يبدو أن هيلاري كلينتون قررت أن تهجر السياسة نهائيا للتفرغ الى توعية النساء بجدوى الفحص المبكر للوقاية من سرطان الثدي. هذا ما ظنه البعض عندما نشرت تغريدة تدعو النساء للتوجه الى مراكز تعنى بهن خلال شهر أكتوبر وتحديدا اللواتي في حاجة الى ذلك من المصابات بالسرطان.
عموما، يتبارى الكثير من المشاهير خلال شهر أكتوبر للمشاركة في حملات سرطان الثدي من أجل دفع النساء لعمل الفحص المبكر، حيث تتكرس هذه المشاركات من خلال الحملات الإعلامية الإعلانية التوعوية من مخاطر المرض وتداعيات عدم إجراء الفحص المبكر أو عبر حضور ندوات خاصة بهذا الأمر أو التعليق عليه عبر مقابلات صحفية. ومن أجل تأكيد هذه الرسالة يعمد هؤلاء المشاهير إلى ارتداء شارة سرطان الثدي أو أزياء زهرية اللون التي ترمز إلى هذا المرض أو نشر تغريدات وصور توعوية للنساء بمخاطر سرطان الثدي. وهذا ما فعلته هيلاري كلينتون التي دعت لمساندة خيارات النساء الصحية، والأهم من ذلك دفعهن للمشاركة في ندوات توعوية حول مخاطر سرطان الثدي.
هذه ليست المرة الأولى التي تبدي فيها هيلاري كلينتون اهتماما بالقضايا النسائية حيث سبقها مثلا في العام الماضي دعمها للسعوديات بقيادة المرأة للسيارة، ومشاركتها في مشاريع تنشيط التعليم للفتيات في المناطق النائية في آسيا وتشجيع الأمريكيات على المشاركة بكثافة في العملية السياسية. ويأتي هذا الأمر بعد اعلانها رسميا الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2016، بعد انسحابها أمام الرئيس باراك أوباما في الانتخابات قبل ثمانية أعوام مكتفية بمنصبها كوزير خارجية. الا أنها الآن تعول كثيراً على وصولها مرة أخرى الى البيت الأبيض لكن كرئيسة للبلاد وليست زوجة للرئيس كما حدث قبل ذلك. هي تستغل رغبة واسعة من الأمريكيين في انتخاب امرأة ووصولها الى أعلى سلطة في الولايات المتحدة الأمريكية.
زارت هيلاري كلينتون خلال الفترة الأخيرة بلاد عديدة. التقت بالعديد من المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق النساء اللواتي تعتمد على أصواتهن من أجل الوصول الى البيت الأبيض بالاضافة الى روحها المرحة، وثقافتها الغنية، وحسن استماعها للآخرين.
ولدت هيلاري كلينتون البالغة من العمر 67 عاما في أسرة محافظة في ولاية شيكاغو. انخرطت في العمل السياسي منذ الصغر ودرست الحقوق ومن ثم انخرطت في العمل العام من ناحية مساعدتها للعائلات الفقيرة والمحتاجة. من بعدها تحولت الى دعم الحزب الديموقراطي حينما تعرفت بعد تخرجها من الجامعة على بيل كلينتون ليتزوجا بعدها في عام 1975 حيث شاركته العمل السياسي، فانتخب عام 1979 حاكما لولاية أركنساس. وفي عام 1992 انتخب رئيسا للولايات المتحدة بدعم من زوجته هيلاري التي دخلت الحياة السياسية بعيدا عن اسم زوجها بعد أشهر من انتهاء ولايته الرئاسية الثانية حيث فازت في عام 2000 على مقعد في مجلس الشيوخ كنائب عن ولاية نيويورك لتكون بذلك أول سيدة أمريكية أولى تدخل مجلس الشيوخ الأمريكي.
والآن ينتظر العالم في السنة القادمة احتمال وصولها الى البيت الأبيض في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية لتكرس مبدأ وضعته في خطبتها التاريخية في عام 1995 في الصين التي تتلخص بالعبارة التالية: زمن النساء قادم..