سوف تبدو لك رسالتي غريبة نوعاً ما؛ لأنها من شاب، أحببت فتاة من سن 12 سنة وهي تحبني، ومازلت أحبها إلى اليوم ولكني لا أستطيع الارتباط بها، فبعد أن أتممنا الدراسة الجامعية أخبرت والدي برغبة الارتباط بها، لتقول لي الوالدة إنها أختي من الرضاعة. لم أصدق حتى تأكدت من غيرها. بعدها أصيبت الفتاة التي أحب بانهيار عصبي ودخلت المستشفى، وطالبتني أمي بالزواج وإلا سوف تغضب علي طوال حياتها، لم تستمر خطبتي سوى سنة ونصف؛ لأني لم أحتمل رؤية من أحب تعاني، أو بالأصح لا أريد الزواج بغيرها، وهي كذلك لا تريد الزواج بغيري، فقد تقدم لها الكثير وهي ترفض. أعلم أن زواجنا بحكم المحرم، ولكني لا أريد الزواج من أخرى فجل أحلامي كانت لها ومعها، لكن إلحاح أهلي يخنقني حتى أنني فكرت بالانتحار كثيراً؛ لأني لا أستطيع تنفيذ ما يطلبون، وأيضاً لا أستطيع العصيان، فما الحل الذي يريحني ويريح أهلي؟
(اللول)
النصائح والحلول من خالة حنان:
1 والله يا بني لقد تأثرت جداً لوضعك، وهذه المأساة التي هي من دون شك قدرك.
2 بالطبع أنا عدلت اسمك الحقيقي كي لا أحرجك، لكنك بالطبع أيضاً ستعرف أن الكلام موجه لك، رغم أنه يعني آخرين أيضاً لأن مسألة الإخوة من الرضاع مسألة أساسية في عقيدتنا وتراثنا وعاداتنا، لهذا دعنا نتكلم بصراحة رغم كل الألم.
3 الصراحة تقول: إن هذه الفتاة لا تجوز لك شرعاً، هذه مسألة منتهية، ومن هنا يبدأ الحل لأن التعامل معها ينبغي أن يبدأ من هنا، أي ما بعد الفراق، فماذا لدينا بعد الفراق غير الانهيار العصبي والرغبة في الانتحار؟
4 سيكون لدينا الكثير يا بني لأننا في واقع ولسنا في رواية أو فيلم سينمائي، مع أن الروايات والأفلام تساعدنا أحياناً على تقبل وقائع، وتعلمنا معاني عميقة في الحياة.
5 من المعاني العميقة يا ولدي ذلك الشعور بالإذعان لقدرنا، أي لما كتبه الله لك، وهو كتب أن هذه الفتاة هي أختك في الرضاعة، والأخوة هي حب أيضاً، لكنه حب عميق وأصيل ومريح، وتأكد أنه مع الزمن ستصل إلى هذا الشعور؛ لأنك مؤمن وعاقل، وتريد أن ترضي ربك وأهلك.
6 الصدمة لا شك قاسية كما قلنا، لكن الانهيار العصبي يكون مؤقتاً في كثير من الأحيان، ثم يتحول إلى شجن أو حزن دفين، وإذا تمسكت بعقلك وإيمانك ستستطيع بإذن الله أن تحول ما حدث إلى ذكرى مرت في حياتك، ثم بأملك وحسن ظنك بالله ودعائك ستستطيع أن تتقبل واقعك، وتتمنى لفتاتك مستقبلاً خيراً، أي أن تصبح أماً، ويمكن أن تكون في المستقبل بمثابة خال لأبنائها.
7 أمر واقعي وعملي آخر يساعدك أيضاً في اعتقادي، وهو أن تغرق نفسك بالعمل والتقرب من أفراد عائلتك، ولعب دور المساعد والداعم لكل من يحتاج إلى مساعدتك، هكذا يا ولدي تحول طاقتك العاطفية المرهفة إلى محبة عميقة تنشرها فيمن حولك؛ لتصبح محور الحب والمرح لمن حولك، فكن كريما بالمشاعر للكبير والصغير؛ لأنك محظوظ بامتلاكك مشاعر الحب، ولا تكن أنانياً لأن عزلتك ستصبح مع الوقت أنانية لن ترضاها لنفسك.
8 حالتك إذا ما طبقت نصائح خالتك حنونة ستصيب الفتاة بالعدوى، وستتراجع مسألة أخوتكما بالرضاعة لتصبح ذكرى عزيزة شجية أكثر منها مؤلمة، فالزمن يا ولدي كفيل بهذا المسار، فسلم نفسك لخالقك وتذكر واجبك العائلي والاجتماعي، وأعط لنفسك سنة عزوبية أخرى فمن يدري، فربما يخبئ الله لك خيراً آخر في مكان ما، وحتى إذا ما كان زواجك بالمستقبل عملياً وعقلياً لا عاطفياً فلا بأس، لأن الزمن أيضاً كفيل بزرع بذور جديدة من الحب في التربة الصالحة وقلبك يا ولدي صالح بإذن الله.
وللبنات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن "خالة حنان" عادت لتدعم كل الفتيات وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص [email protected]