الحِرف اليدوية ملاذ لتصفية الذهن ووسيلة للشفاء النفسي

الحِرف اليدوية ملاذ لتصفية الذهن
الحِرف اليدوية ملاذ لتصفية الذهن

تسهمُ الفنونُ والحِرف اليدويَّة في تحسين الصحَّة العامَّة، إذ إن الانخراطَ فيها، يمنحُ نشاطاً، ويدمجُ الشخصَ في الحياةِ اليوميَّة، ويعطيه شعوراً بالإنجاز، ويوفِّرُ له الفرصةَ للتعبيرِ عن نفسه والإبداع. والإتقانُ مهمٌّ للرفاهيَّة، وهناك شعورٌ متأصِّلٌ به، ويرتبطُ بالحِرف اليدويَّة، وإنشاءِ الفن، أي أن الفردَ، يمكنه رؤيةُ تقدُّمه حتى يكون فخوراً بما يُنتجه. ولطالما تمَّ الاعترافُ بالحِرف اليدويَّة بوصفها وسيلةً قويَّةً للحفاظِ على الهويَّة الثقافيَّة وإبرازها، وفي مختلفِ الثقافاتِ والمجتمعات، توفِّرُ هذه الحِرفُ لغةً بصريَّةً، يعبِّرُ من خلالها الأفرادُ عن تراثهم وتقاليدهم الفريدة.

الحِرف اليدوية.. بوابة للصحة النفسية وأسلوب حياة أفضل

تطوَّرت الحِرف اليدوية وباتت وسيلةً للتعبيرِ عن الذات والإبداع، كما أصبحت أداةً للشفاءِ النفسي. الحِرف اليدويَّة مجموعةٌ من الأنشطةِ التي تعتمدُ على المهاراتِ اليدويَّة لإنتاجِ أشياءَ ذات قيمةٍ جماليَّةٍ، أو عمليَّةٍ، وهي تشملُ مجموعةً واسعةً من الفنون مثل الخياطةِ، والحياكةِ، والنجارةِ، والفخَّارِ، والتطريزِ، والرسمِ، وصناعةِ المجوهرات. بدأت بوصفها مهناً تقليديةً، ومع تطوُّر الحضارات، أصبحت أكثر تعقيداً وتنوُّعاً، وفي العصورِ الوسطى، ظهرت النقاباتُ الحِرفيَّة التي كانت تضمُّ الحِرفيين المتخصِّصين في حِرفةٍ معيَّنةٍ، ما أسهم في تطويرِ المعايير، ورفع جودةَ المنتجاتِ الحِرفيَّة، وفي عصرِ النهضة، اندمج الفنُّ بالحِرفة، ما أدى إلى ظهورِ قطعٍ فنيَّةٍ رائعةِ الجمال».

لماذا تعد الحِرف اليدوية وسيلةً للشفاء النفسي في العصر الحديث؟

تجيب زينة الضاروب، كاتبةٌ ومدرِّبةٌ اجتماعيَّةٌ ونفسيَّةٌ أنّه عندما نمارسُ الحِرفَ اليدويَّة، نركِّزُ كلَّ طاقتنا على العملِ الذي نقومُ به، ما يساعدنا على نسيانِ همومِ الحياةِ اليوميَّة، والضغوطِ التي نواجهها، ولو مؤقتاً. هذه الحالةُ من التركيزِ التام، تسمحُ لنا بالوصولِ إلى ما يسمَّى بـ«حالة التدفُّق»، وهي حالةٌ من السعادةِ والرضا الذاتي، نشعرُ بها عندما نكون منغمسين تماماً في نشاطٍ ما.

التعبير عن الذات: تتيحُ لنا التعبيرَ عن مشاعرنا وأفكارنا بطريقةٍ غير لفظيَّةٍ، ما يساعدنا على فهمِ أنفسنا بشكلٍ أفضل، والتخلُّص من العواطفِ السلبيَّة.

تحسين المهارات الحركيَّة والإدراكيَّة: ممارسةُ الحِرفِ اليدويَّة، تتطلَّبُ تنسيقاً بين اليدِ والعين، ما يُحسِّن المهاراتِ الحركيَّة الدقيقة لدينا، ويعزِّز القدراتِ الإدراكيَّة.

