حالة فنية خاصة جمعت بين اثنين من عمالقة الغناء، وهما النجمان: آمال ماهر وعبادي الجوهر اللذان انفردت "سيدتي" بلقاء خاص جمع بينهما، ليكشفا العديد من الأسرار حول تفاصيل التعاون الفني بينهما، ورأي كل منهما بالآخر والكثير من الأمور الخاصة حول تربيتهما للأبناء ومراحل الحزن والسعادة، وغيرها من النقاط التي نكشفها في هذا الحوار الذي تخلله المرح والدعابة بين النجمين.
لماذا لم تقدمـي اللون الخليجي في الألبوم رغم نجاحك في الخليج؟
أردت أن أقدم ألبوماً مصرياً بالكامل. فعندما أنوي التوجّه للخليج، لن يكون ذلك بأغنية ضمن ألبوم، بل سيكون بألبوم خليجي بالكامل.
ما سبب غيابك لفترات طويلة منذ الألبوم السابق إلى الآن؟
مصر عاشت في الفترة الماضية أسوأ حالاتها المزاجية، وعشت أيضاً نفس الحالة. وقررت الغياب؛ لأنني كنت أريد طرح الألبوم في توقيت مناسب للمزاج العام، وأن يكون الجميع مستعداً لأن يستمع لأعمال جديدة. أقدم بالألبوم 12 أغنية مـن ألحــان وليد سعد ومحمد مصطفى ومدين وتامر عاشور وكلمات أيمن بهجت قمر ونادر عبد الله وأحمد جندي وخالد تاج وعمرو يحيى».
انتقلنا للفنان عبادي الجوهر وتحدثنا أيضاً عن ألبومه وقيامه بتصوير 3 أغان منه فقال: قمت بتصوير «زمان أول» و«يا حلوتي» وأغنية أخرى. وقدمت بالألبوم 9 أغان، وهي عادتي في كل ألبوماتي. وعندما أقوم بتصوير أغنية أترك كل التفاصيل للمخرج. فقبل التصوير يعرض عليّ المخرج تصوّره الكامل عن «الكليب»، وبعدها ننطلق بالتصوير وفق معاييري الخاصة.
عبادي: لا أظهر نهائياً مع "موديلز"
ما هي معايير عبادي الجوهر التي يحرص عليها في «كليباته»؟
لا أظهر نهائياً مع «موديلز» في أي لقطة من لقطات «الكليبات». هنا، داعبته آمال وقالت له: «أنا آخد الآيزو» (شهادة الجودة) أني جعلتك تظهر مع فتاة لأول مرة».
وأضاف عبادي: «حتى في «كليبي» الأخير ظهرت فتيات بشكل عادي، ولكني لم أختر «موديل» لأعيش معها حالة حب مثلاً، وما إلى ذلك. الحكمة من ذلك أني أريد عدم صرف نظر الجمهور عن فكرة الأغنية، وأريدهم أن يركزوا على صوتي لا أن يشاهدوا «الموديل». كما أن المجتمع السعودي اعتاد منا شكلاً معيناً، ونحن حريصون على أن نحافظ على هذه الصورة.
خضت تجربة مميزة بغناء ثنائية مع آمال ماهر، فما الذي دفعك لهذه الخطوة، وهل اختيار آمال كان عن طريقك أم عن طريق الملحن طلال؟
جاء عن طريق طلال الذي اختار فريق العمل بالكامل.
وكيف وجدت التعامل مع آمال؟
بمرح شديد قال عبادي: «فنانة صوتها «وِحِش وشكلها أوحش» كيف سيكون التعاون معها»؟ ثم استطرد: «آمال فنانة رائعة وصوتها من أجمل وأقوى الأصوات على الساحة الفنية النسائية. أمامها مستقبل كبير ومبهر. وبالتأكيد، سيأتي مزيد من الملحنين يكتشفون مناطق جديدة في صوتها لم تكتشف بعد».
وما رأيك في شخصيتها؟
طبيعية جداً. ومهم جداً للفنان أن يكون طبيعياً. وهذا ليس لقائي الأول بها. فأنا أعرفها جيداً، ولكن لم يكن بيننا أي تعاون. وسمعت آمال عندما كانت صغيرة في بداياتها وتغني كلثوميات وتبهرنا. أما الآن، فأريد أن أسمع آمال في ألبومها الجديد وتطريب آمال الذي عشقناه.
أحب أغاني عبادي
آمال هل كنت حريصة على الاستماع لأغاني عبادي الجوهر؟
بالتأكيد، فأنا أحب أغانيه كثيراً، كما أننا في «البروفات» كنا نؤدي الكثير من الأغاني القديمة معاً. وكنت أطلب منه في كثير من الأحيان أن أتعلّم العزف على العود. وبداية تعارفي على الأغنية الخليجية كان من خلال النجمين عبادي الجوهر ومحمد عبده اللذين تعلمت منهما الأغنية الخليجية.
ما الذي تعلمته من لقائك وتعاونك مع عبادي؟
هو فنان عبقري أتعلم منه طوال الوقت على كل المستويات فنياً وإنسانياً. فهو يملك خبرة سنوات. كما أنه هادئ الطباع، ولا يظهر عصبيته ويكظمها حتى لو بداخله بركان. أما أنا، فعكس ذلك تماماً.
