رسم الابتسامة على وجوه الكثيرين، بطلته خفيفة الظل وأسلوبه المرح، تربى الصغار على طرافته وظرافته، واستمتع الرياضيون بنغمته وتعليقاته على المباريات.
محمد اللينجاوي أو «بابا لنجا» بين الجد واللعب هو شخصية الابتسامة والمرح والفكاهة، فأينما حلّ حلت البهجة والسعادة حتى أصبح سفيراً لها على مر الأجيال.
«بابا لنجا» كما أحب أن يسميه جماهيره بدأ كمعلق رياضي منذ ثمانينات القرن الماضي ارتبط بأدمغة المشاهدين في الكثير من المواقف، التي كانت تعرض من خلال المسلسلات والمسرحيات التي قدمها، فقد اشتهر بقربه من الصغار قبل الكبار، وشارك جماهيره في كثير من المحافل والمناسبات والأنشطة، فلم يقتصر على ظهوره خلف الشاشة، وإنما اقترب أكثر من محبيه وخصوصاً الصغار، داعبهم ولاعبهم وضحك معهم؛ حتى التفوا حوله وأصبح الشخصية التي لم ولن تبارح ذاكرتهم على مر السنين.
ولا ننسى أجواءه الحماسية التي كان يثيرها في كل مباراة يستحوذ فيها على ميكرفون التعليق؛ حتى أدمن جماهير الدوري صوته وكلماته الطريفة والخفيفة التي تخفف وطأة الجدية والتنافسية التي تتسم بها المباريات.
تعرض سفير السعادة لوعكة صحية نهاية العام الماضي لترتفع أيادي محبيه بالأدعية والابتهال والأمنيات العاجلة بشفائه، لكن الموت كان عَجِلاً ليخطف «بابا لنجا» من بين محبيه يوم الأحد الماضي، ويخيم الحزن على الخليج وقطر بفراق صانع البسمة، فمنذ يوم أمس أنشأ ناشطو تويتر من محبيه وسماً خاصاً ينعون به أنفسهم، ويعيدون ذكرياتهم مع برامجه ومواقفه.
من هو محمد اللنجاوي
على مدى ثلاثين عاماً بدأ محمد اللنجاوي كمعلق رياضي عام 1988 على مباريات الدوري القطري، ثم اتجه للتمثيل وبرامج الأطفال، أشتهر بشخصية «بابا لنجا» التي كان يقدمها كمذيع في برامج الأطفال وفي الأنشطة الصيفية، فقد كان فكاهياً في تعامله مع الأطفال، وهذا ما يجعل صورته مطبوعة للأبد في أدمغة صغار الماضي والحاضر. وسجل اللينجاوي العديد من الأعمال الفنية والتلفزيونية على مستوى الخليج العربي كمسلسل محسن منكم وفيكم، ومسلسل 29 سالفة وسالفة، ومسرحية وحوش ماتحوش ومسرحيات الأطفال رحلة إلى الكنز وسندريلا وطيور الغابة، وصور شعبية كفوازير رمضانية عام 1988.