عمر الشريف.. زائر الفجر الذي اعتاد زيارة الفتيات والنساء في أحلامهن. رحل.. لكن بقي نموذج الرجل الحلم الذي تنتظره النساء بوسامته وعينيه الساحرتين. لقد خسرنا برحيله أحد أهم رموز السينما.
لقد توفي عمر الشريف عن عمر يناهز 83 عاماً بعد إاصابته بمرض الزهايمر، والغريب أنه اختار أن يموت محباً رغم سنواته الثمانين. لم يحتمل الحياة بعد رحيل شريكته السينمائية وحبيبته وزوجته السابقة فاتن حمامة. يبدو أنه اختار الغياب ليلحق بها رغم طلاقهما من سنوات طويلة. ظل يسأل عنها بعد رحيلها حتى همس له قلبه بأنها غادرت الأرض إلى السماء!
روميو وجولييت
وهكذا كان.. قرر اللحاق بالمرأة التي عاش معها أكثر قصص الحب صخباً في الحياة وعلى الشاشة. حتى في موته اختار أن يكون روميو، وجعل منها جولييت لكن على طريقته. أحبها على الشاشة في فيلم «صراع في الوادي». تزوجا وأنجبا ابنهما «طارق».. انفصلا بعد انتقاله إلى العالمية إلا أنه قرر بأن لا تحمل اسمه امرأة سوى فاتن حمامة؛ لأنه لم يحبّ سواها.
60 فيلماً
أعطى حياته بعد انفصاله عنها للتمثيل فقدم أكثر من ستين فيلماً. كان من أهمها «لورنس العرب»، «دكتور زيفاغو»، «في بيتنا رجل»، «سيدة القصر» وغيرها.
عاش عمر الشريف في الفنادق. لم يملك عنواناً ثابتاً، ولا رقم هاتف جوال؛ لأنه عاش حياته متجولاً بين المدن حيث تدور عدسات الكاميرا التي حلم بها منذ كان يحمل جذوره اللبنانية واسمه «ميشال شلهوب»، حتى بات استثنائياً في كل شيء، والعربي الوحيد والأول الذي وصل إلى العالمية، لا بل حصل على جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل دور ثانٍ عن فيلم «لورنس العرب»، ثم حصل على نفس الجائزة لكن عن الدور الرئيسي في فيلمه «دكتور زيفاغو».
حياة فنية
بدأ عمر الشريف حياته الفنية عندما شارك فاتن حمامة وفريد شوقي بطولة فيلم «صراع في الوادي»، ليقدم بعدها سلسلة من الأفلام الخفيفة والمهمة مع أشهر النجمات مثل شادية وسعاد حسني، حتى ينتهي به المطاف في سنواته الأخيرة لمشاركة سيرين عبد النور بطولة فيلم «المسافر»، وعادل إمام في فيلم «حسن ومرقص».
بذخ
حياة عمر الشريف حياة بذخ. لم يعرف يوماً ماذا تعني كلمة ادخار. أراد أن يعيش الحياة بكل تفاصيلها إلى نفسه الأخير. هذا رغم إصابته بمرض الزهايمر واعتزاله التمثيل في أيامه الأخيرة. والغريب في الأمر أن عمر الشريف قدم في السينما شخصية رجل مصاب بمرض الزهايمر في فيلم I forgot to tell you.
حصل عمر الشريف على جوائز كثيرة عن عطائه الفني، حيث تم منحه في عام 2004 جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديراً لعطائه السينمائي، كما حاز أيضاً في نفس العام جائزة «سيزار» لأفضل ممثل عن دوره في فيلم «السيد إبراهيم وأزهار القرآن» لفرانسوا ديبرو.
المتمرد
كان عمر الشريف متمرداً منذ البداية، حتى على والده تاجر الأخشاب الذي أراد لابنه أن يعمل معه في تجارته، إلا أن عشقه للتمثيل وصداقته للمخرج يوسف شاهين أوصلته إلى السينما، لا بل قدم أهم أفلام الحب والرومانسية مع فاتن حمامة وهو «نهر الحب»، ليواصل من بعدها النجاح في أفلام هوليوودية مثل The Yellow Rolls Royce وgreen ice. أما آخر أعماله فهو فيلم «روك القصبة» الذي شارك فيه عدد من الفنانين العرب مثل نادين لبكي.
رحل عمر الشريف لكن سيبقى بيننا أثير الحب الذي ينثره بيننا كلما أطل على الشاشة.