شكوى لأُم تقول «ابنتي لا تستطيع نطق حرف الراء والثاء في كلامها، ودائماً تحذفهما من الكلام، كما أشعر بثقل وعدم طلاقة في لسانها، فهل من الممكن علاج هذه المشكلة، مع العلم بأنَّ عمرها 6 سنوات».
«سيدتي وطفلك» التقت باستشاريَّة طب الأسرة بعيادات المرجع الطبي بجدَّة، الدكتورة بيان واعظ، لتقدم لك حلاً لهذه المشكلة.
بداية أوضحت الدكتورة بيان بأنَّ كثيراً من الأطفال لديهم صعوبة وعدم مقدرة على الحديث بسبب ثقل في ألسنتهم ما يمنع خروج الأحرف بالطريقة الصحيحة، وعدم وضوح الكلام الذي يحاولون إصداره والبوح عنه. وهناك أشخاص آخرون بعد عمر طويل تبدأ ألسنتهم بالثقل وأشخاص في فترة معيَّنة قد تصبح ألسنتهم ثقيلة، وهذا يدل على تعرُّض الإنسان لثقل اللسان في أكثر من مرحلة من العمر.
• ظهور مشكلة الثقل:
لا يحدث الثقل لجميع الناس، بل لأشخاص محدَّدين ولأسباب مختلفة، منها مرضيَّة ويمكن علاجها، ومنها خلقية لا علاج لها، ولنتعرف أكثر على ثقل اللسان وكيف يصاب به الشخص يجب أن نتعرَّف على أسبابه أولاً.
• ثقل اللسان من أخطر الأمراض:
من أخطر الأمراض التي تصيب العديد من الأطفال هي عدم قدرة الطفل على نطق الكلام والحديث بشكل جيِّد، والتلعثم في الكلام، وعدم القدرة على الكلام بشكل طبيعي، وترجع أسباب هذا المرض لوجود نوع من الخلل في خروج الكلام بشكل منتظم، وخروج الحروف بشكل صحيح، ولذلك فإنَّهم يشعرون بنوع من العجز وعدم القدرة على الإباحة بما في داخلهم والإفصاح عنه.
• أسباب ثقل اللسان لدى الأطفال:
ـ أسباب خلقيَّة:
في بعض الأحيان تعود مشكلة ثقل اللسان لأسباب خلقيَّة ترتبط بالطفل منذ ولادته ويكبر وتكبر معه تلك المشكلة، ويكون الحل بمساعدة الطفل وتدريبه على نطق الكلمات والحروف بالطريقة الصحيحة.
ـ ظروف نفسيَّة:
هناك كثير من الظروف النفسيَّة التي تساعد على ظهور مشكلة ثقل اللسان التي قد يتعرَّض لها الشخص في أي مرحلة من عمره وهنا يكون العلاج النفسي هو الحل. لذلك لا بد من استشارة طبيب نفسي لعلاج تلك المشكلة.
ـ الاضطرابات الدماغيَّة:
قد تتسبب اضطرابات الدماغ أو السكتة الدماغيَّة أو الاضطرابات العضليَّة والعصبيَّة في ظهور مشكلة ثقل اللسان التي تؤدي التصلب الضموري في اللسان.
ـ أفراد الأسرة:
قد تتسبب مشكلة ثقل اللسان في كثير من الحرج للشخص المصاب وقد تعرِّصه لكثير من المواقف التي تؤذيه نفسياً وقد تسبب له الاكتئاب والانطواء بعيداً عن مجتمعه. لهذا لا بد من التفاف أفراد الأسرة واهتماهم بالمصاب أياً كانت المرحلة العمريَّة له حتى يتمكَّن من ممارسة حياته بشكل طبيعي.
• العلاج النفسي:
ـ تختلف طرق علاج ثقل اللسان عند الأطفال بحسب التأثير النفسي للطفل، كما أنَّ علاج المرض يختلف باختلاف أسباب حدوثه، ولعل أهم أدوات العلاج هو العلاج النفسي، إذ تعتبر اللجلجة أو التلعثم في الكلام من أكثر الأمور الشائعة بين الأطفال وقد يصاب بها الكبار أيضاً، لكن الأطفال هم أكثر عرضة بالإصابة بها، وهناك العديد من الأسباب المتشابكة التي تؤدي إلى حدوث تقل اللسان أو اللجلجة عند الأطفال، فقد يكون السبب نفسياً وقد يكون بسبب موقف صعب تعرَّض له الطفل وأثر عليه سلبياً.
ـ عدم تركيز الوالدين على ما يلفظه الطفل من ألفاظ بها نوع من التأتأة أو لفظ خاطئ للحرف وبإمكانهما تجاهل الأمر فَلَو كان بسبب حادثة معيَّنة فسوف يعود الأمر طبيعياً، ويزرعا الحب والثقة داخل الطفل بأنَّه سيكون على ما يرام في المستقبل، وأنَّه سيستطيع أن يتكلم وبجرأة ويلقي أي خطاب أمام الجمهور، ومع زرع الثقة والتشجيع سيزول الأمر لو كان نفسياً.
ـ يمكن عرض الطفل على اختصاصي التخاطب لممارسة بعض تمارين النطق معه.
ـ يمكن للوالدين أن يشرحا للطفل بأسلوب مبسط كيفيَّة خروج الحرف من اللسان أو من الحلق بطريقة صحيحة من دون توبيخ أو إجبار، فقط كطريقة تعليميَّة.
تجدين تفاصيل أكثر في العدد 36 من سيدتي وطفلك في الأسواق.
أرسلي كل استفساراتك التي تتعلق بالحمل والولادة وتربية الاطفال على الإيميل الآتي [email protected] لتفيدك سيدتي وطفلك من خلال اختصاصييها.