بناء العلاقات الاجتماعيَّة: الانضمامُ إلى مجموعاتِ الحِرف اليدويَّة، يوفِّرُ فرصةً للقاء أشخاصٍ جددٍ، وتبادلِ الخبراتِ والمعرفة معهم، ما يعزِّز الشعورَ بالانتماءِ والوحدة.

وتضيف زينة في حديثها أن العديدٌ من الدراساتِ العلميَّة أكَّدت الفوائدَ الصحيَّة لممارسةِ الحِرف اليدويَّة، إذ أظهرت أن هذه الأنشطة، تساعدُ في:

تقليل التوتّر والقلق: أظهرت دراسةٌ، نُشِرَت في مجلَّة «Frontiers in Public Health»، أن المشاركةَ في الأنشطةِ الإبداعيَّة، تسهمُ بشكلٍ كبيرٍ في تحسينِ الرفاهيَّة العامَّة من خلال توفيرِ مساحاتٍ للتعبيرِ والإنجاز.

تحسين المزاج: أشارت دراساتٌ أخرى إلى أن ممارسةَ الحِرف اليدويَّة، تحفِّز على إفرازِ هرموناتِ السعادة مثل الدوبامين، والسيروتونين، ما يسهمُ في تحسينِ المزاج، وتقليلِ الاكتئاب.

تعزيز الإبداع: الحِرفُ اليدويَّة، تشجِّعُ على التفكيرِ الإبداعي، وتُنمِّي الخيال.

زيادة التركيز والانتباه: تتطلَّبُ الحِرف اليدويَّة التركيزَ والانتباه، ما يسهمُ في تحسينِ الوظائفِ الإدراكيَّة.

الثقة بالنفس: إنجازُ مشروعٍ حِرفي، يعطي شعوراً بالإنجازِ والاعتزازِ بالنفس.

نشهدُ اليوم تزايداً كبيراً في الورشِ الإبداعيَّة التي تعدُّ «ملتقى الفنِّ والعلاج»، إذ يتحوَّل التعبيرُ الفنِّي إلى أداةٍ قويَّةٍ لتعزيزِ الصحَّة النفسيَّة، وتوفيرٍ بيئةٍ آمنةٍ للاسترخاءِ والشفاء.

ما رأيك بالاطلاع على العلاج بالفن.. رحلة إلى أعماق الذات والتعافي

 

"تشجّع الحرف اليدويّة على التعاونِ، والتضامنِ بين النساء، وبالنتيجة بناء مجتمعات قوية متماسكةٍ"
زينة الضاروب
كاتبة ومدربة اجتماعية

 

 

 

 

غيدا الحلو

 

 

 


كيف يمكن للحِرفِ اليدويَّة أن تكون أداةً فاعلةً لتمكين المرأةِ نفسياً؟

تعدُّ الحِرفُ اليدويَّة ركيزةً أساسيَّةً لتمكينِ المرأة، فهي بمنزلةِ جسرٍ، يربطُ الماضي بالحاضرِ والمستقبل، ويمنحُ المرأةَ أدواتٍ قويَّةً لتحقيقِ ذاتها، وتطويرِ مجتمعها. وتتجاوزُ فوائدها الجانبَ المادي، لتشملَ جوانبَ نفسيَّةً واجتماعيَّةً وثقافيَّةً عميقةً.

تعزيز الثقة بالنفس: كلُّ قطعةٍ حِرفيَّةٍ مكتملةٍ شهادةٌ على إمكاناتِ المرأةِ وقدراتها، وتعزِّز ثقتها بنفسها، وتمنحها شعوراً بالإنجاز.

التعبير عن الذات: تعدُّ الحِرفُ اليدويَّة وسيلةً فاعلةً للتعبيرِ عن الذات والإبداع، ما يساعدُ المرأةَ على فهمِ نفسها بشكلٍ أفضل، والتخلُّص من الضغوطِ النفسيَّة.

