر في المؤشرات الحيوية لجسم الحامل؛ مما يصنَّف بإصابتها بتسمم الحمل، وبالتالي فهي تصنّف ضمن حالات الحمل الحرج. وإن كانت أسباب ارتفاع الضغط عند الحامل لازالت غيرَ محددة وتتحكم بها عدة عوامل من بينها العوامل الوراثية.
- اعلمي أن تسمم الحمل يحدث في حال حدوث ارتفاع في نسبة البروتين في البول، مع تسجيل ارتفاع في ضغط الدم أكثر من 140×90 ملم زئبق، مع ملاحظة حدوث تورُّم في الأطراف. وتصاب النساء بتسمم الحمل في المرة الأولى من الحمل المتأخر، الذي يحدث بعد سن الخامسة والثلاثين، حسب الدراسات العلمية. ورغم تعدد أسباب حدوث تسمم الحمل مثل: إصابة الحامل بالأمراض المناعية أو القصور الكلوي أو حدوث انفصال للمشيمة؛ فهناك حالات من تسمم الحمل لم يُعرف سببها، ولكن يمكن السيطرة عليها من خلال الرقابة الصحية والفحص المستمر والحصول على قياسات متتابعة للعمليات الحيوية عند الأم الحامل، من أجل إنقاذ حياتها وحياة الجنين.
تأخُّر نموّ الجنين في الرحم
تابعي ومنذ بداية الحمل مراحل تطوُّر نموّ جنينك داخل رحمك، وذلك من خلال التصوير بالسونار، وذلك لأن الجنين قد يتعرّض ولأسباب غير معروفة دائماً، لبطء أو تأخُّر في النموّ داخل الرحم؛ بحيث يؤدي ذلك لعدم اكتمال الحمل، وتصبح الحامل مهددة بخطر الإجهاض أو الولادة المبكرة لإنهاء الحمل، وذلك في حال كان الجنين قد توقّف نموّه، أو وجود تشوُّهات شديدة عند الجنين تؤدي لأن يسير معدّل نموّه أبطأ وأقل من المعدل الطبيعي. وقد يموت الجنين داخل الرحم، وفي هذه الحالة يتم إنهاء الحمل بواسطة الطبيب وحسب شهور الحمل، ومن خلال تحفيز المخاض مثلاً أو إجراء قشط لبطانة الرحم، بعد التأكُّد من توقُّف نموّ الجنين، والذي لم يثبت أسباب حدوثه، ولكن الخلل الجيني يكون أحد أهم الأسباب لحدوث ذلك.
انفصال المشيمة المبكر
- اعلمي أن هناك حالة تشير إلى أنك تمرين بحالة من الحمل الخطر، وهي حالة انفصال المشيمة المبكّر. والمعروف أن المشيمة هي الجزء الذي يقوم بتخزين العناصر الغذائية من الأم ونقلها للجنين من خلال الحبل السري، وفيما ينتظر الطبيب أن تنزل المشيمة بعد انتهاء مهمتها ونزول الجنين من الرحم؛ فهناك حالات يكون فيها انفصال المشيمة مبكراً وخطراً، وقد يكون انفصالاً جزئياً أو كلياً؛ مما يؤدي لنقص وصول الغذاء للجنين؛ مما يهدد حياته.
- لاحظي بعض الأعراض التي قد تظهر عليكِ خلال الحمل وتشير إلى انفصال المشيمة، الذي يجب ألّا يحدث إلا بعد نزول الجنين. ومن بين هذه الأعراض: حدوث النزف، وكذلك حدوث التقلصات وبعض الآلام في البطن، مع حدوث اضطرابات في ضربات قلب الجنين. ويُتوقع أن تحدث مثل هذه الحالة في الثلث الثالث؛ أيْ الأخير من الحمل، ولكن يمكن أن يحدث انفصال للمشيمة في أيّ وقت من أسابيع الحمل؛ خاصة بعد مرور الأسبوع العشرين منه.
