سيلين ديون، نجمة عالميّة ملأت الدنيا وشغلت الناس ليس فقط بصوتها وغنائها، ولكن أيضا بقصّة حبّها لزوجها، فرغم فارق السنّ الكبير بينهما، فإنها أظهرت له من المودّة والرحمة والمحبة ما زاد في إعجاب الناس بهذه الفنانة الشهيرة واحترامهم لها، فقد انقطعت عن الغناء وإقامة الحفلات لمدة طويلة؛ لتتفرغ للعناية به والوقوف إلى جانبه وخدمته.
زوج سيلين ديون «رونيه أنجليل» هو اليوم في الثالثة والسبعين من العمر، وعلى وشك أن يموت بعد أن أكّد الأطباء انه ميئوس من علاجه من مرض السرطان الذّي أصابه في حنجرته، وقد أجرى عديداً من العمليّات الجراحيّة في إحدى مستشفيات مدينة «بوسطن» الأمريكية، ثم عاد مؤخراً ليستقرّ بالسّكن في بيت الزوجيّة في مدينة «لاس فيغاس»
وقالت سيلين ديون، وهي من إقليم الكيبيك في كندا، إنها تحدّثت مع زوجها عن الموت، وسألته إن كان خائفاً بعد علمه عن طريق الأطباء بأنّه سيموت قريباً، فكان جوابه: «أريد أن أموت بين ذراعيك» فوعدته قائلة: «نعم سأكون بجانبك، وستموت بين ذراعيّ».
وكشفت النجمة العالميّة أنّها تعدّ مع زوجها تفاصيل الجنازة، مؤكّدة أنها تريد أن تظهر قويّة أمام أبنائها، وأنها لا تبكي أبداً أمامهم أو أمام زوجها، رغم حزنها وإحساسها العميق بالألم.
بداية القصة
عندما التقى «رونيه أنجليل» عام1982 لأول مرة بسيلين ديون كان عمرها 12 عاماً وحالما استمع إلى صوتها أدرك بحسه الفني أنها ستصبح نجمة عالميّة، ووضعها تحت جناحه وعمل على أن «يصنع» منها نجمة، وأصبح مدير أعمالها، ولما بلغت 26 عاماً، وأصبحت فعلاً نجمة عالمية تحوّلت العلاقة بينهما من علاقة عمل إلى علاقة عاطفيّة، ورغم أنها تصغره بـ26 عاماً فقد تزوجها عام 1994 وأنجبا ابناً هو اليوم عمره 14 عاماً وتوأمين إيدي ونلسن وعمرهما 4 سنوات، ورغم فارق السنّ الكبير بين سيلين ديون وزوجها فإنّ قصّة حبّ صادقة وجميلة جمعت بينهما، وهو أمر نادر في الوسط الفني الغربي.
وقد أعلنت سيلين ديون أن زوجها رونيه هو حبها الوحيد في حياتها، مضيفة أنها ساندت زوجها المريض ووقفت إلى جانبه بكل حب، وأن قرار عودتها إلى الغناء بعد غيبة وإقامة حفلها بلاس فيغاس لم يكن قراراً سهلاً؛ لأنها حسب تعبيرها، «امرأة متألمة ولها إحساس بالوجع بداخلها، وأنه رغم حبها الكبير للغناء لكن هناك أولويات في الحياة، وأن الحفل فيه الكثير من العاطفة الجياشة، وأيضا الكثير من الحزن»
شهيرة وثرية
وسيلين ديون (47 عاماً) قد باعت إلى الآن220 مليون نسخة من مختلف ألبوماتها، وثروتها تقدّر ب721 مليون دولار، وغنت هذه المرّة والألم يعتصرها وأطربت الجمهور، ولكنّها اعترفت بأنها كانت حزينة حزناً كبيراً عميقاً، وعندما وقفت على المسرح وغنّت في حفلتها الأخيرة في لاس فيغاس وهي الحفلة رقم 918 في مسيرتها الفنية، كانت في قمة الشعور بالمأساة، وأعلنت خلالها وهي تتوجه إلى زوجها المريض الذي لم يقدر على الحضور «أحبك رونيه»وهي تعلم وهو يعلم أيضاً أن الأطبّاء أكّدوا أنّ العلاج لم يعد نافعاً له بسبب استفحال الدّاء.
وقد زاد موقف سيلين ديون في شعبيتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ورأى الكثيرون أنها مثال نادر في الوسط الفني في وفائها لزوجها، وأنها امرأة صادقة وهذا أحد أسرار نجاحها الفّني أيضاً، وأجمعوا على أنها امرأة شجاعة وشهمة ونبيلة وسيدة محترمة.
ولكن هناك من قال: إن هناك الكثيرات من النساء في العالم هن أيضاً يتألمن لمرض أزواجهن، ويقمن بواجب العناية بهم ويعشن نفس مأساة سيلين ديون، ولكن لا أحد يعلم عنهن شيئاً؛ لأنهن لسن شهيرات مثل سيلين ديون.