الهدوء والتركيز: تتطلَّب ممارسةُ الحِرفِ اليدويَّة التركيزَ والهدوء الأمرُ الذي يُخفِّف التوتُّر والقلق، ويُحسِّن المزاج.

تعزيز المهارات: تطوِّرُ الحِرفِ اليدويَّة مجموعةً متنوِّعةً من المهارات مثل التفكيرِ الإبداعي، وحلِّ المشكلات، والمهاراتِ الحركيَّة الدقيقة، بالتالي تطويرُ شخصيَّة المرأة.

التعلم المستمر: تتيحُ الحِرفُ اليدويَّة للمرأةِ فرصةَ التعلُّم المستمرِّ واكتسابِ مهاراتٍ جديدةٍ، ما يجعلها أكثر قدرةً على التكيُّف مع التغيُّرات في سوقِ العمل.

الحرف اليدوية ليست مجرد مهارةٍ بل وفلسفة حياةٍ

في ظلِّ التقدُّم التكنولوجي المتسارعِ الذي يطغى على عالمنا اليوم، تظلُّ النفوسُ البشريَّة في حاجةٍ دائمةٍ إلى لمسةٍ إنسانيَّةٍ أصيلةٍ. هنا تبرزُ أهميَّة الحِرفِ اليدويَّة بوصفها ملاذاً هادئاً، ومساحةً للإبداعِ والتعبير عن الذات، وفلسفةَ حياةٍ بأكملها. إن تشجيعَ ممارسةِ الحِرفِ اليدويَّة، خاصَّةً النساء، يُعدُّ استثماراً في مستقبلٍ أكثر إشراقاً. هذه الحِرفُ، لا تقتصرُ فقط على إنتاجِ أشياءَ ماديَّةٍ، بل وتغرسُ أيضاً في النفوسِ قيماً أصيلةً مثل الصبرِ، والإصرارِ، والتفكيرِ الإبداعي. إنها أدواتٌ فاعلةٌ، تسهمُ في بناءِ شخصيَّاتٍ قويَّةٍ وقادرةٍ على مواجهةِ تحدِّيات الحياةِ اليوميَّة بروحٍ إيجابيَّةٍ وعزيمةٍ كبيرةٍ. من هذا المنطلق، تأتي أهميَّة توفيرِ مزيدٍ من الورش الإبداعيَّة في مختلفِ مجالاتِ الحِرفِ اليدويَّة. هذه الورشُ، ليست مجرَّد أماكنَ لتعلُّم المهارات، إنها أيضاً مساحاتٌ آمنةٌ، تمنحُ النساءَ فرصةً للتعبيرِ عن أنفسهن، واكتشافِ مواهبهن، وبناءِ روابطَ اجتماعيَّةٍ قويَّةٍ مع الآخرين، كما أن هذه الأنشطة، تسهمُ في الحفاظِ على التراثِ الثقافي الذي يُشكِّل جزءاً من هويَّتنا الجماعيَّة.
ختاماً، الحِرفُ اليدويَّة، لم تكن يوماً هوايةً عابرةً، لقد كانت وستبقى أسلوبَ حياةٍ، يعزِّز الرفاهيَّة النفسيَّة والجسديَّة، ويدعونا للعودةِ إلى الجذورِ والاحتفاءِ بالإنسانيَّة في كلِّ ما نصنعه. إنها دعوةٌ مفتوحةٌ للبحثِ عن الجمالِ في التفاصيلِ الصغيرة، وتحقيقِ التوازنِ بين التكنولوجيا واللمسةِ اليدويَّة التي تمنحُ الحياةَ معناها الحقيقي. من خلال الحِرفِ اليدويَّة، نستطيعُ بناءَ عالمٍ أكثر دفئاً وأصالةً وإبداعاً.

