في الغربة لا تجعل همك جمع المال، ولكن عليك الانخراط في الحياة السياسية في البلد الذي اغتربت فيه، والتواصل مع أكبر شريحة من المجتمع، وأن تفهم تاريخ هذا البلد وعقلية شعبه؛ لكي تصل إلى مركز مرموق فيه، ولا تكون مجرد عابر سبيل لا يشعر به أحد.
تلك هي النصائح الجوهرية التي تقدمها الشابة الفلسطينية المقدسية الأصل منى الدزدار، والتي أصبحت وزيرة دولة في النمسا بعد أن تم اختيارها من ضمن الفريق الحكومي النمساوي.
من هي منى الدزدار وزيرة الدولة الجديدة وكيف وصلت لهذا المنصب؟
منى الدزدار هي محامية شابة من مواليد فيينا في العام 1978، نشأت في أسرة متفتحة مما جعلها تصعد السلم التعليمي بثقة وعقل ناضج حيث استطاعت أن تفوز وهي في السادسة عشرة من عمرها بمهمة تمثيل زملائها في مجلس تلاميذ المدرسة؛ مما وضع قدمها على أول طريق العمل السياسي من خلال الانخراط لاحقاً في صفوف شبيبة الحزب الاجتماعي الديمقراطي في يسار الوسط الأوروبي.
مؤهلات الوزيرة الشابة
حصلت منى الدزدار على درجة الماجستير من كلية علوم الحقوق في جامعة فيينا في العام 2004، كما حصلت على درجة الماجستير في القانون الدولي من جامعة السوربون في فرنسا عام 2006، وهي تجيد الإنجليزية والألمانية والفرنسية.
جمعية الصداقة
أسست منى جمعية الصداقة الفلسطينية في النمسا وذلك لكي تزيد من التقارب بين الشعبين النمساوي والفلسطيني من خلال طرح القضية الفلسطينية بطريقة مختلفة، ومنها التخلص من عائق اللغة؛ حيث إن الخطابات التي تلقى في المناسبات الوطنية باللغة العربية تقف عائقاً أمام طرح القضايا العربية عامة أمام المجتمع الأوروبي حسب رأيها، فكان تأسيس هذه الجمعية كمبادرة تترأسها لإصلاح خلل طرح القضايا العربية عامة.
طريق الوزارة
رأت منى الدزدار أن الطريق للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم كان عن طريق إيمانها بالفكر الاجتماعي الديمقراطي، واستغلال كل فرصة متاحة للتعلم مثلها مثل أقرانها من النمساويين، وعدم وضع حاجز الغربة أمامها كأن تتساءل: فيم تفيد الدراسة؟ ولم تؤثر عليها تجارب الجيل الأول الذي هاجر إلى النمسا، ولم يحقق شيئاً بل اعتمدت على حصولها على الجنسية النمساوية؛ لتنال كل الحقوق التي يحصل عليها المواطن النمساوي وتتدرج في المناصب؛ لتصبح وزيرة دولة عربية في بلد أوروبي.