دليل للأزواج: للتعامل مع التغيرات الجسدية والنفسية للأم بعد الولادة

صورة لأم ومولودها بعد الولادة
تعامل خاص للأم بعد الولادة لتدعيمها نفسياً وعاطفياً

ماذا يحدث بعد الولادة، وهل ستجّد احتياجات نفسية وجسدية وعاطفية جديدة؟سؤال يدور في ذهن كل النساء بعد الولادة، وهنا يؤكد الأطباء أن مرحلة ما بعد الولادة لا تقتصر على مجرد وقت لاستقبال المولود الجديد ومتابعة احتياجاته؛ بل هي فترة تمثل تحديًا كبيرًا مليئاً بالتغيرات التي تمر بها الأم الزوجة ، و لذلك هي فرصة لتعميق الروابط الأسرية والزوجية، وستنجح إذا تم التعامل مع الأمر بحكمة ودعم متبادل بين الزوجين.
في هذا التقرير تقدم الدكتورة علياء المنشاوي أستاذة طب النساء والتوليد دليلاً عمليًا للأزواج معا؛ للتعامل مع هذه الفترة الحساسة بشكل إيجابي.

فهم التغيرات الجسدية بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة

تواجه المرأة بعد الولادة العديد من التغيرات الجسدية التي تتطلب تفهم ودعم من الشريك، من أهم هذه التغيرات:
الألم والتعب: تعاني الأم من آلام في منطقة الحوض وأسفل الظهر، خصوصًا إذا كانت الولادة طبيعية أو قيصرية، كما يحتاج الزوج إلى تقدير أن تعافي الأم الزوجة قد يستغرق أسابيع، وربما أشهر.
التغيرات الهرمونية: التغيرات الهرمونية التي تحدث يمكن أن تؤدي إلى تقلبات في الوزن، وتساقط بالشعر، واضطرابات بالنوم، ودور الزوج هنا أن يقدم مساعدات عملية وكلمات تشجيعية تطمئنها بأن هذه التغيرات مؤقتة.
الرضاعة الطبيعية: قد تواجه الأم تحديات في الرضاعة مثل الألم أو عدم كفاية الحليب، وهنا يمكن للزوج أن يساعد من خلال تعلم تقنيات الرضاعة أو شفط الحليب ومحاولة دعم الأم نفسيًا.

6 أسباب للأرق أثناء الحمل.. وكيف يمكن التغلب عليه؟

التعامل مع التغيرات النفسية

أم ترضع طفلها

اكتئاب ما بعد الولادة:

قد تشعر الأم بالقلق، الحزن، أو حتى اكتئاب ما بعد الولادة، وهو أمر شائع لدى الكثير من النساء،وهنا ينبغي للزوج أن يكون مستعدًا للاستماع دون إصدار أحكام، وتشجيع الأم على طلب مساعدة إذا لزم الأمر.

الإحساس بالوحدة:

قد تشعر الأم أنها منعزلة بسبب تركيزها على رعاية الطفل، وهنا يمكن للزوج مساعدتها بالبقاء إلى جانبها وقضاء وقت معها بعيدًا عن ضغوط الطفل.

تقلب المزاج:

نتيجة التغيرات الهرمونية والإجهاد، قد تكون الأم أكثر حساسية أو انفعالية، و على الزوج أن يتحلى بالصبر وأن يقدر مشاعر الأم الزوجة دون الدخول في نقاشات حادة.

التغيرات العاطفية وتأثيرها على العلاقة الزوجية

زوج يدعم زوجته بعد الولادة

الشعور بالإرهاق:

قد تؤدي قلة النوم إلى توتر بين الزوجين، والحل يكون في تقسيم المسؤوليات، مثل المساعدة في إطعام الطفل ليلاً أو تغيير الحفاضات.

قلة التواصل:

بعد الولادة، قد ينشغل الزوجان بالطفل لدرجة تؤثر على تواصلهما، من الضروري تخصيص وقت للحديث بعيدًا عن ضوضاء الحياة اليومية.

التقارب العاطفي:

يمكن للأب أن يعبر عن الدعم العاطفي من خلال أفعال بسيطة، مثل تقديم وجبة أو شراء هدية صغيرة للأم، كما أن التقدير العاطفي المتبادل يعزز العلاقة الزوجية.

نصائح عملية للأزواج للتعامل مع هذه التغيرات:

  • كن شريكًا حقيقيًا: ولا تترك الأم تتحمل المسؤولية وحدها، شارك في رعاية الطفل، سواء في تغيير الحفاضات، أو إعداد وجبات بسيطة.
  • قدم الدعم النفسي.: وعبر عن مشاعرك الإيجابية تجاهها يُظهر لها أنك مقدر لجهودها، وإذا لاحظت عليها علامات اكتئاب أو توتر، ساعدها على التحدث مع مختص.
  • تجنب النقد: فلا تنتقد مظهرها أو تصرفاتها؛ فهي تمر بمرحلة صعبة، وبدلاً من ذلك، قدم كلمات تشجيعية وركز على الأمور الإيجابية.
  • كن مرنًا: تقبل أن الروتين اليومي قد يتغير بشكل كبير، المرونة في تنظيم وقتك سيساعدك على دعم شريكتك وتخفيف التوتر.
  • اهتم بنفسك أيضًا: على الزوج أن يعتني بصحته النفسية والجسدية؛ ليكون داعمًا جيدًا، وخصص وقتًا لنفسك للراحة واستعادة النشاط.

تعزيز العلاقة الزوجية بعد الولادة

الاهتمام بالمشاعر..بأن تتحدثا عن مخاوفكما ومشاعركما بصدق.
العودة إلى العلاقة الزوجية تدريجيًا.. ولا تضغط على شريكتك؛ انتظر حتى تكون مستعدة نفسيًا وجسديًا.
الاحتفال بالإنجازات الصغيرة.. سواء كانت أول خطوة للطفل، أو أول ليلة نوم كاملة، احتفلوا بكل لحظة بلحظة.

نصائح للأم بعد الولادة:

مواصلةالاهتمام بالطعام الصحي

يفضل إتباع نظام غذائيّ صحيّ، يشتمل على الخضروات الطازجة، والحبوب، والبروتينات، والدهون المنخفضة.
الاستمرار في تناول الفيتامينات الموصوفة خلال الحمل، وشرب الكثير من الماء، ومحاولة التقليل من المشروبات كالكافيين.
عدم التركيز على استعادة الجسم الطبيعيّ على ما كان عليه، خلال الأسابيع الأولى من الولادة فالأهم تعويض الفيتامينات والمعادن.
العودة إلى الأنشطة الطبيعيّة تبعاً لحالة الأم؛ مثل: الولادة القيصرية، أو وجود إفرازات، والأفضل الاستشارة.
انتظار توقّف أيّ نزيف بعد الولادة قبل العودة للعلاقة الزوجية، وغالباً ما تكون بعد الأسابيع الثلاثة الأولى.
يمكن البدء بممارسة الرياضة بعد الولادة بأيام، في حال كانت الولادة طبيعية وسهلة.

*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.