يمكنك أيضًا الاطلاع على لقاء سابق مع الكاتبة زينة الضاروب


غيدا الحلو: في العمل اليدوي متعة وراحة كبيرة

 

 

بعض الحِرف اليدوية

 


المهندسةُ المعماريَّة غيدا الحلو، مؤسِّسةُ مبادرة «جارك» وفنَّانةٌ تشكيليَّةٌ، توضحُ في حديثها لـ«سيدتي»، أنها تطمحُ لمساعدةِ أفرادِ المجتمع في تعزيزِ شعورهم بالانتماء لمحيطهم، وتشجيعهم على تطويرِ مهاراتهم، وتسهيل تعرُّفهم على أفرادٍ آخرين لخلقِ صداقاتٍ جديدةٍ.
تقولُ عن ذلك: «في مبادرةِ جارك، نقدِّرُ قيمةَ المسؤوليَّة التي تقعُ على عاتقنا بتوفيرِ مساحةٍ آمنةٍ لكلِّ مَن يطمحُ لتطوير مهاراته، والتعرُّف على أشخاصٍ شغوفين مثله، والاهتمام بصحَّته النفسيَّة. نحن نمزجُ بين الفنِّ، والهندسةِ، والحياةِ المدنيَّة لخلقِ مساحةٍ آمنةٍ لتنظيمِ ورشِ عملٍ لتطويرِ الذات والراحةِ النفسيَّة».
وتضيفُ الحلو: «في عالمٍ مليءٍ بالأدواتِ الإلكترونيَّة حيث نتواصلُ مع بعضنا عن بُعدٍ، ونرى المنتجاتِ الحِرفيَّة عبر زجاجِ الهاتفِ النقَّال، ونعبِّرُ عن ذلك بكبسةٍ بسيطةٍ، تلخِّصُ مدى إعجابنا بعملٍ ما، أخذ أشهراً لإتمامه، أصبح الإنسانُ يتوقُ للتواصلِ عن قربٍ مع غيره، وأصبحنا نبحثُ عن معنى الانتماءِ والألفة. نحن في مبادرةِ جارك، نهدفُ إلى أن نُعرِّف الناسَ من مختلفِ المناطق، وكلِّ الانتماءات على مواهبَ، تعملُ جاهدةً لتطويرِ شغفها، ونشر عملها للعالم. هذه المبادرةُ، بدأت عامَ 2018، وكان هدفها ولا يزالُ خلقَ بيئةٍ حاضنةٍ للمواهبِ والمهتمِّين بتعلُّم مهاراتٍ جديدةٍ. نحن نعلمُ أن قوَّة أي مجتمعٍ، هي بقوَّة الأشخاصِ المنتمين إليه، لذا نحاولُ، قدرَ المستطاعِ، تنظيمَ ورشٍ ومشروعاتٍ، تُشجِّع المشاركين على المضي قدماً في أحلامهم وطموحاتهم، وفي الوقتِ نفسه، يتعرَّفون على أشخاصٍ ومواهبَ جددٍ لتوسيع نطاقِ معرفتهم».
وحول نوعيَّة الأشخاصِ المهتمِّين بهذه المهارات، تجيبُ غيدا: «الدوراتُ التي نقدِّمها مخصَّصةٌ لأشخاصٍ من مختلفِ الأعمار والمناطق. الرجالُ والنساء متعطِّشون للمعرفة، ويبحثون عن التطويرِ الذاتي في بيئةٍ حاضنةٍ مثل بيئةِ جارك. هم يطلبون المعرفةَ من الخبراءِ الذين يقومون بمساعدتهم، ونقلِ خبرتهم إليهم، كما يُقدِّرون الأوقاتَ التي تسمحُ لهم بالتعرُّف على أشخاصٍ جددٍ، ويشاركون لحظاتٍ جميلةً معهم. بعضهم يأتي بحثاً عن بابٍ مهني جديدٍ، ليفتحه، ويبدأ مغامرةً مهنيَّةً مختلفةً، ويترك وظيفته التي لم تعد تُلبِّي شغفه وطموحاته. آخرون يلجؤون لورشِ العملِ والدوراتِ من أجل الترفيه عن النفس، خاصَّةً في الأوقاتِ الصعبة التي نمرُّ بها جميعاً، إذ إن مشاركةَ أفكارنا في مساحةٍ آمنةٍ، تُخفِّف من قلقنا ومخاوفنا. هناك طرفٌ ثالثٌ، يأتي مع أصدقائه لقضاء أوقاتٍ جميلةٍ، ومشاركةِ الفرحة، في حين يبحثُ بعضهم عن الشعورِ بالاكتفاء الذاتي، وإنجازٍ عملٍ جديدٍ». وتؤكِّدُ أن «التطوُّرَ على الصعيدِ الشخصي عملٌ مهمٌّ جداً، وهناك دراساتٌ عدة، أثبتت أن الإنسانَ كلما تعلَّم أمراً جديداً، ساعدَ ذلك في زيادةِ نشاطِ عقله، وتوسُّع مداركه، كما أن مشاركةَ هذه التجربةِ مع أشخاصٍ غرباءَ في البدء، وأصدقاءٍ في النهاية، تساعدُ في تحسين الصحَّة النفسيَّة، وتسهمُ في رفعِ المعنويات».
وتستطردُ الحلو في شهادتها الحيَّة مع الحِرف المهنيَّة: «الدوراتُ التي ننظِّمها، تهدفُ أولاً إلى تشجيعِ أصحابِ الحِرف والمهن الحرَّة على نشرِ معرفتهم، وتوسيعِ نطاقِ سوق عملهم عبر تعريفهم على أشخاصٍ جددٍ، يهتمُّون بالاطلاعِ على تفاصيلِ عملهم بشكلٍ أدق. ثم إننا نسعى إلى تعزيزِ روحِ التعاونِ والألفة في مجتمعنا عبر تعريفِ المشتركين على بعضهم، وخلقِ روابطَ مشتركةٍ بينهم على الصعيدِ العملي، والحياتي. كذلك، الدوراتُ بمختلفِ أنواعها، تركِّزُ على نقلِ المعرفة، ونشرِ المهاراتِ بين أكبر عددٍ من المشتركين، وفي المعرفةِ قوَّةٌ، قوةٌ فكريَّةٌ بتحفيزهم على التفكيرِ بموضوعاتٍ جديدةٍ، وتوسيعِ نطاقِ تحليلهم، وقوَّةٌ نفسيَّةٌ، إذ كلما زادت معرفتنا بأمورٍ جديدةٍ، وكلما رأينا ما أنجزناه من قطعٍ حِرفيَّةٍ جميلةٍ، زادت ثقتنا في نفسنا. أيضاً التعرُّف على أشخاصٍ جددٍ خلال الدورات، يعزِّزُ من ثقتنا بالانخراطِ في مجتمعٍ جديدٍ، وتمكين دورنا فيه بوصفنا جزءاً مهماً منه. هناك، كذلك، فوائدُ أخرى مثل الحديثِ ومشاركةِ الآخرين أفكارنا وهمومنا، فالكلامُ يريحُ البال، ويساعدُ في بثِّ الراحةِ النفسيَّة، والاستمتاعِ بجمالِ ما يتمُّ صنعه. الدوراتُ التي ننظِّمها، تخلقُ مساحةً آمنةً للمشاركين لوضع همومِ الحياةِ جانباً، والتركيزِ على أنفسهم، وتطويرِ مهاراتهم».
وتتابعُ: «هنا يجبُ أن أؤكِّد، أن التعرُّفَ والتواصلَ مع أشخاصٍ من خلفيَّاتٍ مختلفةٍ، ينمِّيان ميزةَ التعاطفِ، والقدرةِ على تفهُّم الآخر. التواصلُ مع أشخاصٍ جددٍ، لا نعرفُ عنهم شيئاً سوى أنهم يسعون بشغفٍ إلى تحقيق أحلامهم، يدفعنا إلى توسيعِ قدرةِ الاستيعاب، ودحضِ الأحكامِ المسبقة بالاستماعِ إلى الآخر، وفهمِ الدوافعِ التي أتت به إلى هنا. في مبادرة «جارك» نقدِّر قيمة المسؤوليَّة التي تقع على عاتقنا بتوفير مساحةٍ آمنةٍ لكلِّ مَن يطمح لتطوير مهاراته، والتعرُّف على أشخاصٍ شغوفين مثله، والاهتمام بصحَّته النفسيَّة».
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط