باتت الرقم الصعب في الدراما العربية المشتركة، والنجمة التي يتنافس عليها المنتجون تلفزيونياً وسينمائياً. سيرين عبد النور التي بدأت المشوار قبل 15 عاماً، نجحت بالتوفيق بين أمومتها وفنها. بينها وبين زميلات الوسط، علاقة لا تخلو من "الإشكالية" مع البعض ومن الرضا مع البعض الآخر، فأنصفت البعض بتقييمها وتحفظت عن تقييم أخريات. "سيدتي" التقتها في حوار فني ورومانسي عن زوجها بمناسبة يوم الحب.
أشرت على موقعك الخاص على «تويتر» بأن 2014 كانت من أصعب السنوات في حياتك.. لماذا اعتبرتها السنة الأصعب؟
لأسباب كثيرة، أولها لأنني ابتعدت عن بيتي وابنتي. قبل ولادة تاليا، كان الوضع أقل صعوبة، أما اليوم، فابنتي تشغلني وتشغل تفكيري طوال الوقت، حتى عندما أكون في لبنان، ولدي ارتباطات خارج البيت، فإنني أفكر بها دائمأ وأسأل نفسي: هل عادت تاليا من المدرسة وهل وصلت إلى البيت وهل تناولت طعامها. طبعاً، أنا أطمئن عليها عبر الهاتف، ولكن ثمة إحساس يلازمني دائماً، بأنه يفترض بي أن أكون إلى جانبها، فكيف يكون الوضع عندما أتواجد خارج لبنان، خصوصاً كما حصل عند تصوير مسلسل «سيرة حب» الذي استغرق 8 أشهر لأنه مؤلف من 90 حلقة. ثانياً، تصوير المسلسل لم يكن سهلاً على الإطلاق، بل هو كان من أصعب المسلسلات التي صورتها، وشخصية «ريم» التي جسدتها، تطلبت مني جهداً كبيراً، لأنها مرت بثلاث مراحل تصويرية.
لا أعطي رأيي في أحد
كيف تصفين تجربتيّ هيفاء وهبي وميريام فارس، عدا عن كونك دخلت مجال التمثيل قبلهما؟
كل إنسان يحقّ له أن تتاح له الفرصة وأن يبرز موهبته. أول من منحني فرصة التمثيل كان الكاتب شكري أنيس فاخوري، مع أن الكثير من الممثلين عارضوا الفكرة وقالوا «إنها ملكة جمال وعارضة أزياء فلماذا أتت إلى التمثيل»؟ ومع الوقت، تبيّن أن التمثيل هو مكاني، وأنه كان يجب أن أُكتشف من قبل أو أن أقوم أنا باكتشاف نفسي كممثلة. ولذلك، لا يمكنني أن أعطي رأياً، إيجاباً أو سلباً، بأي ممثل قبل إعطائه فترة لكي يثبت نفسه، وهذه الفترة، لا تتحقق خلال يوم أو يومين، فأنا أمثل منذ 15 عاماً، والخبرة مهمة جداً. ولذلك، أنا أدعو للجميع بالتوفيق. صحيح أن اسم الفنانة يفرض أحياناً نفسه، ولكن الموهبة الحقيقية هي الأهم وتسيطر أكثر من الاسم. عندما يجسد الفنان دوراً يجب أن يُنسي الجمهور شخصيته الحقيقية وأن يقنعه بالشخصية التي يلعبها، وهذه المسألة صعبة بالنسبة إلى المطرب لأنه يكون قد اشتغل لسنوات طويلة من أجل إثبات اسمه في السوق.
كيف وجدت هيفاء وهبي في التمثيل؟
أنا لا أعطي رأيي في أحد ولست عضواً في لجنة تحكيم. أنا أحتاج لمن يعطي رأيه بي.
