حب الذات هو الشعور بالقبول والاحترام والشعور بالرضا عن النفس والاعتبار الذي يشعر به الشخص تجاه نفسه، وهو يرتبط بتقدير الذات، واعتراف الفرد بقيمته والذي يعزز ثقته الإيجابية بنفسه وبكيانه ووجوده، وحب وتقدير الذات أمران ضروريان للصحة العاطفية والنفسية للإنسان. بالسياق التالي "سيدتي" التقت رجاء سميح نبيه اختصاصي تنمية بشرية ودعم مجتمعي؛ لتعرفك أهمية حب الذات وتقدير الذات للشباب.
حب وتقدير الذات أمر مهم للصحة النفسية وللرفاهية
تقول رجاء سميح نبيه لسيدتي: حب وتقدير الذات أمر مهم جداً للصحة النفسية وللرفاهية، وهو يساعد الفرد على تطوير ثقة إيجابية بالنفس وأن يعيش حياة أكثر سعادة، على أنه من الأهمية بمكان عدم الخلط بين حب الذات والشعور المتفاقم بالأنا. فحب نفسك لا يعني إنكار حدودك، ولا اعتبار نفسك متفوقاً على الآخرين أو التعامل معهم بفوقية، يتعلق الأمر بقبول هويتك وتقديرها كما هي، وعدم النظر لنفسك بدونية، بل والاعتراف بالصفات الإيجابية والمجالات التي يمكن تحسينها في شخصيتك وتطويرها لتكون إنساناً أفضل من ناحية أخرى، فإن الشخص الفخور، أو الحسود، أو المتغطرس، أو الأناني، لا يمتلك بالضرورة حباً كبيراً لنفسه، بل يمتلك رفضاً للآخرين وانتقاصاً لحقوقهم، وفي كثير من الأحيان، تكون هذه المواقف بمثابة علامات على انخفاض قبول الذات وتعمل كآليات دفاعية.
الفرق بين حب الذات وتقدير الذات
تقول رجاء: على الرغم من أن حب الذات وتقدير الذات مرتبطان ارتباطاً وثيقاً وغالباً ما يتم استخدامهما بالتبادل، إلا أنهما مفهومان مختلفان، حيث يشير حب الذات إلى موقف ثابت وعميق وصادق من القبول غير المشروط والاحترام تجاه الذات. ويعتمد على الرعاية العاطفية والرفاهية، ويعكس كيفية تعامل الشخص مع نفسه، بينما تقدير الذات هو التقييم الذي يقوم به الشخص لقدراته وصفاته وإنجازاته. وعلى عكس حب الذات، فهو أكثر تنوعاً ويتأثر بعوامل خارجية، مثل القبول الاجتماعي أو مشاعر النجاح.
تؤكد رجاء أن الشخص الذي يحب نفسه عادةً ما يتمتع بتقدير جيد لذاته، لأنه يتمكن من قبول نفسه تماماً كما هي. ومع ذلك، فإن عوامل مثل القبول على وسائل التواصل الاجتماعي أو الرضا المادي يمكن أن تعمل على تعزيز احترام الشخص لذاته مؤقتاً من دون تعزيز حب الذات الحقيقي.
أهمية حب الذات وتقدير الذات
تقول رجاء: يتضمن حب وتقدير الذات اتخاذ موقف إيجابي تجاه الذات والاعتراف بقيمتها، وهناك العديد من الفوائد التي يجنيها الفرد من حب الذات ومنها:
الرفاهية العاطفية
حيث يعمل حب الذات وتقدير الذات على تعزيز التوازن العقلي الذي يعزز الثقة بالنفس والاستقرار العاطفي.
الحصول على علاقات صحية
يساعد حب الذات وتقدير الذات على إقامة روابط قوية مبنية على الاحترام المتبادل.
تحقيق مرونة أكبر
يسمح حب الذات وتقدير الذات لك بمواجهة العقبات والتعلم من الأخطاء من دون التقليل من قيمتك.
إيجاد حدود واضحة
يساعد حب وتقدير الذات على توصيل الاحتياجات والرغبات، وتجنب المواقف التي لا تعزز الرفاهية.
تعزيز الصحة البدنية
يعمل حب الذات وتقدير الذات على تعزيز الرعاية الذاتية من خلال العادات الصحية، مثل الأكل الصحي، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
قد ترغبين في التعرف إلى: التحديات التي يواجهها الشباب في بناء هويتهم
وعن غياب حب وتقدير الذات تقول رجاء سميح نبيه: يمكن أن يولّد انخفاض احترام الذات وانعدام الأمن والشعور بالنقص. ويؤثر هذا سلباً على العلاقات الشخصية، مما يؤدي بدوره إلى زيادة العزلة والشعور بالذنب.
كيف تبني حب الذات وتقدير الذات؟
تقول اختصاصي التنمية البشرية والدعم المجتمعي: لا توجد طريقة واحدة عالمية لتحسين حب وتقدير الذات، لأنه، مثل العديد من الجوانب الأخرى للشخصية، يعتمد على التنشئة والتاريخ العاطفي. ومع ذلك، هناك أساليب وتقنيات يمكنها أن تساعد في إعادة بناء أو زيادة حب وتقدير الذات ومنها:
تطوير المعرفة الذاتية
إن التفكير في الذات يسمح للإنسان باتخاذ قرارات تتماشى مع رفاهيته.
أن تأخذ وقتا للاختلاء بنفسك
فلتعطِ الأولوية للعناية بنفسك، واقض وقتاً في القيام بأنشطة تولد السعادة، سواء كانت النظافة وجماليات الجسم، أو ممارسة الرياضة، أو القراءة، أو التأمل، أو الراحة.
تجنب المقارنات مع الآخرين
إن قبول الفردية والظروف الخاصة أمر ضروري للحفاظ على صورة ذاتية إيجابية.
مراجعة العلاقات الشخصية
لا بد من تحديد العلاقات المؤذية والسامة وتجنبها، وأن تحاول أن تحيط نفسك بأشخاص يعززون قبولك لذاتك ولا ينفروك من نفسك أو يكرسون لسلبياتك طول الطريق.
مارس الامتنان
ابحث عن الجوانب الإيجابية وابنِ الامتنان تجاهها. وحاول أن تكون دائماً شاكراً للإنجازات والجهود والصفات.
استمتع بالأفكار الإيجابية عن نفسك
اعمل على تنمية الأفكار الطيبة وتجنب النقد الذاتي المدمر.
ويمكنك من الرابط التالي التعرف إلى المزيد من النصائح تساعدك على تقدير الذات لزيادة الثقة بالنفس
