خرجت شهرزاد الأسرة المدللة من حضن عائلتها لتشق طريق مسيرتها العلمية الذي وضعه لها القدر؛ ليكون مزيجاً من الطموحات والأماني المغلفة بالنجاحات.
إنها الشابة السعودية فايزة محمد صبحي رئيسة النادي السعودي في جامعة الشارقة التي تسعى لتكون خير عون لأبناء وطنها المغتربين والمغتربات في دولة الإمارات ومساندتهم، والتي نشأت في كنف أب ضابط عسكري وأم فاضلة، مما جعلها تجمع بين القوة والإرادة والالتزام؛ لتصل إلى ما هي عليه الآن.
في حوار ممتع ينبض بالحيوية الشبابية والأماني والطموحات العالية التقت "سيِّدتي" بالشابة فايزة الصبحي للتعرف إلى جوانب كثيرة من حياتها الشخصية والعملية، وكشف الغطاء عن عزيمتها وإصرارها على أن تصبح قدوة لغيرها من الفتيات السعوديات:
إذا سألتك أن تحدثينا عن صورتك الشخصية، فكيف ستصفينها؟
سأقول بكل بساطة: أنا فايزة محمد الصبحي، من مواليد وسكّان مدينة جدة، مقيمة في الإمارات بحكم الدراسة، أسرتي صغيرة مكونة من أب ضابط عسكري في القوات الملكية السعودية وأم فاضلة متدينة، وأنا شهرزاد الأسرة المدللة، لست متزوجة، أدرس تخصص الإعلام الإلكتروني، مجال الإعلام أعمل به منذ 7 سنوات تقريباً، وهو مجال استهواني جداً لأكون شخصيتي المحبة للاطلاع والثقافة واكتشاف الحقائق، لذا وجدت أنه المجال الأنسب والأجدر لكي أكون طالبة فيه، ومن خلاله أستطيع تحقيق طموحاتي التي أسعى إليها.
لماذا اخترت دراسة الإعلام؟
جاء ذلك من دون تخطيط مسبق، فالحظ الجميل ذهب بي لإمارة الشارقة، وعلى الرغم من أنني قُبلت في تخصص الطب في إحدى الجامعات الخاصة في جدة، إلا أنني فضلت الدراسة في جامعة الشارقة، وأحمد الله الذي أكرمني بهذه الفرصة، ثم بدأت العمل الصحفي بكتابة المقالات مع الصحف في موضوعات اجتماعية وسياسية شائكة، وحالياً أنا نائبة رئيس تحرير صحيفة "إنماء" الإلكترونية في الإمارات، والتي تختص بالمسؤولية الاجتماعية، كما أنني كاتبة مقالات في صحيفة "الرؤية" الإماراتية.
حظيت بمنصب رئيسة النادي السعودي في جامعة الشارقة، حدثينا عن ذلك؟
ترؤسي للنادي السعودي في جامعة الشارقة جاء بثقة أعتز وأتشرف بها من الملحقية الثقافية السعودية في دولة الإمارات ممثلة بالدكتور صالح بن محمد الدوسري الملحق الثقافي السعودي في الإمارات، ورئيس الهيئة الإدارية للأندية الطلابية السعودية في الإمارات عبدالعزيز القنيعير بعد مشاركات وإسهامات عديدة كعضوة من أعضاء النادي الذين أفتخر بهم جميعاً، فبفضل تكاتف الجهود صنعنا نجاحات عززت من مكانة النادي السعودي في جامعة الشارقة بشكل خاص، وفي دولة الإمارات بشكل عام.
ماذا يقدم النادي للمغتربين السعوديين؟
بإشراف ودعم الملحقية الثقافية يسلط النادي الضوء على إبداعات الطلاب والطالبات، وإبراز إنجازاتهم العلمية والثقافية، إلى جانب الاهتمام بالمسؤولية المجتمعية، حيث نسعى دائماً إلى إشراك الطلبة بمؤسسات المجتمع المحلي الإنسانية والتطوعية، بالإضافة إلى استضافة عدد من رجال الفكر والدين والثقافة؛ لأن ذلك يسهم في رفع مستوى الوعي المعرفي لدى الطلبة وإقامة الفعاليات الترفيهية داخل الحرم الجامعي لإضفاء روح الألفة والتآخي بين الطلبة والطالبات في الجامعة.
ما هو دورك والخدمات التي تقدمينها من خلاله؟
دوري كرئيسة للنادي يتمثل في تحقيق الهدف الرئيسي من إقامة النادي للطلبة، ولكن تحديداً هدفي أن لا يكون النادي مجرد شعار وأعضاء، بل أن يكون ملاذاً للإبداع والابتكار وتطوير المهارات وتوثيق الروابط التي تجمعنا كطلبة مغتربين مبدعين ومتميزين وسفراء للوطن، وإيصال مفهوم أن القيادة لا تتمثل بشخص واحد، بل يعد كل فرد من أعضاء النادي قائداً، وذلك تعزيزاً لمبدأ المسؤولية التي هي مهمة كل فرد منا بجانب عمله الإداري الفعلي في النادي، فرئاسة النادي ليست مجرد منصب، بل هي اجتهاد ومسؤولية وعمل جماعي دؤوب يَصب في مصلحة الجميع على الصعيدين الشخصي والمعرفي.
هل تعتبرين نفسك سفيرة للسعودية في الشارقة؟
نسعى ونتمنى أنا وزملائي أن نكون خير سفراء للوطن أينما كنّا، ودائماً أكرر في دعائي: "اللهم شرفني بوطني وشرِّف وطني بي"، ومهما تعددت المهمات والمسؤوليات لأبناء الوطن خارج حدوده، تظل هويتنا وساماً على صدورنا نعتز ونتشرف به.
ما التكريمات التي حصلت عليها من خلال ترؤسك للنادي؟
اختياري رئيسة للنادي يعد بالنسبة لي بحد ذاته تكريماً، وحصلت على العديد من التكريمات، منها: تكريم من جامعة الشارقة على تميز فعاليات النادي السعودي في الجامعة، وتكريم آخر من الملحقية الثقافية على مشاركتي كأحد المتحدثين في معرض الشارقة للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين، وتكريم ثالث نظير تميز إسهامات ومشاركات النادي مع بقية الأندية السعودية الطلابية في الجامعات الاماراتية.
هل ابتعادك عن وطنك أصابك بالغربة؟
من فضل الله عليّ أنني أكملت دراسة المرحلة الجامعية في دولة الإمارات التي لم أشعر بمعنى الغربة فيها؛ لأنها تتقارب في طبيعتها الجغرافية والمجتمعية مع السعودية، وحظيت بمعرفة عدد كبير من الطلبة السعوديين في الجامعة من كل مناطق السعودية، والذين ربما لم تتح لي فرصة الالتقاء بهم لو كنت في السعودية، فأصبحوا لي أخوة وأخوات أنجبهم لي القدر الجميل، ورغم أن جميع من حولي راهنوا أنني لن أكمل وسأعود من أول شهر؛ بزعم أنني لن أتحمل مصاعب وتحديات الغربة، إلا أنني أكملت، وحالياً أنا سعيدة بالحياة المستقلة التي أسستها لنفسي.
ما حدود طموحك؟ وما الهدف الذي تسعين لتحقيقه؟
طموحاتي لا حدود لها، وأسعى إلى أن أكون شخصية ناجحة ونافعة لمجتمعي ولبلدي، وأتمنى أن أكون أول وزيرة الشباب أو سفيرة دبلوماسية لبلدي.