شيع آلاف المصريين الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي (76 عاماً)، بعد أن وافته المنية أمس بعد صراع طويل مع المرض، حيث تم نقل جثمان الشاعر الكبير إلى مسقط رأسه الإسماعيلية، بطائرة عسكرية، وقالت الإعلامية نهال كمال، زوجة الراحل الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، إنه تم دفن الجثمان في مدينة الإسماعيلية، وسيقام سرادق العزاء اليوم الأربعاء.
وأضافت زوجته أن الراحل أجرى منذ يومين عملية جراحية دقيقة في المخ؛ نتيجة تجمع دموي، بمجمع الجلاء الطبي بالقوات المسلحة، وتمت بنجاح، إلا أن أزمة «الأبنودي» الأساسية كانت مع الكلى وضيق التنفس.
وفي اتصال هاتفي، قدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العزاء للإعلامية نهال كمال في وفاة زوجها الشاعر الكبير، مؤكداً لها أن مصر كلها فقدت الأبنودي.
وقد نعت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشارة الرئيس السابق عدلي منصور، الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، مؤكدة أنه عاش يعلم قدر هذا الوطن، وقصائده تجسد مواقف وأحداثاً تاريخية شهدتها مصر، منها بناء السد العالي، وتجسيد الآلام المصرية. وأضافت فؤاد أن الأبنودي عرف بعشقه لمصر وثقته في المستقبل الرائع للوطن، فهو أحد عمالقة الإبداع والثقافة، ومن عشاق هذا الوطن، الذي جسد فيه كبرياء وقيمة مصر، وكان دائماً يبشّر بالأمل. وأوضحت أن الأبنودي كان اهتمامه بالفئات الأكثر احتياجاً، فهو قطعة من الضمير المصري.
وتعرض الفنان محمد منير لحالة انهيار شديدة بعد سماع خبر وفاة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، وانتابته حالة من البكاء الهيستيري، ومن المعروف أنه كانت هناك علاقة وطيدة تربطهما، حيث يعتبره منير الأب الروحي له، وزاره مؤخراً في منزله بعد تعرضه لوعكة صحية، قبل وفاته في المركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة.
وقال الأديب يوسف القعيد إن وفاة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي خسارة كبيرة، ليس لمصر فقط، وإنما للعالم العربي كله، وإن المبدعين من أمثاله لا يموتون، وإنما يبقون وسط الناس بإبداعهم وأعمالهم.
وأضاف القعيد أن الشاعر الراحل أوصى بأن يدفن في محافظة الإسماعيلية، حيث عاش سنواته الأخيرة، مطالباً الهيئة العامة للكتاب بأن تطبع الأعمال الشعرية الكاملة على «سي دي»؛ حتى يعرفها كافة الأجيال، إلى جانب طباعة الدواوين التي قدمها طوال تاريخه الإبداعي.
وأشار إلى أن أعمال المبدع الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي تعد بمثابة توثيق وتأريخ لكافة الأحداث التي مرت بمصر على مدى العقود التي واكبها؛ من خلال تناوله لكافة هذه الأحداث برؤية وطنية لا ينساها أبناء الشعب المصري.
وأكد ضرورة أن تقوم وزارة الثقافة بإقامة متحف كبير في بلدته «أبنود»، على أن يضم كافة متعلقاته والوثائق التي يمتلكها وجمعها خلال رحلته الإبداعية.
وقال الشاعر بخيت بيومي إن الكلمات والمعاني تعجز عن وصف مشاعر الحزن التي انتابته فور وفاة الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، مشيراً إلى أن الأبنودي يعد علامة من علامات الشعر بالعامية.
وأضاف أن الأبنودي كان شاعراً مميزاً، ويعد شاعر الكلمة البسيطة السهلة، مؤكداً أن هناك فراغاً بالوسط سيحدث بفقدانه.
كما نوّه بأن «الأبنودي» سيعيش مدى الحياة، قائلاً: «الأبنودي سافر بتذكرة ذهاب دون عودة، إلا إنه باقٍ بأعماله».
ونعى الفنان آسر ياسين، الراحل عبدالرحمن الأبنودي، مشيراً إلى أن اليوم هو ذكرى الشاعر صلاح جاهين.
قال «ياسين»، عبر حسابه الشخصي على «تويتر»: «البقاء لله.. الأبنودي هو فقيد اليوم»، مضيفاً: «يوم وفاة الأبنودي هو نفس يوم ذكرى صلاح جاهين، ولا تكف السماء عن إرسال رسائلها».
ودشن عدد من محبي وجمهور الشاعر عبد الرحمن الأبنودي «هاشتاج» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يحمل اسمه بعد رحيله عن عالمنا بدقائق قليلة.
وقال شريف حسن، أحد جمهور الشاعر الراحل، على «تويتر»: «مات الخال.. الله يرحمه من أفضل الشعراء وأحبهم إلى قلبي»، بينما قال معتز الجمال: «الشعر مات بعدك يا أبنودي»، وغرّد محمد عبد الغني: «رحل عن عالمنا الخال وترك لنا أجمل أشعاره لنتذكرها به».
كما نعى عدد من الإعلاميين الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، عبر حساباتهم عبر موقع التدوين العالمي تويتر، حيث تحولت صفحاتهم إلى ساحات عزاء له.
