انتشرت ظاهرة التحرش بالفتيات لتصبح هاجساً يرعب الآباء على بناتهن وخوفاً يصيب الفتيات نتيجة ما يتعرضن له من إيذاء جسدي ونفسي وما يجدنه من تعليقات في المجتمع، واتهامهن بصورة مباشرة بأنهن الدافع الأساسي الذي يعطي الضوء الأخضر للطرف الآخر فينتج عنه التحرش بهن، كل ذلك أدى إلى ضغط مجتمعي كبير على الأنثى.
من هنا ناقش "سيِّدتي نت" تعريف التحرش الجنسي بالفتيات وكيفية اجتنابه، وذكر الأمور التي قد تثير المتحرش دون أن تكون الفتاة على علم بها، من خلال السطور التالية:
يقول الأخصائي الاجتماعي والمحاضر مالك بن محمد المالكي: "التحرش الجنسي هو أي صيغة من الكلمات غير المرحب بها أو الأفعال ذات الطابع الجنسي، والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما، وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك، أو أنه مجرد جسد".
- أشكال التحرش الجنسي
يمكن للتحرّش الجنسي أن يأخذ أشكالاً مختلفة، وقد يتضمن شكلاً واحداً أو أكثر في وقت واحد، مثل: النظر المتفحّص، أو التعبيرات الوجهية، أو النداءات "البسبسة"، أو التعليقات، أو الملاحقة والتتبع، أو الدعوة لممارسة الجنس، أو الاهتمام غير المرغوب به أو اللمس، وقد يحدث التحرّش الجنسي في أي مكان، سواء في الأماكن العامة أو الخاصة، مثل: الشوارع، أماكن العمل، المواصلات العامة، المدارس والجامعات، المطاعم، الأسواق التجارية، داخل المنزل، بل وحتى في صحبة الآخرين "العائلة، الأقارب والزملاء"، كذلك عبر الإنترنت، وغيرها.
- الأسباب التي تدفع الشباب للتحرش بالفتيات
1- ضعف الوازع الديني.
2- الفراغ الفكري والفراغ العاطفي ووجود الوقت الطويل لدى الفتاة والشاب، مما يجعلهم فريسة لهذا البلاء.
3- التربية السيئة وتعميم أن الرجل لا يعيبه شيء.
4- عدم المتابعة من الأم وترك الحبل على الغارب.
5- عدم سؤال الأبناء عن الأماكن التي يرتادونها وعن الوقت الذي يقضونه خارج المنزل.
- سبعة أفعال تقوم بها الفتاة فتكون محلاً للتحرش دون قصد منها
يذكر الأخصائي مالك المالكي أن على كل فتاة أن تنتبه لتصرفاتها كي لا تقع محل تحرش لضعاف العقول والقلوب، فهناك عدة تصرفات يجب الانتباه لها ومراعاتها حتى تتجنبي الوقوع في فخ التحرش، وهي كالتالي:
1- نوعية اللبس: كأن ترتدي ملابس تصف الجسم وتقوم بإظهار مفاتنها بين الفينة والأخرى.
2- طريقة المشي: التمايل في المشي والتدلع فيه وكأنها في البيت، حيث أن غالبية الفتيات لا يفرقن بين مشيتهن أمام النساء وبين مشيتهن في السوق أو أمام الرجال.
3- النظر المباشر للآخرين وتكرار ذلك: عندما ينظر الشخص لشخص آخر، ويكرر النظر إليه، فإنه ينتظر منه مبادرة بالكلام أو فعل معين، وذلك ينسحب على الفتاة عندما تنظر إلى الشاب وتكرر النظر إليه، وكأنها تقول له: تقدم وتكلم.
4- الجرأة في الكلام والحركات: الجرأة مطلوبة، ولكن لها المكان والزمان الخاص بها، وليس كل مكان تكون الجرأة فيه محمودة، فعندما تكون الفتاة في السوق وتكون دريئة في الحديث أو الحركات فإن الآخرين يفهمونها وفقاً لأهوائهم وليس على هواها البريء.
5- وضع مساحيق الزينة عند النزول إلى السوق: عندما ينظر الشاب إلى الفتاة وهي بكامل زينتها حتى إن لم يظهر منها إلا العيون وهي بكامل ألوانها من كحل وعدسات، فإنها تكون جاذبة له للتحرش والمضايقة.
6- التسوق والتسكع في الأسواق لوحدها: الذئب لا يأكل إلا الطارف من الغنم، أي أن نزول الفتاة إلى السوق لوحدها يكون دافعاً كبيراً للشباب للتحرش بها كونها وحيدة حتى لو لم تكن تضع زينة أو جريئة أو أي شيء من وسائل الإغراء الأخرى.
7- الدخول إلى الأماكن المزدحمة دون محرم: الأماكن المزدحمة غالباً ما يكون فيها التحرش بشكل كبير سواءً كانت الفتاة محتشمة أم متبرجة، وينصح بعدم دخول تلك المواقع إلا للضرورة وبرفقة محرم رجل؛ لأن لو كان المحرم طفلاً أو مراهقاً فلن يكون ذي أهمية كبيرة.
- كيف تتجنب الفتيات تحرش الشباب بها وتتعامل معه؟
لا تستطيع الفتاة أن تتجنب التحرش بشكل كامل، ولكن رغم التحرز إلا أنها تتعرض له سواءً كان شديداً أو منخفضاً، كذلك يكون سمعياً أو بصرياً أو محسوساً كاللمس ويزيد مع الإغراءات، ولكن كيف نمنع التحرش؟
هذا السؤال يوجه للفتيات عندما نوضح لهن الأسباب المؤدية للتحرش، وأن بأيديهن منعه أو تقليله إلى القدر الذي يكون غير مؤثر في حياتهن بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة، والسير لوحدهن، وعدم اللين في الكلام مع الباعة والآخرين، والتكلم بصوت عالٍ عندما تجد الفتاة ملاحقة ومضايقة من أحد، وخاصة عندما تكون بجانب أناس أو حراس الأمن الذين يتواجدون في السوق، ولا تحرج من ذلك، فمن حقها أن تدافع عن نفسها.