في مسلسل «اتهام»، هل شاهدت ريم أم ميريام فارس وفي مسلسل«كلام على ورق» هل شاهدت حبيبة أو هيفاء وهبي؟
لم أستطع متابعة أي عمل رمضاني بسبب انشغالي بتصوير مسلسل «سيرة حب». لا أحب أن أعطي رأيي في أحد. ولا أحب أن يعطي الآخرون رأيهم بي لأن هناك نقاداً وجمهوراً.
ولكن الزميلات يعطين رأيهنّ فيك؟
يعطيهنّ العافية.
ما حقيقة ما يحصل بينك وبينهنّ؟
لا أعرف. اسأليهنّ.
هل تلاحظين أن الهجوم عليك كبير جداً. وعلى ما يبدو أنك ممثلة تشترك الزميلات في الهجوم عليها؟
كل الناس يلاحظون ولست وحدي من يلاحظ ذلك. أنا لست في غيبوبة ولكنني ألتزم الصمت، لأن هناك أشياء لا تستحق الردّ عليها كلاماً بل بالنجاح والعمل ومحبة الناس.
قبل انسحاب المخرج سعيد الماروق من مسلسل «24 قيراط»، قيل إنك رددت الصفعة لـ غادة عبد الرازق بسبب مسلسل «السيدة الأولى» الذي كان مقرراً أن تقومي ببطولته، وأن يتولى الماروق إخراجه، فكيف تعلقين على هذا الكلام؟
أنا أستغرب هذا الكلام! أنا أحب غادة عبد الرازق كثيراً وأوجه لها التحية، وهي ممثلة رائعة ولديها اسمها. وأنا سعيدة بالمنافسة بيننا كممثلات عربيات. أحياناً، يطرح اسمي مع اسمها أو مع أسماء نجمات عربيات من سوريا أو الخليج. لا تضعوني في مواقع لها علاقة باختيار منتج لكاتبة أو ممثلة. أنا لا ألعب دور المنتجة بل أمثل. لكنك محقّة في طرح هذا السؤال، لأن هناك ممثلات يلعبن دور المنتج للعمل. بينما أنا أكتفي بدور الممثلة ولا أتعاطى بالإنتاج.
سيرين والفنانات
برأيك، ما هو أفضل عمل في رمضان 2014؟
سمعت أصداءً عن نجاح مسلسل «سجن النسا». لقد شاهدت منه حلقة واحدة وتأثرت بمشهد كان أكثر من رائع. وتحديداً عندما كانوا ينتزعون من نيللي كريم ابنها وهي في السجن. كان أداؤها رائعاً. وأبكتني في هذا المشهد. وليس مستغرباً أن يحصد هذا المسلسل الجوائز. نيللي كريم «بتجنن وهي حبيبة قلبي». وأنا أشكرها على الكلام اللطيف الذي تقوله عني.
المستغرب أنك تبادرين من تلقاء نفسك إلى تقييم بعض الممثلات وترفضين تقييم ممثلات أخريات؟
المسألة ليست في أنني لا أريد التقييم، ولكن نيللي كريم ممثلة مهمة جداً وأثّرت بي كثيراً. هناك أشياء ملفتة ولا يمكن غضّ الطرف عنها، وإذا سألتني عن فنانة قدمت أغنية رائعة، لا يمكن إلا أن أعطيها حقها. مسلسل «سجن النسا» كان بارزاً جداً ولا يمكن تجاهله أو عدم التحدث عنه أو عدم حضوره. هذا العمل عُرض خلال تصويري لمسلسل «سيرة حب». وكما ذكرت أنا شاهدت حلقة واحدة منه ولم أستطع متابعة كل حلقاته بسبب انشغالي بتصوير المسلسل.
حسناً، أريد رأيك ببعض الأسماء؟
ببساطة، سوف أجيب في حال أعجبتني الأسماء. بما أنك مصرّة وليس من «مهرب» (لا مفر من ذلك).
كيف وجدت هيفاء وهبي الممثلة؟
«عندها شي». ومع الخبرة والوقت، عندما تقتنع بنفسها أكثر كممثلة لا بد وأن تعطي أكثر. أنا متأكدة مما أقوله من خلال خبرتي.
