mena-gmtdmp

في برنامج "ورد وطيب" الدكتورة مايا الهواري: نصائح لاستخدام الذكاء العاطفي في يومياتك

في برنامج "ورد وطيب"، الذي يُعرض أسبوعياً على قناة يوتيوب سيدتي، نمدكم بأدق المعلومات التي تتعلق بمختلف نواحي الحياة، من خلال اختصاصيين، كرسوا أنفسهم على وسائل السوشيال ميديا؛ لينصحوا المتابعين، بمحتوى يرد على تساؤلاتهم.
"ورد وطيب" اسم على مسمى، فيه معلومات، تجعل القلب والدماغ في راحة نفسية، كأنه تنشق ورداً وطيباً، وحصل على إجابة تفيده، سواء في التغذية أو الرياضة، أو التحكم بالهرمونات، أو الأزياء أو مرض التوحد عند الأطفال، مواضيع كثيرة تُطرح للنقاش، بجرأة ووضوح، تابعونا على قناة "سيدتي يوتيوب"، للرد على أسئلتكم مباشرة من خلال الاختصاصية التي نستضيفها كل أسبوع.

الدكتورة مايا الهواري أول دكتورة في الذكاء العاطفي


مواضيع كثيرة، ومهمة نتطرق إليها في هذه الحلقة من ورد وطيب، تعلمك كيفية التحكم بالتوتر خلال يومك، وكيف تتغلبين على مشاكلك اليومية، بحيث تتمكنين من التعامل مع من حولك، وتكونين قادرة على اتخاذ القرار بنفسك؛ لتتجاوزي كل العلاقات السامة من حولك. الدكتورة مايا الهواري أول دكتورة في الذكاء العاطفي، والقيادة الذكية التربوية في الوطن العربي، تطرح مجموعة من المشكلات التي تصادف الفرد في حياته اليومية، وتعطي الحلول المناسبة، التي برأيها تعتمد على الفرد نفسه، حيث تعطي نصائح لاستخدام الذكاء العاطفي في يومياتك.

كيف أتحكم بالتوتر خلال يومي؟

كيف أتحكم بالتوتر خلال يومي؟


بدأت د. مايا بأهم الأسئلة التي تَرِدُها، وهي كيف يمكن للإنسان التعامل مع التوتر والقلق والانتقادات، وهي لا تستنكر السؤال فمن الطبيعي أن يقلق الإنسان ويتوتر ويبدو متضايقاً من أناس قد ينتقدونه، تتابع قائلة: "الحل الوحيد أن تعرف إذا ما كان هذا الشعور متكرراً لديك؛ يعني أن نكون حساسين زيادة على اللزوم، وأن ندقق على الكلمات، ونتساءل في أنفسنا، لماذا قال الطرف الآخر هذا الكلام، وقد يدافع الطرف الآخر عن نفسه، مبرراً بأنه لم يكن يقصد هذا المعنى الذي وصلك، لكنك أنت على ما يبدو تحسست منه زيادة على اللزوم".
عند هذه النقطة؛ أي الحساسية الزائدة على اللزوم من كلام الناس، تنصح د. مايا بممارسة شيء اسمه الذكاء العاطفي؛ بأن تفهمي ذاتك، وتتعرفي إلى نفسك، والإيجابيات التي ترضينها لنفسك، ومناطق التحسين. تعلِّق قائلة: "أنا لا أقصد أن مناطق التحسين هي سلبيات؛ ذلك أن السلبيات أمر عادي في شخصياتنا، ونحن مليئون بها، ليس هناك أحد كامل، وهذا أمر طبيعي، لكنني أحب أن أقول عنها مناطق التحسين؛ لأنها هي القابلة للتغيير، مثل التوتر والقلق والسيطرة عليها. فأول شيء تعاملي مع ذاتك، وافهمي لماذا تتراكم لديك هذه الأمور، وغالباً ما تكون هذه الأمور قابعة في العمق؛ أي في اللاوعي تتشكل من الطفولة، وهي نتيجة أمور غير معالجة. تسببت بقلة الثقة في النفس. وأثرت في الهيئة العامة لنفسيتك. سبحان الله! الحياة تراكمية، والظروف فيها الإيجابي وفيها السلبي. وفيها المعاناة أيضاً، وهي التي تخرج من اللاوعي ما يشبهها. حيث يعود الأمر لمعاناتك في الصغر وطبعاً كلنا عانينا من أمور في طفولتنا، يعني هذا شيء طبيعي؛ لأننا لا نختار أمنا وأبونا والهيئة والظروف والبيئة التي وُلدنا فيها".

كيف أتغلب على مشاكلي اليومية؟

كيف أتغلب على مشاكلي اليومية


تحدثت د. مايا عن الألم الذي يطفو على السطح، الذي قد نأخذ وقتاً حتى نفهمه، وإذا فهمناه، سنفهم ذواتنا، وكيفية التعامل معها. وتساءلت: كيف نتغلب على هذه المشكلة، وأعطت حلولاً كالآتي:

  • ضبط النفس مهم؛ فحتى تتمكني من الخروج من مشكلة، عليك أن تدركي سببها، لتصلي إلى لحظة الإدراك الواعي. وهنا يكون شفاؤك، وستتمكنين من خلال المهارات التدريبية من ضبط نفسك، وانفعالاتك، والسيطرة عليها.
  • اسعي إلى التغيير، الذي هو عدو الإنسان الذي يحب أن يكون مرتاحاً في وضعه ولا يتغير؛ فبعض الناس يرفضون أي تطوير، لكنهم يتقبلونه في لحظة إدراك، أو ألم شديد.
  • افهمي ذاتك، واعرفي كيفية التعامل معها، وإلا فكيف ستعملين على تحفيز نفسك وتكونين متفائلة منذ الصباح؟!
  • لا تفقدي الأمل، واعرفي أن كل شيء له حل. المهم أن تعملي على نفسك.
  • سامحي نفسك، ولا تلوميها كثيراً أو تشعري بالذنب؛ فأنت عملت في النهاية. تفاعلي في المجتمع كي تتمكني من التواصل مع غيرك؛ فلا تجلدي نفسك بالملامة.

كيف يمكنني التعامل مع من حولي؟

من حولك الناس والمجتمع، وجزء منهم هم أهلك، فكيف تستمرين في علاقة ودية معهم؟ منهم الموظف، ومنهم من يدرس، ومنهم من يعتني ببيته بلا عمل؛ كل هذه الشرائح بحاجة لذكائك العاطفي، والقدرة على التعامل. ولنتوقف عند التعامل مع الناس في العمل، مستخدمة الذكاء العاطفي، بحيث تشعرين بالراحة والاطمئنان، متجاوزة كل المشاكل من حولك، من غير أن تفسد علاقتك مع هؤلاء الناس، هذا ما تلخصه د. مايا في النقاط الآتية:

  • تغاضي؛ فالتغاضي نصف العافية، لكن لا تتغافلي، أي أغلقي أذنيك بمزاجك، واستوعبي أن من يقابلك قد مر بظروف، وهو غير مدرك لما حوله.
  • تكيفي مع من حولك، واكتسبي مهارة التركيز، وكوني على نية أنك تعملين على تغيير نفسك للأحسن؛ فالذكاء العاطفي مبني على الوعي. واعلمي أنه ليس من السهل أن تكوني الأفضل.
  • افصلي واقلبي الموازين لصالحك؛ فليس هناك شيء يحصل في الدنيا عبثاً؛ فمقدر لأي أحد أن يظهر في حياتك، الأمر ليس صدفة، وتمكني من التعامل مع كثيري الانتقاد واللوم؛ حتى يستوعبونك، فأنت لست كاملة، ولا تتوقعي الكمال ممن يقابلك.
  • سامحي، فمن أهم صفات الإنسانية التسامح، وتقبلي البيئة التي تربى فيها مَن أمامك، واستوعبيه بحنان. كوني إيجابية؛ فجهاد النفس أقوى من جهاد البدن
  • ركزي على عملك، وعلى أهدافك وأولوياتك، بهذا ستتمكنين من إلغاء بعض الأصوات من حولك، وهذه ليست أنانية؛ كي تتمكني من إكمال مسيرتك في الكون.

كيف نفهم الآخرين من خلال الذكاء العاطفي؟

كيف أسيطر على مشاعري في اتخاذ القرار؟

كيف أسيطر على مشاعري في اتخاذ القرار؟


قد تكونين في ظروف معينة، وتحتاجين لاتخاذ قرار فيه عقلانية تتمكنين من خلاله ضبط انفعالاتك، وعواطفك ومشاعرك السلبية وأخذ القرار السليم. تقول د. مايا: "الموضوع ليس سهلاً؛ فأنت بحاجة لأن تفصلي، الكثير منا لا يمتلك القدرة ليفصل مشاعره عن حياته اليومية كي يتمكن من التفاعل مع الآخرين؛ لذلك اهدئي، واجلسي مع ذاتك، ويجب ألا يكون الهدوء وقت اتخاذ القرار، بل كوني جاهزة دائماً لمواجهة ما يزعجك؛ فالدنيا دار ابتلاء وقرارات، كوني واعية؛ فرب العالمين أكرمك بالحرية عن باقي المخلوقات من حولك، فالحرية تعني الوعي؛ فاهتمي بذاتك من البداية، ولا تراكمي مشاعرك السلبية؛ حتى لا تصلي بنفسك لمرحلة الانفجار، ويكون ذلك عن طريق الفضفضة ليس لصديقتك أو أمك أو أختك؛ لأن هؤلاء أناس سيملون منك في النهاية، كل أحد عنده مشكلته، لكن فضفضي مع شخص مختص يساعدك في قراراتك ويجعلك تأخذين قرارك بنفسك، بما يناسبك وبما يرضي ظروفك ويرضيك، ثم عليك بالرياضة؛ فمفعولها شيء عجيب، وقومي بتمارين الاستنشاق، واستغلي التنفس في وقت الرياضة؛ فهذا ما يجدد طاقتك. ولا تهملي الطاقة الروحية؛ فهي تعيد نشاطك، وتبعدك عن الناس، وأهم من كل هذا وذاك أن تستشيري الناس في قراراتك، اختاري ذوي الرؤية السديدة، الذين يمتلكون حكمة، بحيث يمكنهم إعطاء رأي حيادي.

