ناكو جوستين، فتاة شابة من دولة غينيا لم تكن تعمل، لكنها انتبهت إلى أن أقرب مصدر لها لاستدامة الحياة على الأرض هو الأرض نفسها، وأدركت بفطرتها أن الزراعة كانت ولا تزال مصدر حياة البشر في أصقاع الأرض، لذلك اختارت أن تصبح مزارعة، وأثبتت أن هذه المهنة ليست حكراً على الرجال والنساء القادمين من الأرياف، وهي ابنة المدينة، والحقيقة التي فهمتها هذه الفتاة هي أن البشر ما داموا أحياء فهم بحاجة إلى الغذاء والطعام.
وهكذا احتضنت ناكو جوستين هذه الفلسفة بذراعيها، ووضعت قدميها على 6 هكتارات من الأرض وصرخت إنها الجنة التي أبحث عنها، وقامت بإنتاج المحاصيل الزراعية بطريقة تجارية من ضمنها منتجات الألبان والجزر والملفوف وغيرها من الخضراوات التي تحتاج إليها المنطقة، وبعد أن استطاعت أن تتحكم بالظروف الصعبة التي تعيق الإنتاج الزراعي، تمكنت أن تبرهن عكس ما يفكر به الآخرون من أن الزراعة مهنة محفوفة بالمخاطر ولا تحقق الأرباح اللازمة، ولكن الفكرة السائدة هنا أن المزارعين يعانون من الفقر المدقع في غينيا، وقد تم تصنيف هذا البلد من بين البلدان الأكثر فقراً، ومع ذلك، شقت هذه الفتاة طريقها «الزراعي» وحققت أحلامها وطموحها في ظل هذه الظروف المُحبطة، بل واستطاعت أن تصبح مليونيرة في عمر الـ 25 عاماً؛ لأنها قامت بتطبيق التصنيع الزراعي أي الإنتاج بكميات كبيرة وبيعها بالجملة، وكذلك البيع بنفسها المحاصيل الزراعية التي تُنتجها إلى المستهلكين مباشرة؛ لأن هؤلاء سواء من التجار أو الأفراد لا يستطيعون استيراد تلك المنتجات بسبب افتقارهم إلى الأرصدة المالية الآنية، وسرعان ما تحوّلت هذه الفتاة إلى نموذج مثالي للفتيات والنساء الشابات في غينيا، وتبعها الكثير من النساء اللاتي بإمكانهن أن يضعن جمالهن جانباً ويبدأن بالعمل الشاق كي يتحولن إلى مصدر عزيمة وإلهام للآخرين، وقدمت المزارعة الشابة ناكو جوستين مفهوماً جديداً للزراعة وهو استغلال الأرض بأنواع المحاصيل الزراعية وبيعها مباشرة دون وسيط يأخذ منها نسبة عالية من الأرباح، ونجحت الفكرة وأصبحت مزرعتها مزاراً للمستهلكين والفضوليين في آن واحد.
ترجمة عن موقع: AM AfrikMag 2016