وميريام فارس؟
أنا أحبها كثيراً كفنانة استعراضية تحديداً، وإذا رغبت أن أقدم إليها نصيحة، فأفضّل أن أفعل ذلك بيني وبينها وليس على صفحات المجلات، في حال طلبت هي ذلك وأحبت أن تسمع نصيحتي لها كممثلة.
يبدو أنها تقنعك في الغناء أكثر من التمثيل؟
هي تقنعني في الغناء والاستعراض ليس أنا وحدي بل كل الناس، لأنها تملك خبرة في هذا المجال. ميريام راقصة محترفة منذ الصغر، وهذه الناحية لا بد وأن تبرز عندها.
وسلافة معمار؟
ممثلة سورية لها اسمها وتاريخها وقيمتها، سواء رضيتُ أم لم أرض. إنها الحقيقة.
ونادين نسيب نجيم؟
زميلة أعتزّ بها، وهي تملك موهبة جميلة وتسير على الطريق الصحيح وتذكّرني ببداياتي، لأن عندها من كل شيء: الشكل، والموهبة، ومثلي لم تدرس التمثيل، وتحمل لقباً جمالياً. نادين أكثر فنانة يقنعني تمثيلها، وهي تتميز بأدائها العفوي وأنا يهمني الأداء العفوي.
وإيميه الصياح؟
«حبيبتي.. مهضومة». لا يمكن أن أقيّم إيميه من خلال تجربة واحدة ولكنها cute. وأتمنى لها التوفيق. من المهم جداً أن يكون الفنان قريباً من الناس.
وسلاف فواخرجي؟
ممثلة رائعة وأنا أحبها كثيراً. برغم أنها لعبت أدواراً كثيرة، لكنها لفتتني بدورها في فيلم «حليم». الممثل الموهوب يمكن أن يلفت الأنظار حتى بدور صغير.
وغادة عبد الرازق؟
ممثلة لها قيمتها ووجودها ونستمتع عند مشاهدتها وهي تتقمص الشخصية.
وغادة عادل؟
صديقة وأحبها.
ومنة شلبي؟
هي أيضاً صديقة وأحبها. ونحن نلتقي في المهرجانات دائماً.
الحب والزواج
هل يتغير الحب بعد الزواج، وهل يتحول من عشق وغرام إلى علاقة احترام ومودة تحكمها الروابط العائلية؟
يتغير معنى الحب من مرحلة عمرية إلى مرحلة أخرى لأنه يمر بعدّة مراحل وينضج معنا. في الطفولة يكون للحب معنى معين وفي المراهقة يصبح له معنى آخر وفي مرحلة النضوج معنى ثالث، وبعد الزواج والإنجاب يتجزأ ولا يقتصر على حب الزوج فقط بل يشمل حب الأولاد أيضاً كما أنه يصبح أكثر سموّاً ورقياً نخاف عليه أكثر بسبب خوفنا وقلقنا على العائلة وحرصنا على أن تنعم بالاستقرار. فريد كان حبيبي ثم أصبح زوجي وهو اليوم والد ابنتي تاليا، وهذا ما يجعل حبنا لبعضنا أكثر سمواً.
هل يغار فريد عليك، خصوصاً وأنك امرأة جميلة ومحاطة بالفنانين والمعجبين والمعجبات؟
طبعاً. من يحب لا يمكنه إلا أن يغار، ولكنني في المقابل أعمل من أجل عدم إثارة غيرته. إلى ذلك فإن زوجي متفهم كثيراً لطبيعة عملي، وهو يعرف أن عملي هو مجرد تمثيل. وعندما أجسد قصة حب مثلاً، مع مكسيم خليل أو عابد فهد، فهو يتابع العمل على الشاشة بشكل عادي ولا تكون عنده ردود أفعال سلبية لأنه يعرف أنني سوف أعود إلى بيتي عندما أنتهي من تصوير مشاهدي. أما من المعجبين فهو لا يغار على الإطلاق، بل أحياناً يستأذنني عندما يطلب منه أحد المعجبين التقاط صور معي حتى أنه يقوم بالتقاط الصور بنفسه.