مساحات الحزن في حياة عبادي
هل هناك مساحات حزن في حياة عبادي، وهل وصل بك الحزن إلى التفكير في الاعتزال؟
كل منا يعيش حالات حزن غير عادية خاصة به. ولكنه يكون حريصاً على أن تكون بعيدة عن الجمهور. وبالفعل، عشت حالة حزن عميقة، قررت الاعتزال بعدها وذلك عندما توفيت زوجتي وقدمت حفلة لأعلن اعتزالي. ولكن استقبال الجمهور جعلني غير قادر على الاستمرار في هذا القرار، رغم غيابي عن الساحة لما يقرب من 3 سنوات.
بالرغم من وفاة زوجتك منذ فترة إلا أنك لم تفكر في الزواج إلى الآن؟
الزواج قسمة ونصيب، فمن الممكن أن أجد إنسانة بها كل المواصفات التي أريدها. هنا، قالت آمال ماهر: «والشخص ده موجود هنا» لينفجر الجميع بالضحك وتتحوّل حالة الحزن التي كان يتحدث عنها عبادي إلى ضحك هستيري.
هل أنت حازم مع بناتك في التربية؟
أتّبع مقولة 3 سبعات وهي: 7 للملاعبة و7 للتربية و7 للمصاحبة. فمنذ ولادة الطفل حتى 7 سنوات يجب أن تلاعبه. ثم، تقوم بعد ذلك بتربيته على الصلاة والمدرسة وأهمية الأقارب وغيرها من الأمور. بعد ذلك، يأتي دور المصاحبة والتوجيه. وفي وقت المصاحبة، توفيت والدتهنّ ما جعل المسؤولية عليّ أكبر. لكن، الحمد لله، استطعت أن أكون على قدر المسؤولية، وحتى عندما أكون حازماً معهنّ يكون ذلك بدون شدّة. ومن حبهنّ لي يدركن أني عندما أرفض شيئاً يكون لصالحهنّ.
كيف تربين عمر يا آمال، خاصة أن رواد موقع التواصل نشروا سؤالك له «هل أصبحتُ «مزة» (جميلة) يا عمر؟» وهو «البوست» الذي قمت بكتابته على صفحتك الشخصية؟
حياتي مع عمر مختلفة، خاصة أن الفارق الزمني بيني وبينه ليس كبيراً. فنتعامل كأشقاء. والصداقة غالبة أكثر. أشعر أنه لا يقتنع أني أمه، حيث قال لي في إحدى المرات «أنت صغيرة جداً على أن تكوني أمي». وموقف آخر عندما كنا في رحلة على البحر فاصطحب صديقته إلى المنزل. وعندما ذهبت للترحاب بها قالت لي: «هذه ليست والدتك. أنت كاذب هذه أختك». ولم تكن مقتنعة هي الأخرى حتى أكدت لها ذلك.
آمال: ابني عمر يريدني أن أتزوج سريعاً
هل عمر سبب عدم زواجك إلى الآن؟
إطلاقاً، فهو يريد أن أتزوج سريعاً. وهنا، ردّ عبادي «والشخص دا موجود هنا» لنعيش حالة الضحك مرة أخرى.
يضيف عبادي: «دائماً ما يسألني الناس لماذا لا أتزوج»؟ وهنا، دار حوار بين آمال وعبادي: «هل لديك النية أصلاً أم لا؟ وهل تسعى لذلك»؟ وقال عبادي: «لا سعي في الزواج. ولكنه قسمة ونصيب. كما أن بناتي لا يمانعن إطلاقاً زواجي، ومع أنهنّ يغرن عليّ. وهذا حال كل بنت. ولكنهنّ لا يمانعن أبداً زواجي».
آمال: أنا وشيرين واللقب
آمال ماهر، لقب «صوت مصر» حائر بينك وبين شيرين عبد الوهاب حيث يتم تقديمكما في الحفلات بنفس اللقب، فماذا تقولين عن ذلك؟
هذا شيء جيد، وسواء أطلق عليّ اللقب أو على شيرين فهذا شيء جيد؛ لأن كلاً منا واجهة لمصر. والألقاب لا تعني لي الكثير. وهنا، قال عبادي: «القمة دائماً لا تصلح لواحد فقط. ولكنها عريضة وتتسع لأكثر. لماذا لا تكون القمة لآمال وشيرين وأنغام؟ فالمسألة أنهنّ في خدمة الفن المصري ولهنّ جمهورهنّ. وكي تتفرد إحداهنّ يجب أن تجتهد وتعمل أكثر وكلهنّ يعملن بجهد. لذا، لا مانع من أن يكون هناك 10 على القمة، والمحصلة متعة الجمهور».
من تشعرين أنها تنافسك، ومن هي الأصوات التي تحبين الاستماع لها في لبنان؟
لا يوجد فنانة تستطيع أن تأخذ مكان الأخرى. والمنافسة حالة صحية، ومن الأصوات التي أحبها في لبنان: جوليا بطرس ونانسي عجرم وأحب أيضاً نجوى كرم ونوال الزغبي وغيرهنّ.