الحمل بأكثر من جنين
- توقعي أن تصنفي ضمن الحوامل اللواتي يحملن مسمى: حوامل ذوات الحمل الحرج في حال كنت حاملاً بأكثر من جنين. فالحمل بتوأم وربما أكثر من طفلين، يعني أنك تكونين معرّضة للكثير من الأعراض الصحية والمضاعفات في حال لم تكوني تخضعين للرقابة الطبية باستمرار مع طبيبتك.
- اهتمي بأن تتابعي حملك منذ البداية والتعرُّف إلى عدد الأجنّة في رحمكِ؛ خصوصا لو كان هناك تاريخ وراثي في عائلتك للحمل بالتوائم. ولذلك فالرعاية الطبية هي أول أسباب الوقاية من المضاعفات والدخول في حالات الحمل الحرج التي قد تؤدي للتضحية بأحد الأجنة مثلاً، أو عدم اكتمال الحمل بأكثر من جنين. ويجب أن تتبع الحامل نظاماً غذائياً لا يسبب لها زيادة في الوزن بطريقة غير صحية؛ لأن زيادة الوزن في أثناء الحمل، ترتبط بالإصابة بمضاعفات أخرى، وتَزيد هذه المضاعفات في حال الحمل بأكثر من جنين. ويحب على الحامل للحفاظ على وزنها، الاهتمام بتناوُل البروتين بأنواعه، وشرب الماء بكثرة، واللجوء إلى الراحة وعدم حمل الأوزان الثقيلة.
أعراض المخاض قبل الأسبوع السابع والثلاثين
- توقعي أن تحدث لديك أعراض تشير إلى أنك سوف تلدين ولادة مبكرة، وهي من الأعراض التي تعني أن حملك قد أصبح يصنف ضمن الحمل الحرج. وحيث تُعرف الولادة المبكرة بأنها حالة إنهاء الحمل في الأسبوع السابع والثلاثين أو قبله؛ علماً بأن أسابيع الحمل تصل إلى 42 أسبوعاً أو 40 أسبوعاً. وبالتالي فالولادة قبل هذا التوقيت، تعني أن الجنين لازال غيرَ مكتمل النموّ، وقد يتعرض للخطر، ويجب أن تلاحظ الأم أن هناك بعض الأسباب التي تجعلها تتوقع أنها قد تلد ولادة مبكرة، وتصبح مصنّفة ضمن حالة الحمل الحرج في حال ظهرت عليها بعض الأعراض أيضاً.تسمم
- راقبي الأعراض التي قد تظهر عليك وتشير إلى أنكِ قد تلدين قبل الأسبوع السابع والثلاثين ويصنّف حملك بأنه حمل حرج، ويجب أن تخضعي للرقابة الطبية والمتابعة المستمرة. ومن هذه الأعراض: حدوث المغص في البطن ولكنه يكون متقطعاً، مع حدوث ألم وانقباضات رحمية تشبه ألم الدورة الشهرية، ويكون ذلك الألم بشكل مستمر مع شعور الحامل بثقل في البطن. ويجب أن تذهبي إلى عيادة الطبيب في حال مراقبتك لهذه الأعراض؛ حيث سيقوم الطبيب بإجراء صورة سريعة بالسونار. وفي حال اكتشافه لاتساع في عنق الرحم، سيتم حجزكِ في المشفى مع خضوعك للمراقبة وتقديم عدة وسائل لتقليل احتماليات الولادة المبكرة، مثل اللبوس الشرجي، والمحلول الوريدي وغيرها من الوسائل. وفي حال عدم نجاحها واستمرار الأعراض، يتم اللجوء إلى الولادة المبكرة مع التحفظ على الجنين في قسم الحضّانة الصناعية؛ خصوصاً للتأكد من اكتمال نموّ الرئتين لديه.
قد يهمك أيضاً: هل يعني الحمل الخطر عدم اكتماله؟ وما هي أنواعه وعلاماته، ومتى يظهر؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