هل هناك خطوط حمراء لا تتجاوزينها في التمثيل؟
طبعاً. أنا كممثلة تجذبني بعض المشاهد، ولكن ضمن الحدود التي تتوافق مع مجتمعنا العربي. عندما أجسد قصة حب تجذبني القبلة أو «الغمرة» (العناق)، وأجدها طبيعية وفي مكانها إذا تطلبت القصة ذلك، ولكن فريد لا يقبل.
هل سبق أن حصلت مشاكل حول هذا الموضوع؟
بل نقاش، وهو أخبرني أنه لا يحب هذه المشاهد أبداً.
هل لأنه يغار أم لكونه رجلاً شرقياً؟
بل لأنه يقول لي «أنتِ لي».
هل تحبين سماع هذه العبارة منه دائماً؟
نعم. الحب بحاجة لأن ننعشه. أنا أحب أن أسمع مثل هذه العبارات لكي أعرف مقدار حب فريد لي وهل لا يزال متعلقاً بي ويهتم بي، وفريد لم يتغير أبداً. لا توجد امرأة لا تحب سماع عبارات الغزل وإلا كانت فاقدة للأنوثة. عندما أطلعه على صوري الجديدة، يكتفي بالقول«إنها جميلة جداً» مع أنني أنتظر أن يتغزّل أكثر، ولكنه يفاجئني، عندما أشاهدها على هاتفه. لكن «الفانز» يعوّضون بعبارات الغزل، وفريد «رسمي» (جدّي) في التعبير عنها. وهو يعبر لي عن حبه بالتصرف أكثر من الكلام.
أنت رومانسية على الشاشة، فهل أنت كذلك مع زوجك؟
جزء مني يراه الناس على الشاشة. أنا أرفض أن أقدم شخصيات تشبه شخصيتي وأختار شخصيات لا تشبه شخصيتي، ولكن «جسمي ودمّي ونظراتي» تجسد الشخصية، ولذلك يمكن أن يرى الناس عينيّ تلمعان عند تقديم مشهد رومانسي. أنا أجيد تقديم هذه المشاهد لأنني رومانسية بطبعي، وهي تصدر عني بعفوية خلال التمثيل. أنا رومانسية بجدّ وليس كذباً، ولذلك أنا أقدّر الرجل الذي يفاجئ زوجته بين وقت وآخر وأفرح عندما يركع أثناء طلب يدها للزواج. وتضيف ضاحكة «حرقة بقلبي» أن فريد لم يركع عندما طلب يدي. ولذلك أنا أقول له «ليش إنت ما ركعت عندما طلبت يدي للزواج»، وكلما أرى مشهداً مماثلاً على الشاشة أقول له «شوف».
ما أجمل هدية وصلتك من فريد في يوم الحب؟
أنا أفرح كثيراً عندما يهديني وروداً. فريد لا ينتظر مناسبة لكي يقدّم لي الهدايا، فإذا أعجبني شيئ ما ولاحظ ذلك يشتريه لي فوراً. عادة، نادراً ما يهدينا الآخرون وروداً، بل أشياء مادية، كالملابس والمجوهرات، وأنا أشتاق لأن يهديني زوجي وروداً في يوم الحب. في يوم الحب الأخير أهداني نبتة عبارة عن وردة صغيرة وضعتها على الشرفة، وأنا أهتم بها وهي تكبر وتعيش معي.
وماذا ستهدين فريد في يوم الحب؟
سوف أشتري الهدية التي تلفت نظري. ولكني أحرص على كتابة رسالة له. أنا وفريد، نحرص في كل عام على تبادل الرسائل، ونحتفظ بها. في كل مرة أقرأ رسائل فريد، أبدأ بالبكاء.
وماذا يكتب لك؟
بما معناه أنت هدية من ربنا ولا أتخيل حياتي من دونك.