كيف أتجاوز العلاقات السامة؟

كيف أتجاوز العلاقات السامة؟


كثيراً ما نصادف شخصيات نحتاج لمهارة الذكاء عاطفي؛ كي نتمكن من التعامل معهم، وتحديداً القابلين للتغيير، لكن المشكلة في العلاقات المتعبة المستنزفة للطاقة، وقد يكونون أقرب الناس لكم. تتابع د. مايا: "كيف تتعاملين مع هؤلاء؟ كيف تتقبلينهم؟ كيف تتفهمينهم؟ المهمة ليست سهلة، خصوصاً أنهم قد يكونون من أهلك، في هذه الحالة يجب وضع الحدود في العلاقة، ورسم خط أحمر يغلظ ويضعف على حسب قوة العلاقة والمساحة التي يعطيك إياها الطرف الثاني، وهذا الخط هو الذي يعطي العلاقة الاحترام. أما الناس المستنزفون للطاقة، والسلبيون لدرجة عالية، الذين يسحبوننا للأسفل؛ فهؤلاء الذين نطلق عليهم نرجسيين، ورغم أن الذكاء العاطفي يخرج أفضل ما فيك، لكن النرجسيين، يخرجون أسوأ ما فيك لدرجة أنك لا تصدقين انفجارك، في هذه الحالة ما دمت واعية انسحبي وغلظي الخط الأحمر، واقتنعي من داخلك أنك يجب أن تضعي حداً أنت راضية عنه، ستشعرين أنه لا فائدة من التواصل؛ لأن هذا الشخص مقتنع بنفسه، ركزي على نفسك ارجعي لأساس الذكاء العاطفي الذي تكلمنا عنه، واجعلي الخط الأحمر هذا واضحاً حتى في الكلام؛ أي لا تدخلي في نقاشات تضيقين بها على نفسك، دعي الأمور سطحية، وأول ما تشعرين أن الطرف الآخر سيبدأ بالتنكيد، انسحبي بكل رضا وانسي وأكملي حياتك؛ فستكونين أنت الرابحة.

نصائح لاستخدام الذكاء العاطفي

نصائح لاستخدام الذكاء العاطفي


كيف تستخدمين الذكاء العاطفي، بحيث تكملين يومك، بحيث لا تتعرضين للفشل، وتساعدين نفسك لإكمال هذه المسيرة، اتبعي النصائح الآتية:
اعرفي أنك إنسان، وكوني واعية، وقدري إنسانيتك، واعرفي أنك معرضة للخطأ، وأن الله غفور رحيم، المشكلة أننا قد لا نسامح أنفسنا ونسعى لصفة الكمال، لكنك إنسانة معرضة للفشل، ومعرضة للخطأ وللنسيان؛ فطبيعي ما يحصل.

  • خذي وقتاً للحزن، لا تستعجلي؛ فالصدمة تأخذ وقتاً، ولكن لا تطيلي هذه المرحلة، ليس أكثر من 21 يوماً؛ حتى لا تتحول إلى عادة، فالعادة تتكون ما بين 21 يوماً و40 يوماً وربما 90 يوماً حسب بحث أجرته جامعة هارفرد، استشعري الحزن، عيشي اللحظة، وعيشي خيبة الأمل والظلم والفشل؛ أنت بحاجة لأن تمري بهذه المشاعر.
  • ابدئي بالبحث على حلول واقعية؛ أي افتحي عينيك على الحقيقة التي تعيشينها والمعطيات التي يمكنك أن تتغيري من خلالها بحيث تشعرين بالأمان وتؤمنين بواقعك.
  • اعملي ثم اعملي ثم اعملي؛ فالعمل هو الذي سينجيك من الموقف، لا تفكري بالمحبطات؛ فهي كثيرة، ولا تعتقدي أن أحداً سيساعدك لإخراجك من الحزن الذي أنت فيه؛ فالشخص الآخر قد يعطيك بعض المقترحات، بإخراجك من الحزن، لكنك أنت من يفعل ذلك.
  • اعلمي أن وجود رب العالمين في حياتنا نعمة؛ فالصلة مهمة بالله، توكلي عليه، واحتسبي منه الأجر؛ فالعلاقات مثل الآجال لها بداية ولها نهاية، وأول وأهم علاقة هي بينك وبين رب العالمين، بعدها تندرج كل العلاقات الثانية؛ فالعلاقات إضافات مثل الخدمة، عندما تنتهي الخدمة بعلم الله، تنتهي الإضافة، وتنتهي العلاقة؛ أي مثلما هناك بدايات توجد نهايات، لكن أنت بنفسك تحددين النهاية.