الصدفة البحتة صنعت لقاء بين لاجئة فلسطينية، تبلغ من العمر 14 سنة، وأقوى امرأة في العالم؛ من خلال منتدى للشباب نظمته الحكومة الألمانية، وتم تصوير وقائعه وبثها، حيث تحدثت المراهقة الفلسطينية «ريم عاطف سحويل» للمستشارة الألمانية ميركل عن طلبها اللجوء إلى ألمانيا، وكان رد المستشارة واضحاً؛ وهو أن ألمانيا لا تستطيع أن تقبل كل طلب لجوء؛ لأن اللاجئين، خصوصاً من فلسطين، يملأون العالم.
بكاء يحرك قضية
بكاء المراهقة ريم، والتي تعاني من إعاقة حركية لا تساعدها على السير بطريقة سليمة وهي تشرح قضيتها الإنسانية لميركل، وبأنها تحاول الحصول على حق الإقامة الدائمة في ألمانيا التي تعيش فيها منذ أربع سنوات، حذا بالأخيرة إلى تمسيد شعرها والتربيت على كتفها، والقول لها وبصدق: «إن السياسة أحياناً تكون قاسية»، وهذه الحركة هي التي أثارت الرأي العام ضد ميركل، ولأن «رُبّ ضارة نافعة» فقد أعلن مسؤولان سياسيان ألمانيان للصحف أن المراهقة ريم لن ترحل عن ألمانيا، حيث تم تعديل القانون من أجل حالات مثل حالة ريم، ولأجل أن يكون لشباب مندمجين في المجتمع الألماني مستقبلٌ في ألمانيا.
انقسام إعلامي
الإعلام الألماني، خصوصاً، طارد المراهقة ريم، واستطاع الحصول على عنوان بيتها، وإقامة معسكر أمام البيت؛ انتظاراً لخروجها أو دخولها للحديث معها، وقد خرج الأب بابنته لتسلّم شهادتها المدرسية ثم الاحتفال بعيد الفطر، وأعلن أن المستشارة الألمانية لم تخطئ، ولكن يبدو في هذه القضة أن الإعلام انقسم على نفسه؛ فمنهم من اتهم ميركل بالبرود، ومنهم من أشاد بها؛ لأنها لم تعط للفتاة وعوداً كاذبة، ولكن في النهاية فقد أثمر هذا الحراك، وأعلن رئيس بلدية «روستوك»، شمال شرق ألمانيا، حيث تقيم الفتاة، أنه لا ينوي على الإطلاق طرد هذه العائلة من ألمانيا.
والد المراهقة يدافع
الأب عاطف سحويل، وهو لاجيء فلسطيني، أشار إلى أن المستشارة لم تخطئ، بل قدم لها التهنئة بمناسبة عيد ميلادها، وقال إنه قد قدم بطفلته إلى ألمانيا؛ بهدف علاجها، حيث كانت تتحرك بواسطة كرسي متحرك، وتم إجراء عمليتين جراحيتين في مستشفى بـ«دوسلدورف»، ولذلك حصلت العائلة على تأشيرات الدخول لألمانيا، وقد تكلفت العمليتان مبالغ ضخمة في حدود 38 ألف يورو، دفعها الأب كاملة من حسابه الخاص، وقد جمع هذا المبلغ من خلال تبرعات حصل عليها من الجوامع والكنائس في لبنان، ومن الأقارب الموجودين في الدنمارك والسويد، ومن الناس الأخيار، ولكن وللأسف لم تنجح العمليتان معاً بـ«دوسلدورف»، حتى المستشفى الذي أجريت فيه العمليتان، تمّ إغلاقه بسبب تهم النصب والاحتيال، ما اضطر العائلة لتقديم اللجوء إلى ألمانيا.