تشتهر المملكة العربية السعودية بتاريخها الغني، وتضم إرثاً رائعاً من القلاع القديمة التي تعكس قروناً من الحضارة والهندسة المعمارية. لا تروي هذه القلاع السعودية قصص الدفاع والقوة فحسب، بل تقدم أيضاً نظرة ثاقبة فريدة لتقنيات البناء والحياة اليومية في العصور الماضية.
يقدم تاريخ القلاع في المملكة العربية السعودية شهادة على التراث الثقافي والمعماري للمنطقة، حيث قامت هذه القلاع بدور حاسم في الدفاع عن المجتمعات وتطورها على مر القرون. وتقدم هندستها المعمارية، المتأثرة بثقافات وعصور مختلفة، نافذة رائعة على تطور الفن والهندسة في شبه الجزيرة العربية.
المملكة العربية السعودية هي بمثابة صندوق كنز لا يزال بحاجة إلى الاستكشاف؛ حيث تتمتع البلاد بمناظر طبيعية متنوعة وتثري التاريخ الذي ينعكس في تراثها وتقاليدها وطعامها. كما تشتهر البلاد ببراعتها المعمارية وحصونها من العصر القديم. في الآتي، بعض القلاع المميزة في المملكة العربية السعودية التي يمكنك زيارتها للتعرف عن كثب إلى البلاد.
قلعة تاروت
تربض قلعة تاروت على قمة تلة وسط جزيرة تاروت في القطيف، على الساحل الشرقي، ويمكن الوصول إليها عبر جسر يربط الجزيرة بالبر الرئيسي. يُعتقد بأن الجزيرة كانت المعقل السابق لمملكة دلم القديمة، التي حكمت المنطقة منذ أكثر من 4000 عام. أُعيد بناء القلعة عدة مرات، مع وجود أدلة من عصور مختلفة. بُني المبنى الرئيسي الذي نراه اليوم في أوائل القرن السادس عشر. ولا أحد يعرف على وجه اليقين ما إذا كان قد بُني من أجل السكان المحليين لحماية أنفسهم من الهجمات البرتغالية، أو من قبل البرتغاليين لحماية أنفسهم من الهجمات التركية. وكانت تُعرف ذات يوم باسم دارين، بعد توقيع معاهدة دارين على الجزيرة في عام 1915. لم يتبق منها الآن سوى ثلاثة أبراج ولكنها لا تزال مشهداً مثيراً للإعجاب. تحتوي القرية المحيطة على متاهة من الممرات تُذكرنا بالبرتغال أو إسبانيا مع شرفات من خشب الساج منحوتة بنقوش عربية.
قلعة زعبل
تقع قلعة زعبل على قمة جبلية شمال مدينة سكاكا، وتطل على الصحاري الشمالية في الجوف منذ حوالي 300 عام. ويُعتقد بأنها بُنيت على هيكل أقدم، ويُنسب أساسها إلى نفس الأنباط الرحل الذين بنوا الهياكل المنحوتة المعقدة في الحجر والبتراء. كما تخفي أسسها نظاماً متقناً من الآبار، استخدمه سكان سكاكا لقرون. وهي مسيّجة بجدران كهرمانية عالية تعلوها حواجز مثلثة الشكل، ويحدها برج في كل زاوية، وهو مصمم بشكل مثالي؛ ليكون بمثابة أبراج مراقبة للدفاع عن المدينة أدناه.
قلعة القشلة
تقع قلعة القشلة في مدينة حائل شمال المملكة العربية السعودية، وقد بُنيت في أربعينيات القرن العشرين كحصن عسكري لحماية المنطقة ومقر للجيش. في الأصل، كانت القشلة بمثابة منشأة عسكرية استراتيجية، مجهزة لإيواء القوات وتخزين الأسلحة. وقد منحها موقعها في حائل، وهي مدينة رئيسية على طريق القوافل، أهمية كبيرة في حماية طرق التجارة والدفاع عن المنطقة. اليوم، تم ترميم قلعة القشلة جزئياً وهي مفتوحة للجمهور كموقع تاريخي. وقد بٌذلت جهود كبيرة للحفاظ على هذا المعلم المهم، مع تسليط الضوء على هندسته المعمارية التقليدية وتاريخه العسكري.
قصر سلوى
تضفي الجدران الطينية الذهبية والنوافذ الهندسية والشرفات المنحنية انطباعاً بأن قصر سلوى خرج للتو من الصحراء نفسها. تم بناؤه بنفس أسلوب مدن الحجر الرملي التي وقفت على مسارات القوافل لآلاف السنين، وهو يجسد الطراز السعودي التقليدي. بُني القصر في عام 1766 وتم تجديده أخيراً. تجول في القاعات التي أشرفت على توحيد غالبية شبه الجزيرة العربية وشاهد الفناء المفتوح الذي استضاف ضيوفاً مرموقين. يمتد قصر سلوى على مساحة آلاف الأمتار المربعة، وهو معرض للهندسة المعمارية النجدية الجوهرية والموقع الأكثر إثارة للإعجاب في الطريف بالدرعية، وهو موقع تراث عالمي لليونسكو منذ عام 2010.
قلعة الملد التراثية
القلعة التي تحمل نفس الاسم هي قلعة مزدوجة منحوتة أعلى قرية الملد التاريخية، وقد بناها شقيقان منذ حوالي 400 عام. وكانت بمثابة قاعدة لقوات القبائل العربية المقاتلة ومكان لتخزين إمدادات القرى، وقد صُممت الأبراج الحجرية المتطابقة لحماية القرية والحفاظ عليها. اغتنم الفرصة للتجول في متحف الملد للتراث حيث تعرض العديد من الغرف حياة المنطقة في الماضي. وتتراوح المعروضات مابين أدوات الطهي إلى النجارة، ويمكنك حتى تجربة الملابس المحلية الملونة والتقاط صورتك.
قلعة مارد
تقع قلعة مارد في مدينة دومة الجندل شمال غرب المملكة العربية السعودية. يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام؛ حيث ورد ذكرها في النصوص القديمة باعتبارها حصناً مهماً في مملكة الأنباط. على مدى قرون، كانت قلعة مارد معقلاً مهماً للدفاع ضد الغزوات ومركزاً للإدارة المحلية. كما زاد موقعها الاستراتيجي على طريق تجاري رئيسي من أهميتها في العصور القديمة. يتضمن هيكل القلعة جدراناً سميكة وأبراجاً شاهقة وتصميماً يستفيد من التضاريس الطبيعية للمنطقة. تعكس تقنيات البناء المستخدمة قدرة البناة القدامى على التكيف والإبداع.
قلعة العقير
حصن العقير هو أحد أشهر القلاع في المملكة العربية السعودية، وقد بُني لحماية الساحل وإبعاد الغزاة على البحر ولا يعمل حالياً للسياح. وعلى الرغم من أن الزوار المهتمين باستكشاف أحد أكثر الأماكن سحراً في المملكة العربية السعودية، يمكنهم إلقاء نظرة عليه من الشاطئ. إنه مكان مثالي للتخطيط لقضاء يوم مع العائلة. استمتع بأشعة الشمس واللعب بجانب البحر، واستمتع بإطلالات حصن العقير في السعودية.
حصن القموص
يقع حصن القموص بالقرب من واحة خيبر، وهو مبني من صخور البازلت. ويمثل الحصن في السعودية البنية الحديثة. تعرضت المنطقة للهجوم والغزو من قبل المسلمين في عام 629 م. إذا كنت تزور الحصن فلا تفوت سد خيبر الواقع في المنطقة المجاورة.