فقالت الإعلامية جيهان منصور: «الخال الأبنودي في ذمة الله، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله الصبر والسلوان». وقامت بنشر قصيدة له بعنوان «ماتمنعوش الصادقين عن صدقهم».
ومن جانبه نعى الإعلامي محمود سعد، الأبنودي، قائلاً: «عبد الرحمن الأبنودي في ذمة الله، ونشر فيديو لآخر لقاء له معه في برنامجه».
وقال الإعلامي رامي رضوان: «الأرض والعيال بيبكوا، وصمت الجرس، وكل شيء تاني له معنى واحد.. إن أنا والناس حزانى.. لكن مش أحزان عادية.. الخال العظيم الأبنودي في ذمة الله».
وقال شريف عامر: «تبحث عن صاحب أنبل وش في الدنيا الغش.. قالها زمان عبد الرحمن.. مصر اليوم وحيدة باكية غادرها أنبل وش وسابنا للدنيا الغش.. حتى نلقاك يا خال».
كما نعى عدد من الإعلاميين العرب الأبنودي، فقالت الكاتبة الكويتية فجر السعيد: «الله يرحم الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، وعزاؤنا للشعب المصري والأدب العربي في الفقيد الكبير».
وقال الدكتور جاسم خلفان، الكاتب الإماراتي: «إنا لله وإنا إليه راجعون، رحل الخال الشاعر الكبير المحبوب عبد الرحمن الأبنودي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. والبقاء لله».
ونشر الفنان «تامر عبد المنعم» صورة قديمة تجمعه بالأبنودي، قائلاً: «أنا والخال... إلى رحمة الله أستاذنا الكبير عبدالرحمن الأبنودي.. في حضرته كان لنا أيام».
كما عزاه رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، قائلاً: «إنا لله وإنا إليه راجعون في وفاة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، مصر فقدت بوفاة عبد الرحمن الأبنودي قامة وقيمة كبيرة لأحد رموزها. الأبنودي مات جسداً، لكن سيظل حياً إلى الأبد بالثروة الشعرية التي تركها!».
كما قال خالد علي، المحامي والمرشح الرئاسي السابق: «طوبَى لكل المسجونين.. باطل… في زمن بيخدعنا وبيماطل.. يا شموس بتبرُق فى غُرَف عِتْمين... وداعاً عبد الرحمن الأبنودي».
ونعاه الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، وعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والعاملون بالاتحاد.
وأعرب الأمير عن بالغ حزنه لرحيل الأبنودي، والذي قدم أعمالاً أدبية وقصائد شعرية وأغاني ساهمت في تشكيل وعي ووجدان الملايين من أبناء الشعب المصري والعربي.
وعبّر عن حزنه قائلاً: «إن خسارتنا كبيرة في رحيل الخال الأبنودي، حيث خسر الأدب والفن المصري والعربي قامة كبيرة وموهبة فذة لن تُعوض، كما ساهم الأبنودي بإبداعاته الأدبية والشعرية في تقديم أعمال عظيمة ومتميزة تركت بصمة كبيرة في وجدان المشاهد المصري والعربي».
وأكد الأمير أن التليفزيون المصري، عبر قنواته التليفزيونية وشبكاته الإذاعية، سيقوم بتعديل الخريطة البرامجية، وسيطوع برامجه لعرض أبرز الأعمال والحوارات النادرة الإذاعية والتليفزيونية لشاعرنا الكبير الراحل.
يُذكر أن الأبنودي كان يعاني منذ شهور من أزمات صحية، نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري، بعد تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أمر بتوفير كل طرق العلاج، فقد أصيب بتجمعات دموية بالمخ، وتم نقله من الإسماعيلية إلى المستشفى، حيث أجرى فريق من الأطباء جراحة دقيقة له، شارك فيها اللواء طبيب عزت عبد الخالق، استشاري المخ والأعصاب، والعميد طبيب أسامة جلال، استشاري التخدير، والدكتورة جميلة كفوفي، استشارية جراحة المخ والأعصاب، والدكتور عماد عمر، أستاذ العناية المركزة.
وفور الانتهاء من الجراحة، تم نقل الأبنودي إلى العناية المركزة، وخضع لإشراف كامل من الدكتور اللواء سامح وهيب، استشاري الصدر، والذي كان يتابع الحالة منذ دخول الأبنودي للمستشفى في المرة السابقة. وتابع الحالة بصورة دائمة اللواء طبيب بهاء الدين زيدان، مدير المجمع الطبي للقوات المسلحة.
بعدها أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً بأسرة الأبنودي، للاطمئنان على صحته، وأبلغ زوجته الإعلامية نهال كمال تمنياته بالشفاء العاجل.
وأبلغت نهال، الرئيس، نيابةً عن الأبنودي، خالص الشكر على الرعاية والاهتمام التي حظي بها منذ دخوله مستشفى الجلاء للقوات المسلحة حيث يتلقى أفضل رعاية.
وكان الأبنودي قد أوصى بأن يتم دفنه في مقبرته الخاصة بقرية «الضبعية» بمحافظة الإسماعيلية، التي تبعد عن منزله مسافة تستغرق عشر دقائق.